المثلية للمرة المليون مشاركة مستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا صاحب مشكلة "المثلية للمرة المليون " التي رد عليها الدكتور الفاضل عمرو أبو خليل، ثم شارك بالرد الدكتور الفاضل محمد المهدي ـ جزاه الله خيراً ـ بعنوان "المثلية للمرة المليون مشاركة مستشار-"
سأبدأ رسالتي بالاعتذار إلى الدكتور وائل على إلحاحي الشديد في استعجال الرد في المرة الماضية، وأعدك بأني سأكون صبوراً هذه المرة كي لا تتهمني بأني لا أقدر مشاغلكم، أعانكم الله وجزاكم خيراً، وها أنا ذا أتابعكم بالتطورات كما طلبت مني..
أوجه شكري الجزيل للدكتور عمرو أبو خليل الذي تفضل بالرد أولاً على استشارتي السابقة، وخاصة أني كنت على وشك البحث عن علاقة مع امرأة (علاقة دون مستوى الزنا) كي أجرب نفسي، ولكني أحجمت عن ذلك لدى قراءتي لرده الكريم، واكتفيت بالنظرات كما نصحني، وتعزز ذلك لدي عند قراءتي لمشاركة الدكتور محمد المهدي.
أنا أتابع جلساتي التي أصبحت متباعدة مع طبيبي النفسي، وأستمر في تناول العقار نفسه مع زيادة الجرعة إلى حبتين يومياً. أشعر بتحسن كبير في المزاج وفي إقبالي على بعض النشاطات (بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ في الرغبة الجنسية) وأظن أن هذا من تأثير الدواء ومن تأثير تفاؤلي وإصراري على التغير، وكل ذلك بالطبع بإذن الله الشافي المعافي.
أما على الجانب الأهم (الجانب الجنسي)، فليس هناك تغير جذري، وأنا اليوم قد مضى على رحلة علاجي شهران فقط، ولكني لا أستطيع أن أنكر أن هناك تغيراً ولو بسيطاً، وطبيبي النفسي متفائل وسعيد بهذا التغير البسيط، وأكد لي أنه ليس هناك عصا سحرية لإحداث التغير الكامل، وأن المسألة أصبحت ـ في حال استمراري في طريق العلاج ـ مسألة وقت فقط، ودوماً يؤكد لي أنني يجب أن أقبل بحقيقة أنه لن ألمس بدايات التغير الجذري الذي أطلبه قبل ستة أشهر من العلاج أو ربما سنة أو أكثر بحسب ما يحدث معي وكله بتوفيق الله عز وجل.
أما ما أتابع استشارتكم به اليوم، فهو مجموعة أسئلة تكونت عندي لدى قراءتي لمشاركة الدكتور محمد المهدي في الرد على استشارتي السابقة، وقراءة برنامجه العلاجي للشذوذ الجنسي الذي وضع له رابطاً في ذلكم الرد.
قبل الأسئلة أحب ذكر الآتي: بالنسبة للإطار المعرفي من برنامج العلاج المذكور، فهو يكاد يكون منتهياً ومسلماً به عندي حتى من قبل الذهاب إلى الطبيب للمرة الأولى، فأنا أدرك أني لم أخلق شاذاً بإذن الله (خصوصاً بعدما أجريت تحليل الهرمونات الذي طلبه مني طبيبي النفسي لزيادة التأكد والاطمئنان)، وأدرك أن الشذوذ عمل مشين أخلاقياً واجتماعياً ودينياً وطبياً ونفسياً، وعاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة. وكل ما حدث في جلسة الإطار المعرفي مع الطبيب هو تأكيد لبعض هذه المعاني والمعلومات، وتفسير لبعض الأمور والتغيرات التي حدثت في التوجه الجنسي لدي.
ولكن ما لم أكن أعرفه أو بالأحرى أعرف نتيجته السلبية هو أن الأفكار والخيالات الشاذة التي كنت أستغرق في نسجها لأثير شهوتي الجنسية ـ بالاستعانة بما أراه من رجال في الحياة الواقعية أو في وسائل الإعلام ـ ثم أفرغ ذلك عن طريق ممارسة العادة السرية، هذه الأمور هي ما ينشط الرغبة نحو نفس الجنس عندي ويرسخها (وذلك بما أنني لا أقوم بالممارسة الفعلية بأي شكل لا مثلياً ولا غيرياً بالطبع). وبالتالي كانت النتيجة الأهم لجلسة الإطار المعرفي في العلاج هي:
يجب الامتناع مباشرة وبشكل نهائي عن أي أفكار أو تخيلات شاذة وكل ما له علاقة بالإثارة الجنسية عن طريق نفس الجنس. وبالفعل، هذا ما حدث. فأنا منذ شهرين حتى الآن لم أفكر (بشكل إرادي) ولا مرة ـ بفضل الله عز وجل ـ بالجنس المثلي، وابتعدت عنه نهائياً. وأحاول تجاهل أو تناسي كل المشاهد التي كنت في السابق أجلس مع نفسي لأنسج عنها قصة جنسية تثيرني وتشبع غريزتي وتنتهي غالباً بممارستي للعادة السرية. ولأول مرة في حياتي لا أمارس العادة السرية سوى مرة واحدة (وكانت لتجربة التغير فقط) خلال مدة شهرين كاملين، ولا أجد نفسي مدفوعاً إلى ممارستها وكل ذلك بعد ابتعادي عن التخيلات المثلية كما ذكرت.
ثم إني أصبحت أحاول استحضار المرأة إلى عقلي، وأكرر على نفسي المعاني التالية وأحاول ترسيخها في نفسي: هذا هو المخلوق الذي أحبه جنسياً وليس الرجل، انظر إلى جمالها، انظر إلى نعومتها، كم هي المتعة الكامنة في الزواج، تخيل نفسك متزوجاً وتسمتع مع زوجتك بليلة الدخلة بممارسة جنسية طبيعية حلال.. انظر إلى جمال كونك زوجاً وأباً ولديك أسرة جميلة وأولاد صالحون، أنت لست شاذاً حتى ولو أن الرجال مازالوا يثيرونك والمرأة لا تثيرك جنسياً بعد، ولكنك في الأصل لست شاذاً وأنت بإذن الله في طريق العودة إلى أصلك.. لا تستعجل النتيجة، فقط أنظر إلى جمال هذه النتيجة، وأسعى إليها.
رغم أنه في بعض الأحيان (القليلة) عندما أردد على نفسي هذه العبارات والمعاني يكون هناك رد داخلي (من عقلي) يقول لي: ما هذا الذي تفعله، هل تخدع نفسك؟ هل تظن أنك ستنجح بهذه العبارات والمعاني التي ترددها وترسخها وكأنها تمائم.. أنت مثلي ولا تزال مثلياً، لا تتعب نفسك بهذا وابحث عن شيء آخر تفعله... ولكني لم أكن أعطي بالاً لهذا الصوت الداخلي حتى إني تغلبت عليه تقريباً، وأصبحت شبه مقتنع كلياً بأن ما أقوم به هو جزء من العلاج.
وأصبحت بالفعل مهتماً بالنظر إلى النساء (مع مراعاة عدم إزعاج من أنظر إليها، أي بالأحرى خلسة دون إثارة الانتباه بطريقة فجة)، وأحاول الابتعاد عن النظر إلى الرجال بطريقة انجذابية (بما أنه لا يمكن تفادي النظر إليهم مطلقاً)، وبدلاً مما كنت أفعله سابقاً (أي الاستغراق في تخيل أمور جنسية شاذة ونسج قصص عنها) أصبحت أجبر نفسي على الاستغراق في خيالات جنسية طبيعية (مع امرأة ما أياً كانت) وإحدى محاولاتي التخيلية هذه كانت "ناجحة" إذا صح الوصف وأحسست أثناءها بمتعة وبعدها بتفاؤل (وعندها قمت بممارسة العادة السرية التي ذكرتها أعلاه على أنها كانت لتجربة التغير).
كانت تلك أهم التطورات.. أما عن أسئلتي فهي كالتالي:
1- ما تعليقكم على ما ذكرته، هل يمكن تسمية هذه "تطورات نحو الأفضل"؟
2- لا أقوم مع طبيبي النفسي بالعلاج السلوكي المذكور في البرنامج العلاجي، ولا حتى بشيء قريب منه. بل كل ما أفعله هو معرفة أن هذا الأمر خطأ وأنه سيئ (الإطار المعرفي) ثم الامتناع عن التخيل، وجزئية "التفادي" أحاول القيام بها قدر المستطاع.. ولكن ليس هناك إجراءات مادية للتنفير من التوجه المثلي كتلك المذكورة في جزئية "العلاج التنفيري" مثلاً، فهل يمكن القضاء على المنعكسات الشرطية الراسخة في عقلي التي تربط بين الإثارة والرجال، من دون اللجوء إلى هذه الخطوات المعاكسة للارتباطات الشرطية، أي فقط بالاكتفاء بإهمال ما يغذي هذه الارتباطات؟ وهل العودة إلى الخطوات المذكورة في جزئية dc "التعرف إلى عوامل الإثارة" بعد المرحلة التي وصلت إليها الآن من الانقطاع عن التخيلات لشهرين متواصلين، هل هي مفيدة في حالتي؟ أنا أشعر بأنها ستضرني الآن لأن استذكاري للخيالات المثلية سيشعرني بأني عدت إلى الوراء شهرين.. فما رأيكم؟
3- هذا السؤال هو الأهم عندي: توقفي الذي ذكرته عن التخيلات أقصد به التوقف الإرادي، أي أنني لم أعد أجلس بإرادتي لأبدأ في رحلة جنسية شاذة في الخيال من أجل الوصول إلى الإثارة والمتعة (وهذا ما كنت أفعله سابقاً)، ولكن هناك مواقف تفرض نفسها علي لظروف أو أحوال معينة لا يمكن تفاديها تسبب إثارتي ولو في اللحظات الأولى من الموقف ريثما يتسنى لي تغيير تفكيري والانصراف به إلى أمر آخر، فما أفضل الطرق للتعامل مع هذه المواقف، كيف أقلل إثارتي في هذه المواقف، وما هو تمرين الاسترخاء الذي ذكرته في جزئية "تقليل الحساسية" في فقرة العلاج السلوكي بالبرنامج المذكور.. لعله يفيدني؟ وهل هناك تمارين أخرى أو إجراءات معينة تنصحونني بالقيام بها في مثل هذه المواقف؟ (ملاحظة: طريقة طبيبي النفسي هي التالية: أن أقوم بإجراء حوار ذاتي هادئ ومرن مع نفسي للإقلاع عن التفكير في الموقف الذي أنا فيه كأن أقول لنفسي: ماذا تفعل؟ عدنا إلى ذلك؟ هيا أقلع عن ذلك الآن؟.. وإلى ما هنالك من محاولة تسخيف الأمر ثم الابتعاد عنه مع مراعاة عدم التسبب في القلق أو التوتر لنفسي... ثم إشغال نفسي بأمر آخر كالرياضة، أو النزهة أو الخروج.. الخ.. هذه خبرة طبيبي ولكن لا مانع من إضافة خبرتكم الواسعة إليها).
4- أعجبتني فكرة إتباع السيئات الحسنات الواردة في فقرة العلاج التطهيري، ولكن لا يمكنني اعتبار الصوم أو الصلاة أو الصدقة عقوبة حتى تلعب بنفس الوقت دور العلاج التنفيري، فهل هناك من شيء أعاقب به نفسي عند حدوث إثارة في موقف معين لكي أربط الإثارة الشاذة بتلك العقوبة.. هل هناك من تمارين في هذا الصدد؟
5- أما بالنسبة لموضوع "تغيير المسار".. فريثما يتسنى لي البدء بمشروع خطبة ثم زواج كما نصحني الدكتور المهدي في مشاركته وهذا ما أخطط له بإذن الله ولكن ليس قبل خمسة أشهر على الأقل (بسبب أوضاعي أولاً وعلى أمل تحسن حالتي ثانياً)، فما أفضل طريقة لتنشيط التوجه نحو الجنس الآخر، وقد أخبرتني يا دكتور مهدي أن هناك تقنيات لتنشيط التخيل الخاص بالجنس الآخر، فهلا أفدتني بها أرجوك؟ بالإضافة إلى أنني سأحاول الاستعانة بالصور والنظرات وما شابه..
6- لا أظن أنني أحظى بما ورد في فقرة "المصاحبة"، ولكن لا أظن أيضاً أن ذلك على جانب كبير من الأهمية برغم فوائده المساعدة الواضحة... لا أدري؟؟!!
7- ما المقصود بالسيطرة الخارجية على السلوك الواردة في فقرة "السيطرة على السلوك"؟ هل هي بالكلام والنصائح التي يوجهها لي طبيبي؟ أم هناك إجراءات خاصة بها؟ وكيف أقوي السيطرة الداخلية المذكورة في نفس الفقرة أيضاً؟
8- أما عن العلاج الدوائي فقد وافق عليه الدكتور محمد المهدي مسبقاً..
9- وأخيراً.. الدعاء: أرجو أن لا أكون بدعاء ربي شقياً.. فلا أكاد أصلي صلاة إلا دعوت الله فيها بأن يمن علي بالمعافاة.. وأسألكم هنا ألا تنسوني من صالح دعائكم.. وأنا لن أنساكم من صالح دعائي بإذن الله..
رسالة طويلة جداً ومفصلة.. إلى درجة الإزعاج ربما.. ولكن اعذروني أرجوكم واصبروا علي فإن الله يجزي الصابرين، ولعل من يقرؤونها من المبتلين بما ابتليت به يستفيدون ويتحركون نحو الأخذ بالأسباب، ثم ينتظرون المعافاة والشفاء من الله الذي هو وحده الشافي المعافي..
وهو ولي التوفيق.
السلام.
8/4/2005
رد المستشار
أخي العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أشفق عليك من كثرة الأسئلة والاستشارات، فهذا يمكن أن يؤدى إلى نتائج عكسية ، فأنت حاليا تعالج مع زميل فاضل ، وقد حدث تقدم فعلى في العلاج، وإذا حدث واختلفت معه في بعض التوجيهات بناءا على موقف شرعي فيمكنك سؤال أحد علماء الدين عن ذلك ثم تستمر في برنامجك العلاجي لأنه هنا سيكون متناسقا وسائرا في خطوات محددة. أما ما يحدث الآن من إضافات من هنا وهناك فلا أجدها مفيدة لحالتك بل ربما تؤدى إلى حالة من الارتباك ، ومع هذا سأقوم بالرد على بعض الاستفسارات:
• نعم هناك تحسن يحدث والأمر مازال يحتاج لمزيد من الصبر والجهد
• الإهمال يؤدى إلى انطفاء الارتباطات الشرطية السابقة، وإذا أضفنا إليه العلاج التنفيري تكون النتيجة أقوى وأسرع . والعلاج التنفيري يمكنك اختياره وتنظيمه حسب طبيعة شخصيتك بشرط أن يكون له أثر عليك يمنعك من استسهال تكرار الفعل وأن يكون تاليا للفعل غير المرغوب فيه مباشرة. وكلمة تنفيري لا تعني أن الوسيلة المستخدمة منفرة في ذاتها وإنما هي منفرة من تكرار الفعل غير المرغوب فيه
• لا داعي للرجوع لخطوات تجاوزتها مثل معرفة مفاتيح الإثارة خاصة إذا كانت ستفتح عليك أبوابا لا تريد أن تعاود فتحها
• تقليل الحساسية يتم بالتعرض لمفاتيح الإثارة في الخيال ومصاحبة ذلك بحالة من الاسترخاء وإعادة ذلك مرات عديدة دون التورط في الفعل، وبالتالي تفقد مفاتيح الإثارة قدرتها على الإغواء
• السيطرة الخارجية تعنى عدم ممارسة الجنسية المثلية حتى في وجود الرغبة فيها، وهذا ممكن في كل الأحوال بشرط أن لا يقول الشخص "لا أستطيع"، فأنت قد ابتليت بالرغبة، ولكن في المقابل تمتلك إمكانية الضبط، ولو لم تكن تمتلكها ما سألك الله عنها أو حاسبك عليها
• استراتيجية التفادي نستخدمها في المواقف المثيرة التي نستطيع تجنبها، أما المواقف التي لا نستطيع تجنبها فيصلح لها استراتيجية تقليل الحساسية
وأخيرا أدعو الله لك ولكل المبتلين بهذا الأمر بالشفاء، وأن تكون المعاناة التي تتحملونها على هذا الطريق في ميزان حسناتكم