وسواس
السلام عليكم، أنا أعاني من وسوسة صعبة في كثير من الأمور، أنا دايما أشعر أني متنجس وكل من حولي متنجس فأنا أخاف أن أسلم على أحد من بعد أبي حيث أني أرى أن يده متنجسة بسبب أنه في عيد الأضحى لم يكن يتحرز من الدم المسفوح وأصاب هاتفه والسيارة وأرض المنزل وكل شيء تقريبا من الصنبور ومفاتيح النور ويسلم بيديه على أخي وأخي يمسك هاتفه فتنتقل النجاسة، فأصبحت أعاني إلى يومنا هذا من كل ما في المنزل تم لمسه بيده
وأيضا لدي وسواس عندما أضطر للمشي بشارع به مجاري صرف مثل فأشعر أن حذائي تنجس والشراب
وأشعر أني إذا لمست مكان بيدي المتنجسة وكان عليه تراب فأقول إنه التراب متنجس فإذا لمسته تتنجس يدي
وهكذا في كل شيء حولي من أكواب وملاعق وملابس وقطع قماش للتنظيف تلمس الأرض النجسة الرطبة وهي أيضا رطبة ويتم مسح المنزل بها والعفش فتتنجس يد من يحملها فأصبحت في عذاب ولا أستطيع العيش بشكل طبيعي
وعند الطعام أراهم يلمسون الطعام فيتنجس فعندما آكل أشعر أن فمي متنجس وهكذا
أتمنى أن تساعدوني في التخلص من هذا المرض
12/9/2023
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "Hazem Shams" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
الأعراض التي تصفها هي أعراض وسواس فرط تحاشي النجاسة، ولديك قناعات خاطئة بنيت على تفكير سحري فيما يتعلق بانتقال النجاسة وانتشارها، وهذه الأعراض قد تكون أعراض اضطراب وسواس قهري وقد تكون غير ذلك، وأنت لم تشر إلى مداها الزمني وفقط يمكننا تخمين أنه منذ عيد الأضحى الأخير أي منذ 3 أشهر، كذلك لم تشر إلى تواصلك مع طبيب نفساني للحصول على التشخيص الكامل لحالتك.
اقرأ على مجانين:
وسواس النجاسة: خلاصة الخلاصة!
وسواس النجاسة: تعمدت يقينا أن أتجاهل! حسنا فعلت!
وسواس النجاسة: لوثت بالمذي بيتا كان طاهرا
وإذا أردنا تحليل الموقف الذي يبدو كأنه القشة التي قصمت ظهر البعير، فإن أول الأسئلة سيكون ماذا تقصد بأن الوالد الفاضل (لم يكن يتحرز من الدم المسفوح) ما كم ما أصابه من نجاسة؟ وأخمن أنها ستكون من اليسير الذي يعفى عنه (أي ما دون مساحة العملة المعدنية)، وبالتالي لا يوجد أي داعٍ لما تعيش فيه من رعب مرضي دائم!
ثم هل هناك علامة نجاسة في أماكن معينة من البيت، لأننا شرعا لا يمكننا الحكم بنجاسة شيء إلا في وجود علامة (واضحة تفرض نفسها وليس نفترض نحن وجودها ونبحث عنها) نجاسة، وبالتالي أنت لست متيقنا من النجاسة ولا يوجد ما يمكنك أن تشير إليه قائلا هذه علامة النجاسة، فنرد عليك هكذا نقلا عن د. رفيف الصباغ: في الشرع هناك قاعدة: (لا تنجيس بالشك). لابد من يقين وجود النجاسة 100% على الأشياء. رغم أن تخيل إمكانية وجود النجاسة في مكان ما، شيء مزعج، بل مرعب بالنسبة للموسوس، إلا أن الله لم يرد أن يزعجنا ولا أن يقلقنا، وكان الحكم أنك ما لم تتيقني النجاسة فلا وجود لها شرعًا. في الواقع يحتمل التنجيس ويحتمل عدمه.. وفي الشرع لا يوجد شيء اسمه (يحتمل) فقط يوجد (يقين) يعني توجد علامة لا شك ولا استنتاجات.
ثم حتى لوفرضنا أن نجاسة الدم المسفوح التي لم يحترز منها الوالد لم تكن من اليسير (أي أن الوالد غمس يده في الدم المسفوح ولم يغسلها ثم أمسك هاتفه وقاد سيارته ولمس كل أو أشياءً كثيرة بالبيت) في هذه الحالة تصبح كل الأشياء طاهرة (ولا يحكم بنجاسة) بل أزيدك من الشعر بيت أنقله أيضا عن رفيف إذ تقول لحالة كحالتك: (لنفرض أن البيت غارق في النجاسة بيقين، أو أهله لا يحترزون، حينها يُعفى عن هذه النجاسة لعسر التحرز ويتم التعامل مع البيت كله على أنه طاهر!؟، إذا ضاق الأمر اتسع، اعتبر كل ما حولك معفوًا عنه، طاهر).
كل ما كتبناه أعلاه كان لتوضيح الأمور لك لكنه لن يكون كافيا لعلاجك (خاصة وأن الأمر وإن جهلتَ أوسع من موضوع النجاسة)، وما يجب عليك فعله دون تباطؤ هو التواصل الحي مع طبيب نفساني للحصول على تشخيص الحالة الكامل والعلاج المتكامل.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>>: وسواس النجاسة: أبي والدم المسفوح! م