اضطرابات الفزع والتوتر - هل لها حل؟
لقد أرسلت إليكم راجيا التكرم بالإجابة على بعض الاستفسارات لدي حول ما أعانيه من اضطرابات الفزع والتوتر.. (أرسلت هذه المشكلة مرة من قبل بتاريخ: 8/4/2005) ولكنني للأسف لم أتلق منكم شيئاً.. أعانكم الله.. أنا اليوم أعيد إرسال مشكلتي لكم مع بعض الإضافات والاستفسارات التي قد غفلت عنها في المرة الماضية مع رجائي أن أجد لديكم الإجابة عن كل استفساراتي.. مع جزيل الشكر والامتنان والعرفان لجهودكم الطيبة والرائعة جعلها الله في ميزان حسناتكم.. وجزاكم الله خيرا عنا..
أنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة.. متزوج.. لي بنت عمرها لا يتجاوز الستة شهور.. أعمل كموظف.. بدأت حالتي بتاريخ 20/2/2005.. حيث كنت برفقة أحد الأصدقاء نتسوق.. ومن ثم ذهبت إلى الحلاق.. وفي أثناء الحلاقة شعرت بنخزة في صدري ناحية القلب.. وعلى الفور شعرت بتعرق وبأنني سوف يغمى علي.. راجعت المستشفى (الطوارئ) وعند فحص الضغط قالوا لي بأن حالتي ليست مستعجلة فذهبت إلى البيت .. وفي اليوم الثاني كنت مدعوا إلى حفلة وفي أثناء الحفلة شعرت بنفس الأعراض من تعرق شديد ودوخة وغثيان وشعرت بأنها النهاية.. فذهبت إلى أحد الأصدقاء وهو طبيب عام.. وعندما فحصني ضحك وقال لي ليس هناك أي شيء يستدعي هذا القلق!!
فذهبت إلى البيت ولكني بقيت في حالة توتر وقلق غريبة والموضوع لا يفارق تفكيري.. وفي اليوم الثالث راجعت العيادة الصحية فطلب مني الطبيب هناك مراجعته في اليوم التالي وأنا صائم .. وهذا ما حصل .. فقام بعمل تخطيط قلب لي وقام بعمل فحص دم شامل وأظهرت جميع الفحوصات والحمد لله بأنني بخير . إلا أن الحالة استمرت ولم أعد أدري ماذا أصنع (في خضم هذه الأحداث كان لي صديق ذكر لي بأن كل ما يحصل معي هو وهم وهي حالة نفسية كان قد عانى منها هو نفسه أثناء الدراسة في الخارج) ..
عندها قررت مراجعة طبيب نفسي وكان ذلك بتاريخ 12/3/2005 وبعدما شرحت للطبيب حالتي وبعد اختبار سريع قال لي بأنني أعاني من حالة توتر وقلق نفسي شديد.. ووصف لي أدوية Xanax 0.5mg 3 حبات في اليوم.. وFluneurin 20mg حبة واحدة صباحا بعد الأكل.. وحدد لي موعد مراجعة بعدها بيومين بتاريخ 15/3/2005 .. تحسنت قليلا ولكنني ما زلت أشعر بأنني غير طبيعي.. راجعت الطبيب بعد ذلك حيث عمل لي جلسة علاج سلوكي.. ومن ثم حدد لي موعد مراجعة بعد أسبوع بتاريخ 22/3/2005 ..
وحصل خلال ذلك الأسبوع أن توقفت عن أخذ دواء Xanax بعد أن انتهى ما لدي منه وبناء على اتصالي بالطبيب الذي ذكر لي بأنه لا داعي لهذا الدواء وأن أستمر على دواء Fluneurin .. إلا أنني بعد ذلك حصل عندنا رعد وبرق (وأنا أتوتر أصلا من الرعد والبرق) على إثر ذلك عانيت بشدة .. فأنا أشعر بأنني مرهق ومتعب .. أحاول قدر الإمكان أن أسيطر على نفسي ولا أستطيع.. أتعرق كثيرا.. أشعر وكأنني على أعصابي طوال الوقت.. كل جسمي مشدود.. لا أستطيع التفكير سوى في هذا الموضوع .. فقدت شهيتي للأكل تماما.. فأنا أغصب نفسي على الأكل.. نقص وزني بشكل كبير.. أعاني من أرق وعدم القدرة على النوم .. وحتى عندما أنام أشعر بأنني مستيقظ ..
صباح يوم 22/3/2005 حصل أمامي حادث سير لوهلة ذهلت ومن ثم حصل وكأنني على وشك أن أستفرغ.. زاغت عيني.. تعرقت.. وشعرت بأنني سوف أدوخ.. اتصلت بالطبيب على الفور الذي طمئنني وقال لي بأن كل شيء على ما يرام و طلب مني أن أشرب عصيرا وأن أستريح.. في مساء ذلك اليوم كانت لي مراجعة عند الطبيب الذي طلب مني أن أستمر على دواء Fluneurin ووصف لي دواء جديد هو Neurontin 300mg .. ولكنني لم أتناول أية حبة من هذا الدواء الجديد.. فقد كنت خائف.. خائف بشدة من أي شيء..
لقد أصبحت انفعالاتي غريبة.. يصيبني ما أصابني لمجرد رؤية حادث سير.. وأنا نفسي كنت قد شاركت في خمسة حوادث سير من قبل ولم أرتبك لحظة.. أسمع خبر وفاة والد صديق لي فيضيق صدري وأتعرق ويزداد خفقان قلبي.. وأنا الذي كنت لا ألقي بالاً لمثل هذه الأحداث.. مضت أيام وأنا لا أزال خائفا من أخذ الدواء الجديد Neurontin .. ولكن حالتي والحمد لله تحسنت كثيراً حتى أنني استأنفت حياتي الجنسية بعد انقطاع دام أكثر من شهر.. وإن كان ليس بنفسالنشاط المعهود.. كما أنني عاودت الأكل ولكن ليس بنفس الشهية المعهودة لدي بعد أن كنت لا أقوى على الأكل ..
بتاريخ 30/3/2005 قررت الذهاب إلى الحلاق بعد طول تفكير.. وقبل الوصول للحلاق انتابتني مشاعر الضيق ولكنني واصلت وذهبت للحلاق.. وأثناء الحلاقة كثيراً ما شعرت بضيق شديد وخفت أن تعاودني الأعراض مرة أخرى ولكن الحمد لله حلقت ومرت الأمور بسلام.. ولكنني في اليوم التالي لم أكن أشعر أنني على ما يرام.. فقد تراجعت حالتي.. ولكنني والحمد لله أحسن من بداية المشكلة..
الآن لا أدري ماذا يصيبني إذا خرجت من البيت.. فقد قمت بالخروج برفقة زوجتي إلى أحد المراكز التجارية وانتابتني مشاعر القلق والتوتر.. لا أريد الخروج من البيت.. أشعر وكأن مصيبة سوف تحدث لي .. أبقى في حالة ترقب عالية لما سيحدث.. أنتظر أن تعاودني الحالة أو أن أفقد الوعي.... أنا أخاف حتى من صلاة الجماعة في المسجد.. أخاف أن يصيبني شيء أثناء الصلاة.. بالإضافة إلى أنني أشعر أحياناً بنخزات متفرقة في جسمي بالأخص في منطقة الصدر ناحية القلب.. وهذا ما يفقدني صوابي..
بتاريخ 5/4/2005 .. كانت لي مراجعة عند الطبيب.. شرحت للطبيب ما عانيته في الأسبوعين الماضيين فطمئنني بأن حالتي والحمد لله في تحسن مستمر .. وأن هذه عبارة عن مطبات وسوف أتجاوزها إن شاء الله.. كما ذكرت له بأنني عاودت حياتي الجنسية وكذلك عاودت الأكل.. فقال لي أن هذه أمور مشجعة جداً.. وأيضاً اعترفت له بأنني لم أتناول حبة واحدة من دواء Neurontin فقال لي إن هذه ليست مشكلة.. وطلب مني أن أنسى هذا الدواء.. ولكنه عاد ووصف لي 40 حبة من دواء Fluneurin .. وطلب مني أن أبدأ بتناول حبتين مع بعضهما البعض في صباح اليوم الأول.. وحبه واحده في صباح اليوم التالي.. وهكذا.. يوم حبتين ويوم حبة واحدة..
اليوم 16 /4/2005 .. كانت لي مراجعة أخرى عند الطبيب.. تحدثنا عن بعض الأمور التي تخص حالتي.. ثم طلب مني أن أبدأ بتناول حبتين من دواء Fluneurin صباحا كل يوم.. وعاد ووصف لي 20 حبة أخرى من هذا الدواء .. على أن أعود للمراجعة بعد عشرة أيام.. مرت الأيام وأنا أحسن الحمد لله..
اليوم 26/4/2005 .. يوم المراجعة عند الطبيب.. وبعد مناقشات وكلام عام قال لي أنني في وضع جيد الآن ولكنه حذرني من التوقف عن أخذ الدواء.. كما وجهني لإجراء فحص لوظائف الكبد والكليتين والدم.. حيث تم أخذ عينة دم وعينة بول مني لغايات الفحص وذلك للتأكد من عدم تأثير الدواء علي كما ذكر لي الطبيب.
أنا الآن والحمد لله بخير وأحسن كثيرا.. ولكنني أشعر أحياناً بضيق شديد .. أشعر بتوتر دائم .. أشعر وكأن جسمي مشدود كالوتر.. أحيانا أرتجف من الشد مع أن الجو حار... راحة يدي متعرقة على طول الوقت.. ماذا جرى..؟؟ كيف يمكن أن يصيبني ما أصابني في لحظة.. أنا حتى لم أكن أعاني من مشاكل مزمنة أو توترات حادة أو كروب في حياتي..
لوقت قريب كنت أعتبر نفسي محظوظا جدا.. بل أن لدي توفيق من الله عز وجل.. لقد عشت حياة طبيعية.. نعم عانيت بعض المشاكل والضغوطات والقليل من خيبات الأمل كأي إنسان على سطح الأرض... ولكنني لم أعاني مطلقا من أزمات حقيقية –والحمد لله- مثل كثير من الناس التي أعرفها وأغبطها على صلابتها وقوة تحملها.. ماذا أصابني..؟؟
يصيبني الفزع من مجرد التفكير في حصول أمر سيء.. ماذا لو حصل أمر سيء بالفعل.. كأن أصاب بنوبة قلبية أو حتى مرض عادي أو أن يموت أحد من الأهل لا سمح الله.. عندها ماذا سيحصل لي.. إذا كان مجرد التفكير في ذلك يسبب لي كل هذه الأزمة.. ماذا سيحصل إذا حدث أمر سيء بالفعل..؟!!! ما أود الاستفسار عنه ما يلي:
- 1- تقييمكم لحالتي.
-2- تقييمكم للعلاج الذي أتلقاه.
-3- أنا كل ما أقرأ النشرة الطبية المرفقة بعلبة الدواء أشعر بالهلع من ما هو مذكور فيها من آثار جانبية وغيرها.. فهل أستمر على تلك الأدوية..؟؟ وهل هناك ما يستدعي الخوف من تلك الأدوية...؟؟ خصوصا أنني قرأت عن أن هناك دراسة تشير إلى أن مخاطر استعمال مانعات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية تتجاوز الفوائد المرجوة منها.. حيث أشارت الدراسة إلى خطر متزايد يتمثل في نتائج عكسية خطيرة تتضمن سلوكيات انتحارية..
-4- أريد أن أعرف إن كان هناك تأثيرات عضوية لحالات الفزع التي تصيبني أحيانا والتوتر المستمر على صحة القلب أو أعضاء أخرى..؟؟ خصوصا أنني أني قرأت عن أن العديد من الأمراض منشأها مثل ذلك التوتر..
-5- أنا الآن أعرف جيدا عن حالتي، فهل تنصحني بمواجهة نفسي ومخاوفي ولو بالضغط في محاولة للتخلص من هذه الأوهام؟؟ أم هناك طرق أخرى للمواجهة؟؟
-6- أريد أن أعرف هل ممكن التخلص من هذه الحالة...؟؟ وكم من الوقت يجب أن أستمر في تناول تلك الأدوية..؟؟ وهل سيكون لها عوارض سلبية في حياتي مستقبلا..؟؟ وهل ممكن أن تعاودني مثل هذه الحالة..؟؟ خصوصا أنني قرأت في أحد المواقع أن الإحصائيات تشير إلى أن واحد من أصل خمسة مرضى فقط يتماثلون للشفاء ولا تعاودهم الحالة. (هل سأبقى طوال عمري على هذه الحالة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟)..
-7- أريد أن تتكرموا علي بنصائحكم وماذا بإمكاني أن أفعل في طريق الشفاء إنشاء الله.
-8- قرأت في العديد من المواقع على الإنترنت عن العلاج المعرفي السلوكي لهذه الحالة Cognitive-Behavioral Therapy .. أريد أن أعرف ماهية هذا العلاج بالضبط..؟؟ و هل هو من سبيل ما أمارسه عند طبيبي من كلام عام عن حالتي..؟؟
-9- أريد أن أعرف إن كان للأطعمة تأثير في حالتي..؟؟ أي هل هناك أطعمه أو أشربه لها تأثير مهدئ لحالة التوتر وأخرى لها تأثير محفز لمثل هذه الحالة... خصوصا أنني مدخن شره.. كذلك أتناول القهوة بشكل كبير.. (وإن كنت قد خففت جدا من تناولي للقهوة وكذلك تدخيني بعد إصابتي بهذه الحالة.. فأنا خائف من أي شيء)..
حيث أنني قرأت عن أن هناك دراسة تشير إلى أن التدخين يزيد من احتمالات الإصابة بهذا المرض http://news.bbc.co.uk/1/hi/health/1010221.stm ..............
أريد التوقف عن التدخين فورا.. ولكنني أعلم أن التوقف عن التدخين يصاحبه أعراض انسحابية في مقدمتها التوتر.. هل أنا بحاجة للمزيد من التوتر ..؟ وفي المقابل أنا على ثقة أن التدخين يزيد حالتي سوء.. ما العمل...؟
كذلك قرأت أن بعض الأدوية يمكن أن يكون لها تأثير في حالتي مثل أدوية الربو http://panicdisorder.about.com/cs/pdbasics/l/blundrstndpd04a.htm ...
وأنا كنت أستخدم بخاخ فنتولين لعلاج حالة ربو خفيفة عند الحاجة.. وقد توقفت الآن عن استخدامه.. خصوصاً بعد ما حذرني طبيب عام زميل لنا في العمل من مخاطر استخدامه كونه يزيد من ضربات القلب.
-10- كنت قد ذكرت سابقا أنني قد أجريت فحوصات والتي أشارت والحمد لله أنني بخير،.. إلا أن بعض النتائج كانت مرتفعة.. وإن لم تتجاوز الحد المسموح.. مثل الكوليسترول.. أنا الآن خائف من أن تكون هذه النسبة قد ارتفعت أكثر فوق الحد المسموح ..الأمر الذي قد يسبب لي مخاطر على القلب.. خصوصا أنني لا أمارس الرياضة.. فأنا أخاف جدا من بذل أي مجهود يشعرني بأن ضربات قلبي تزداد.. وكذلك كانت نسبة البلوروبين مرتفعه.. وقد قرأت أن للأدوية تأثير مدمر على الكبد.. فهل مخاوفي هذه لها أصل..؟؟
ملاحظة.. أرجو التكرم بدراسة إمكانية إنشاء منتدى حوار وغرف دردشة ضمن موقعكم الرائع.. ليتمكن من يعانون مثل تلك المشاكل من طرح مشكلاتهم ومناقشتها للاستفادة من تجارب بعضنا البعض.. ويا حبذا لو كان هناك بعض الأخصائيين للإشراف على مثل هكذا منتدى.. وتقديم الدعم.. لكم جزيل الشكر على حسن تعاونكم.. جزاكم الله خيراً.. واقبلوا الاحترام
التاريخ
9/04/2005
رد المستشار
الأخ العزيز...... حسام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنت فعلا تعانى من "نوبات هلع" (Panic attacks) كما قال لك طبيبك المعالج، وهو اضطراب يحدث نتيجة اختلال في بعض الناقلات العصبية وخاصة السيروتونين أو نتيجة عدم ثبات في الجهاز العصبي خاصة الجهاز العصبي اللا إرادي وعلى وجه الخصوص الجزء السمبثاوي (الودى) منه.
وقد يسبق حدوث هذا الاضطراب بعض الأحداث المفاجئة كموت شخص عزيز أو مرضه، وأحيانا لا تكون هناك أي أحداث من هذا القبيل. ونوبات الهلع تصيب حوالي 4% من الناس خلال فترة حياتهم بدرجات مختلفة، وبعض الناس تنتابه نوبة واحدة وبعضهم تنتابه نوبات متكررة. وهذه الحالة لا تشكل تهديدا للحياة كما يتصور المصاب بها، ولكنها تحدث قدرا هائلا من الخوف والرعب بحيث يصفها كل من عانى منها بأنها أشبه بحالة موت أو خروج روح.
وحين يتكرر حدوثها دون علاج فإن الشخص المصاب بها يخشى الخروج من البيت ويخشى السفر وحده حتى لا تأتيه الحالة بغتة وهو بعيد عن مصادر المساعدة لذلك ينكمش على نفسه ويلغى ارتباطاته وربما يتوقف عن الذهاب لعمله أو يشترط أن يذهب بصحبة أحد الأقارب حتى يسعفه إذا ما داهمته الحالة، وهذه المضاعفات هي ما نطلق عليه "رهاب الساحة" أي الخوف من الخروج إلى أماكن يصعب الحصول على المساعدة فيها، وهذه الأماكن قد تكون أماكن مفتوحة كالطرق السريعة أو الميادين المتسعة أو الأسواق، وقد تكون أماكن مغلقة مثل الطائرات والأسانسيرات والأماكن المزدحمة كالمساجد في يوم الجمعة. وهذا الخوف يجعل المريض يفضل البقاء في بيته، ومع طول المدة يشعر بالاكتئاب لأن هناك خطر يداهمه بلا علامات إنذار ويشعر معه بتهديد لحياته وأمنه واستقراره، كما أنه يؤثر في عمله وفى ممارسة علاقاته الاجتماعية وهواياته واهتماماته.
وعلى الرغم من هذه الصورة الدرامية لنوبات الهلع إلا أن علاجها بسيط ويعطى نتائج طيبة، ويتلخص العلاج في التالي:
1 - العلاج الدوائي: ومن أهم الأدوية المستخدمة مانعات استرداد السيوتونين النوعية SSRIS (ماسا) مثل الفلوكستين والباروكستين والسيتالوبرام والسيرترالين وغيرها. وأنت بالفعل تأخذ أحد أدوية هذه المجموعة بجرعة مناسبة . وهذه الأدوية لا تعطي مفعولا مباشرا ووقتيا بل تأخذ حوالي أسبوعين حتى تؤثر ومن هنا يشعر المريض بالقلق في البداية لأنه لا يشعر بتحسن سريع (وهذا ما حدث معك)، ولكن بعد مضى الوقت الكافي تبدأ علامات التحسن في الظهور شيئا فشيئا وتقل شدة النوبات ومعدل حدوثها بالتدريج إلى أن تتوقف. والعلاج الدوائي يحتاج للانتظام فيه لمدة تتراوح بين ستة شهور وسنة كاملة حسب شدة الحالة .
وقد تستخدم بعض الأدوية الأخرى لتهدئة حالة القلق مثل ألبرازولام أو ديازيبام أو جابابنتين، وقد وصف لك طبيبك المعالج بعض مشتقات هذه الأدوية بالفعل، وهى أدوية مساعدة للمجموعة الأولى التي تحدثنا عنها، ولذلك لم يصمم الطبيب على الاستمرار في استخدامها لأن دورها ثانوي (مساعد) للمجموعة الأهم وهى الم.ا.س.ا SSRIs والتي تتناول أنت حاليا أحد مشتقاتها. وحين تؤخذ هذه الأدوية بالجرعة المناسبة ولوقت مناسب بواسطة طبيب متخصص فليس هناك أية مشكلات، أما ما يكتب في النشرة المرفقة فليس قابلا للحدوث إلا في حالات أو ظروف بعينها يستبعدها الطبيب المختص عند اختيار الدواء.
2 - العلاج المعرفي: وهدفه تصحيح أفكار المريض عن الأعراض التي تصيبه، فهي ليست أعراض موت ولا هي أعراض لمرض في القلب، وإنما هي أعراض لحالة نفسية قابلة للشفاء بإذن الله. وأن الحالة تأتى في صورة نوبة تستغرق عدة دقائق وأحيانا نصف ساعة أو أكثر ثم تتوقف، وهى لا تترك أثرا خطيرا على أجهزة الجسم ولكنها فقط تحدث حالة من الهلع الشديد، وهى تأتى بأعراض جسمانية أو أعراض نفسية أو كلاهما معا.
3 - الاسترخاء: حيث يتدرب المريض على ممارسة تمرين استرخاء يوميا، وهذا يقلل كثيرا من أعراض النوبة ومضاعفاتها ويقلل من حالة القلق النفسي بوجه عام
4 - تدريبات التنفس: فأثناء النوبة يحدث سرعة في معدل التنفس وهذا يؤدى إلى حدوث بعض الأعراض المزعجة للمريض مثل الدوخة أو الدوار أو الإحساس بفقد التوازن. لذلك ندرب المريض على تنظيم تنفسه أثناء النوبة حتى لا يصاب بهذه الأعراض وذلك بأن يأخذ نفسا عميقا ومنتظما وهادئا أثناء النوبة، وأحيانا ننصحه بأن يتنفس في كيس بلاستيك حتى يحتفظ بقدر من ثاني أكسيد الكربون في الرئتين وفي الدم
5 - إحياء الجانب الروحي في النفس من خلال نظام اعتقادي وبرنامج عبادات ومعاملات صحي يعيد التوازن والاستقرار إلى النفس، وذلك تصديقا لقوله تعالى: "إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا * إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون * والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم * والذين يصدقون بيوم الدين * والذين هم من عذاب ربهم مشفقون * إن عذاب ربهم غير مأمون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم بشهاداتهم قائمون * والذين هم على صلاتهم يحافظون * أولئك في جنات مكرمون" (المعارج 20-35)
فالإنسان يحمل في تكوينه الهلع، ومع هذا هناك مثبطات لهذا الهلع بعضها دوائي وبعضها سلوكي وبعضها روحي، إذا أخذ بها الإنسان متكاملة وصل إلى حالة الطمأنينة، وهى حالة من التواصل والتناغم الصحي مع النفس ومع الآخر ومع الكون، وحالة من الأنس بالله تختفي معها كل مثيرات الهلع.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز حسام أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا على إطرائك، ليست لدي إضافة فيما يتعلق بنوبات الهلع التي أصابتك فقد أفاض الدكتور محمد المهدي جزاه الله كل خير في شرح ما نعرفه عنها لك، فقط أود أن أوضح لك ولقراء مجانين الأعزاء ما نعنيه بالاستجابة الوسواسية للتهديد بالمرض، فطريقة تصرفك تعتبر نموذجا يضرب به المثل بحق، فقد قرأت وجمعت المعلومات وأصبحت خبيرا بكثير من الأمور المتعلقة بما أصابك واقرأ في ذلك نوبات الهلع : في شخصية موسوسة، وهذا النوع من استجابة الإنسان للمرض يفيد صاحبه بقدر ما يزيد معاناته من القلق، وبمناسبة القلق فإن زيادة توترك في الفترة التالية للنوبة الأولى هي ما نسميه القلق التوجسي Anticipatory Anxiety كما ستعرف من الإحالات التالية التي ستوضح لك أيضًا علاقة النوبات برهاب الساحة فانقر ما يلي من عناوين وكلها على استشارات مجانين:
نوبات الهلع : عرضٌ أم تشخيص !؟!
من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة
نوبات الهلع: برنامج علاجي
دوامة الهلع : أين حقوق المريض العربي
في دوامة القلق: متعممٌ أم نُوَبي؟
وأما مسألة التدخين فالحقيقة أن كثيرين من مرضى نوبات الهلع يقلعون تحت تأثير رهبتهم من النوبات عن التدخين ومنهم من يقول لطبيبه بعد فترة من النجاح في الإقلاع عن التدخين أن النوبات أو اضطراب الهلع أفاده كثيرا لأنه ترك التدخين بسببه، ولعل الله ينعم عليك فتكون واحدا منهم وعندنا على مجانين رابطان سيساعدانك كثيرا إن شاء الله:
الإقلاع عن التدخين ...هل يحتاج مساعدة طبية ؟
التدخين أسلوب حياة
وأما ما يتعلق بأسئلتك عن عقاقير الم.ا.س.ا فإننا بدأنا اليوم عرض سلسلة من المقالات عنها وأول مقال هو : حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا؟ ضد الاكتئاب والوسوسة، فقط أود التنبيه إلى نقطة يهمني أن يدركها أصحاب الاستشارات وهي أن زوار موقعنا ممن أقاموا علاقة علاجية مع أحد زملائنا من الأطباء النفسيين لا يصح أن يطلبوا منا تقييم ما دار بين الواحد منهم وبين طبيبه المعالج ذلك أن الطبيب النفسي الذي يرى صاحب المشكلة ويتعامل معه معاملة إنسانية لابد أنه سيدرك أكثر مما نستطيع نحن إدراكه من خلال العلاقة الإليكترونية، وأما ما يتعلق بفكرة إنشاء منتدى حوار وغرف دردشة على مجانين فهي فعلا موجودة ولكن اسمها مجانين على الخط، سعدنا بك على موقعنا وأهلا بك دائما.