وسواس الكفرية: لم أعد أشعر بالذنب! م1
الوسواس القهري الديني
السلام عليكم اسمي نور سبق أن أرسلت إليكم وقد أجابتني دكتورة رفيف الصباغ لقد أخبرتني أني مؤمنة ولكن أنا لا أظن ذلك لأني أظل أتذكر أفكار مرت بعقلي أفكار كفر لم أقاومها مثل مرة فكرة ماذا لو التزمت بالحجاب أو لم تعملي ببنك لأني أظن أن البنك يتعامل بالربا ثم بعد الموت لم أجد آخرة حينها أذكر أني فكرت يجب أن أقوم بأمور تكون جيدة بأي حال وهكذا لو لم توجد آخرة أكون قمت بعمل صالح وأظن أني قلت هذا لنفسي بإرادتي ولكني لا أتذكر أني قمت بأي عمل ديني لاحقا وأنا أفكر هكذا بل كنت أقوم بالأمر خوفا من الله حتى أني كنت أبكي عندما أشعر أن أي أوامر دينية ثقيلة علي أو غير قادرة على الالتزام بها.
أو فكرة مثل ماذا لو لم يكن هناك آخرة وأحيانا كنت أجيب نفسي فأنا لم أقل هذا الكلام لأحد ماذا ستخسرين أنت تعبدين الله وتضمنين أنك لن تذهبي النار ثم أنسى هذا وأصلي وأصوم خوفا من الله حتى أني عندما أتكلم عن الله والإسلام وضرورة وجود آخرة لأن العدل سنة كونية كنت أقولها بصدق فهل أنا منافقة أقول شيء وأشعر بعكسه دون أن أدري أم أنه هناك تفسير لحالتي.
وقد وصلت لمرحلة صعبة في الوسوسة في كل شيء حتى أني مرة ذهبت للقيام بتحليل دم ولم أرى الممرضة وهي تفتح الحقنة الجديدة فظللت لأكثر من شهر أفكر أنها ربما استعملت حقنة مستعملة وقد يكون صاحبها مريضا بالإيدز أو فيرس سي وظللت أبحث على النت هل يوجد معامل يمكن أن يفعلوا هكذا، وغيرها من الأفكار فهل يمكن أن يصل موسوس قهري لحالتي ويكون مؤمن حقا أم ماذا؟
يقتلني أني لم أنفِ الأفكار ولم أبكِ منها فقط تضايقت، ولكن هل يكون هذا لأني عانيت من وساوس دينية لسنيين طويلة بالإضافة لوساوس في الوضوء والطهارة وإعادة الصلاة وغيرها هل أنا منافقة؟ ماذا أفعل أنا أعاني منذ أكثر من عام حتى وصلت أن أدعو على نفسي بالموت في السجود لأنه أقرب موضع لله
أرجوكم لا تتأخروا علي في الإجابة دكتورة رفيف هل يوجد طريقة أتأكد بها أن هذه الشكوك لم تستقر بداخلي لأني أحيانا أقول لنفسي إني كنت أحاول إيقاف الأفكار كي لا أتألم منها وأدخل في دوامة كم حدث؟ أول مرة أصابتني الوساوس التشكيكية وأنا في الإعدادية وأحيانا أخرى أعتقد أني كاذبة وأحاول فقط تبرئة نفسي حتى يكون زواجي صحيحا هل يمكن أنها لم تستقر وكانت عابرة رغم أني لم أنفها أو أستغفر منها وفي نفس الوقت طوال حياتي كنت أدعو الله أن يطمئن قلبي كما طمأن قلب سيدنا إبراهيم وقد قرأت أكثر من كتاب عن الله والرسول ورد الشبهات وأسماء الله الحسنى، ولكن لم أربط بين هذه الرغبة في تقوية إيماني والأفكار التي تأتيني.
هل هذا يعني أنها لم تستقر لهذا نسيتها ولم تشككني في الصلاة أو الصوم والزكاة أم يعني أني منافقة؟
أرجوك أجيبيني أنا في عذاب لا يعلمه سوى الله!
18/5/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "نور" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
طلبت رد د. رفيف لكن مضطر أنا أن أجيب نظرا لتوقف د. رفيف عن استلام استشارات جديدة قبل أن تنهي ما تراكم فاقبلي تقولين تقولين إن د. رفيف (أخبرتني أني مؤمنة، ولكن أنا لا أظن ذلك لأني أظل أتذكر أفكار مرت بعقلي أفكار كفر لم أقاومها) من أين جئت بأن عليك مقاومة الأفكار الكفرية وأنت أصلا مريضة وسواس قهري غير مكلفة شرعا بذلك؟ وتقولين: (يقتلني أني لم أنفِ الأفكار ولم أبكِ منها فقط تضايقت) ولا الصحيح حتى أن تتضايقي، بل تكفيك المرة الأولى لورود الوسوسة الكفرية أو التشكيكية والتي أفزعتك من شدة وقعها عليك (وعندها ثبت إيمانك وانتهى الأمر وأصبحت محصنة ضد الكفر مهما حدث) بعد ذلك الصحيح هو استفزاز الوسواس بفعل ما يجعله يتكرر ثم تجاهل حدوثه، وتأكدي دائما أنك لا علاقة لما تفعلين بالنفاق أو الرياء واقرئي هذا الرابط لتفهمي أكثر: وسواس قهري يمنعني من الصلاة!
كل ما ذكرته لنا من وساوس أو أفكار تشكيكية لا قيمة له سواء كان من الوسواس أو من حديث النفس ما دمت كما تقولين (ثم أنسى هذا وأصلي وأصوم خوفا من الله)، فأيا كان ذلك لا يوجد أي شبهة للكفر واقرئي لتدركي أكثر: وسواس الكفرية: هل يصح التجاهل؟ بل يجب! وقد تعجزين عن ذلك دون مساعدة علاجية فنفذي ما نصحنا به سابقا وتواصلي مع معالج مختص.
نادرا ما تقتصر أعراض اضطراب الوسواس القهري على الجانب الديني فقط في حياة الموسوس، وليس غريبا أن توسوسي بالخوف من العدوى بعد التحليل، ولا علاقة لهذا الأمر كلية بموضوع الإيمان، وردا على تساؤلك (فهل يمكن أن يصل موسوس قهري لحالتي ويكون مؤمن حقا أم ماذا؟) أقول مؤكدا بل لا يصل إليها إلا صاحب الإيمان الحقيقي.
وأما تساؤلك (هل يوجد طريقة أتأكد بها أن هذه الشكوك لم تستقر بداخلي) فإن الرد عليه يحتاج أولا إلى إيضاح في منتهى الأهمية وهي أن الشكوك أو الوساوس العابرة مقابل تلك المستقرة كما تجدين في بعض النصوص الفقهية إنما تتعلق فقط بكل من وسواس النفس وحديثها أو وسواس الشيطان ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بمريض وسواس قهري الكفرية... إذن أنت لا علاقة لك بموضوع الاستقرار هذا، ليس هذا فقط وإنما يجب أن تدركي أن أي طريق للتأكد من هذا الأمر داخلك هو طريق تضعين نفسك فيه في مرمى الوسواس لأن استشعار الإيمان هو عملية تستدعي الرؤية الواضحة للمشاعر الداخلية للإنسان نسميها التفيش في الدواخل وهو آفة الموسوسين بسبب نقيصة عمه الدواخل، والتي تفسر عجز مريض الوسواس عن التيقن من دواخله أو حالاته الداخلية.
وأخيرا أختتم بنصيحة د. رفيف (رسالتك هذه لا تختلف عن سابقتيها، ولم أجد ما أزيده من كلام سوى أن أقول لك إن مراسلتنا لن تفيدك في العلاج، ولن تستطيعي تخطي هذه المرحلة التي أنت فيها إلا بالذهاب إلى الطبيب، وكفاك تعذيبًا لنفسك بتأخرك)
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>: وسواس الكفرية: لم أعد أشعر بالذنب! م3