التردد وعدم الاستقرار
المشاكل من كل حدب وصوب..
عدم استقراري المنزلي والمهني..
تسرع واتخاذ قرارات أندم عليها لاحقا..
لا أحد يفهمني وأنا أفهم الجميع.. طيبة زائدة.. وثوقي بالآخرين دائما سريع...
أحب الخير للناس ولا أحد يحبه لي مما يدفعني إلى ارتكاب حماقات أسيء فيها لمن أحب من غير قصد.
أحلم بأن أفقد ذاكرتي أو يفقد الآخرون ذاكرتهم.. فكرة الهروب تراودني وتخيفني.. وكأن ما بيني وبين الجنون شعرة..
أخطط لأشياء وأشعر بضعف عند تنفيذها فلا أفعل..
ساعدوني على الراحة.. فأسرتي( التي لا أشعر بانتمائي لها) بحاجة لي..
21/4/2005
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
كان الله في عونك يا أختي، أنت أم عاملة في ظروف حياتنا الحالية وهذا يعني جهاد كبير، ومع المرحلة العمرية التي أنت فيها وإن كنت ما زلت حسب تقسيمات العرب في بداية الشباب إلا أن الواقع يقول أنها مرحلة يشتاق المرء فيها لأن يشعر بانجازاته ليخفف من سباق الحياة المحموم.
ما تصفينه هو شرح واضح لارتفاع معدل ما تعانين منه من ضغوط ناتجة عن صراع الأدوار وتعدد المسئوليات، بالإضافة إلى ما تعكسه كلماتك من عيوب في طريقة التفكير.
انظري معي إلى التعميم الذي تذهبين إليه من أن جميع الناس لا تحب لك الخير ولا أحد يفهمك فهل هذا معقول!!!
تذكري أن الناس لم تجتمع على عبادة خالقها فما بالك بأن تجتمع على كراهية الخير لك!! هل ترين كيف أن الطريقة التي تنظرين فيها إلى الأمور بمبالغة تزيد من حساسيتك وتقلل من قدرتك على التعامل مع الناس، وهذه واحدة من الأفكار اللاعقلانية التي تؤدي سيطرتها على تفكير الفرد إلى الاضطراب وإضعاف التوافق، فتذكري لابد أن هناك من يحبك ويحب لك الخير فقط عليك أن تتذكري قبل أن تستسلمي وتكرري هذه الفكرة.
تشكين من جميع جوانب حياتك المهنية والأسرية وهذه مبالغة أخرى، نعم تأتي على الإنسان أوقات تقل فيها قدرته على التحمل نتيجة التعرض للعديد من الضغوط مما قد يوصل الإنسان لحالة يشعر معها بالاحتراق ولكن لا يجب عليك أن تجمعي الأمور كلها هكذا دفعة واحدة أمام عينيك فتغشيك.
وللتخفيف مما تعانين منه من الضغوط عليك في البداية أن تضعي قائمة بالأعمال التي تقومين بها يوميا وأسبوعيا ثم قومي بشطب بعض الأعمال الأقل أهمية من غيرها، وامنعي نفسك من القول بأن جميع ما تقومين به يتساوى في الأهمية فلا بد من وجود بند أو أكثر يمكن تأجيلهم أو تكليف غيرك بها ممن تناسبه من أفراد الأٍسرة فتوزيع المسئوليات جزء من ايجابية الحصول على أسرة، وتوقفي عن جمع كل الخيوط في يدك ومن اعتمادية أسرتك عليك.
ادرسي على ورقة ما يضايقك في حياتك الأسرية (زوجك، وأولادك، وأصهارك، وعائلتك الأساسية) وضعي لكل واحدة من هذه المشكلات ما يناسبها من حلول، وتذكري أن كل مشكلة قد يكون لها أكثر من حل والحل المناسب هو الحل الممكن والواقعي الذي يمكن تنفيذه، والتفكير بأن كل مشكلة لا يمكن حلها إلا بطريقة واحدة هي واحدة أخرى من الأفكار اللامنطقية، ثم اذكري إيجابيات كل هذه الأطراف في حياتك مهما كانت بسيطة فلا تغفليها فكتابتك لها يزيد من إدراكك لقيمتهم في نفسك ودورهم في حياتك.
وافعلي مثل ذلك في مجال عملك فحددي المشكلات وفكري ما قد يخفف من حدتها، واذكري ما تحبين في عملك وما تكرهين. أما البند الأخير في الوصفة فهو كتابتك لبعض الأفكار الايجابية لما حققته في حياتك مقارنة مع طموحاتك، استشعري كرم رب العالمين عليك... فقط تذكري ما أعطاك مما لم تكوني تأملين فيه أو كان سعيك خلفه حلما تحقق.
فكري في بعض الأمور التي تساعدك على الاسترخاء وتتيح أمامك فرصة للتواصل مع نفسك، اجعلي لنفسك (علياء) وقتا خاصا بها في كل يوم إن أمكن ولو نصف ساعة، قد تكون لحظات تقضينها في التسوق أو في قراءة كتاب أو ممارسة رياضة ما أو في حضور أحد الدروس الدينية لتزيدي من علاقتك بربك، قد تكون أي شيء تحبينه دون تفكير بمدى ضرورتها، فهي ضروروية كي تساعدك على الاستمرار ولتخفف عنك ما تحملين من ضغوط على كتفيك تدفعك لتدركين أن أسرتك تحتاجك وأنت لا تنتمين لها, نخطيء حين نظن أن نمونا قد إكتمل ولن يكون بالإمكان أبدع مما كان، فهناك دراسات تقوم لبحث طرق تجديد مصادر الفرد resources enrichment للتعامل مع الضغوط المتجددة والتي تسنفذ طاقته في التعامل معها وليس من بينها الهرب، ومن أشهر وأنجح وأبسط الطرق لتجديد الحياة والمصادر هو إحياء العلاقة مع الرحمن الرحيم ،
أهلا بك وتابعينا بأخبارك.