وسواس قهري تعمقي: وسواس الاستنجاء والتطهر! م5
سنية إزالة النجاسة للجميع الموسوس وغيره
السلام عليكم ورحمة الله، أشكر دكتورة رفيف الصباغ على الجهد المبذول في تيسير النجاسة وأحكامها
منذ عامين أرسلت عدة استشارات ووجدت فيهم ضالتي بعد وسواس صاحبني من أكثر من عشرين عام في كلشي حرفيا ولم أشفى منه ولكن ذهبت لطبيب نفساني ووصف لي دواء أخدته عمدار عامين وحاولت التخلص من وساوسي ونجحت نسبيا .. مؤخرا بدأت أعود بالتدريج للعادات السابقة حمام طويل جدا. أنظر في الأرض اللي أمشي عليها أتحاذى النجاسات - كل بقعة بنية أو سوداء في الأرض هي نجاسة وأضطر أن أمشي وأني بشحط ببوطي لأزيلها والمشكلة لا أجد مكان أشحط فيه وهكذا فأصبحت أرض البيت والمنزل والعيادة والدوام نجسة وأتلافى أحيانا فحص المريض لهذا السبب وفي المنزل نقلنا مؤخرا لبيت جديد وهناك بقع في الكراج وأمام المنزل وهناك أيضا فضلات قطط في أماكن متفرقة وهاي ظاهرة منتشرة بالرياض بالسعودية حقيقة.. فأبني في عقلي أنه هاي البقع براز نجس لقطة وطفل وحفوضة وبني آدم وغيرهم وهو غير جاف ولما ندوس فيها تتنجس الأحذية والسيارة قريبة والمصعد للبناية قريب يعني مفيش مال لثلاثين خجوة تطهر القدم وبحكم أنه نقلنا جديد فلسه نفوت المنزل بأحذيتنا والأغراض بالأرض وأهلي بدوسوا بقدمهم أحيانا وبطلعوا على السجاد والكنب فأصبح المنزل كله نجس الآن وكذلك السيارة حيث أن الكراج محاذي للمصعد لدرجة رميت دعاسة السيارة وبدلتها كذا مرة وخسارة مالية
استهللت البداية بأكثر مشاكلي اللي بعاني منها ولذلك أريد أن أطرح في القسم الأول استفساراتي وفي القسم الآخر الإجابات اللي أخدتها سابقا وما أريد تبينه حولها
أولا: كما ذكرت سابقا بشأن بقع الأرض حيث أضيف أني أحيانا أنزل أشيل شيء من البقع وأجلس أشمها أتأكد شو هي؟؟!
ثانيا : في الدوام لدينا عمال غير مسلمين مسؤولين عن تنضيف الحمام من الهند. أحيانا براقبهم ولاحظت التالي: أول شيء الخرقة بمسح فيها أحيانا بقع الأرض وبرجع بمسح فيها مسكة الباب وبحطها بجيبتو وما بغسل يدو، الحمام العمومي بستخدم الفرشاية القوية ليفرشي البراز فيو وبعدين برش مي بس مش على الفرشاية والفرشاية نفسها بفرشي فيها الحمام اللي جنب بعض والفرشاية تخبط بأطراف الأبواب وبملابسه وهو كغير مسلم مش مهم الطهارة، المنشفة اللي تيجي على شكل خيوط بنضف فيها الحمام العربي اللي فيو كثير آثار بحكم أنه عام ونفس الشيء من أرض حمام لأرض حمام ولكي يرفعها بتخبط بملابسه ولأطراف الباب، نبهت عليهم ألف مرة بس ما بحكوا غير عربي مكسر وصعب أفهمهم وأصلا ما بهمهم.
ثالثا: عند دخولي الحمام المنزلي سابقا ما كنت أهتم بالماء المتناثر بعد الاستجناء بس مؤخرا أصبحت قول لحالي إذا الشرج فيه فضلات وأنت بترش بالماء وبتستخدم يدك والماء المتناثر عالأطراف حول الشرج والمتساقط بالماء لأنه كرسي أفرنجي ومرتد على جسمك هاد نجس فأصبحت أرش الماء على كل مكان ومع الوقت ولطبيعة تصميم كرسي الحمام بطلع ماء أحيانا وأنا برش بكل الجهات وبتساقط على الأرض وبرتد على رجلي وعلى الغسالة وعلى البلاط فبغسل كل مكان بالحمام .. لو من البداية ما اهتممت للماء المتناثر من فتحة الشرج اللي فيها فضلات وبغسلها مان انتهيت ولكن حاولت وصعب جدا
آتي هنا للقسم الثاني من السؤال
مشاكلي هاي جزء منها وكل فترة أطلع بشيء جديد وصعب ألحق مذهب الشافعي أنه الإزالة فرض أو مبدأ أرض رطبة وجافة وجاف ورطب و.... إلخ لأنه الموسوس هيشوف الصحراء رطبة بدرجة حرارة خمسين .. كثير شغلات بحكيها لأمي أو قلها شمي أو شوفي أو ساعديني بس لتتأكد إذا هاي رطبة جافة نجسة طاهرة .. في جواب قلتيه دكتورة أنه الموسوس لا يبنى بحكمه وعليه الحل واحد فقط: "إزالة النجاسة سنة وعليه صلاتي مقبولة بملابس وبدن متنجس" حتى لو كنت عالم بالنجاسة
وهون بدي أسأل أسئلة خلتني أتوسوس بصدق هذه الفترة
دائما دائما بأسئلة النجاسة ألاحظ نادر تقولي هاي الفتوة رغم أنها بتسهل حياة الجميع موسوس وغير موسوس وبالأخير الموسوس نجاسات اللي تعرض لها قد تكون صغيرة أو غير صحيحة .. ماحدا هيقبل يحط قذارة على جسمه، فلماذا تتجنبي هاي الفتوة للناس اللي تحسبهم مش موسوسين
ثاني شيء اعتبريني أنا محمد شخص عاقل فاهم عارف مش موسوس أبدا وحكني على الشيء طاهر أو نجس صحيح قدام رب العالمين ولكن بدي أعمل بهاي الفتوة تبع سنية إزالة النجاسة هكذا بدي أرتاح وما بدي أشيل النجاسة ومش مكابرة لا سمح والله ولكن هيك بدي أرتاح وأوفر ناء فهل يجوز لي ذلك أم أن هاي الفتوة فقط للموسوس؟؟؟! لأنه إذا كانت فقط للموسوس فهون أنا كموسوس مش هقتنع بكلامك أني موسوس والشيطان هيوسوسلي أني مش موسوس وحكني صحيح والعمل بهاي الفتوة خطأ وصلاتي مش مقبولة وبالتالي عقلي هينجن وسأترك الصلاة والنتيجة نار جهنم.
يا ليت يا دكتورة أني وصلتلك الفكرة اللي بدي قولها بس القصد أنه هاي الفتوة للجميع.. حيث قريت كتير بالمواقع وبقولوا فعلا هناك قولين ولكن الجميع اتفق أنه إذا الشخص قادر عارف ولسه الوقت موجود للصلاة اللي صليتها بالنجاسة فالجميع اتفق على الإعادة والقول اليبق لأنها واجبة أحسن وأفضل وأدق وفتاوي كثيرة
أعتذر على طول السؤال وأعتذر لو تكلمت بالتفاصيل
وشكرا لك وجعل الله وقتك اللي بتاخديه لتجاوبي شفيعا لك يوم القيامة
23/9/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مرة أخرى.
الطريقة العامة لتفكيرك هي هي لم تتغير!! (هل يجوز لغير الموسوس أن يفعل ما أفعل كي أطمئن أنني على صواب!!) يعني وهل تعتقد أني مستعدة للذهاب إلى جهنم لأجل عيون الموسوسين لأعطيهم أحكامًا غير صحيحة شرعًا؟؟
راحتك ليس فقط في العمل بسنية إزالة النجاسة، وإنما في العمل –بما عند المالكية أيضًا- بأن الماء القليل لا يتنجس إلا بالتغيير، وهذا لا خلاف فيه عندهم... سترتاح كثيرًا كثيرًا باتباعك هذا الحكم
نأتي لطريقة تفكيرك التي هي أصل المشكلة، والتي تفرز سؤالًا: (لو كنت غير موسوس هل يصح لي أن أعمل بفتوى سنية إزالة النجاسة لأرتاح؟)
هناك أحوال:
1-أن يكون غير الموسوس مالكي المذهب، ويمكنه التزام هذا القول أصلًا دون أن يكون مخالفًا لمذهبه، وصلاته صحيحة، وهو مثاب على تطبيق الأحكام.
2-أن يكون غير الموسوس ليس مالكي المذهب، ولكن ظرفًا ما جعله محتاجًا لتقليد مذهب سنية إزالة النجاسة، كمن كان مسجونًا ولا يجد مكانًا طاهرًا يصلي عليه، على أن إزالة النجاسة غير واجبة هنا حتى على القول بوجوب إزالة النجاسة عند المالكية، لأن شرط الوجوب القدرة، وهو هنا لا يقدر... المهم: هذا أيضًا لا مشكلة في اتباعه لمذهب المالكية وإن لم يكن مالكيًا؛ إذ المشقة تجلب التيسير.
ذ3-أن يكون غير الموسوس ليس مالكي المذهب، ولا يجد مشقة في تطبيق مذهبه (باعتباره غير موسوس) فكيف يستقيم قولك (ليرتاح) وهو لا يشعر بالمشقة؟!! لماذا يطلب الراحة وهو غير تعبان؟ هذا يطلبها في حالة واحدة: وهو أن يكون متكاسلًا متهاونًا لا يريد الالتزام بالأحكام، فيبحث عن الأسهل ليتبعه... وهذا يحاسب على قصده وعلى تهاونه، ولهذا يحكم بفسق من كان دأبه وديدنه اتباع رخص المذاهب دون حاجة.
وأنت ترى أن الموسوس يدخل ضمن قاعدة: (المشقة تجلب التيسير) المذكورة في الحالة الثانية. التطهير بالنسبة له أصبح مشقة بالغة، فيمكنه دون أن حرج ولا إثم ولا مؤاخذة أن يتبع الرخصة، بل يلزمه ذلك، وهو مثاب على اتباعها لأنه باتباعها يعود إلى الإسلام الصحيح الذي لا مشقة فيه ولا أفكار جنونية ولا أفعال خارجة عن المألوف، ولا تعطيل للمهام اليومية.
وفي اتباع الرخصة يمكنك تطبيق العلاج السلوكي دون خوف من الخروج عن الشرع: التعرض للنجاسة، وحملها، والصلاة وأنت تحملها، وترك تطهيرها، إلى أن يزول القلق من الاقتراب منها.
يمكنك بعد هذا أن تعود إلى مذهبك، فإن شعرت أن الوسواس سيعود، رجعت إلى مذهب المالكية حتى إن بقيت عليه مدى الحياة... وماذا في أن أكون مالكية المذهب في الطهارات؟!!! لا شيء يمنع هذا خاصة لذوي الأعذار.
أمر آخر: عندما تنتشر النجاسة في مكان، وأهمها الطريق بحيث يعسر التحرز منها، تصبح معفوًا عنها حتى عند الشافعية، فمثلًا: كانت الكلاب قديما (وما زالت كذلك في القرى) كانت تسرح وتمرح وتسير وتبول في كل مكان، وتنزل الأمطار، وتختلط نجاساتها مع الماء والطين، ويسير الإنسان فتتلوث رجله أو ثوبه بالطين... هنا يعفى عن نجاسة الكلب، ولا يطالب بغسل رجله ولا ثوبه ويمكنه دخول المسجد والصلاة وهذا الطين عليه.
أنت شافعي، فابق على مذهبك ولا تهتم للنجاسات حول البيت وفي الطريق، ما رأيك؟
ومرة كنت في أحد الأرياف، والكلاب كثيرة، والماء يجري في الطريق المنحدر، وهي تسير فوقه وتشرب منه، وإذ بسيارة تمشي فوق الماء ويطير الرشاش من الأرض فيدخل سيارتي ويصيب فرشها، وكذلك ثيابي وأنا في داخلها.. يا سلام!! لا يوجد تقصير مني، النجاسة منتشرة يتعذر تجنبها، وفوق هذا لا يمكن تطهيرها! كيف أطهر فرش السيارة سبع مرات إحداهن بالتراب؟!!! والنتيجة: هذه النجاسة كأنها لم تكن! عادي جدًا.
أذهب إلى مزرعة فيها أبقار، ومهما نظفت حذائي يبقى فيه تراب مختلط بفضلات الأبقار... وتتلوث الدعاسة، ولا أغسلها فورًا، وأدخل البيت... ماذا في ذلك؟ ما هي الكارثة التي حصلت؟ لا شيء!! ما زلت على قيد الحياة... ما زلت أصلي، وصلاتي صحيحة... ولتفترض –جدلًا- أنها باطلة عند الشافعية، فهي على الأقل صحيحة عند المالكية والحنابلة. لأن الحنابلة يقولون بطهارة فضلات مأكول اللحم.
وأكرر ما قلته لك من قبل: أنت موسوس فاتبع ما يأمرك الشرع به من أحكام خاصة بك، ولا شأن لك بأحكام غيرك من غير الموسوسين.
وكيف تريد أن تكون طائعًا لله، وأنت تترك ما يطلب منك وتريد أن تعمل بما يطلب من غيرك؟؟ أليس هذا أكبر فخ أوقعك فيه الشيطان ليمنعك من اتباع الشرع؟
لا تقل لي: ولكني أشك أنني موسوس! لقد حكم بهذا الأطباء والعقلاء والأقرباء، ولا يهمنا حكمك... اتبع أحكام الموسوسين وعلق المسؤولية في رقبة المختص الذي جعل الشرع كلامه أساسًا يبنى عليه الحكم الشرعي الخاص بك
شد حيلك، فقد آن لك أن ترتاح من هذا البلاء
أعانك الله
ويتبع >>>>>>> : وسواس قهري تعمقي: وسواس الاستنجاء والتطهر! م7