وساوس الكفرية: الشك وتأنيب الضمير م
إكمال بعض الأسئلة فقط للدكتورة رفيف
السلام عليكم سأضيف هذه الأسئلة وفقط للدكتورة رفيف، إذا كنت لست في حالة وسواس ديني مثلا من ناحية كلام السوء بل ربما وساوس أخرى أو في حالة شفاء نسبي من الوسواس (أظن وسواسي أصبح مزمنا إن لم يتعلق بالدين) إذا كان موضوع ديني أكون مضطربة وإذا كان موضوع يتعلق بالدنيا أبقى أفكر يعني تفكير مزمن خاصة في أخطائي وهكذا أي أن وسواسي لا يشفى إنما فكرة تطرد فكرة وكلها بطريقة تفكير كثيرة وملحة ومقلقة يعني مثلا أفكر في موقف بطريقة مقلقة بعد ذلك تأتي فكرة أخرى أشتغل بها عن الأولى وأبقى في تفكير مزمن.
قديما كان وسواس، والآن أرى نفسي بعد معرفتي بالوسواس وحلوله أنا المقصرة واتبعت خطوات الشيطان وقد أتوقف لمدة وأستطيع التوقف أو ينقص لوحده مثلا بعد أسبوع أو لما أطمئن، هل هذا وسواس مرضي؟ أو أنا من يتبع خطوات الشيطان وقد ينقص لما لا أجد من أتحدث به عنه، ولكن قد يظهر بعد ذلك وقد ينقص لما لا أجلس وحدي؟ وكنت في حالة غضب أو معصية أو يأس وحزن وهي لحظات تسلط الشيطان، وتأتيك الفكرة أنك ستسمع كلام سيئا جدا وأكون ربما قد قرأته والعياذ بالله في الواقع ثم لا تحاربه وكأنك تنصت إليه.
وفي العادة لما تكون مثلا في حالة إيمان قوي لما تهجم علي الفكرة لا أستطيع طردها لكن لما تأتيني الفكرة مسبقا في ثواني أنني سأسمع كلام سيئ بعدها أتعوذ من الشيطان وأشغل نفسي لكي لا أسمع أما في حالة الغضب أو المعصية أو اليأس كأنني أنصت لها وعندما تأتيني بعدها قد أحزن أنني سمعتها مع إنني وأنا أسمعها أحسست بانشراح وقد أرى نفسي مبتسمة نصف ابتسامة (كنت قبل سنوات لا أبتسم و لما أصبحت أريد تحقير الفكرة لأنني كنت أخاف أخذت الابتسامة طريقة لكن بعد ذلك أصبحت أبتسم هكذا نصف ابتسامة غير مبالية قد أقول وسواس عادي أبتسم أو والعياذ بالله لما أكون في حالة ضعف إيماني فلا أحارب كما يجب) والعياذ بالله هل هذا حديث نفس أو شيطان هل معفو عنه علما أنه يتغير بتغير الحالة الإيمانية؟ وأنا قرأت ليس كل حديث نفس معفو عنه.
حدثت لي منذ أشهر وحدثت لي منذ أيام ليس دوما استجلاب الكلام بعد ذلك لأرى كيف كانت ردة فعلك كنت أخاف من ذلك وأعتبرها قد تكون استرسالا فقد أشغل نفسي ولما قرأت أن هذا من الوسواس وكأني أصبحت أستجلبها غير خائفة فأتحدث في نفسي بذلك الكلام السوء وقد قرأت في الموقع أن هذا ليس استرسالا، بل تفعل ما تكرهه مكرها عليه لكن أنا أرى أنه بإرادتي بعد ذلك لأني أصبحت أفعل ذلك بكل راحة وأقول هو من حيل الوسواس ثم أندم ولو أتعوذ بالله وأنشغل لا أستجلب الفكرة خوفا من الاسترسال هل أنا مذنبة؟ وهذا يعتبر عمل عمدي أحاسب عليه... فقد أكون معذورة لورود الفكرة لكن لا أدري هل معذورة بسبب التأخير في محاربتها وتجاهلها تلك الثواني أو حتى الدقائق هل هذا صحيح؟ وأيضا لست معذورة عندما أستجلبها لأنني سأقول في نفسي كلاما سيئا جدا، وهذا ما يحزنني أكثر أنا أرى نفسي مذنبة خاصة في هذه التفاصيل مذنبة في استجلاب الفكرة ومذنبة لأنني طول اليوم أفكر ولا أشتغل إلا القليل.
خاصة أنني قصرت في دفع الأفكار مرة بسبب الخوف المصاحب لحالتي ومرات لأنني لم أخرج وبقيت أفكر إذن أنا لي يد في استجلاب الأفكار والعياذ بالله الكفرية تعالى وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا هل صحيح خاصة تكلمت كثيرا مع بعض أهلي عليه هذه المرة؟ إلا أن يرحمني الله
شكرااااااااااا
جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه
11/4/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "مريم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أكرر أن (من المؤسف أن د. رفيف الصباغ في إجازة اعتراضية على كثرة ما نرسله لها من استشارات وطلبت ألا نرسل جديدا حتى تنهي ما تراكم لديها، وعليه أصبحت المخول بالرد عليك).
بداية اطمئني إلى انتفاء كل مسؤولية عنك فيما يخص المعاني أو الصور أو الأفكار الكفرية، لأن الوسوسة تسقط التكليف فلا كفر لمريض بوسواس الكفرية.
هذه العبارة ((أظن وسواسي أصبح مزمنا إن لم يتعلق بالدين) إذا كان موضوع ديني أكون مضطربة وإذا كان موضوع يتعلق بالدنيا أبقى أفكر يعني تفكير مزمن خاصة في أخطائي) ... تشير بدقة إلى محور معاناتك وهو فرط الخوف من الذنب/الخطأ مع فرط التعمق في تجنب الوقوع فيه أي في تحاشيه، وكذا فرط الإسراف في محاولة التصحيح بالاستغفار أو الاعتذار أو جلد الذات... وهذا هو عرْض الوسواس القهري الذي نسميه و.ذ.ت.ق أي وسواس الذنب التعمق القهري(1-3).
ثم سأشرح لك نقطتين الأولى هي علاقة الشيطان بالموضوع وهي نقطة في منتهى الأهمية، فالشيطان حسب الفهم الديني (اليهودي المسيحي الإسلامي) هو مصدر تلك الوساوس -على الأقل الدينية منها-، لكن في الطب النفساني السائد لا وجود للشيطان لأنه غير مادي، ولا أحد يتساءل كذلك عن مصدر الوساوس، لكن من المهم الانتباه إلى أن هذا الشيطان موجود بالنسبة لكل البشر وليس فقط لمرضى الوسواس القهري أو الموسوسين، كذلك فإنه وبغض النظر عن المصدر فإن الطريقة التي يتعامل بها الإنسان المهيأ للإصابة باضطراب الوسواس القهري مع الفكرة تختلف اختلافا كليا عن الطريقة التي يتعامل بها الإنسان الصحيح مع نفس الفكرة... سبب اختلاف طريقة التعامل هو أولا الأهمية التي يوليها الإنسان لأفكاره الدينية أو مبادئه الأخلاقية والخوف الشديد من الذنب أو الخطأ أو عدم الانضباط إضافة لسمات مثل فرط الضمير والمسؤولية والكمالية والالتزام ...إلخ ما لا يمكن أن يعد تهما ولا اتباعا للشيطان هداك الله
من المفيد أثناء العلاج السلوكي المعرفي لوساوس العبادات والمعاملات والوساوس التعمقية استخدام استعارة الشيطان... لكن حذار من سوء الفهم، المتمثل في اتهام مريض الوسواس القهري باتباع الشيطان لأنها تهمة باطلة.
والنقطة الثانية هي مسألة الاستجلاب وأن الاستجلاب يكون بإرادتك (رغم أنك غير مكلفة بدفع الكفر)، فإننا نؤكد لك أن هذا يكون من حيل الوسواس وإذا لم يكن منه فهو من حديث النفس المعفو عنه (بالمناسبة كل حديث النفس بالنسبة لمريض الوسواس القهري أو الموسوس معفو عنه مهما شعر تجاهه، لو نطقه أو كتبه وابتسم ضاحكا وراقصا من الفرح) ببساطة كل هذا تابع وسواس الكفر ورد فعل المريض عليه ولا إرادة فيه ولا تعمد ولا قصد ولا نية.
المفاجأة أن استجلاب الوسواس أثناء مهمات الع.س.م هو أحد أهم أسلحة العلاج لأن المبدأ هو التعرض ومنع الاستجابة، أي أن نستجلب الوسواس بفعل ما يثيره من العبادات أو حتى نتذكره قاصدين لنتدرب على تتفيهه وتجاهله مستمرين في عباداتنا وممتنعين عن تكرارها حتى ولو لم نستشعر صحتها..، ولا قيمة في ذلك الوقت لا للمشاعر التي ستصاحب الوسوسة الكفرية ولا لحركات الجسد، أو أجزائه أو للضحك أو الابتسام ... كل هذا لا يجعل الموسوس بالكفر كافرا لأنه ببساطة لم يعد بإمكانه أن يكفر، واقرئي: وسواس الكفرية: حتى النطق بالكفر ليس كفرا!
وأيضًا اقرئي: وسواس الكفرية: استجلاب الوسواس حرام أم حلال؟
ولا يفوتني التعليق إذن على قولك (فقد أكون معذورة لورود الفكرة لكن لا أدري هل معذورة بسبب التأخير في محاربتها وتجاهلها تلك الثواني) .. أنت معذورة أبدا ما حييت في كل متعلق بوسواس الكفرية .. من فضلك روحي وسوسي بعيد عن دينك... إن أردت من خلال الأخذ بالرخصة المفتوحة والعلاج، وأكرر (أنت بحاجة ماسة إلى التواصل مع طبيب نفساني ومعالج سلوكي معرفي)
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: وساوس الكفرية: الشك وتأنيب الضمير م2