وسواس النجاسة: اليسير المعفو عنه التجاهل هو الحل م2
استشارة عن الوسواس القهري
السلام عليكم، أنا لدي وسواس قهري خاص بالنجاسات، لقد اضطررت للعيش لدي أقاربي لمدة مجهولة الأمد لبعض الظروف، لدى أقاربي الكثير من الأطفال بمختلف الأعمار المشكلة أنهم يقضون حاجتهم على الأرض وهكذا، أعرف أنه لا خطأ في هذا بالنسبة لطفل، ولكن طريقة تعامل الأمهات هي الخطأ، مثلا عندما يتبول طفل في السرير يتركونه فقط حتى يجف دون غسل الفراش ولو بال على الأرض يمسحون البول بسروال الطفل المبتل بالبول ويتركون الباقي يجف دون سكب ماء عليه أو ما شابه.
وأحيانا لا يغيرون ثياب الطفل التي بها بول ويتركونه يرتديها وأحيانا يغسلون الطفل من البول وأحيانا يتركونه ببوله ويغيرون سرواله فقط، نبهت عليهم من قبل بضرورة غسل النجاسة، ولكنهم لم يهتموا للأمر، يعطونني شعور أن بول الطفل كالماء، الأطفال كبار يصل أعمارهم قرابة عامين أكيد بولهم نجس، أصبحت أكره الأطفال عندما أنظر إليهم أشعر أني أنظر إلى كائنات قذرة، عندما يلمسني أحدهم أريد غسل ذلك الجزء بسرعة ولا أستطيع السير على الأرض حافية أبدا بالأخص عندما تكون قدمي مبتلة بالوضوء وهكذا.
حتى عندما ينظفون ويمسحون الأرض بالماء يكون فقط قطعة مبتلة معصور منها الماء ويمسحون الغرفة، المفروض نسكب الماء على النجاسة لتطهر، فهل إذا نظفوا بهذه الطريقة عدة مرات تطهر الأرض أم ماذا، أعلم أنه إذا لم أتيقن وجود النجاسة لا أهتم لها لكن هؤلاء الكائنات حتما مليئون بالنجاسة والقذارة لأن الطريقة التي ينظف بها أمهاتهم خطأ تماما فكيف سيصبحون طاهرين.
أتمنى أن أعود لمنزلي بسرعة، أنا مضطرة للبقاء معهم لفترة أتمنى من الله أن تنتهي بسرعة وأعود للمنزل بصحة وعافية إن شاء الله، من شدة انقرافي أشعر أني في اليوم الذي سأسافر فيه إن شاء الله سأذهب لشراء ملابس جديدة تماما وكل شيء جديد والقديم كله سأرميه وأريد حتى إني أريد غسل هاتفي بالماء، لا أستطيع لمس أي مكان بحرية خاصة ويدي مبلولة ولا حتى الجلوس بحرية في أي مكان.
ما يجعلني أرسل لكم هذا أنه مهما أجتهد في غسل كل شيء تبقي هناك أماكن لا أستطيع غسلها دائما ولا أعرف كيف أتصرف معهم أحاول إقناع نفسي أنه من الممكن حتى لو وصلتني نجاسة مثلا مصافحة والدة أحد الأطفال (لا أستبعد أبدا أن يدها بها بول جاف) تكون نجاسة يسيرة، بالأخص لو صافحتها ويدي مبتلة لأني أبلل كل شيء بشكل دائم في حالة التنظيف، أنا أستغرب من هذا الجهل من الأمهات هن متعلمات ومتخرجات من الجامعات و درسوا منهج عربي إسلامي أخبرهم هذه الأساسيات، أشعر أني مع الزمن سأصاب بعقدة من الأطفال حاليا لو نظرت إلى أي طفل أريد أن أبتعد هذا أول رد فعل بدل أن أشعر أنهم جميلون كما باقي الأشخاص.
الرجاء مساعدتي في التصرف في هذه البيئة القذرة.
حتى يأذن الله لي بالعودة لمنزلي إن شاء الله.
28/5/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "هند" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
الذي أنا متأكد منه يا "هند" هو أن قريباتك الأمهات مثلهن مثل كل الأمهات المسلمات، كل ما هنالك أن خوفك المرضي المفرط من التعرض للنجاسات والذي يدفعك إلى فرط تحاشيها هو الأمر الوحيد الغريب، وهو الذي أبدى لك الجميع استغرابهم منه لكنك تحسبين نفسك على حق مع الأسف.
أنا لن أدخل معك في مناقشة تفاصيل انتقال مقابل عدم انتقال النجاسة، لأنك رغم ما بدا أنك تفهمينه وتفعلينه حسب أولى استشاراتك في تعاملك مع النجاسة، وتسائلت عن صحته فأجابتك رفيف بقولها (ما تفعلينه صحيح ١٠٠٪، وما تشعرين به من قلق وضغط طبيعي ١٠٠٪، والطريق الصحيح للعلاج أن تستمري على تجاهل الوساوس، وترك التطهير، وأن تتحملي الضغط الكبير الذي تشعرين به).. هذا على ما يبدو كان مرتبطا ببقائك في بيئتك المعتادة أي في منزلك.. حيث تطبقين معايير التحاشي القصوى... ويمشي كل شيء على الوسواس المستقيم ولا يبقى إلا القلق بشأن ما سألت عنه رفيف، لكنك إذا تغيرت البيئة تجدين نفسك نهبا لما تصفين من وساوس وتحاولين تطبيق معايير منزلك فتعجزين... إلى أن نصل إلى حالة كهذه كما وصفت (أصبحت أكره الأطفال عندما أنظر إليهم أشعر أني أنظر إلى كائنات قذرة، عندما يلمسني أحدهم أريد غسل ذلك الجزء بسرعة).
في مسألة شكك بنجاسة أي شيء، فواقعيا لا يوجد أي مشكلة بالنسبة لك لأن تحري التخلص من النجاسات وتحاشيها لا يجب على الموسوس، وليس المطلوب ألا تشكي في نجاسة شيء، ولكن المطلوب ألا تطهري ولا تغيري ثيابك أو ما تشكين تنجس وإن شككت، بل ويمكنك الأخذ بسنية إزالة النجاسة كلية فتتجاهلين وجودها ولو تيقنت... هذا فعل تثابين عليه بدلا من حالة الغضب والعداء المرضي التي تعيشينها تجاه تلك الكائنات الصغيرة... والتي لا ينطبق عليها وصف أقل من التنطع في التطهر والذي حذرنا منه سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام حين قال (هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون) صدق صلى الله عليه وسلم.
باختصار أنصحك بالتخلي تماما عن تحاشي النجاسات إلا بالقدر الذي يفعله الآخرون من أهلك، وبالتأكيد أنت بحاجة لعلاج يساعدك فحاولي التواصل مع طبيب نفساني ولو عبر الإنترنت (خاصة في ظروف الحرب) لأن هذا سيسهل عليك التصرف كما نصحناك... وأخيرا ليس علاجك أن تعودي إلى منزلك وإنما بالعكس العلاج سيكون أفضل إذا بدأته في بيئتك الحالية.
وأخيرا أنصحك بمراجعة كل ما أرسلت وما أجبنا به من قبل، ولا تغفلي الارتباطات الداخلية فهذا سيفيدك كي لا تكرري نفس الأسئلة... وأخيرا أسأل الله أن يرفع الابتلاء عن السودان الحبيب.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.