متلازمة أسبيرجر الأدوية وأعراض الوسوسة
الأم الحائرة
الدكتور وائل أبو هندي.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد أرسلت لكم رسالة منذ ديسمبر 2004 بعنوان متلازمة أسبيرجر تم نشرها والإجابة عليها بتاريخ 4 يناير 2005 جزاكم الله خيرا. موضوع الرسالة كان حول مشكلة ابني النفسية العصبية وتأثيرها على الصلاة.
لقد أشرت يا دكتور في نهاية رسالتك إلى أنه لابد من المناقشة مع طبيبه الخاص لغرض تغيير الدواء الحالي (زيبركسا) إلى الدواء الأنسب. أردت أن أخبرك دكتور بأنه لم يخصص له لحد الآن أي طبيب منذ أن حصل على دوائه الأخير في أكتوبر 2004. حيث كان في قسم الطوارئ النفسية تلك الفترة وقد تم وصف العلاج الأخير له من قبل أحد أطباء القسم المذكور.
أردت أن أوضح لكم يا دكتور كم نحن نعاني في هذه البلاد (السويد) لحين الحصول على موعد من الطبيب المختص على الرغم من أننا نتابع قضية إحالته على الطبيب كل هذه الفترة وبالتعاون مع طبيبة المدرسة والممرضة والباحثة الاجتماعية ولم يفلح كل هؤلاء بالتسريع بالموعد الموعود.
إن حالة ابني يا دكتور في تدهور مستمر. لقد سمع يوما من أخيه أنه لابد من الصيام ثلاثة أيام في حالة الحنث باليمين. المشكلة أصبح يستذكر حياته كلها متى حلف على يمين ولم يبر بها, حتى أنه أصبح يتوهم في كل لحظة أنه أدى يمين كاذبة وأنه لابد من الصيام ثلاثة أيام والتي تعتبر أشق عبادة بالنسبة له فيحدث لديه فوران عارم بالغضب.
بصراحة لم أود إخباره بأن بالإمكان دفع كفارة اليمين لأن ذلك معناه أنه سيعيش بالدين طوال حياته. هل يتعلق هذا بالوسواس القهري. أردت فقط أن أورد مثالا على حالته كما طلبت حضرتك في السؤال السابق.
مشكلته الرئيسية هي أنه تحول إلى شخص عدواني يضرب ويسب أحيانا من يصادفهم في الشارع نتيجة أصوات يسمعها ولا نسمعها نحن. هذه الأصوات تأتي بصورة فجائية في أية لحظة كانت دون سابق إنذار.
يسرع أحيانا إلى الجار الذي يسكن فوقنا ويطرق عليهم الباب بشدة حيث يتصور أنهم يضحكون عليه أو يوبخونه في حين أن هذه كله توهم بتوهم.
بالنسبة لصلاته فلا زال يطيل الصلاة بسبب عدم طلاقة لسانه في الصلاة كما أشرت في المسألة السابقة مما يجعله يفور بالغضب حيث تصل مدة صلاته إلى ساعة أو أكثر لكل سنة أما الفرض فلابد من إمامته من قبل أبيه أو جده ولا يمكنه الاعتماد على نفسه في ذلك مما يشكل له عقبة كأداء أمام دوامه في المدرسة والتأخر صباحا عن المدرسة بسبب إطالة الصلاة. والسبب في هذه الإطالة هي خوفه من عدم نطق الكلمات بصورة صحيحة وبالتالي تبطل صلاته.
المصيبة هي أن كل من يعرفه هنا من سويديين سواء كانوا معلماته أو الأطباء النفسانيين يظن أن سبب مرضه هو التدين وهذا ما يضعنا في غاية الإحراج.
يعاني من أفكار تسلطية تعذبه على الدوام يلجأ أحيانا للثرثرة محاولا بذلك طرد هذه الأفكار.
بالنسبة لنضجه العقلي فهو في تدهور مستمر. عمره الحالي 19 سنة لكن عقله يقدر حسب تقديري الشخصي بسبع سنسن وهذا ما يجعله عنيدا للغاية ولا يقتنع بأي رخصة لتسهيل بعض ما يشق عليه من أمور الدين. لم يكن كذلك منذ سنتين أو ثلاث إذ كان مستوى تفكيره شبه عادي. كان يداوم في مدرسة عادية ثم نقل بعدها إلى مدرسة للمعاقين, معلماته يشكون من كثرة إلحاحه عليهم أحيانا بالأسئلة التي تدور حول الدين ويعرض عليهم الإسلام دائما مع العلم أنه يسيء للإسلام كثيرا نتيجة تصرفاته كالسب والشتم فجأة وأحيانا الضرب وعدم تغيير ملابسه إذ أنه يكره الاستحمام وتفريش الأسنان بالرغم من تذكيري له دوما بذلك. الكآبة تزداد عنده بشكل يدعو للقلق ولذلك لا يهتم بنظافته ومظهره على الإطلاق.
لا أدري يا دكتور إلى ما تشير هذه الأعراض بنظرك هل هي متعلقة بأعراض الأسبيرجر حسب آخر تشخيص (ديسمبر 2003) أم توجد احتمالات مرضية أخرى. بالنسبة للوسواس القهري فهو مذكور أيضا بالتقرير لكن حسب اعتقاد طبيبه السابق أن لديه أمراضا أخرى بالإضافة إلى ذلك لم يتم تشخيصها لحد الآن.
وفي حالة استدعائه من قبل الطبيب الموعود فماذا يمكنني أن أشرح له عن صلاته التي تسبب له أزمة حادة في الوقت الحاضر في حين أن الطبيب سويدي ولا يتفهم هذه الأمور مهما صورتها له.
أحيانا أشك كون هذه الحالة هي مس من الشيطان والعياذ بالله لأن لسانه ينعقد تماما حين دخوله الصلاة ولا يؤديها إلا وهو مجهد حتى أنني أتمنى بصراحة لو يتركها لأن صلاته تزيده عذابا وتضطره أحيانا للكفر.
هل تنصح دكتور بتناول سيروكسات؟ هذا إن تيسر لي الحصول عليه عن طريق الانترنيت أي دون علم الأطباء.
أردت يا دكتور الاستفادة من خبراتكم التي لا تقارن بالأطباء هنا والمعروف عنهم الغباء بصورة عامة ونقص الخبرات.
هذا وأعلم جيدا أنه لا أحد يصدق هذا الكلام ولكن هذه هي الحقيقة.
هذا وأشكركم كثيرا على صبركم وتحملكم لي على طول الرسالة رغم ضيق وقتكم جزاكم الله خيرا.
للعلم اتصلت اليوم بالعيادة المختصة التي استلمت ملفه أخيرا وأخبروني بأن استدعاءه للطبيب المختص قد يتأخر إلى أغسطس أو سبتمبر. صدق أو لا تصدق!!!
29/04/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك ومتابعتك، من المؤسف أن ما نستطيع تقديمه لك من خلال مجانين يقل كثيرا عن ما يحتاج إليه ابنك من تدخل علاجي حاسم وسريع، لكي يصبح قيامه بواجباته الحياتية ممكنا وإن كان في حدود
ليست المشكلة هي التشخيص فإضافة إلى أعراض متلازمة أسبيرجر والتي قدمنا لك معلومات كافية عنها في ردنا السابق، فإن لدينا بالفعل أفكار تسلطية وأفعال قهرية، وهذه أعراض اضطراب الوسواس القهري تظهر واضحة في أدائه لفروضه الدينية، وهناك أيضًا أعراض ذهانية Psychotic Symptoms تسبب مشكلات ليس له وحده وإنما للآخرين أيضًا كما يظهر من قولك: (أنه تحول إلى شخص عدواني يضرب ويسب أحيانا من يصادفهم في الشارع نتيجة أصوات يسمعها ولا نسمعها نحن. هذه الأصوات تأتي بصورة فجائية في أية لحظة كانت دون سابق إنذار) فهذه هلاوس سمعية Auditory Hallucinations وهو يتصرف طبقا لها لأنه يصدقها ويحسبها أصواتا حقيقية، وكذلك قولك: (يسرع أحيانا إلى الجار الذي يسكن فوقنا ويطرق عليهم الباب بشدة حيث يتصور أنهم يضحكون عليه أو يوبخونه في حين أن هذه كله توهم بتوهم.) فهذه ربما هلاوس مصحوبة بأفكار الاضطهاد الوهامية Persecutory Delusions ،وهذه أعراض فصامية حادة وموجبة Positive Acute Symptoms (وليست إيجابية)، وأما ما يظهر من إهماله لنفسه ونظافته فأعراض غالبا تشير إلى الفصام المزمن وأعراضه السالبة !
ما أنصح به هو أن يتم تغيير عقار مضاد الذهان الحديث بأحد مضادات الذهان القديمة التي لا تزيد أعراض الوسوسة، وأما استخدام الماسا دون إشراف طبي ودون مضاد مناسب للذهان فلا أنصح به لأنه قد يسبب تفاقم بعض الأعراض، ولا أستطيع مع الأسف أن أحدد لك عقارا بعينه فلابد من عرضه على طبيب مختص ولو من خلال العلاج على نفقتكم الخاصة إن كان ذلك ممكنا أو سافروا به إلى أقرب بلد تجدون فيه طبيبا نفسيا مسلما يستطيع وضع خطة علاجية مناسبة، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.