أحييكم على هذا الموقع وأعرف أن سؤالي يحتاج مقالا لكنني اهتديت إلى ركن الاستشارات آملا أن تجيبوني، والسؤال هو:
كيف أبني شخصيتي؟
2/9/2023
رد المستشار
الأخ العزيز "هاني" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شكرا لك على إيجازك وعلى سؤالك المهم والصعب في نفس الوقت، وهو سؤال يجب أن نسأله جميعا لأنفسنا.. كيف نبني شخصيتنا؟
فنحن نأتي للحياة حاملين صفات وراثية لا دخل لنا فيها وإرثا نفسيا من طفولتنا لم يكن لنا فيه خيار، وحين نكبر نشعر بتأثير هذه الاشياء على سلوكنا وربما لا نرضى عن الكثير منها، وهنا تتطلع نفوسنا إلى صورة مثالية نود أن نكون عليها، ونبدأ من هذه النقطة مشوار التغيير الإرادي نحو تلك الصورة.
وقد كان بعض علماء النفس يقولون بالحتمية النفسية وهي تعني أن سلوكنا محكوم بالكامل بخبرات طفولتنا المبكرة، وأننا لا نملك تغييرًا أساسيا فيما اكتسبناه من صفات وسلوكيات، وهذا أمر قد تم مراجعته ونقده من قبل علماء نفس آخرين، فعلى الرغم من أهمية خبرات الطفولة المبكرة وتأثيرها في طبيعة شخصياتنا إلا أن إمكانية التغيير قائمة حتى آخر لحظة في حياة الإنسان، ولولا هذه الإمكانية لانتفت مسؤوليتنا عن أفعالنا، حيث لم يكن لنا سيطرة على هذه الخبرات الطفولية المبكرة ولأصبحنا ضحايا لهذه الخبرات طوال حياتنا.
إذا يمكننا حين نكبر ونعي أن نقرر ماذا نحب أن نكون وهذا يعتبر بمثابة برنامج أو مشروع سلوكي شخصي نضع له خريطة معرفية واضحة ثم نبدأ خطواتنا نحو تحقيقه.
والأمر سيستلزم نفسا طويلا وصبرا كثيرا للتغير بناء على هذا المشروع الجديد وربما يستلزم أيضا بعض المراجعات في مراحل تالية تصحح أو تعدل في هذا المشروع.
ولن يتم هذا إلا في وجود إرادة تغيير حقيقية وشعور بالمسؤولية تجاه أفعالنا ومصيرنا وأن نتخلى عن فكرة أننا ضحايا للظروف العائلية أو العوامل الاجتماعية، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ولكي تبنى الشخصية على أساس سليم تليق بكرامة الإنسان ومكانته لا بد من مراعاة تعددية جوانب ومستويات هذه الشخصية مثل الجوانب العقلية المعرفية والجوانب الوجدانية والجوانب الاجتماعية والجوانب الروحية وغيرها، فكلما تعددت الجوانب والمستويات وتوازنت وكانت في حالة مرونة ونمو كان الانسان أكثر صحة وأكثر ثراء وأكثر فاعلية في الحياة.
ووضع بعدي الحياة الدنيا والحياة الآخرة في الاعتبار يضمن توازن التصورات وتوازن الحركة تجاه الاهداف الحقيقية والخالدة حتى لا يتوه الإنسان في تفاصيل أهداف صغيرة زائلة ويضيع عمره هباء سعيا وراء سراب.
واقرأ أيضًا:
شخصيتي ضعيفة: تحتاج لتأكيد ذاتك
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
كيف أطور نفسي وأحقق طموحي؟
في التتنمية الذاية، الحديث يطول
قلة الدافعية أو ضعف التحفيز الذاتي
أريد تنمية نفسي