طموحةٌ ومتحرر، رهانُ الارتباط, م
دكتور أحمد عبد الله، ودكتور وائل أبو هندي، السلام عليكما ورحمة الله وبركاته؛
أنا منى صاحبة: طموحةٌ ومتحرر، هل يتفقان؟ رهانُ الارتباط، طموحةٌ ومتحرر، رهانُ الارتباط, م
في الحقيقة ألف شكر لكما على ردكما لي البارحة فقد قرأته قبل وصول الشاب بساعة واستفدت منه كثيرا ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان, لقد كان شابا رائعا وطرح مواضيع وأصبح يناقشها من وجهة نظره ويعطي آراءه قبل أن يعرف رأيي وبذلك أستطيع أن أقول أنه لم يكن يجامل أو يخادع لأنه لم يكن يعرف وجهة نظري في أي موضوع إلا بعد أن قدم رأيه بصراحة وحرية, وبصراحة شديدة لم أكن أتوقع أنه بهذا الانفتاح وهذه الثقافة لقد أحسست أنني جاهلة جدا إلى جانبه وإنه حقا شخص يعتمد عليه بل لم أتوقع أن ينفتح قلبي ويرتاح له بهذه السرعة فلست من الناس التي يرتاح قلبها بسهولة لأي شخص.
وتكلمنا عن إسلام أون لاين وأظهر إعجابه الشديد بالأفكار المطروحة خاصة أنها تسبب هداية الكثير من الشباب إلى الحق ولفت نظرهم إلى طريق النور, وتكلم هو عن عمرو خالد وكان رأيه فيه أنه شخص رائع ويلامس أوتار القلب الحساسة وجلس معي ساعة ونصف كاملة دون أن يشعر بالوقت و لم يفكر أنهم يجب أن يذهبوا إلا عندما قالت له خالته ذلك.
وعلى فكرة أول ما ابتدأ الحوار معي البارحة وسألني بماذا قبلت في الجامعة فقلت له: علم اجتماع, فقال لي هذا فرع رائع ويستحق أن تأخذ له ماجستير ودكتوراه وقال لي يجب أن تضعي التفوق بين عينيك, فقلت له هذا ما أطمح له بالضبط، أفلا تعتقدان يا سيداي أن مثل هذه الظروف عندما يجتازها شاب بهذا النجاح الفكري والدراسي يكون شابا رائعا.
واليوم اتصلت خالته لتسأل عن نتائج هذه المقابلة وما هو رأيي فقالت لها ماما أمهليني يومين, ثم قالت لها خالته عن رأيه: بأنه كان سعيدا جدا ورأي شيئا فوق الذي كان يتوقعه من الوعي والانفتاح بشكل كبير، وهنا بدأت في الصراع بداخلي الذي أريد رأيكم فيه, كيف أعرف أنني أستطيع أن أقدم له السعادة التي ينشدها وأؤمن له الحضن الدافئ الذي حرم منه وأكون اليد التي تطبطب عليه, وأكون صديقة وشريكة حياة تستحق احترامه وثقته, أخشى أن يكون مخدوعا بي, أنا قلت له البارحة أنني منذ سنتين بدأت أتخذ مواقف حاسمة من نفسي وبدأت أرى سلبياتي وأغيرها وأرى إيجابياتي وأنميها ولكنني أعتبر نفسي لم أحقق حتى الآن أكثر من 30 %....... وهذا فعلا, أخشى أن أكون من الذين يقولون ولا يفعلون.
أنا حاليا أقوم على تربية نفسي بتخليصها من عادة العصبية والاستنفار وإكسابها عادة القراءة والحمد لله عندي إيجابيات مثل قوة الشخصية والقدرة على التأثير واكسب محبة من حولي بسهولة لأنني أحب الناس وأريد لهم الخير من كل قلبي, أسعى لمساعدتهم بكل الطرق، ولا أريد أن أكون سببا في تعاسة أي إنسان.... سبحانك يا رب, البارحة كنت خائفة منه واليوم خائفة عليه.
أنا كنت سعيدة جدا بوصف الدكتور وائللي بالنباهة وصاحبة عقل راجح, لأن هذا فعلا لدي بفضل الله وحده ولكن هل من الممكن أن أصبح فقط مثل باقي النساء التي تطمح لبناء أسرة سعيدة ثم لا تحصل على شيء من ذلك ولا تطال إلا الطبخ والكنس, إنني أعرف أن أغلب الفتيات يقعن في خطأ فادح وهو عدم التأكد من شخصية المتقدم لهن وحصول التوافق الفكري فأغلب الناس يعتقدون أنه يجب فقط أن ينظر لها وتنظر إليه دون أن يرى أفكارها وترى أفكاره ويتحدثان وأبي من هذه النوعية؛
فهو البارحة بعد أن ذهب الشاب أقبل علي وقال لي: الشوفة الشرعية ليست بهذا الطول وقلت لكم أننا جلسنا فقط ساعة ونصف فقلت لأبي أنني لا أستطيع أن أطلق حكما أصلا من أول لقاء, فكيف إذا كان هذا اللقاء مقتضبا ولم نناقش فيه كل شيء نعتقد أنه مهم، فسكت على مضض وقبل أن أجلس معه مرة أخرى وأفاجأ اليوم أن هذا رأي الشاب أيضا بأننا نحتاج إلى أكثر من مرة نلتقي فيها لنأخذ على بعض قبل أن نطلق أي قرار وهذا فعلا ما أفعله وأسعى له بعون الله لأنني مقتنعة بذلك تماما.
أتمنى حقا أن تساعداني في الوثوق بنفسي أكثر ومعرفة ما إذا كنت أصلح زوجة وأم ولكما ألف شكر والله إني أحبكما في الله وأجدكما خير قدوة وخير نجمتين أهتدي بضيائهما في ظلمات الدنيا القاحلة فأدامكما الله ذخرا لأمة الإسلام وأكثر من أمثالكما وجعلني مثلكما، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
10/9/2003
رد المستشار
الأخت السائلة:-
شكرا على ثقتك، لا يستطيع أحد كائن من كان أن يقول لك أو لغيرك أنت تصلحين لكذا أو لا تصلحين!!! في اللقاء التالي لكي مع الشاب أو اللقاء بعد التالي ينبغي أن تطرحي ما لديك من تصورات حول مستقبلك الدراسي وخطتكما للتعامل مع طموحاتك المشروعة ليصبح كل شئ واضحا فيما يخص ما تحدثت عنه من أعراض تحصل معك برسالة سابقة، فأنا لم أطلع عليها، وبالتالي لن أتطرق إليها.
وإن كانت المرحلة السنية التي تمرين فيها تتضمن شكوكا عميقة في نواحي متعددة، ومنها التقدير المرتفع أو المنخفض للقدرات والمواهب والشعور بالذنب أو التقصير أو أن الإنسان ينبغي أن يكون أكثر حزما مع نفسه، أو أنه يبدو منافقا يخالف فعله وقوله، وبعيدا عن الأعراض التي لا أعرفها، فإن هذه الهواجس في مثل سنك تبدو طبيعية، وتخف تدريجيا بنزول الإنسان إلى ميدان التجربة الميدانية العملية فيري حجم قدراته حين توضع على المحك، ويعرف المسافة بين حقيقته وبين أفكاره وكلامه ونية المرء أكبر من عمله دائما.
لا داعي أيضا للانبهار السريع بالشاب المتقدم لكي، وأتفق معك أن جلوسك معه لعدة مرات يبدو لاذعا ولعلك تستطيعين الانتباه أكثر لما بين السطور طالما أن سطوره قد حازت راضاك تمهلي وتأملي وصارحيه بأفكارك وهواجسك ورغباتك، فلن يكون في حياتك أو في الكون كله إلا ما قدر الله، فلا تخشي شيئا ولا أحد غيره سبحانه.