السلام عليكم ورحمة الله..
أنا قررت أن أكتب من جديد لأن آخر فترة لي صعبة جدا أوسوس في كل شيء يمكن أن أوسوس به هذا يجعلني أشعر بتوتر دائم وأعصابي دائما مشدودة ومنتبهة وحذرة كي لا ألغي أي فكرة تأتيني مباشرة لأن مؤخرا إذا لم أكن منتبهة وألغي الفكرة مباشرة أسترسل بها وتصبح أسوأ ويأتيني الشعور بأني أريد الفكرة تعجبني ومقتنعة بها أو أنها منطقية..
غير هذا محتوى الأفكار صار أبشع وأبشع ويصاحبه الشعور بأن الأفكار منطقية سأعطي أمثله للأفكار أعتذر مقدما أني سأخوض بتفاصيل الأفكار هذه.
مثلا قبل يومين أتتني أفكار أنه أستغفرالله الله سوف يفعل الأفكار الكفرجنسية بكل النساء وشعرت أن هذا شيء طبيعي، بل وتخيلت أعوذ بالله لو أن القرآن يكون مكتوب به شيء من هذا القبيل وشعرت الفكرة منطقية من ثم استيقظت لأني كنت بين النوم واليقظة مؤخرا تأتيني الأفكار عند محاولة النوم المشكلة لدي بشعوري القوي بأن الأفكار هذه صحيحة ومنطقية وتعجبني.
واليوم وأيضا كنت بين النوم واليقظة تذكرت قصة سليمان عليه السلام عندما تلبس الشيطان على أنه النبي وكان الناس يتبعون أوامره إلى أن اكتشفوا الحقيقة لا أعلم إذا كانت الرواية صحيحة أو لا ولكن أتذكر أني قرأت شيئا كهذا فتخيلت لو أن الشيطان والعياذ بالله فعل نفس الشيء مع الله أستغفر الله ومن تلك اللحظة والأفكار عن هذا الموضوع مستمرة، بل وأشعر أنه حقيقة وأتخيل تفاصيل وأصبحت حتى لا أستطيع الاستغفار لأني أشعر بأن الفكرة صحيحة.
لا أعلم ماذا أفعل أشعر بالخوف الشديد المتواصل حتى أن هذه الأفكار تأتي في أحلامي اليوم حلمت شيئا كهذا واستيقظت من فزعي لأني بالحلم كنت راضية تماما وأشك بالدين، وأتتني فكرة مخيفة أكثر أن أستغفرالله ماذا لو كان النبي أستغفرالله حاشاه يكذب أو ماذا لو كان لديه مشكلة عقلية أو نفسية وهذا يعني أن جبريل عليه السلام ونزول القرآن عليه يكون خيال أعوذ بالله وأشعر أني فعلا شككت بهذا
جلست أفكر أن احتمالية هذا ممكن يكون حقيقي وأوشكت على أن أصدق بهذا
هل يمكن أكون اقتربت أن أفقد عقلي هل يمكن أن أفقد عقلي .......
24/6/2023
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "Amani" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
بعد قراءة ما دار بيننا على صفحات الموقع يا ابنتي، أجدني مدفوعا لأقول نفس ما قلته سابقا في الرد على أولى استشارتك (لن أناقش معك محتوى أفكارك الوسواسية مكتفيا ببعض الارتباطات وبأن أؤكد لك عدم مسؤوليتك من الناحية الشرعية لا عن الوساوس ولا عن كل عواقبها من الأفكار والصور والتخيلات والمشاعر، وأما قولك (تأتيني الفكرة أجلس أفكر فيها ساعات طويلة لكي أثبت أني لا أريدها) فلست مطالبة بذلك شرعا، بل منهية عنه، ببساطة لأن أي اشتباك مع الفكرة الوسواسية مصيره الهزيمة، أنت فقط مطالبة بالتجاهل) ... لكنني فيما يخص قضية تشبه الشيطان بالنبي سليمان عليه السلام، فأصلها في التلمود، ولا يصح أن تتخيلي أن يتلبس الشيطان نبيا من أنبياء الله هذا لا يصح اعتقادا فيما أفهم والله أعلى وأعلم.
وأما ما يصفه قولك (أوسوس في كل شيء يمكن أن أوسوس به هذا يجعلني أشعر بتوتر دائم وأعصابي دائما مشدودة ومنتبهة وحذرة كي لا ألغي أي فكرة تأتيني مباشرة لأن مؤخرا إذا لم أكن منتبهة وألغي الفكرة مباشرة أسترسل بها وتصبح أسوأ ويأتيني الشعور بأني أريد الفكرة تعجبني ومقتنعة بها أو أنها منطقية) فهو الانغماس الأمثل في السلوك القهري المستمر هداك الله... أولا البقاء في حالة الانتباه المستمر الذي يوقعك في أخطاء لا تقعين فيها لو كنت أقل انتباها هو انتباه قهري، ثم ثانيا نجد الطقس السري الذي لم تبلغينا به وهو كيف تقومين بإلغاء الفكرة؟
ثم لو خانك انتباهك تقولين: (أسترسل بها وتصبح أسوأ ويأتيني الشعور بأني أريد الفكرة تعجبني ومقتنعة بها أو أنها منطقية..) مرة أخرى أذن نكرر ما سبق قوله: (الاستبطان التلقائي والذي يحدث في بداية الوسوسة بالكفر أو بالشذوذ على سبيل المثال، هو مشاعر الرفض والاستياء والخوف والغضب تجاه الوساوس، ولا يجد الموسوس في نفسه قبولا لها، لكنه بعد فترة من المعاناة وغالبا بعد أن يعرف أنها وساوس وأنه غير مسؤول عنها تبدأ مشاعره تجاهها بالخفوت ويستغل الوسواس ذلك فيتهم الموسوس بالرضا والاقتناع بمحتوى الوساوس وهنا في مواجهة التهمة يستبطن الموسوس مشاعره فيعمه في دواخله (أي يشك ويحتار وتلتبس عليه الأمور ويصبح أميل لتصديق المعلومات الكاذبة عن دواخله سواء كانت مشاعر (حب، إيمان، رفض) أو نية أو إرادة أو ذكرى إلخ)، وسطورك هنا توضح أن ما حدث معك أمرٌ مختلف فقط تذكري بدايات ردود فعلك للوسواس وكيف تطورت.
وأضيف لك هنا توضيحا أن (لا قيمة ولا وزن لكل تقييماتك لمشاعرك أو نواياك وبالتحديد إيمانياتك أعجبك هذا أو لم يعجبك أراحك أو لم يرحك أنت وشأنك) ... وأستند في ذلك إلى عجزك عن التقييم الصحيح للدواخل ككل مريض بالوسواس القهري بما يسقط عنك التكليف بتحديد موقفك من الخواطر الكفرية، فما تفعلينه هو بعينه التفتيش في الدواخل والموسوس لديه ما يسمى عمه الدواخل (الذي يجعله عاجزا عن التيقن من دواخله) واقرئي لتفهمي أكثر ردنا السابق: ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
أؤكد على ضرورة القراءة المتأنية للارتباطات هنا وفي أصل الاستشارة، وأكرر النصح بأن تسارعي بطلب المعونة من طبيب ومعالج نفساني متخصص في العلاج السلوكي المعرفي لاضطرابات الطيف الوسواسي.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.