أبناء الصمت والقسوة : لا تنسوا أسرانا
سيدي الفاضل نصير الضعفاء ومواسي المجروحين جعله الله في ميزان حسناتك آمين..
أكتب لك هذه الرسالة بهدوء حزين.. ليست منفعلة كسابقتها وإنما صامتة كدموعي.. ممتدة كأفكاري، ما نفتقده يا سيدي هو الشعور بالانتماء.. هذه الكلمة العميقة القاتلة.
نريد أن نشعر أن لنا وطنًا.. أهلا.. أحبابًا.. أريد أن أجد صدرًا يحتويني أو ابتسامة أو اجتماعًا عائليًا.. الناس هنا في الأعياد والعطل الأسبوعية يجتمعون مع أقاربهم.. ونحن تجمعنا جدران بيتنا منذ كنا أطفالاً صغارا.. وفي السفرات الخاطفة إلى هناك.. يأتي أناس لزيارتنا فنعرف أنهم أقاربنا.. لا عاطفة تجمعنا بينهم.. ولا نسب.. وجوهنا جامدة.. وقلوبنا تبكي.
نريد أن نعلن اشتياقنا.. ولكن لمن؟؟ وكيف؟؟ ونحن غرباء.. لاحق لنا في أي شيء.. كبر الصغار.. ومات الكثير من الكبار.. وتغيرت الدنيا وأحوالها.. ونحن مازلنا في البعد.. ولا يمكن أن نعود.. قلت يا سيدي (لا تظني أن العيش هنا أفضل من هناك) وأنا لا أقصد برسالتي ومداخلتي هذه أن أقول نريد الرجوع إلى مصر فهذا مستحيل. ولكني أقولها عبرة لكل من يذهب بأولاده إلى هنا ويربيهم.. احذر أن تحطمهم.. وأن تسرب إليهم إحباطاتك وعقدك الدفينة..
صدقني يا سيدي.. الناس هنا معزولون عن الحياة.. لا أقصد بالحياة الرقص والموسيقى وآخر صيحات الموضة.. بل أقصد فهم الدنيا.. الهدف.. الطموح.. الإيمان.. ثق أن كل مغترب قد توقف نمو عقله من يوم أن غادر بلده.. ووالله إني رأيت بأم عيني رجالاً في الخمسين من عمرهم وفي وظائف ومراكز.. وأغطية براقة.. عقول تافهة.. ونفوس مريضة. وغرور طاغ وحياة كموت.. ولأني لن أتحدث في الموضوع بشكل شخصي لأني أقصد إلى عرض مشكلة جيل وليس مشكلتي شخصيًا فقط فهناك الكثيرون يا سيدي من لم يأتوا لأجل المال، ليست عائلتي فقط بل الكثيرون من عائلات صديقاتي الذين أتوا إلى هنا بدافع الدين والإقامة بجوار الحرم وحتى لو نزل العذاب يلجئون إلى الكعبة..
وكما قلت لك من قبل فالذي اغترب من أجل المال يعود.. لكن الذي قرر الانفصال عن وطنه بحجة الدين لا يعود أبدًا.. وعندما أتوا إلى هنا لم يكونوا في حال فاقة ولم يأتوا بحثًا عن الرزق.. وليتهم كانوا كذلك.. لأنهم كانوا سيفكرون في العودة على الأقل عندما يصل أولادهم لسن الجامعة كما يفعل الكثيرون.. لا أتحدث صدقني عن عائلتي فقط.. هنا آلاف الآلاف من المصريين لم يذهبوا إلى مصر منذ عشرات السنوات وربما أولادهم لم يزوروها مطلقًا ولن يزوروها.
الفقر ليس عيبًا.. بالعكس.. يعتبر السفر لتحسين الأوضاع الاقتصادية نوع جميل من الكفاح والطموح يجب أن يشعر به كل شاب بدلا من اليأس وندب الحظ.. وأنا لم أعترض على السفر للضرورة أو حتى بدون ضرورة ولكن قلت بشروط.. وأهمها الانتباه للنشء حتى لا يضيع.. كل الذي كنت أريد قوله.. بيان سلبيات حدثت في أبناء فئة من المغتربين توغلوا في سلبيات الغربة وانقطعوا عن بلادهم وأصبح شعور الخوف المسيطر عليهم فقطعوا أولادهم عن العالم.
أجيال كاملة تربت في إرهاب.. فتيات ضائعات.. إرهاب من الرجل.. من المجتمع.. من الغرباء.. لا علاقات اجتماعية ولا أهل ولا أصدقاء.. الأولاد أيضًا نفس الشيء على فرق بسيط.. أنهم يعطون الحريات الكاملة ما إن تكتمل أجسامهم ويسلمون مفاتحًا لم يكونوا ليحلموا بها لمجرد أنهم أولاد (غير مهيئين أصلا) والنتيجة أنهم ينحرفون (بجرأة كبيرة) أفظع من غيرهم..
صدقت.. فقد أُخذ الدين بمجرد العاطفة.. وكأنه نوع من العادات التي تمارس بطريقة خاطئة.. وهذا ما نكتشفه يقينًا مع كل نقاش يتهربون منه بوسائل مكشوفة.. والدين لم يعد إلا غطاء.. هروب نعم كما قلت ((والتشدد والجمود هو الاختيار الأفضل لكل منكسر هش، لأن الانفتاح يحتاج إلى حد أدنى من القوة ومن الوضوح ومن القدرة على المرونة والأخذ والرد، وهذا كله مفتقد)) ((وجاء الدين ملاذا لمصادرة الحوار أو بديلا عنه، ولقمع كل محاولة نقاش أو اعتراض أو شك في أن الوضع القائم ربما لا يكون هو الوضع الأمثل)) ولأن الجيل الماضي كان يبحث عن حلول فردية.. نريد نحن اليوم أن نبحث عن حلول جماعية.. نريد ألا يحدث ذلك في الجيل الذي يلينا.. نريد أن نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشباب والفتيات في مثل سننا الذين أصبحوا مسئولين عن عائلات الآن أو على وشك.. نريد أن نعمل على توعية الجيل وإفهامه.. على الأقل أبسط معلومة.. أن الماضي كان خطأ..
ويجب أن نعدل الحاضر ليستقيم المستقبل.. نعم نحتاج إلى روابط قوية بين المغتربين وأوطانهم.. المغتربين في بلاد الصمت والقسوة يتغيرون يا سيدي.. تكون في قمة السعادة وأنت ترى من يتكلم لهجتك وتشعر بعاطفة شديدة نحوه وتود من حرقة الاغتراب ومرارة الحرمان أن تهب إليه وتحتضنه.. لكنه يفر خائفًا منك.. ولا يتبادل معك أبسط الكلمات.. إنها ضريبة الغربة. العقد والخوف من الغرباء.. ((المعركة واحدة هنا وهناك ضد الجمود والاستغناء عن التفكير، ضد العزلة وفقدان الأمل، ضد إدمان الشكوى، وتعطيل العمل، ضد اليأس والاكتئاب، وضد مفاهيم الأساطير الساذجة، وضد حصار الأفكار والطاقات في مصر وخارجها. التدين المغشوش منتشر هنا وهناك، ومعركتنا كأفراد سنخوضها في بيوتنا أولا ردا على أطروحات التخلف، وأصنام الكذب الذي نكذبه على أنفسنا ليل نهار في مصر والسعودية وغيرهما)).
سيدي.. أريد أن أشكرك أشكرك أشكرك.. وأعتذر لك.. أشكرك على كل حرف كتبته لي ولصديقاتي ولكل من يقرأ هذه الصفحة الآن ويستفيد منها..
وأعتذر لك عن عدم فهمي لردك من أول مرة وتأخري في الإرسال.. لا أبالغ يا سيدي، والله إن أخبرتك أنني طوال هذه المدة وأنا أفكر في كل حرف قلته.. في كل مرة أفهمك متأخرًا.. أرجوك أن تقبل عذري..
نعم يجب أن ننهض ونقاوم.. وعزاؤنا أننا بدأنا أول خطوة في الطريق وهي أن نقول للخطأ أنت خطأ.. أن نوضح لكل من كان يظن أن الحياة كلها صمت وتحمل للهوان أن هناك وجها مشرقا للحياة.. وجه يدعو للنضال والمقاومة والعمل الدءوب للوصول إلى هدف في النهاية.. أعذرنا يا سيدي فلم نتعلم يومًا سوى الصمت والإرهاب..
كنا نعيش في صناديق سوداء ولا يسمح لنا أن نرى من الدنيا إلا مقدار ما تمشي أقدامنا.. تعلمنا أن الصواب هنا والخطأ هناك بدون نقاش ولا أي إعمال للعقل.. لم نكن نتصور يومًا أن للدنيا وجه آخر خارج جدران حياتنا.. وجه يدعو للأمل ويبعدنا عن الانتحار.. لم أكن أفهم لأن نظرتي كانت قاصرة جدًا.. لأني مازلت استكشف حولي.. وأحاول بشمعة كليلة أن أضيء ظلام خمسة وعشرين عاما.. لقد طبعت سطورك الغالية.. لأعيد قراءتها كلما أضناني التعب.. وأرجوك يا سيدي العظيم ألا تنسانا من دعائك.
ونعدك.. أمام الله.. أننا سنغير وجه الدنيا
16/4/2005
وأرسلت (مغتربة) تقول:
أبناء الصمت والقسوة، برنامج عمل مشاركة
أشكرك أستاذي الفاضل فقد فهمت وأفهمت وعمَّقت وتعمقت أنا معك فيما تقول فما يجب أن نفهمه كشباب وجب عليه الآن بناء جيل وتحمل مسئولية هو العمل والعمل الدءوب والجد الذي هو مطلوب في كل بقاع الأرض لأن العقبات لا تتحد في مكان واحد والتخلف والجهل لم يعد محصورا في أرض واحدة والصراع على المال لم يعد له حدود فهمت أن الجهد المبذول يجب أن يبذل وأن الحلول السطحية التي تخطر ببالنا هي أحلامنا.
أما الواقع فيقول أن الحياة أبرزت أنيابها في عصر لم يعد سهلا هنا أو هناك وأعلم يقينا أن لكل حياة سلبياتها وإيجابياتها وأننا بحلمنا للعودة لسنا أعود للفردوس المفقود بل نستطيع تحقيق ذواتنا بالعمل والتميز والصبر حتى نصل إلى الحلم المنشود لا الفردوس المفقود عرفت هذا وأعدك بالبدء في تطبيقه إيمانا مني بقول نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام (إن كان في الساقة كان في الساقة وإن كان في المقدمة كان....) فيما معنى الحديث، ومدلوله ليست العبرة بالموقع بل بالعمل والعوائق سأجدها في كل مكان فلأعمل فاليد العاملة والذهن المتقد خير وأنقى من لسان شاك وروح بائسة تبث الجهل واليأس وتزعم الموت فيما روحها تطلب الحياة وتعشق النضال هذا أنا وكل مسلم متبصر واع ولكن الأبصار تحتاج إلى جلاء نشكر لك اهتمامك بنا ودفعك لنا نحو الخير والأمل ودمت ذخرا وبارك الله فيك وأمدك بالعزم والإيمان.
16/4/2005
رد المستشار
من تابع كتاباتي سيعرف أنني كنت في المغرب، وهناك قرأت بعض المشاركات والمتابعات التي أرسلها لي أخي د.وائل، وكم كانت مؤثرة كلماتكن جميعا، والجرعة كانت قوية حقيقية.
منذ اكتشاف وجود النفط في منطقة الخليج دخلت كل أقطاره في تحولات سريعة للغاية، وتزامن معها متغيرات أكبر وأعمق وأوسع في خريطة العالم العربي كله، ربما تختلف الصورة في تفاصيلها من هنا وهناك، ولكن إيقاع التغيير كان متصاعدا متسارعا في كل الأقطار على النحو الذي لم يعطي أحد فرصة كافية للاستيعاب والتكيف التدريجي فدخلنا جميعا إلى النفق الذي أدى بنا إلى المرحلة العجيبة التي نعيشها الآن.
لو كان أمري بيدي لأطلقت حملة عربية شعارها "ماذا حدث لنا"؟!!
لندرس ونراجع ونتأمل فيما حدث خلال خمس أو ست عقود مضت في مصر ولبنان والسعودية والمغرب والعراق والجزائر، فما حدث جدير بالدراسة والفهم، وضروري للعلاج والعمل والتغيير كما نقول، ونهدف.
كيف أصبحنا هكذا؟! سؤال ينبغي أن يشغل بالنا من أجل المستقبل.
كيف تشكلت المجتمعات الخليجية على هذا النحو؟! وكيف أن أغلب أهل البلدان الخليجية لا يرون في حياتهم ولا أسلوب عيشهم ونظرتهم لأنفسهم وللعالم مشكلة؟!! وكيف أن من هاجروا إلى نفط الخليج فسدوا أو فسدوا؟!
كيف تعيش هذه الجموع من أهلينا "المواطنين والأجانب" في إطار علاقات تمييز صارخ، وتفاوت كبير لا يقوم على فارق في الإبداع أو مستوى التعليم أو المواهب والقدرات أو حتى المؤهلات العلمية أو المهارات الشخصية المكتسبة، وكيف تحولت هذه الصيغة إلى ما يشبه "الصوبات" الزراعية، حيث تنغلق الجدران الزجاجية على النباتات لتتيح لها بيئة مناسبة للنمو، ولكن بتخطيط محسوب لا يتركها للهواء الطلق، والتفاعلات الطبيعية؟!!
يبدو أن هذا ما تحاولين قوله يا "مزعجة"، وطبيعي أن النباتات التي ننزعها من بيئتها الطبيعية المليئة بالملوثات، ولكن أيضا بالعوامل المناخية التي قد تجعل لها طعما ولونا طبيعيا، ولو كان باهتا، هذه النباتات حين تزرع في الصوبات صحيح أنها تترعرع وتتضخم وتطول سياقها، وأوراقها تصبح أعرض، وثمارها أضخم، ولكنها تفقد طعمها ورائحتها وكل ما يميزها تقريبا، فتأكل بطيخا بطعم "القثاء"، وموزا بطعم الخيار، أو تفاحا بطعم الباذنجان، أو الفلفل البارد لا الحار!!
لاحظوا أن المهاجرين يساهمون أيضا في تكريس الأوضاع السلبية، فهل تصفين يا "مزعجة" أحوال المغتربين في الخليج فقط أم تصفين أهلنا من سكان البلاد الأصليين أيضا، أم أن هذه حالة عامة تمتد لتشمل المهاجرين إلى بلدان الغرب، والمقيمين كل في بلده؟!!
هل دين أو تدين هؤلاء المغتربين فقط هو "المغشوش" السطحي الزائف أم أن علاقتنا بالله سبحانه، وبالدين.. كلها تحتاج إلى مراجعة وتقييم وتسديد وتصحيح؟!!
أندهش ممن يراني شعوبيا، ويتوهم أنني أنحاز إلى "المصريين"، ولا أحسب غير أنني أقف وأصيح في الجميع: نحن مرضى، لدينا ما ينبغي أن نحترمه، ولدينا ما ينبغي أن نتصارح بشأنه ونعالجه... جميعا.. وأكاد لا أميز في صراخي هذا وإشفاقي وغيرتي وغضبي وأملي بين سوداني ومغربي أو بين عراقي وجزائري!!!
وأنا أحاول ألا تخدعني مظاهر وشكليات من يقولون الالتزام وهم مجرد نصابين، أو من يدعون التخصص الأكاديمي في هذا الميدان أو ذاك، وهم مجرد مقاولين وكذبة، وأنا أقول أن ملايين المصريين الذين فروا من بلادهم لا يريدون أن يعودوا غالبا لأنهم يشعرون أنه لا فائدة ولا أمل!!!! "الفقر ليس عيبا"؟!! هكذا تقولين؟!!
ولكن من الذي يقول هذا اليوم أو يفهمه في عصر المباهاة والتفاخر حيث زخرف الدنيا صار أهم، والسلطة هي الهدف، والعلو في الأرض هو الأمل والغاية؟!
من الذي يحترم الفقير؟! نحن هنا في مصر؟! أم عندك في الخليج؟! أم في الغرب الذي نتطلع إليه ونتعلم منه؟!!
المغتربون لهم نفسية محددة أراها هي هي في كل مهجر، ولكنها تتضاعف في ظل غياب القانون، والعدل، وكل قيم المساواة، فلا القيم الموجودة بفاعلية الدين الأصلية، لأنه غائب بجوهر قيمه، أو حتى ممكنة بالقانون الوضعي الغائب!!!
الانقطاع عن الهدف أو المعنى أو الغاية هو الغربة والاغتراب الأخطر، والذين تعاملوا مع البلدان المستقبلة بوصفها ملاذات آمنة، وليس بوصفها مجتمعات تحتاج إلى تفاعل، وتنطوي على مشكلات –بدورها- اجتماعية وثقافية، ثم أهلنا المهاجرون تعاملوا مع أوطانهم فقط بوصفها مستودعات للحنين إلى الماضي، ووصموها بكل نقيصة من الاستبداد والفساد وحتى الكفر والانحلال ليستريحوا من المسئولية عما جرى ويجري وسيجري، ويتفرغوا لزيادة أوزانهم، ورصيدهم في "البنك الإسلامي"، ولك الله يا أوطان!!
والحل يبدأ من المصارحة، ومن مد الجسور مع البلدان التي نعيش فيها مغتربين، ودمع أوطاننا التي تئن وتحتاج إلى كل جهد ووقت وتفكير، ومن استثمار الرفاة النسبي الذي تحقق في المهجر، وفائض الوقت والذهن والمال لصالح تحسين أوضاع الناس النفسية والاجتماعية والتعليمية، وبهذا نعود جميعا من غربة انعدام الهدف والغاية والمسار.
وأنا أشكرك يا مزعجة فقد سعدت برسالتك، وبالقراءة المتأنية لكلماتي، وبتكرار القراءة حتى تفهمي ما بين السطور، وما وراء الكلمات، ويبدو أن كتابتي تحتاج إلى هذا فعلا بسبب تركيب الأسلوب وتراكم المعاني ربما، وشكرا لأختي (مغتربة) التي تذكرني بحديث أحببته في مطلع شبابي، وبدايته"تعش عبد الدرهم، تعش عبد الدينار، تعش عبد الدنيا، وزاد في رواية: تعش عبد المرأة – تعش وانتكس، وإذا شيك (أي شاكته شوكة) فلا انتقش (أي لم يجد من ينزعها عنه)، طوبى لرجل أخذ بعنان فرسة في سبيل الله، إذا كان في الساقة.. إلخ، والمعنى أن مكان الجندي ليس هو الأهم، ولكن جهده ودوره وإخلاصه، وأن الجهاد يطول بطول الحياة، وأنه أنواع: في الساقة، وفي المقدمة، وفي السلم وفي الحرب، حياة المسلم هي جهاد متواصل أي بذل للجهد من أجل التغيير إلى الأفضل، وانحراف فهم المسلمين أدى إلى تركهم الجهاد بمعناه القتالي في مواضعه، وببقية معانيه في كل وقت وحين، حتى تفرغوا لبناء الكروش، وجمع القروش، وملاحقة الجديد في عالم المنشطات والمثيرات الجنسية!!!
أنا أتشوق إلى اليوم الذي ألتقي فيه بكل أخواتي وإخواني ممن يقرؤون لي.. أتمنى أن ألقاهم في ميادين العمل، وساحات البذل والجهاد من أجل التغيير... تغيير العلم حتى يصبح أفضل، وذلك ممكن بفضل الله ثم باجتماع الجهود الخيرة في الدنيا، وهي كثيرة هنا وهناك في الخليج وإفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وفي كل مكان لأنها كلها أرض الله، وكلهم خلق الله، ولا تخلو أرض الله من نوره، فقط يحتاج أن نجتمع ونتعاون فيكون اللقاء نور على نور، وينزاح الظلام، ولا تنسوني من الدعاء.