لا أتحمل ولا أعرف ما أفعل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله عنا خيرًا، أولاً يمكنكم بكل أريحية ألا تواصلوا قراءة هذه الرسالة أو ألا تجيبوا عنها
أنا لا أعرف من أين أبدأ، لنقل إن اسمي "مروة"، عمري حوالي ٢٤ عامًا، وأنا أعاني منذ ٩ سنوات أو أكثر من الوسواس القهري، قد مررت بأشياء كثيرة معه: العقيدة ونقض الوضوء والوضوء والصلاة والنجاسات والصيام والاغتسال ولا أعرف أشياء أخرى هي داخلة فيه أم لا، وأنا لا أعرف كيف بقيت حية مع كل هذا الألم، أنا أريد فقط أن أتحرك، أريد أن أجد مساحة من حياتي لأتحرك لعلي أساعد نفسي
لا أعرف بالضبط ماذا عليّ أن أحكي، مثلاً إذا تحدثنا عن الوضع الحالي، لا أستطيع حتى أن أتحمل تجميع كل ما يحدث، أنا آسفة جدًا لكل هذا الاضطراب، ولكن مثلاً أو عمومًا أنا العبادات بالكاد أؤديها وأنا أحاول أن أتجاهل حتى لم أعد أعرف هل هي صحيحة أم لا وأنا أعيش مع هذا هل تتخيلون! شخص لسنوات لا يعرف ويترك نفسه لا يعرف هل عبادته صحيحة أم لا! أتواصل مع مركز للفتوى، ولكن حتى هذا لا أستطيعه، وأنا أتحدث عن حالي لسنوات! أموت من التوتر وأنا أرسل إليهم، لدي ربما مئات الرسائل المخزنة التي لم أستطع إرسالها، ومنها ما هو مخزن في أماكن نسيتها، ومنها ما أخزنه أثناء الحادث في ذاكرتي، ولكن يتلفه الاحتراق، وكذلك الاتصال بهم صعب جدًا لدرجة اقترب من المستحيل الآن، مهما حاولت أتوتر كثيرًا وأجدني أفسد يومي فداء عدم الاتصال
* أنا آسفة لاضطراري استخدام تشبيهات، ولكن لا أعرف كيف أصف الأمور بدقة، مثلاً لفظ "الاحتراق" هذا يعبر عن شعور أشعر فيه أن بداخل مخي أسلاك تحترق ويكون هذا على درجات.
* أنا لا أثق في أي معلومة في صورة أرقام أقدمها لكم، أنا أحاول أنا أكون صادقة بقدر الإمكان في الأرقام وفي غيرها، ولكن لا أستطيع أن أضمن شيئًا
طوال الوقت، طوال السنوات كنت أحاول أن أجد أي آليات تكيفية، أي شيء يجعلني أستمر في الحياة ولا يفضح ألمي، أنا عمومًا، ومن قبل هذا كله، مذ كنت صغيرة جدًا، كنت أقسم عقلي وكأننا فتيات عدة ونتحدث ونتشاور وكانت هناك اثنتان دائمًا ما تتنازعان على القيادة عندما تختلفان في حل مشكلة ما، فكرة التقسيم جاءت عندما رأيت في أفلام الكرتون مشهدًا ندخل فيه داخل عقل الشخصية، أنا أعرف أن كل هذا غير حقيقي، وعندما كبرت قليلاً بدأت أشعر أنه غير طبيعي، ولكن أنا لم أكن أستطيع الاستغناء عنه، إنه كالحكم عليّ بالعيش وحيدة تمامًا
وغير ذلك، وأيضًا مذ كنت صغيرة جدًا كان لدي كوكب آخر فيه يعيش بشر بحياة مزدوجة، أي أنهم لديهم حياتهم على الأرض وحياتهم على هذا الكوكب التي لا يعلم أهل الأرض عنها شيئًا، وهذا أيضًا لم يكن لدي الاستعداد للاستغناء عنه أبدًا، بل كنت أقول إنه يحميني
منذ ٩ سنوات أو أكثر تغيرت نعم أشياء جوهرية في حياتي لكني لم أكن أرى أن ذلك هو السبب فيما يحدث لي حتى الآن، لأني لم أشعر بالأمر هكذا من جهة، ومن جهة أخرى لأن ما يحدث كان نتيجة طبيعية لأفعالي الحقيرة (آسفة)، وعمومًا فإن ما حدث كان وفاة جدتي رحمها الله التي كان يضمني بيتها نهاية كل أسبوع ويضمد جرحي وكانت تحميني من كثير من الأشياء، وانتهاء السنوات التي يمكن أن أقضيها في مدرستي التي كانت آمن مكان لي على ما أتذكر من شعوري وقتها، حتى الشقة التي نسكن فيها تغيرت، وأنا كنت أتعلق بالأماكن على ما يبدو
أنا حقًا لا أعرف ما الذي عليّ أن أحكيه، أنا أحب المذاكرة جدًا جدًا، ربما هذا الحب الوحيد الذي لم أرم نفسي فيه بأني مدعية وكذابة، ربما لأن هذا الحب وحده تهمة لي بحب الدنيا والظهور، لم أكن أستطيع أن أذاكر وحتى الآن، لم أعرف هل بدأ الأمر بأني فرطت وسهرت الليالي للعب! أم أن الوساوس أنهكت رأسي وكنت أريد ما يسكتها، وهذا هو الحال حتى الآن، أنا فقط أتساءل عن البداية.
هذه الحال تسلمني من سيء لأسوأ رغم كل الاستراتيجيات التكيفية التي أحاولها، لا أتحدث عن سوء حالي المادي الملموس، بل عن الذنوب، هذه هي الأركان! هذه هي أهم شيء من كل هذا! لدي قائمة طويلة بصلوات عليّ قضاءها زاد عددها عن الألف تقريبًا، لم أعد من الألم أستطيع قضاءها، فما الخطوة التالية؟؟ ما هو المتوقع لصلاتي التي أصلاً لا أعرف إن كانت صحيحة أم لا؟؟ المنطق يحمل إجابة واضحة، وللعلم الحمد لله هذه الصلوات أنا لم أتركها، هي صلوات أعيدها، ومن يستطيع أن يتذكر سبب كل واحدة؟ إذا كنت أصلاً قد أكون في الصلاة بداخلها ويتوه عني ما يحدث من فرط الاحتراق
ومثل ذلك في الصيام، ولكنه بدأ من سنتين تقريبًا، ولكن عقلي لا يعول عليه في حساب الزمن، لدي فوق الأربعين يوم، أنا صمتهم، وبعضهم أعدتهم وهذه إعادة الإعادة، ومثل ذلك في الصلاة، ومنهم ما أقضيه ثم أشك إن قضيته أم لا؟ ومن هذه الصلوات والصيام الأيام في نهاية الحيض المميت التي أكون لا أعرف فيها هل طهرت أم لا؟
والفظيع والمريع جدًا الاغتسال، ليس فقط ما يحدث لي فيه، ولكن الأعظم أني صرت أؤخره بعد أن يتحقق الطهر تحققًا لا نتحدث عن فترة الشك هنا! هذا ذنب عظيم! بدأ الأمر كنتيجة للعذاب الذي أشهد في الاغتسال، فصرت "أخاف" الاستحمام، الاستحمام العادي! لا أفهم لماذا ولا كيف وما علاقته، ولا أفهم شعور "الخوف"، ولكن هذا ما شعرت به وعبرت به، حتى صرت معروفة في المنزل بتأخير الاستحمام وأني أترك نفسي حتى أتعفن، حتى وصل أمر الخوف إلى الخوف من الاغتسال وكأني أسوق نفسي إلى الموت، أحاول التحايل عليها، أحاول إجبارها، حتى يتم الأمر في النهاية بفضل الله، يا رب لطفك وقدرتك، وصار الخوف من الحمام كله، وصرت أؤخر نفسي عن قضاء الحاجة حتى أتألم لعذابي حين أدخل
أنا محسوبة على طلبة الطب، وهذا هي سنتي الأخيرة في نهايتها وبعدها سنة التدريب "الامتياز"، ولكن يمكنكم تخيل ماذا أعرف عن الطب، ولكني أحاول في هذا كثيرًا، في بعض أوقات الراحة من الألم أحاول وأحاول وبكل الحب مع هذا الألم! ولكن يمكنكم تخيل أن هذا ليس كافيًا لصناعة طبيب، ولا إنسان حتى، ولم أعد أعرف كيف أواصل الحياة، إذا أخذنا مثلاً الممارسة الطبية كمثال فإن الحل أمامي يكون إما أن أشفى وإما أن أموت، وأنا بحمد الله لا أفكر في الانتحار، ولكن عندما أكون في أسوأ حالاتي أشعر بدفعة هكذا لأفعل شيئًا مؤذيًا من الخفيف إلى الأكبر، وأتخيل نفسي مع سكين، وأحاول إبعاد نفسي عن السكاكين إذا كانت الدفعة قوية، تخيل أن هذا حديثها عن كيف تجنب نفسها الكبائر!
أنا فقط ذكرت هذا -ولم أكن أود ذكره أبدًا -لأني أخشى أن يتطور الأمر، ولكنه ليس معاناة يطول أمدها معي والحمد لله، وهذه الدفعة أيضًا أشعر بها نحو أشخاص آخرين وأتخيل الفعل، أحيانًا من فرط الانفعال أصفع نفسي لا إراديًا، أحيانًا أقاوم وأنجح
لمَ لمْ أسع للعلاج النفسي؟ حاولت، ادخرت المال واخترت طبيبة قريبة بتكلفة منخفضة وذهبت إليها دون علم أحد، وهي حاولت إقناعي بإخبار أهلي، وأنا لذلك ولقرب انتهاء المال في الأساس ولشعوري بزيادة الأمل فعلت ذلك، لم أخبرهم بتفاصيل، فقط قمت باستغلال شكواهم مني من طول مكثي في الحمام ونوبات عصبيتي المتكررة من حين لآخر والتي اقترحت لها مرة الوالدة الطب النفسي، ومن معرفتي بها لا أظن أنها كانت تعني ما تقول فعلاً، ولكن هكذا قمت باستغلال الأمر.
استمررت فترة معها لا أدري كم طالت وصلنا للجرعة الأعلى من fluvoxamine 300mg/day ولم أكن أشعر بتحسن معه، مع أدوية أخرى antipsychotics: queitiapene, apexidone "لا أذكر الجرعات"، ولم أدرك بالضبط ما هو تشخيصها الثاني بجانب الوسواس القهري، كنا لا زلنا نحاول، ثم لظروف وقف العلاج، وكانت المضادات الذهانية تجعلني نائمة كل اليوم إلا ١٢ ساعة أو أقل ومن هذه لا أكون واعية بدرجة كافية إلا ٤ ساعات، فكان هذا يحطمني من العجز عن الحياة ولكني لم أكن أشعر بألم واضح وقتها، كل مسببات الألم كانت هنا وأنا كنت الشخص المخدر الذي عشق هذا الخدر، أنا لم أستطع أن أوضح كل ذلك للطبيبة.
والمحاولة الثانية كانت في مشفى الطلبة بالجامعة لدينا، وفيها ميزة أن كل شيء مجاني، كان الذهاب أصلاً معضلة، من فرط الألم والتوتر غير المبرر كنت لا أستطيع الذهاب أو أذهب ولا أدخل وربما استغرق الأمر شهورًا من أجل تحضير الأوراق البسيطة جدًا اللازمة للعلاج بالعيادة وأول مقابلة، وهناك الظروف غير مناسبة بالمرة ويوجد أكثر من شخص بالداخل ولا تتوفر كل الأدوية فلم أكن أستطيع أن أوضح شيئًا فضلاً عن معاناة معضلة مقاومة توتر الذهاب، وفكرت أن أذهب أيضًا للعيادة النفسية بمشفى الجامعة وهذه أيضًا كانت صعبة جدًا من حيث الذهاب ذاته وظروف العيادة أيضًا، ولم أذهب إليها
أنا في أسرة من خمس أشخاص، لم أدرك الوالدين إلا وهما يتنازعان، وسبب ذلك المال فالوالد رغم يسر حاله ينفق علينا بعسر شديد، والسبب الثاني العلاقات النسائية المتكررة، أنا لا أستطيع أبدًا أن أواجههم، الاحتياجات الأساسية لا أستطيع أن أطلبها، أعني المادية منها التي يستطيعون رؤيتها، وإلا فما أنا فيه هو أولوية على كل شيء، الآليات التكيفية حاليًا وخلال السنة الأخيرة أصبحت بفضل الله معتمدة على الهدوء ووقف التشاحن مع النفس والعقوبات وتقبل أن ما أنا فيه هو مرض وليس ادعاء وتجنٍ مني، وهو ما يعطي نتيجة أفضل، ولكن كأننا نجمع النقاط الأولى من بحر، والحمد لله
أحاول أن أخطو أي خطوة جيدة في أي شيء، أحاول أن أنمي أي شيء لعله مع الوقت ينمو وينمو فيموت كل هذا الألم، ولكن الألم موجود طوال الوقت تقريبًا، محاولات التهدئة تجعله كامنًا بطريقة ما ثم لا يلبث أن يصبح غير محتمل وأصير لا أستطيع أن أهدأ ولا أستطيع أن أتحرك، يزداد الصفع والشد في عضلات ساقي والألم في صدري وغيرها، وأصير محترقة ومنتهية وأردد في رأسي أو بلفظي عبارات "أنا فقط أريد أمي" "أنا لم أفعل شيئًا لم أقتل أحدًا" "أنا فقط أريد أن أهدأ"، ثم كيف ينتهي هذا كله؟ لا أعرف، لا أستطيع أن أمسك بهذه اللقطة التي يبدأ فيها الأمر بالتراجع تدريجيًا، هذه الحال يمكن أن تستمر لأيام أو هكذا اعتادت، لكن خلال السنة الأخيرة ومع محاولات التقبل لهذا الشلل والإنماء بأي قدر تقلصت.
من الصعب جدًا تقدير الوقت بدقة بسبب الألم، ولكن لنقل مثلاً إنها تقلصت إلى يوم تقريبًا وأنني صرت واعية أكثر بما يحدث، أو كما أصفها بتعبيري أني أشعر بالـ "lucidity"، لأن تلك الحال التي وصفت التي كانت تستمر لأيام كنت أخرج بعدها غير مدركة أو مقدرة لوقتها وتفاصيلها غير واضحة كأني كنت في غيبوبة، فأجد مثلاً في مذكراتي أشياء مكتوبة لا أدري كيف نسيتها، ولكن أنا عمومًا أنسى التفاصيل المؤلمة، وقد عادت تلك الفترة من الشلل تتصاعد في مدتها وتكراريتها، أنا فقط أريد أن أهدأ.
أنا آسفة جدًا، ويمكنكم بكل أريحية أن لا تجيبوا على هذا الرسالة،
وجزاكم الله خيرًا ووفقكم
18/11/2023
رد المستشار
الابنة الزميلة الفاضلة "لا أريد" كما اخترت أن يكون اسمك أو "مروة" كما بدا أنك تستعيرين اسما حركيا على الموقع، أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
آلمني جدا وصفك لمعاناتك خاصة وأن أسلوبك رائع في السرد، والحقيقة أن حالة كحالتك لا يمكن أن تتحسن بالشكل المناسب لطالبة طب بشري إلا إذا شمل العلاج الع.س.م CBT على يد مختص بعلاج الوسواس، إلى جانب العلاج العقَّاري لكن الأخير لا يكون كافيا وحده، والسبب هو وجود بعض سمات الشخصية التي تيسر أو تحفز عمل الوسواس ومنها نزوعك للكمالية والتعمق في أمور الدين، وفرط تخوفك من الذنوب وتهويلك لأثرها، كذلك ميلك للانطواء والإغراق -منذ الصغر-في أحلام اليقظة، وأيضا اتسامك بلا تحمل الشك (ل.ت.ش) ورغبتك الدائمة في الحصول على اليقين في حين أن أشياء كثيرة في حياة كل إنسان يتعامل معها رغم عدم تيقنه تماما منها... أي أن الإنسان يتحمل الشك والغموض ويفعل ما يراه الأقرب إلى ما يريد رغم عدم تيقنه من النتائج، باختصار يبدو أن وسواسك اتخذ عرض و.ذ.ت.ق.
من الناحية الشرعية مهم أن تدركي أن الوسوسة تسقط التكليف في موضوعها، فمثلا الموسوس في الوضوء ليس مكلفا بالالتفات إلى الشك في الوضوء لا أثناءه ولا بعد انتهائه أي أن وضوئه صحيح حتى لو شك في نسيان غسل عضوٍ من أعضائه وليس مكلفا بإسباغ الوضوء بل المطلوب هو غسل الوجه واليدين والرجلين مرة واحدة، والمسح بالرأس مرة واحدة فهذه هي أركان الوضوء الأربعة المتفق عليها بين المذاهب وكل ما عداها فيه اختلاف آراء، والأهم بالنسبة لك هو أن وضوئك صحيح دائما ولا تجب عليك الإعادة أبدا، واقرئي في ذلك وسواس قهري الوضوء : الوصف والعلاج:.
ونفس الكلام ينطبق على الصلاة وعلى الغسل فكل صلاتك صحيحة ولا تجب عليك إعادة لا لما سبق منذ إصابتك بالوسواس ولا لما سيأتي بعد قراءة هذا الرد، وكل اغتسالك صحيح كذلك وقد إجابت فقيهة مجانين د. رفيف الصباغ إحداهن فقالت (بالنسبة للطهارة والغسل، الشك في الغسل نفسه: يكفي الموسوس ظنه وصول الماء إلى جسده بنسبة 50% حتى يصح غسله، ونسبة 50% يعني الشك! فإذا شككت هل وصل الماء إلى عضو من الأعضاء أم لا؟ فغسلك صحيح تام، هذا ما ذكره العلماء في كتب الفقه) ولما كان المطلوب شرعا بالنسبة للصحيح -غير الموسوس- هو أن يغلب على ظنه أن الماء قد عمَّ الجسد كله لا أن يتيقن فقط يغلب ظنه، فإنه يكتفى في حالة الموسوس بالشك أي أنه عندما تشكين في كمال غسلك فهذا يعني أن غسلك صحيح لأن الشك عند الموسوس دليل الإحسان... أيضًا لست بحاجة لأن تسألي عن فتوى عن كل صغيرة وكبيرة في أمور العبادة لأن عباداتك صحيحة أيا جائت عندك رخصة تسقط عنك التكليف في كل ما توسوسين به.
وما يحدث من شك وحيرة في مسألة انتهاء الطمث وما يحدث بسببه من تأخير أو تكرار الغسل، وكذلك ميلك إلى تحاشي الاغتسال وتأخيره بسبب القهور الكثيرة التي تجعل الغُسل في غاية الصعوبة فتؤخرينه حتى بعد أن يتحقق الطهر، كل هذا شائع بين الموسوسات ومعروف أنه يحدث قهرا فلا تؤاخذ به المريضة، بالتالي لا داعي على الإطلاق لإعادة إعادة الصلوات أو الصيام.
ويعرف انتهاء الحيض فقهيا بأحد أمرين كما جاء في نص لـ (رفيف الصباغ، 2009): إما برؤية القصة البيضاء ويدخل ضمنها الألوان التي تراها عادة المرأة أثناء الطهر بمعنى: أنها لو كانت ترى أثناء أيام الطهر لونًا فيه كدرة، أو لونًا يضرب إلى صفرة قليلة، فإذا رأت مثل هذه الألوان في نهاية الحيض طهرت، بشرط ألا يكون مع هذه الألوان شيء من أثر الدم كلون أو ريح... والأمر الثاني الذي يعرف به انتهاء الحيض: الجفاف وانقطاع الدم وإن لم ترَ أية مفرزات بعده، فإذا انقطع الدم ولم ترَ شيئًا وجب عليها الاغتسال والصلاة ... والحقيقة أن الأمر برغم كل هذا ليس أمرًا هينا على الإناث الطبيعيات وكلما ازداد حرصهن على التطهر وتأكيد التطهر عانين أكثر وأكثر ... هذا قدر بنات حواء الصحيحات فما بالنا بالموسوسات.
واقرئي في ذلك:
كيف أتطهر من الحيض بدون وسواس؟
وسواس الطهر من الحيض والشك في الصيام!
وسواس قهري انتهاء الطمث الحيض!
وسواس الطهر من الحيض وتارك الصلاة كافر!
أما بالنسبة الدفعات العدوانية التي تراودك أحيانا سواء تجاه نفسك أو آخرين هو أيضًا من الوسواس، وكذلك ما تصفينه بالاحتراق وما أسميته أنت بالـ "lucidity" ونترجمها بالغياب، يذكرنا بحالات الانفصال لدى مريض الوسواس القهري الشديد، والتي تبدو كرد فعل لفرط الكرب المزمن الذي يعيشه المريض، وأخيرا التفكير في الانتحار هذا وما تقدم لا يصح تأجيل علاجه بأي حال، لذلك ننصحك بتحمل صعوبة الانتظام في عيادة الطب النفساني التابعة لجامعتك والإصرار على تلقي العلاج السلوكي المعرفي إضافة للعلاج العقَّاري.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: و.ذ.ت.ق: وسواس الذنب التعمق القهري! م