مجرد سؤال يقلقها: علامات الحب الصادق م
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأعزاء الأفاضل، تحية طيبة وبعد.. فأنا صاحبة الرسالة التي بعنوان: مجرد سؤال يقلقها: علامات الحب الصادق
إخوتي، شكرًا على الكلمات الرقيقة والراقية التي اقتنعت بها والحمد لله، وكنت مقتنعة بها، ولكن أردت أن يطمئن قلبي على قدر ما أرى من فسوق وفجور وانحراف في مجتمعاتنا اليوم والعياذ بالله
فقد سألت سؤالا ضمن رسالتي، فلم تردوا عليه، وهو أن هناك شخصا متزوجا ولديه 7 أولاد، وهو إنسان بكل معنى الكلمة، وأنا أعرفه منذ 3 سنوات، وأمي تعرفه أيضا؛ فقد ساعدني ماديا ومعنويا، وهو إنسان محترم وكريم، وماديته ممتازة، ومتزوج من امرأة في نفس سنه، وقد طلب مني الزواج
إني قد صادفت شبابا كثيرين، مثلما قلت، ولكنهم- كما قلتم لي- شهوانيون.. هذا الرجل يكبرني بـ 13 سنة، وفعلا يريد الزواج مني، وهو ينتظر مني جوابا؛ وقد صليت ركعتي استخارة وكانت موفقة، ولا أعلم ماذا أفعل.. هل أهلي سيوافقون عليه؟ لا أعلم ماذا أفعل!!
إني حائرة في أمري؛ هل أتزوجه ولا أتركه لزوجته؟ وإن كان الزواج من ثانية مرفوض؛ فهل يوجد أسباب لذلك الرفض؟ مع العلم أن عندي أختًا مطلقة، وهذا أمر يزيد المسألة تعقيدا؛ لأن أهلي بصراحة معقدون من شيء اسمه (غير جنسيتنا).
لن أقول إني أحبه، ولكن أقول إني لا ولن أرى رجلا أحبني مثلما أحبني هذا الشخص، وساعدني، ووقف بجانبي، وأشعر أنه أبي وأمي وإخوتي، وأحس أنه- والله- يخاف علي أكثر من أهلي، مع العلم أني أساعد أهلي كثيرا؛ ماديا... ولكن نحن كثيرون في المنزل، وأمي منشغلة دائما مع أخوتي المتزوجين..
إنه الآن يريد الزواج مني..
ماذا أفعل؟ إني حائرة.
23/05/2023
رد المستشار
مرحبا بكم أستاذة "إيمان"
قرارك بالزواج من أي شخص يعتبر أمر معقد لارتباطه بعدة جوانب وقبل تناول تلك الجوانب دعينا نقر أساسيات ترتبط بثقافتنا.
الزواج من متزوج ليس عيبا ولا حراما ولكنه أمر يخضع لتفضيلات الشخص ومدى الفرص المتاحة له وفقا لدرجة الجمال والعمر، كما يرجع لسمات شخصية الزوج المتزوج وقدرته على مواجهة ما يتعلق بكون لديه زوجتان وجديته ورغبته في زواج ممتد وليس مؤقتا. كذلك حاجة الزوج الملحة لهذا الزواج بأنه سيشبع له حاجات.
قرار الزواج رغم أنه في أغلبه فردي لكن إذا توافقت رغبة الفرد (الفتاة) مع الأهل يكون أوفق وأنجح. فالزوج هو شخص يكون قريبا جدا منك رغم أنه قبل ذلك كان غريبا عليك ومع حدوث خلاف حاد قد يعود لمكانته أجنبي وغريب، فحصولك على موافقة الأهل أمر يدعم الزواج ويجعل الزوج أكثر مسؤولية نحوك.
فارق العمر بين الزوجين ينصح بتقاربه لكن قد يكون هناك فارق محسوب يرتبط بشخصية الزوجين وقدرتهما على التسامح مع الاختلافات الناتجة عن العمر.
الجدية والمسؤولية تبدو في توثيق الزواج وتكلف تبعاته المادية وعدم ممانعته لتكوين أسرة بالإنجاب، والتزامه بالاتفاقات التي بينكما.
أما بخصوص حيرتك في الارتباط بهذا الشخص أم لا؟؟ فمن المهم الفصل بين عدة أمور:
ما قدمه لك من مساعدة وعبر عنه من مشاعر وبين ظروفه الشخصية والأسرية كونه متزوج ولديه أبناء وفارق العمر، وبين احتمالية موافق أهلك من عدمها، وبين تجربة أختك المطلقة، وبين مناسبته لك ورؤيتك فيه كزوج وشريك حياة.
فإذا عزلت تلك الظروف المحيطة به وبك في أول الأمر، وفكرت فيه كإنسان وشخص، ووافقت، فيمكنك أن تفكري بعد ذلك في كل أمر منفصل على حدة فمثلا:
هل هو مناسب لي كرجل مسؤول الآن؟
هل هو فعلا فرصة لي قد لا تتكرر؟
هل يمكن إقناع أهلي؟
هل يمكن توفيق أوضاع كونه متزوج وهذا سيؤثر على التزامه ناحيتي بالوقت والمشاركة الوجدانية وأنا في مقتبل العمر؟
هل تفكيره وطباعه جيدة بحيث لا أشعر بفارق العمر؟ وهل يجيد إدارة الخلافات التي يمكن أن تحدث نتيجة اختلافنا ونتيجة ظروفه؟
هل أنا متقبلة وفرحة به نتيجة دعمه ومساعداته؟ وهل هذا ما يحيرني؟ بمعنى هل لو لم يقدم لي هذا الدعم كان الرفض سيكون أقرب لي من التردد؟
هل يمكن أن يكون صديقا أمتن له ولا يكون زوجا؟
هل طبيعتي تتقبل أن أكون زوجة ثانية ولا يمثل لي ضغطا؟
ربما التفكير في هذه النقاط يمكن أن يقربك أكثر للصورة وكما ذكرت لك زواجك منه ليس عيبا ولا حراما ولكنها حسبة إجمالية يمكن أن تصلين إليها عند التفكير في هذه الجزئيات منفصلة.
وبالتوفيق والسداد