شخصية مستهينة
إنه أخي:
أولا:- أشكركم على جهودكم والدعم الذي تقدمونه للمسلمين عبر العالم،
المشكلة التي أريد مساعدتكم فيها اليوم تتعلق بأخي الذي يبلغ من العمر 19عاما بينما أنا أبلغ الثلاثين وأختي في السادسة والعشرين من عمرها، وكلتانا متزوجتان بينما هو يدرس في جامعة خاصة ونحن بوجه عام من الطبقة المتوسطة العليا نسكن في حي راقي، وتعلمنا في مدارس خاصة ونحيا في مستوى حياة جيد لم نكن نحصل بالطبع على كل ما نريد لأن أبانا كان دائما يدعي أنه لا مال لديه لكل ذلك ولكننا استطعنا دائما أن نحافظ على صورتنا أمام الآخرين وكانت ماما تساعدنا كثيرا في ذلك لأنها تعمل وعادة ما كانت تعمل لنا ما يلزمنا من الأشياء التي يسميها أبي رفاهيات لا حاجة لها.
وقد عملت بعد إنهاء دراستي وفضلت الاعتماد على نفسي وكانت لي نقودي الخاصة وكنت أساعد أختي وأخي أيضا ويبدو أن هذا الوضع كانت له تأثيرات مختلفة في حياتنا بالنسبة لي لم أكن اهتم بالنقود إطلاقا، فأكثر ما كنت أفتقده هو الدفء والفهم وهو ما لم يستطع والدانا و خاصة أبي توفيره. أختي كانت مهتمة جدا بالنقود وكان ضروريا بالنسبة لها أن تتزوج من رجل غني وكلتانا استطاعت اجتياز ذلك بدون مشاكل.
ولكن المشكلة الكبيرة مشكلة أخي، فقد تربى في وضع أفضل كثيراً منى أنا وأختي لأنه كان ولدا بعد بنتين (لأب يعتبر البنات "هم على القلب") ولذلك كان يعامله أفضل رغم أن أخي لم ينل العناية الكافية أبدا لأن أبي شخص بلا مشاعر في المقام الأول لكن أخي عومل معاملة أفضل منا على أية حال.
إلا أنه كان جزءًا من اضطراب أسرتنا بالطبع وظل يعانى من التبول اللاإرادي حتى سن عشر سنوات على ما أذكر وكان مدللا بالطبع منا جميعا ومحبوبا جدا ولكن فارق السن بيننا سهل على دعمه ومساعدته في كثير من المشكلات التي واجهته ومن ضمنها مشكلة النقود والتي سأركز هنا عليها.
المشكلة الآن هي أنه لا يستطيع التحكم في أي رغبة لديه عندما يتعلق الأمر بالنقود فهو دائما يرى أن ما يأخذه من النقود غير كافي! رغم أنه يأخذ نقود أكثر ورفاهيات أكثر من أي شاب في مثل مستواه الاجتماعي وسنه، فأبي يعطيه قدرا معقولا جدا من النقود كل شهر وكنت أعطيه من مرتبي وأختي أيضا عندما كان في مصر ولكنني فوجئت طبعا بعد ما تزوجت ورحلت للخارج أن ماما تعطيه نقودا ليشترى الملابس والهدايا لأصحابه ويسافر إلى الإسكندرية والساحل الشمالي وهى أيضا تعطيه سيارتها ليخرج بها مع أصحابه وتقوم بإصلاح ما يفسده نتيجة لذلك، وليس هذا تدليل فماما ترى أنها تفعل كل ما هو ضروري لإظهاره بالشكل اللائق وسط أقرانه وكي لا يشعر انه اقل منهم لكنه الابن وانه يحس بذلك.
فهو دائما يطلب المزيد والمزيد من النقود وعندما ترى ماما أن طلباته زادت عن المعقول وترفض يقوم بالاستدانة من أصدقائه ولا يسدد ديوانه طبعا وفى الفترة الأخيرة بدأ يتصل بأخوالي وأعمامي ويطلب منهم نقود ولا يسدد أيضا بل انه يستعير الملابس الداخلية والخارجية وعندما نسائله عن ذلك يقول انه يتبادل الملابس من أصدقائه.
والطامة الكبرى هي ما حدث أخيرا أن اكتشفت ماما انه سرق نقودًا من التي تحفظها أمي في البيت في مكان خفي أي أنه يظل يبحث في كل مكان عن النقود وعندما واجهته بذلك لم ينكر ولكنه حكى لها قصة لم تستطع التأكد من صحتها فقال انه صدم سيارة مؤجرة كانت تخص أحد أصدقائه وأنه كان عليه أن يدفع وكان سيعيد ما أخذ من نقود دون أن يخبر ماما هذا بالطبع ليس عذرا.
وإضافة إلى ذلك فأمي تقول أن هذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها نقص النقود الموجودة في المنزل لكنها في المرات السابقة لم تكتب عدد المبالغ الموجودة فوجئت بهذا الذي حدث من فضلكم لاحظوا انه لا يتعاطى أي عقاقير نفسانية التأثير وقد قامت ماما بعمل التحليلات اللازمة له لكي تواجه بها اتهامات أبي المتكررة له، وتقطع الشك باليقين، وتقلل من تعلل أخي بأنه دائما متهم بلا جريمة وكانت النتيجة سالبة والحمد لله، وهو أيضا لا يدخن وكل المبالغ التي يصرفها في الرفاهيات الزائدة عن اللزوم وشراء الملابس باهظة الثمن فهو يصرف الكثير جداً عندما يسافر مع أصدقائه كما انه يأكل خارج المنزل أو عندما نقول له أننا لن نستطيع الحصول على نصف ما ينفقه الآن بعد أن ينهى تعليمه ولكنه لا يهتم بوجه عام.
هو ليس شابا سيئا وفيه جوانب جيدة ولكنها لا تظهر بسبب المشاكل الكثيرة التي يتسبب فيها، وحاولت كل المحاولات الممكنة لتغيره، ماما تكلمت معه وحاولت أن تصارحه بالموضوع، وحاولت أن تكون اكثر حدة معه واقتطعت جزءا من مصروفه الشهري لتسديد جزء من ديونه لكنها بلا فائدة حاولت عقابه بان حرمته من السيارة وهو ما يجعله مجنونا ولكن ولا فائدة لقد حاولت ماما بشتى ما تعرفه من طرق وأنا أيضا أرشدتها حسب كل معلوماتي عن التربية وأسسها النفسية ولكن لا فائدة،
وهو دائما يبتكر الطرق الجديدة للحصول على المال وأخيرا مثلا قام بأخذ كارت موبايل من السوبر ماركت على أن يدفع بعد قليل من الوقت ثمن الكارت وطبعا لم يدفع واتصل صاحب المتجر بالمنزل ماذا أستطيع فعله لأساعده في التحكم في رغباته انه لا يستطيع تأجيل ما يريد يوما واحدا.
هو لا يستطيع التحكم في الإنفاق واللا إنفاق وعندما اتفقت ماما معه على استبدال خط الكارت بخط مفتوح بشرط إلا يتجاوز مكالمته الشهرية ب 100جنيه لم يستطيع التحكم في نفسه أيضا وتكلفت مكالمته 300جنيه في الشهر ودفعت ماما طبعا ولكنها أعادت خط الكارت ورغم أن هذا الكارت يعطى فقط 45دقيقة مكالمات بينما الخط المفتوح يعطى 3ساعات بنفس قيمة الكارت النقدية لكنه لم يقدر الفرق واستغل الفرصة وتكلم 12ساعة في الشهر وعندما قررت ماما أن تجعله يتصرف كشخص مسئول وأعادت له الخط المفتوح تكلم ب 300جنيه في 20يوم وفى المرة الأخيرة تكلم ب300 جنيه في 10 أيام فقط مما دفعها إلى حرمانه من الخط المفتوح نهائيا،
ومع أسف شديد لأنه أثبت أنه لا يستطيع التصرف كشخص مسئول بل إنها اكتشفت أنه بحث عن شريحة الخط المفتوح واستخدمها دون علمها في إجراء مكالماته!
ما لا أستطيع فهمه كيف يتصرف بكل هذا العناد؟ انه لا يفكر في أي عواقب بما يفعل ولا يتقدم بتبريرات مقبولة وهذا أيضا بعضه. كل مشكلة وهو يعرف السهولة التي سيدفع بها لكنه لا يستطيع منع نفسه من فعل ما يريده وقت ما يريده.
ماما تحاول أن تنتج رجلا من هذا الولد الأناني الغبي بكل ما تستطيع عمله من طرق فاشترك له في دورات كمبيوتر ولكنه لم يكملها واشترك له في نادى رياضي ولكنه لا يكملها ومستواه في كليته ضعيف فهو لا ينجح في كل المواد والمواد التي ينجح يحصل على درجات سيئة. بعض هذه المشكلات يعرفها أبي بالطبع لكننا نخفى عنه الكثير لأن ردود أفعاله تجعل الأمور أسوأ فسوف لا يكف عن الصياح بصوت عال مسببا فضيحة في العمارة كلها ولن تحل أي مشكلة فهو يحب أن يرصد أخطاءنا لكي يثبت نظريتها القائلة بأننا كلنا سيئون فهو لا يتردد في الاتصال بأحد الأقارب ليحكى له ما حدث ليثبت اتهاماته لنا التي لم تحدث حتى يجعل المشكلة تبدو بشكل آخر وفي النهاية لا يحل شيئا.
أيضا ولكن ماذا أستطيع فعله مع أخي لنساعده على أن يكبر فهو للأسف كمعظم شباب هذه الأيام فارغ تماما بلا هوايات ولا اهتمامات. ولا حتى أهداف وهو فقط يعيش اللحظة الراهنة بكل ما يستطيع الحصول عليه خلالها من المتعة ولا يهتم بأي شئ آخر مع انه لم يكن كذلك عندما كنا سويا،
بل كان يشعرني بالفخر لنمو عقله، بالنسبة لسنه وقتها فكان يظهر الفهم والمشاركة حين أناقشه والآن كل هذا اختفى خلف تصرفاته الحمقاء الغبية أنا اعرف أنه افتقدني كثيرا بعد رحيلي وانه أحس بالوحدة وأنا اشعر بالذنب تجاهه لكنها الحياة وعليه أن يواجهها رغم أنني موجودة ما أزال مستعدة لتقديم الدعم له من خلال وسائل الاتصال إلا انه لم يعد يبدى اهتماما ولا حتى لديه وقت للاتصال بي ولكن لا تتصوروا من فضلكم أن كل تصرفاته تلك هي انعكاس لشعور بالوحدة لا،
فهو أصلا لا يبدوا مهتما بذلك كما أن ماما جاهزة دائما لمساعدته ودعمه لكنها دائما ما يصدمها بتصرفاته تلك وأنا أرسلت هذه المشكلة المطولة من اجل سؤال رئيسي وهو : هل ما يمر به أخي هو مشكلة نفسية يحتاج إلى المساعدة من متخصص؟ أم أنها مجرد مشكلة اجتماعية (مجرد ولد مدلل) وفى الحالتين ما هي افضل الخطوات يجب علينا اتباعها؟
أدعو الله أن يدعم جهودكم لمساعدة الناس وان يجعلكم دائما سببا للتغير للأحسن في حياتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله .
9/9/2003
رد المستشار
الأخت السائلة:- نشكر لك ثقتك، ونرجو أن نكون عند حسن ظنك.
أبدأ بالإجابة على سؤالك الأخير حول طبيعة الحالة التي يعشها أخوك، وهل هي مرضية بحيث تستدعي علاجــا متخصصا أم أنها مجرد تصرفات من شــاب طائش مدلل؟،
والحقيقة أن تشخيص مرض نفساني لا يمكن أن يتم عبر رسالة مهما طالت، ولكن من الواضح أن شقيقك يبدو مرشحا لمتاعب أكبر نفسيا واجتماعيا إذا ظل الحال على نفس المنوال.
أخوك يحتاج إلى دعم معنوي أبوي يبدو أنه كان يحصل على بعضه بوجودك ولكن حتى هذا الوجود لو كان قد استمر فإنه لا يصلح مع تقدمه في السن، إنما هو يحتاج إلى أب أو أخ كبير، وحيث أن والدكما قد تخلي عن القيام بهذا الدور، فإنه سيظل شاغرا لحين البحث عن بديل، وقد يكون هذا البديل عما أو خالا أو صديق موثوق فيه، والمطلوب منه أن تكون بينه وبين شقيقك صلة حميمة، وواضحة في الوقت نفسه، لأنه يحتاج إلى التفهم والإنصات، والعون والدعم، ولكنه أيضا يحتاج لبعض الحسم والحزم الهادئ الصارم، وهو الأمر الذي عجزت عنه الوالدة الكريمة عبر محاولاتها السابقة.
هل هناك في حياتكم مثل هذا الشخص الصالح للقيام بهذا الدور؟ لم تذكري في رسالتك كلمة واحدة عن أصدقاء أخيك رغم أن تأثير الشلة في حياة الشاب من سنة يكون غالبا هو التأثير الأشد على الإطلاق في حياته، ويكون لهم دور كبير في إحداث المشكلة، وفي تنفيذ العلاج أو الحل، إن كانوا يصلحون للتعاون، أو فإنه أحيانا يجب تغييرهم أن كانوا فقط يسببون المتاعب. مثل أغلبية أفراد طبقتكم تبدو مشكلة كلام الناس والمظاهر أمامهم من القيود والضغوط الهائلة عليكم،
ورغم الحالة الاقتصادية الأقل لوالدكم، وربما رفضه للإنفاق من ناحية ورغبتكم في الحفاظ على صورتكم الاجتماعية من ناحية أخرى، فإنكم أحيانا تتخبطون، وتختلط لديكم المعايير والضوابط فالوالدة تعطي أخيك سيارتها، وتتردد معه ما بين المحمول خطا وكارتا وتعطيه ما يكفيه للسفر إلى الإسكندرية والساحل الشمالي مع أصدقائه، وتتحدثين أنت عن هذا وذاك وذلك وكأنها فعلا أساسيات!! ولابد أن أخاك مثلكم، وزيادة من حيث انعدام المسئولية والدم، وسقط الأساسيات عنده أعلى بعض الشيء، فلماذا لا يتذمر عندما تقف الأموال عند حد معين؟ ولماذا لا يعترض أو يتمرد على حرمانه؟ ألستم مطالبين بتلبية الأساسيات؟
والوجاهة الاجتماعية تستلزم مصاريف، فلماذا تستنكرين أن يسرق أو يتحايل ليقترض، أو يأخذ بضاعة، ويضرب طناش، أو يترككم أنتم تدفعون؟! إنه يعتبر هذه كلها ضروريات، ولا يفهم مبرر حرمانه من بعضها، وخاصة أنكم تسارعون إلى تغطية المشكلة حتى لا يعرف والدك، أو حتى تعطوه فرصة جديدة !!!
فهل سيجدي هذا المهدئ في رأيك؟!.أعتقد أن خوفكم من الفضيحة صار هو نقطة ضعفكم الأكبر والأخطر، والتي يستغلها أخوك بذكاء، وهو يعرف سلفا أن الوالد لن يعرف، وكذلك الجيران والناس، فما أسعده من محظوظ بكم حين يرتكب الحماقة تلو الحماقة، ويجد منكم الدعم تلو الدعم، والتواطؤ لإخفاء أخطاءه خوفا من الفضيحة وصدها أو قد لا تكون الفضيحة في حد ذاتها حلا كما تقولين ولكن التواطؤ والمداراة يغري بالاستمرار مرات ومرات.
وهناك الكثير مما يمكن أن يقال ولكنني أكتفي هنا بما يلي:-
1- كفوا عن التصرف، وكأن النقود لا تعنيكم، فالإنفاق معيار من معايير الحكم على الإنسان بوضع المال في غيــر مكانه هو سفه، سواء صدر عن ملياردير أو فقير معدم.
2- كونوا على استعداد لبعض الفضائح الصغرى فإن خوفكم منها وتستركم عليها يرشحكم للوقوع في كوارث أكبر وأكبر ولا داعي للاستمرار في رشوة أخيكم ليتحسن، فإن الرشوة مفسدة أيا كان تفسيركم أو تبريركم لها.
3- لابد من سياسة حالية ثواب وعقاب واضحة ومحددة وثابتة ومستمرة لفترة طويلة، فإن كان مصروف أخيك في الشهر مثلا مائة جنيه، فلا تعطوها له دفعة واحدة، ولكن بالأسبوع، وفي ضوء مشلكه خلال الأسبوع الماضي، فإن أحسن التصرف في المال وغيره يأخذ، وربما إن ادخر تكافئونه، وإن أساء يعاقب بالخصم وليس الترفيه المكلف مثل السفر، أو العزائم الأسبوعية في المطاعم من الأساسيات، فإذا أراد أن يقوم بمثل هذه الكماليات فليفعل ولكن ادخارا من مصروفه، وربما حين يدخر يحصل على دعم رمزي يغريه بمضاعفة تحكمه في أمواله، وهكذا.
4- لابد أن يكون الوالد في الصورة دائما، ليس لأنه مسئول أو حكيم… إلخ، ولكن لأنه متورط بوصفه الأب، ولا يستطيع أحد أن يوافقكم على إخفاء ما يقع عنه تحت أي سبب ولا أحسب أن كارثة من النوع الثقيل إذا حدثت–لا قدر الله– ستخفي عليه، وعندها – وحين يظهر له السجل السابق– سيكون حنقه عليكم مضاعفا، كما أن التجريس عقوبة معنوية وأدبية معروفة، ولها في الردع عن التمادي دورا ليس بالقليل فكفوا عن التواطؤ لأنه المناخ الأمثل لمزيد من انحراف شخصية أخيك
5- الصحبة الصالحة، والبيئة الصحيحة نفسيا لها دور كبير، وإذا كنت تعتقدين أن إصلاح جو المنزل ميئوس منه تبقي مساحة خارج المنزل بالتدبير صداقات أفضل لأخيكم، ومتابعة صداقاته الحالية بتدقيق شديد من معرفة الأهالي إلى زيارة بيوتهم، إلى جمع المعلومات من هذا وذاك، ولا ينبغي أن يكون الوالد بعيدا عن هذا أيضا، حتى يتواجد البديل الأفضل، لأن الوالد القاسي خيرا– في التحليل الأخير – من لا شيء وتابعينا بالتطورات.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الحقيقة أن ما وصل إلي من خلال إفادتك يشيرُ إلى تشخيص قد يكونُ مزعجًا لحالة أخيك، لكنه بكل تأكيد ليس تشخيصًا نهائيا، فما ذكرته في إفادتك يكادُ يكونُ مطابقًا لمعايير تشخيص ما نسميه الآن في الطب النفسي باضطراب الشخصية المستهينة بالمجتمع Dissocial Personality Disorder، وهو اضطرابٌ في الشخصية يجذب الانتباه عادةً نتيجةً للهوة الكبيرة سلوك صاحب هذا الاضطراب بينه وبين الأعراف الاجتماعية السائدة، ويتميز بالتالي:-
1- عدم اهتمام واستهتار بمشاعر الآخرين.
2- موقف واضح ومستديم من عدم المسؤولية وتجاهل الأعراف الاجتماعية.
3- عدم القدرة على الاحتفاظ بعلاقات مستقرةٍ، بالرغم من عدم وجود صعوبةٍ في تأسيس تلك العلاقات، وهو ما قد يظهر في حالة أخيك في علاقاته التي لا تدوم طويلاً بأصحابه، وإن لم يرد في إفادتك ما يشير إلى ذلك.
4- قدرةٌ ضعيفةٌ جدا على احتمال الإحباط وسهولةٌ شديدةٌ في تفريغ العدوان، بما في ذلك العنف في بعض الأحيان.
5- فقد القدرة على معاناة الشعور بالذنب والاستفادة من التجارب السابقة، خاصةً تعرضه للعقاب.
6-استعدادٌ شديدٌ للوم الآخرين، أو لتقديم مبرراتٍ مقبولةٍ ظاهريا للسلوك الذي يضع الشخص في صراع مع المجتمع وقد يوجد أيضًا نزقٌ Irritability مستمرٌ كسمةٍ مصاحبةٍ، ونحن نستطيع وضع هذا التشخيص بدءًا من عمر السابعة عشر،
وقد تكون هناك أيضًا علاماتٌ لاضطراب التصرف Conduct Disorder ظهرت في فترة الطفولة أو المراهقة وقد لا تكون، وتعتبرُ إن وجدت داعمةً لهذا التشخيص، وإذا كان الأمر بالفعل كذلك، أي إذا انطبق تشخيص الشخصية المستهينة بالمجتمع على أخيك فإن ذلك يعني أن الأمور ستسوء عما هيَ عليه الآن وأن التدخل الطبنفسي ملح ويمثل مطلبًا عاجلا،والنقطة الأخرى التي أود التنبيه عليها هي موقفكم جميعا من الأب الذي قد لا يكونُ بكل هذا السوء، وأتمنى أن يكونَ بالفعل أفضل مما وصفت لأن دوره في العلاج مهم،وفقك الله وتابعينا بأخبارك.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>الشخصية المستهينة بالمجتمع النموذج وطقوس الإفساد م