بداية العلاقات..!؟
السلام عليكم يا أيها المربون..
الخطوات التي قبل الرسايل الغرامية..
مشكلة صديقتي أنها كما تقول كانت ليست معجبة ثم بعد أن أخبرتها أخته أنه معجب التفتت للموضوع..
تقول أن لم تتكلم معه كلام كده ولا كده, إنما نظرات فقط وابتسامات, لقد أعطاها في عيد الحب الماضي وعيد ميلاده هدية, نصحتها بعدم قبول الهدايا وألا تنجرف إلى هذا التيار و... لكنه لم يعطها أي رسالة أو كلام...
أخيرا طلب منها صورة شخصية ولكنها خايفتو يزعل ونفس الوقت عارفته غلط...
ثم طلبت مني مراسلتكم فهي معندهش إيميل
ملاحظة, أمها كما تقول تعلم بالهدايا وهو قريبها عمرها 19 وعمره 19..
هل تعتقدون أنها رسالة غير مهمة..
أنا أعتقد أنها بداية العلاقات الخاطية وشكراً....
21/4/2005
رد المستشار
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته..
أيتها الصغيرة العاقلة المحبة للخير لمن حولها, بارك الله حرصك على دين صديقتك ومستقبلها في دنياها وآخرتها, وأكثر من أمثالك أصدقاء صالحين لأبنائنا وبناتنا في كل مكان وزمان..
زميلتك على وشك الانجراف في طريق الانحراف وأنت أرسلت تسألين وتستشيرين وتلتمسين الإرشاد, وهذا بحد ذاته أمر هام جدا, فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم, فكيف تتساءلين إن كانت رسالتك غير مهمة؟!؟!
أسأل الله أن يجعك هذا خطوة لك على طريق إصلاح نفسك ومن حولك..
ثم هكذا تكون الصداقة الحقّة والأخوّة في الله, فبارك الله لكما هذه العلاقة الجميلة.. وأدامها..
سأبدأ معك من حيث ختمت رسالتك بهذا السؤال:
"أنا أعتقد أنها بداية العلاقات الخاطية"
وأنا أقول: نعم يا صديقتي الصغيرة, أنت محقّة في تحليلك وتقييمك لما يحدث, فهذا فعلا بداية للعلاقة الخاطئة, والطريق الذي تسير فيه صديقتك طريق خطر ومليء بالألغام, كل الذين سقطوا في نهاية الأمر في كبيرة الزنا بدأت الأمور معهم هكذا بسيطة جدا, برسالة أو بنظرة, وللأسف لم يكونوا يعرفون أن هذه خطوة على طريق, وأنها لا بد ستؤدي إلى نهاية هذه الطريق إلا إذا تداركوا أنفسهم وعادوا إلى ربهم واعتصموا بدينه من جديد..
أو ربما عرفوا بذلك وعرفوا بتجارب من سبقهم ولكنهم قيّموا أنفسهم على أنهم أذكى وأنبه من كل الذين من حولهم وأنهم لا يمكن أن يسقطوا بهذه السهولة, وكانوا يحسبون انهم قادرون على الإمساك بزمام الأمور في أيديهم حتى النهاية, لكنهم كانوا مخطئين, إذ سرعان ما سقطوا!!
وصدق من قال واصفا هذه الخطوات:
نظرة, فابتسامة, فسلام, فكلام, فموعد, فلقاء.. وزاد بعضهم فقال: فجهنم!!
والقاسم المشترك بين الذين انزلقوا إلى الزنا الكامل كان: أن البنت تخاف أن يزعل الشاب إذا لم تلب له طلبه, سواء كان الإمساك بيدها, أو إعطائه صورة لها, أو حتى قبلة قد تبدو للوهلة الأولى: بريئة!!.. وما خفي كان أعظم.. تخاف أنيزعل وبالتالي تخاف أن يتركها, وهذا ما لا تريد فقده لأنها وببساطة مثل كل الناس تتمسك بمن يمنحهاالاهتمام والحب وتخاف من فقده .. هذه الحجة تتكرر دائما في كل المواقف التي تضعف فيها الفتاة فتسلم نفسها رويداً رويداً لمن تظن أنه حبيبها.!!
فالأمر خطير فعلا, ولا بد من تدارك الأمور قبل أن تتطور إلى نتائج لم تكن متوقعة من صديقتك..
تقولين بأن أمها – على حد قول الفتاة – تعرف بالهدايا , معرفة الأم تطمئن بعض الشيء ولكن ليس بالقدر الكافي, إذ أن معرفة الأم بالأمر لا تقلب الحرام حلالا, ولكنها من ناحية أخرى تجعلنا مطمئنين إلى وجود الأم مع ابنتها في هذه التجربة لتوجهها وترشدها إلى الصواب..
تقولين بأن الشاب قريبها, وهذا يستدعي مزيداً من الحذر في هذه العلاقة لا مزيداً من الشعور بالأمان, لأن البيئة مهيأة للقاءات كثيرة فالأجواء مفتوحة والطرق ممهدة بخلاف ما تكون عليه عادة أمام الغرباء..
قد يكون هذا الشاب صادقاً في حبه لصديقتك فعلا, أنا لا أشكك في صدق نوايا الشاب, قد يكون صادقاً ولكن في نفس الوقت لانستطيع أن ننفي الاحتمال الآخر في كونه غير صادق في علاقته بها 100%, ولنقطع الشك باليقين لا بد من أن يأخذ اهتمامه بها وحبه لها الشكل الوحيد الذي يرضي الله عز وجل والمقبول في المجتمع, و كونه صادقاً لا يعني أنه يجوز له أن يتبع هذاالأسلوب الملتوي, فالبيوت تُدخل من أبوابها, ويجب أن تعرف صديقتك هذا, بل إن دخول الشاب بيت حبيبته من بابه وليس بالطرق الملتوية لهو دليل على نضجه والتزامه بهذا الحب, ورغبته في المحافظة عليه.
وكونها لم تكن معجبة بالشاب في بداية الأمر, وبعد أن علمت بإعجابه بها بدأت هي تعجب به, هذا الوضع لا يقدم ولا يؤخر شيئاً في جوهر المسألة, ولكنني سأقول لك كلمة وهي أن الإنسان بشكل عام ينجذب تجاه من يحبه ويهتم به, وهذا انجذاب فطري طبيعي ولا يعني أبداً أنه هو الحب الذي نراه في التلفزيون!!
الحب شيء سامٍ جداً وراقٍ جدا, وهو أكبر من أن نختزله في نظرة إعجاب, وأسمى من أن نلوّثة بعلاقة آثمة..
في النهاية سأوجّه لصديقتك كلمة: أنت قد حزت أعظم شيء في الدنيا وهو: الأخ الصالح, هذا ما أخبرنا عنه الرسول عليه الصلاة والسلام, حين قال: ليس هناك شيء يحصل عليه المؤمن في دنياه أهم وأغلى من أخ صالح: إذا نسي ذكّره وإن ذكر أعانه..
وأنت قد منّ الله عليك بهذه الصديقة فتمسكي بها فهي خير جليس في الدنيا, بارك الله لكما هذه العلاقة الجميلة وجعلها طريقاً لحمايتكما من حرّ شمس يوم القيامة حين يُنادى عليكما لتقفا في ظل عرش الله عز وجل لأنكما اجتمعتما في الدنيا على الله وعلى التناصح في دينه. إن شاء الله..
وأعانك الله يا صديقتي الصغيرة على أن تري الأمور بوضوح وجلاء, وأعانك على الوقوف في وجه العواطف التي تهب كالعواصف, وتوجيهها الوجهة السليمة, وتغليب صوت حب الله عز وجل وطاعة أوامره في قلبك ونفسك على صوت عاطفة استجابتك لطلبات هذا الشاب التي لا يعلم إلا الله إلى أين ستنتهي بك..
وطمئنينا عن تطورات الأمر معك..