المادة المسببة للوسواس القهري: وقفات م
المادة المسببة للوسواس القهري وقفات
إلى أختي رهام من الإمارات صاحبة المشكلة :المادة المسببة للوسواس القهري: وقفات م
ازيك أختي وكيف حالك؟ طبت بألف خير وعافية، واسمحي وليسمح لي الأستاذ الدكتور وائل بالمشاركة
فلقد قرأت ما طرحته في مشاركتك من أسئلة تودين الإجابة عليها ومنها سؤالك
1 - أنت كمسلم تؤمن بالقرآن ولله الحمد فما رأيك هل العقل قبل النقل أم النقل قبل العقل بمعنى إذا تعارض الشرع (النقل وهو القرآن والسنة) مع شيء علمي أثبته العلم بالتجربة مثل أن أقول لك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(قدم على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من عكل، فأسلموا، فاجتووا المدينة، فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة، فيشربوا من أبوالها وألبانها، ففعلوا فصحوا...) أخرجه البخاري, فالحديث هنا يخبرنا أن أبوال وهو مفرد( بول-مادة اليوريا-) الإبل فيه شفاء فمن تقدم؟ هل ستسلم أم أنك ستذهب تبحث عن بعض الأبحاث في مجال الطب فإذا ثبت سلمت وإن لا ستبدأ بتأويل الحديث ليناسب النظرة العلمية؟ ومن المعلوم طبعا أن مادة اليوريا مادة مضرة ناتجة عن أيض العمليات الحيوية ولا يصح الإنسان أن يشربها هل إذا قلت لك قال الله وقال الرسول يكفي أو أنه يجب علي أن أقول لك وقال العالم الفلاني وأثبت فلان الفلاني...؟
والرد:وجهة نظري كمسلمة أن العقل لا يأتي قبل النقل ولا النقل يأتي قبل العقل بل هما يأتيان سويا وليس بينهما تعارض بأي حال من الأحوال فالله أمرنا أن نمعن العقل والتفكر بل وجعل من التفكر والتأمل في الكون عبادة يثاب عليها المسلم ولكن هناك شرطا للنقل بأنه يكون نقلا صحيحا ومؤكدا وليس ضعيفا لأنه إن كان نقلا غير موثوق من صحته فاحتمال تواجد التضارب بينه وبين العقل سيوجد وله إذن ما يبرره
وبالتالي فخلاصه القول هنا:
أن النقل والعقل متطابقان ويثبت كل منهما الآخر بشرط أن يكون النقل صحيحا ومؤكدا وبشرط أن يكون العقل يفكر بشكل واعي وسليم
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد تصادف قدرا أن دار حوار بيني وبين صديقة لي قبل أن أقرأ مشاركتك هذه بأيام وملخصها أنها كانت تخبرني عن (برنامج اسمه الحب والسنابل) لجميل مقدسي على قناة اقرأ وهو برنامج يعالج الكثير من الحالات بطريقة غير المتعارف عليها مع الأدوية التقليدية وأخبرتني أيضا ضمن ما تطرقت في حوارها إلى حلقة في هذا البرنامج كان المرضى يعانون من الاستسقاء وكان علاجهم الفعال والسريع هو بول الإبل
ولقد أدهشني الأمر حقا علما بأنني لم أكن على علم بالحديث الذي ذكرته في رسالتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سبحان الله. لعل في الأمر حكمة .فلا أعرف إذا كان الله قد جعلني أقرأ رسالتك لأقرأ فيها ما كتبته نقلا عن حديث رسول الله وبالتالي تزول دهشتي السابقة عندما أخبرتني صديقتي عن البرنامج وعن حلقة بول الإبل تحديدا ؟أم أن الله قد جعلها تخبرني عن البرنامج هذا لأتمكن من كتابة ردي على تساؤلك هذا
كما أن هناك أمرا يعرفه كثير من الصيادلة والكيميائيين وهو أن ناتج التفاعل الكيميائي يختلف باختلاف المواد الداخلة في التفاعل والمواد المحفزة المستخدمة فيه فلو قلنا أن مادة اليوريا الموجودة في البول مضرة. فإن تفاعلها سيكون ضارا بالجسم السليم المكون من مواد معينه أما تفاعلها مع الجسم المريض فإن الأمر سيكون مختلفا لأن مدخلات التفاعل بينها وبين مكونات الجسم غير السليم هنا مختلفة وبالتالي فإن مخرجات التفاعل ستكون مختلفة. وبالتالي فالمادة التي نعتبرها في الحالة العادية مضرة قد تكون مفيدة في الحالة المرضية للجسم
هذا والله أعلى وأعلم
مع خالص دعواتي لك ولجميع العاملين بهذا الموقع وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي
5/4/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة صديقة مجانين "سحر" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على مشاركتك الطيبة التي أتفق معك فيها، ولا أظنها بحاجة إلى تعليق، إلا أن لديَّ قولا من المهم أن أقوله وأجري على الله عز وجل ذلك القول هو أن من المهم كما نستوثق من النص الشرعي فنخرجه ونعرف درجته (أي تخريج الأحاديث)، من المهم أيضًا أن نستوثق من المقولات العلمية التي نادرا ما يراجعها أحد عندنا وتلك مصيبة ابتلينا بها، وليس كل إنتاج علمي محايدا وموضوعيا ومنزها عن الهوى، فضلا عن أن الخطأ البشري وارد فيه بالضبط مثلما هو وارد في النقل، معنى ذلك أن على المسلم إعمال العقل مع النصوص المنقولة سواء من أصل شرعي أو من العلوم أيا كانت، فمثلما يكذب أحد الرواة على سيد الخلق، يكذبُ الدارسون والباحثون ويلفقون نتائج شكلها شكل العلم وهي ليست كذلك والسبب ليس دائما قصورا لا يدرون به بل كثيرا ما يكون السبب تحيزا مسبقا.
أما ما أحتاج التعليق عليه فهو جملتك الأخيرة فالحقيقة هي أن جميع العاملين في موقع مجانين هم على رأسي أنا وليس العكس، والكلام منطقي جدا فأن أكون مؤسس الموقع يعني أن كل بناءٍ سيكون على رأس الأساس أليس كذلك؟ ثم أن المستشارين عاملون في مجانين وهم زملاء وأساتذة وأبناء وبنات لي ولزملائي وعمل الجميع تطوعي لوجه الله تعالى، فكلنا سواسية إذن أو فهم على رأس مؤسس الموقع، سعدنا بمشاركتك وألف شكر لك من كل العاملين في مجانين.
ويتبع >>>>: المادة المسببة للوسواس القهري م