الانطفاء النفسي والهشاشة لا تبقى إلا اختيارا! م
محطات التغيير
تحياتي لكم، أنا شاب في السنة النهائية في الكلية، قد يتبادر إلى ذهنكم تلك الصورة من النشاط والحيوية والطموح والتمرد والرجولة والقوة البدنية واليقظة الذهنية التي يتمتع بها الشباب في مثل هكذا عمر، للأسف ولا واحدة مما سبق تنطبق علي، فأنا كسول جدا مع جسد ضعيف وليس بنحيف وليس لدي شيء أنجزته في الحياة أو شيء أريد إنجازه وإنما أحلام يقظة وقدرات ذهنية متدنية، هذا الأمر صحيح أنه موجود معي الآن ولكنه أيضا موجود معي منذ الطفولة ولكن بصورة أقل
أنا خجول جدا وضعيف الشخصية ومكوث شبه دائم في البيت لا أخرج إلا لمصلحة أو للدراسة وهكذا علاقتي محدودة جدا، القليل يعرفني وقليل جدا من أعرف، ليس لدي مشاعر وانفعالات قوية فعندما يحدث شيء محزن لا أحزن كثير وكذلك عند حدوث شيء مفرح، متوتر وصامت ولا أجيد الحديث والنقاشات، صوت خافت رقيق منخفض بدون أصدقاء أو أحد مقرب حتى من أسرتي فأنا وحيد أعيش بجسدي مع الناس وعقلي وقلبي في مكان آخر لدي فوبيا من الفئران وبدرجة أقل من الكلاب، أفتقد الشجاعة فمثلا عند حدوث صوت عالي فجأة أخاف
في سن العشر سنوات بدأت أتجه إلي الدين وأتعلق فيه واستمر الأمر أربع سنوات كنت خلالها صارم مع نفسي أصلي جميع الصلوات الخمس في المسجد جماعة وعندما لا أستطيع الذهاب إلى المسجد أصليها في وقتها أي قبل وقت الصلاة التي تليها، كنت أقوم بالأذكار وقراءة القرآن والأخلاق الواردة في الإسلام مثل الصدق والأمانة وغض البصر وغيرها، بعد هذه الأربع سنوات تغير الحال كالتالي بدأت استثقل الدين وبدأت في التهاون شيئا في شيئا، استمر الأمر ثلاث سنوات، صحيح أني أصبحت مقصر في العبادات وأقصد الصلاة ولكن كنت ملتزم بالأخلاق والإيمان وكنت أعتبر نفسي مذنب وألوم نفسي، وبعد هذه الثلاث سنوات أعقبها ثلاث أخريات أنا أصفها بأنها أخطر وأهم ثلاث سنوات في حياتي حيث تغير كل شيء 180 درجة بل أكثر وأكثر ما كان يميز هذه الثلاث سنوات التفكير في كل شيء الخلق والخالق معا
وساعدني على ذلك وقت الفراغ الكثير ولم أكن أمتلك هاتف ولا ألعاب تلهيني عن التفكير لم يكن لدي شيء سوى التفكير، تركت العبادات وبدون إحساس بالذنب، تغيرت قناعتي واعتقادي تعرضت للكثير من الصعوبات والصدمات الكل يسأل ماذا حدث من هذا الشخص حتى أنا نفسي لم أعد أعرف ماذا حدث ولكن الذي أعرفه أنه كان لابد لما حدث أن يحدث هذه هي المحطة الأولى محطة الألم الجسدي والنفسي والضياع، أما المحطة الثانية وتشمل ثلاث سنوات وصولا إلى الآن فاتسمت بالهدوء الظاهري الخارجي ولكن الداخل مشتعل أريد أن أفهم أعرف أتخلص من هذا الألم، بعد امتلاك لهاتف في بداية هذه المحطة الثانية ووصول إلى الإنترنت متاح بدأت أبحث وأبحث وأقرأ مئات المقالات وعشرات الكتب، بدأت تتكون لدي قناعات أخرى وأفكار أخرى
سؤالي أنا الآن حياتي عبارة عن بحث وقراءة وطعام ونوم بالإضافة إلى الأشياء الروتينية مثل الدراسة والعمل،
هل ما أنا عليه الآن هو هدوء ما قبل العاصفة أم هدوء ما بعدها وهل تتكرر عواصف أخرى، ما هي الحياة؟؟
18/5/2023
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
ليس هناك في استشارتك ما يشير إلى أنك تعاني من مرض عقلي والمحطات التي تشير إليها في الرسالة يمر عبرها جميع البشر وهناك العشرات من المحطات في انتظارك.
الإنسان يدرك بين الحين والآخر احتياجاته الناقصة ويسعي إلى تلبيتها عبر كفاحه ومواجهة التحديات. الحياة هي بحث وتعليم وعمل والتواصل مع الآخرين. لا توجد عاصفة في انتظارك.
الإنسان هو الوحيد القادر على بناء كيانه ولا يحق للموقع أو غيره إطلاق المواعظ في هذا الأمر. تعريف الحياة يختلف من إنسان لآخر، وتعريفك لها اليوم غير تعريفها مستقبلاً وستصل إلى الجواب بنفسك.
وفقك الله.
ويتبع>>>: الانطفاء النفسي والهشاشة لا تبقى إلا اختيارا! م2