الشذوذ وحب الأقدام .. يطارداني حتى الآن
تقلبات مزاجية وعدم وضوح الشخصية
السلام عليكم، انا طالب جامعي مغترب في إحدى الدول الخليجية لغرض الدراسة،، بدأت مشكلتي منذ ثلاث أو أربع سنوات في نهاية دراستي الثانوية حيث كنت في نهاية المتوسطة ومرحلة الثانوية الشاب الذكي الطموح محل الأنظار الاجتماعي والشغوف شعرت حينها أنني وأخيرا بعد كفاح تعرفت على نفسي عرفتها على حقيقتها بنقاط قوتها وضعفها وأتى ذلك بعد طفولة مريرة تكبدها عنف أسري من قبل الوالدة لانحرافات جنسية لتنمر شديد بالمدرسة نظرا لصعوبة نطق بعض الحروف آنذاك
ما حدث أني أصبت باكتئاب حاد في بداية المرحلة المتوسطة دون أن أعلم أنه اكتئاب قطعت بعده عهدا بأن أبدأ الحياة بعد تخلصي من كل الأسباب التي أدت بي لاكتئاب وأنطلق للعالم وهذا ما حدث بالفعل تفجرت شخصيتي بكل جوانبها الإيجابية بت على تواصل جيد وممتاز مع نفسي أعرف ما تحب وما تكره ما حدث بعد ذلك أنه في نهاية الثانوية أصبت بتقلبات مزاجية وبدأ الشعور الاكتئابي بالعودة لكن بنمط أخف بكثير مما أصابني في مرحلتي المتوسطة
بدايته كان مشاكل مع أبناء مدرستي حيث أنهم جميعهم من مواطني تلك الدولة التي ولدت فيها وبدوري حيث أني أيضا ولدت في نفس الدولة وكذلك والداي فأنا أتقن لهجتهم وألبس ملابسهم ولا يستطيع أحد معرفة جنسيتي الأصليه وهذا نتاج متوقع لمواليد الجيل الثاني في بلاد الغربة ماحدث بعدها أنه بدأت حملة عنصريه لي تزامنا مع حملة شنت على دولتي الأم في تويتر وللأسف تحملت أنا تبعاتها بدأت بعدها أشعر أنني لست أنا وأني حقا غريب فأنا أتحدث لهجة ليست بلهجتي وألبس لبسا ليس بلبسي شعرت أني إنسان مشوه ومضطرب الشخصية فأنا لن أصبح منهم وبنفس الوقت لا أجيد تحدث لهجتي الأصليه حيث أني لا أعرف عن بلدي شيء ولا أتقبله صراحة وربما ذلك ضعف في تقديري لذاتي لا أعلم
ترافق معي في تلك المرحلة تقلبات مزاجية كما ذكرت سابقا كانت تتلخص في هبوط للمزاج ثم العوده لشخصيتي الحقيقية لاحظ ذلك مدرسيني حيث كانوا يسألونني ما أصابك ولا أجيب لأني حقا لا أعلم ما أصابني فلم أعد ذلك الطالب الشغوف المرح والمحبوب وبدأت مظاهر التعاسة تبدو على شكلي وتصرفاتي ثم بدأت والدتي بالسؤال ولم أجب لأني لا أعلم ثم بعد ذلك ما عادوا يسألونني ظنا منهم أن هذه شخصيتي الجديدة كئيبة متشائمة فاقدة للشغف وتقدير النفس والذات بعد الإيجابية والطموح والجموح وقوة الشخصية أصبت بعد ذلك برهاب اجتماعي تطور بعد ذلك لقلق حاد عند دخولي لجامعة لم أرغبها وقد مرت الآن ثلاث سنوات أتمنى فيها العودة لذاتي التي نسيت كيف كانت تبدو أصلا!!
الناس تطورت بشخصياتها واهتماماتها وأنا أتمنى الرجوع للخلف ثلاث أو أربع سنوات! الآن ولله الحمد بعد إدخال تغييرات كثيرة بحياتي شفيت من الرهاب بنسبة كبيرة جدا والقلق كذلك لكن ما زال المزاج الاكتئابي هو الغالب علي وكذلك ضعف تقدير للذات كبير جدا أشعر أني لا أعلم ماذا أريد، أريد الخلاص وحسب كانت تأتيني أفكار انتحارية بشدة منذ فترة وقلت الآن كثيرا ولله الحمد لكن ما ألبث أقبل على الحياة تارة إلا وأرجع لأسفل أسفلين ويلتهمني الاكتئاب والقلق مما أثر على علاقاتي مع الناس ورماني لكهف الانطوائية مع أن شخصيتي في أصلها اجتماعية محبة للناس كذلك ما أشعر به الآن هو انخفاض حاد في مقدراتي الفكرية فلا أشعر أني ذكي كالسابق حيث كنت مناقش جيد جدا أجيد النقاش في أي موضوع بأي وقت مع أي أحد وأغلبه غالبا
كما أنني كنت قد افتتحت تجارتي الخاصة في عمر صغير وكانت تنكب علي الأفكار والحيل التسويقية التي يصعب على من كان بسني إدراكها لكن الآن مع رغبتي الشديدة للعودة للتجارة وتحديد هدفي إلا أني أشعر أن عقلي فارغ لم أعد أشعر بتلك الحماسة وتدفق الأفكار وصفاء الذهن أيضا من اللي لاحظته أني سابقا بعد الاجتماع بالأصحاب كنت أرجع مبسوطا أما الآن فأني أرجع تعيسا أكثر من قبل عند اختلاطي بالناس وكنت أحب البرية والتخييم كثيرا وكانت أكثر ما يستهويني حتى أني عرفت غير محيطي بهذا الشيء والآن لا أجد متعتها وكنت أيضا شغوفا جدا بتربية الحيوانات الأليفة وكانت هي أهم هواياتي منذ الطفولة
أما الآن فقد فقدت هذا الشغف والحب أيضا أرجوكم أريد حلا وعلاجا فقد تعبت وسئمت كنت قد تواصلت مع طبيب نفساني وقال لي أن ما أعانيه هو اكتئاب خفيف وقد وصف لي سبراليكس بجرعة 10 ولكني متخوف من أخذه للآن لسببين أولهما تجربة سيئة مع عقار زولفت أخذته من تلقاء نفسي لمدة ثلاث أيام حيث أصابني اكتئاب حاد وقلق شديد ورغبة بالموت وبكاء بعد أن أخذته وكنت قد تحسنت بشكل ملحوظ في تلك الفترة قبل أخذه ولكن مازال مزاجي متقلب والسبب الآخر هو خوفي من دخول هذه الدوامة والاعتماد عليها بشكل دائم حيث أنني مشتت ولا أعرف ما سبب اكتئابي الحقيقي الذي أريد التخلص منه مما قد يجعلني أعتمد على تلك العقاقير
أريد توجيهكم ونصحكم ورأفتكم بي أريد أن أبدأ الحياة وأعود لها بحب وشغف وأستعيد نفسي وذاتي وذكائي
جزاكم الله عني خير الجزاء
27/4/2023
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
ما هو واضح في نهاية رسالتك بأنك مصاب باضطراب الاكتئاب الرديد. تحسنت بعد أول نوبة وربما هذه نوبتك الثانية أو انتكاسة نوبة لم تشفى منها. وصفك لانعدام التلذذ في غاية الوضوح٬ ومحاولتك تفسير هذا الاكتئاب والبحث عن أسبابه وربط سجلات الماضي بالحاضر عملية عقيمة٬ وما أنت بحاجة إليه هو علاج الاكتئاب.
هذه استشارتك الثانية والتي تعكس مع الأولى ضعف بنيانك النفسي ومقاومتك للضغوط البيئية٬ وبالتالي تتدهور صوب قاع الاكتئاب الذي لن تخرج منه إلا مع استعمال عقار مضاد للاكتئاب في هذه المرحلة. بعد تحسنك تدخل في علاج معرفي سلوكي وتستمر على العقار لمدة عام على الأقل وتتابع بصورة منتظمة مع طبيبك النفساني.
هناك عقاقير عدة وإذا كنت لا تتحمل جرعة ١٠ مغم أولا تبدأ بجرعة ٥ مغم لمدة أسبوع وترفع جرعة العقار تدريجياً استنادا إلى نصيحة طبيبك المعالج.
الحل الوحيد هو أعلاه.
وفقك الله.
ويتبع>>>: الشذوذ وحب الأقدام .. يطارداني حتى الآن م1