حياتي
الزواج العرفي: نموذج شائع متستر
أولاً، أنا أوَدُّ أَنْ أَشْكرَ كُلّ فريق العاملين على هذا الموقعِ لأن العديد مِنْ الشبابِ مثلي قَدْ نحتاجُ إلى مساعدةٍ والبعض يُميّلونَ أن يَتحدّثوا عن مشكلاتهم مَع أي واحد ولكن إمّا لا نجِدُ أي واحد للكَلام مَعه أَو يكون الأمر من النوع الحسّاسِ للتَحَدُّث عنه.
أَتمنّى حقاً أنّك سَتَكُونُ صبورَا بما فيه الكفاية لقِراءة بريدي الإلكتروني، وأَنا آسفة فقَدْ يَكُونُ طويلا، لَكنِّي يَجِبُ أَنْ أقول كُلّ شيءَ لكي يُمْكِنُك أَنْ تَعطيني نصيحة مناسبة، بالإضافة، أنا أُقدّرُ حقاً إذا أنت لا تَنْشرُ بريدي الإلكتروني وتَقُولُ الجوابَ فقط، وتَقُولُ نحن لا نَستطيعُ أَنْ نَنْشرَه وأرجو إرْسال الجوابِ حتى إلى بريدي الإلكتروني وشكراً.
الجزء الأول: من المشكلةِ أَبُّي، هو لا يَعمَلُ أيّ شيء، هو وأمي منفصلان لكن يعيشان في نفس البيتِ، هو لا يَدْفعُ شيءَ أيّ شيء، هو لا يَعْرفُ ماذا أدرس في كليتي ولا حتى نجحت أَو لا هو حتى لا يَهتمُّ طالما أنا لا أَطلب منه المال، وهو يُخبرُ الناسَ دائماً بأنّنا لَسنا جيدين معه، وبأنّه الذي يَدْفعُ ويَعْملُ كُلّ شيءَ وتلك الأُمِّ لا تساعدِه مطلقاً، وأنا أَكْرهُه حقاً وأنا لا أَحْبُّ الكَلام مَعه مطلقاً، ذلك كَانَ الجزء أول.
الجزء الثاني:هو الرجلِ الذي أَحبُّه أنا وأُقابلُه منذ سنتين، وهو كَانَ في السَنَةِ الأولى مِنْ الكلية، وأنا كُنْتُ في المدرسة الثانوية وهو لَمْ يُردْ أَنْ يَعمَلُ أيّ شيء خاطئ، لذا قرّرنَا الزَواج عرفيا وعِشنَا كزوج وزوجة لسنتين الآن، ولكن منذ فترةٍ رَآني والداه في بيتِه، ونادَوا أَبي الذي قال أشياءَ سيئةَ عنيّ بالرغم من أنّني أبداً مَا عَرفتُ أي واحد قبله، وقال أَبي أنّني كُنْتُ مِنْ البناتِ اللاتي يَخْرجُن مع الأولادِ كثيرا، وقال الكثير مِنْ الأشياءِ السيئةِ لذا اعتقد والداهِ بالتأكيد بأنّ أَبَّي قالَ لأنه يعرف ابنته كأب وبالتالي أصبحا لا يُوافقان على زواجِنا.
لكنني الآن أنا وزوجَي بيننا كثير مِنْ الخلافات وأنا طلبت الطلاق، لَكنَّه لَمْ يَقْبلْ وقال ليس قبل أن نتزوج رسمي، لكي لا يتكلم أحد علي وأكُونَ حرَّة للزَواج من أي شخص بدون خوف.
أما عنه فأمامه 5 سَنَوات أخرى في كليته لأنه في طبُّ وأنا أمامي 3 سَنَواتِ فقط لأني في التجارةِ، وهو طيب جداً ومن النوع الذي أُريدُه كزوج، لكن الشيءَ السيئَ الوحيدَ فيه هو أنَّه يَكْذبُ علي لكي لا يُزعجُني، يَحبُّني كثيراً وأنا أَعْرفُ بأنّه يَعمَلُ أيّ شيء من أجلي.
شيء آخر أود قوله، لقد حاولتُ قَتْل نفسي أكثر مِنْ 3 مراتِ لكن الآن أفكرُ في الله أكثر مِنْ قبل ذلك، كَنتْ سيئة، وأنا لم أعد أفكر في ذلك الآن, أنا مشوّشة حقاً لا أَعْرفُ ما العمل … آسف على الرسالة الطويلة لَكنِّي كان لا بُدَّ أنْ أحكي لأحد، سأعْمَلُ أيّ شيء تنصحونني به،
مرة ثانيةً أنا حقاً لا أَحْبُّ رسالتَي أَنْ تُنْشَرَ من فضلك أنا أوَدُّ الجوابَ يُرسلُ إلى بريدي الإلكتروني.
شكراً مرةً أخرى لتقديمكم المعونة لكُلّ شخصِ يَحتاجُكم. . .
25/02/2005
رد المستشار
الابنة الفاضلة، أرسلت استشارتك إلى المستشارة أ.سها حامد التي لم تجب غيرها لظروف السفر، وهذا كان ردها:
الأخت الحبيبة أتمنى أن تكون هذه الصفحة ملجأ لمن لم يجد من يسمعه ونرجو من الله عز وجل أن نكون عند حسن ظن الجميع ونسأل الله أن يوفقنا لذلك والله من وراء القصد وهو يهدي سواء السبيل.
أختي الحبيبة:
لمست معاناتك من هذا الأب الذي لا يعرف معنى كلمة مسئولية وأسرة وزوجة وأبناء فالزواج شركة عظيمة بيد طرفين وهي أمانة سيحاسبنا الله عليها.
أختي الحبيبة: ما أجمل أن أبناءنا في ظل أسرة سعيدة مترابطة كل ما يشعلها هو كيف تربي أبناءها وتصل بهم إلى بر الأمان
ألم تشتاقي أختي الغالية إلى هذا الجو الأسري الدافئ؟
ألم تشتاقي إلى أن تجلسي مع زوجك لتدبري مصروف البيت وتنتظري أطفالك عند عودتهم من المدرسة لتضعي لهم الطعام وتتناولوا جميعا وجبة الغذاء الساخنة اللذيذة وتعلو أصوات الضحك واللعب من هذا البيت الجميل ثم تساعدينهم أنت وأبوهم في إنجاز الواجبات المدرسية.
ألم تشتاقي أختي لذلك؟
أشعر وأتأكد من رغبتك في ذلك الآن لأن الله خلقنا وفطرنا على حب هذا ولأنك أكثر من حرم من هذا في بيت أسرتك فلا تقبلي لنفسك بغير هذا.
وإذا كنت كما توقعت فلماذا هذه العلاقة وهل ستحقق لك ذلك أم ستكرر المأساة نفسها من خلال علاقة بدأت سرا "والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه غيرك" فهل خاف هذا الولد من أن يقع في خطأ معك بأن يفعل خطأ آخر بهذه العلاقة السرية غير الرسمية؟
وهل ستنتهي هذه العلاقة بزواج رسمي كما وعدك هذا الولد ولكن السؤال هنا متى سيحدث ذلك؟
هل ستنتظرين السنوات الخمس لحين تخرجه؟ وهل سيظل هذا الحبيب عند وعده بعد مرور سبع سنوات على هذه العلاقة وهل بعدها سيرى أنك الزوجة المناسبة له كطبيب والأم المناسبة لأولاده والنسب المشرف أمام أهله؟
وفي خلال سنوات الانتظار هذه ما موقفك مع أهلك ومن حولك؟
وإن حدث حمل هل ترضي لطفلك أن يخرج إلى الدنيا فلم يجد بيت ولا أب رسمي
هل تصدقي أختي الكريمة أنه سيتزوجك رسمي وأنت القائلة أنه يكذب؟!!
أختي الغالية:
أشعر بك وبألمك الشديد وحيرتك الشديدة وأنت أجدت التعبير في قولك مرتبكة صدقت فأنت لا تعلمي أين تذهبي إلى هذا الحبيب الذي لا تعلمي سينتهي بكما الحال إلى ماذا أم إلى أب لا يعلم عن الرجولة والمسئولية شيء.
أسأل الله أن تخرجي من مأزقك هذا سالمة منتصرة مكتسبة خبرات كثيرة فأطلب منك وأنصحك بأن تستعيني بالله وتستجمعي كل ما تملكيه من قوة وإرادة وأن تنظري للأمور بنظرة أبعد من الوقت الحالي نظرة عميقة إلى المستقبل ولكي يحدث ذلك فلابد أن تكوني أنت بعيدة عن أي مؤثرات قد تؤثر على قرارك هذا ومنها اتصالك في هذه الوقفة مع نفسك بالولد وأنا أثق جيدا بأنك ستخرجين من هذه المشكلة بقرار أنت مطمئنة وراضية عنه.
فأنت بين حلين الأول: هو أن تطلبي من هذا الولد الآن الزواج الرسمي ويتحدى أهله ورفضهم له ويجد عمل مناسب ليوفر لكما مقومات الحياة بجانب دراسته فكثير من القصص قد نجحت وكان الحب الذي بينهم هو الدافع القوي للجد والتعب وسيكون حبك له هو التشجيع الأكبر على عمله ودراسته وأن يقوم بعد ذلك أيضا باسترضاء أهله.
الثاني:أن يرفض الولد عرضك ويهرب من ميدان المعركة ويتركك في مهب الرياح واعلمي أن وقتها ستكون مكاسبك أكثر بكثير فستفوزين في هذه التجربة بأنك لم تخسري نفسك ولا كرامتك وستنقذين ما يمكن إنقاذه.
وفي النهاية أتمنى أن ترسلي لنا ثانية لنعلم ماذا تم ونطمئن على ابنتنا الغالية ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.