أقوال وحركات كفرية.. ولكن لم تكفري!!
السلام عليكم
أرسلت إليكم قبل شهر تقريبا من حساب آخر باسم "أمة الله رغد" ولكن لم أعثر على رد، وأني لا أعلم أين سيصلني إن شاء الله، أرجو أن تجيبوني فإني قد أدمنت موقعكم وإجاباتكم جزاكم الله خيرا، هذه الاستشارة فيها تفصيل وزيادة على الاستشارة الماضية، أعتذر منكم على إصراري
منذ سنة و4 أشهر تقريبا صرت أشعر أني أحسد الناس، كان شعورا غريبا يتسلل إلى نفسي فينكد علي وكنت أخاف منه وأبقى أدعو لمن أحسده بالبركة حتى يختفي الشعور وأرتاح، زاد هذا الشعور المقرف وكنت كارهةً له، كنت أشعر أني أحسد الناس على أي شيء، علما أني ما كنت قبل هذا أحسد أحدا على ما آتاه الله من فضله، وكانت المشاعر تتركز على شخص محدد لفترة ثم يختفي حسدي له ويصير مكانه شخص آخر، وكنت منذ أن أستيقظ حتى أنام وأنا أحسد، هكذا حتى شهر 3 من هذا العام اختفى شعور الحسد، وفرحت بهذا، لكن لم أمكث ربما أسبوعا حتى حل محل الحسد أفكار مسيئة لخالقي، أعوذ بالله، لم أهتم بها وقلت إن هذا من الشيطان، واستمر الحال على ما هو عليه إلى ما بعد شهر رمضان، لكن كانت هذه الأفكار لا تفارقني أبدا، أنام وآكل وأستيقظ معها، وهي آخذة بالازدياد، ويزداد محتواها قبحا وسوءا وكفرا
ثم بعد شهر رمضان ربما، شعرت أن الحسد قد عاد إلي أو لا أدري ما هو، وصرت أحسد حتى الهواء على وزنه الخفيف، ثم تلفظت أكثر من مرة بأقوال كفرية (مما يجول في داخلي)، المشكلة أني أول مرة تلفظت بالفكر لم أعطِ الموضوع اهتماما، نطقت الشهادتين واستغفرت ومضيت، وهكذا كنت أستغفر بعد الذي يبدر مني وأعود وهكذا، بقيت هكذا 3 أشهر، أتلفظ ثم أنطق الشهادتين، اللهم ارحمني، ثم منَّ الله علي ولم أعد أتلفظ، الحمد لله، لكن صرت بدلا من التلفظ أرمش بعيني أو أنزل رأسي أو أنظر إلى مكان ما تعبيرا عما في داخلي، المشكلة أن الموضوع تجاوز الحسد أي لم تعد الأفكار وقد يكون أحيانا أقوال مرتبطة فقط بالحسد، صرت وأنا جالسة أو ماشية أو أتحدث مع أحد أو أي شيء تأتيني هذه الأفكار وأقاومها ثم أنزل رأسي أو أغمض عيني فأدخل في الحسرات، هل هذه الحركات تعد كفرا، أرجوكم، كان الأمر في البداية مجرد أفكار لا أعيرها اهتماما، وتطور هكذا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، بل صرت أشعر بمشاعر أيضا (كأني أنا أريد أن أكفر)، لكن بعد أن أنزل رأسي أو أغمض عيني أو أتلفظ بكفر صرت أقول أن هذا على الشيطان، المقصود بهذه الأفعال والأقوال هو الشيطان ونفسي الأمارة بالسوء يا الله، حتى لو كانت مشاعري عندما أنزلت رأسي ليست في صالحي، فهل أنا كافرة؟؟؟
ثم عاد اللفظ إلي، وصرت بدل أن أحرك رأسي أقوم باللفظ، ألفظ كلمات كفرية مسيئة جدا، كنت في بداية هذا الأمر أخاف من الفكرة أو القول الذي ينجم عنها لكن الآن أشعر أني متبلدة المشاعر، وصرت أشعر أني أنا من يريد أن يقول أو يفعل، لكن لا يجب أن أفعل هذا فلِمَ أفعل وأقول ما أقول، أنا أتلفظ بهذه الأمور في كل يوم ربما مرة أو مرتين أو ثلاث أو حتى أكثر، ثم أعود وأتشهد وأستغفر لكن لا أشعر أن قلبي مع الاستغفار، أرجوكم أنا في أسوأ حال لي منذ ولدتني أمي، هل هي وساوس، هل يمكن أن تكون الوساوس في المشاعر أيضا،
علما أني لي تاريخ طويل مع الوساوس تختفي وتعود حتى جربت أكثرها، منذ كان عمري 11 عام حتى اليوم وعمري اليوم 20 عام، بدأت بوساوس الوضوء والصلاة ثم تكبيرة الإحرام ثم وساوس تشكيك في الدين ثم وساوس كفرية (من غير لفظ أو مشاعر) وطبعا وساوس الاغتسال، ثم تقريبا من شهر 11 من عام 2022 وحتى شهر 7 من عام 2023 أفكار جنسية لا تنقطع مع شعور يجيء إلى صدري لا أعرف كيف أوصفه، فوساوس مذي وبطلان الوضوء وهكذا، وكل هذه الوساوس قد شفاني الله منها، أي كشفها عني دون اللجوء إلى دواء، لكني حقيقة لازلت أعاني من بعضها بين الحين والآخر، وأنا من شخصت نفسي بأن هذه وساوس، أي ليس تشخيصا طبيا ولا شيء من هذا القبيل، قد شتتكم
أعود إلى شكواي، فما قولكم بأني إذا صدرت مني حركة أو قول كفري أقول أنها على الشيطان، نوعا من التدارك، أفتوني في أمري، المشكلة أن الأفكار لا تنقطع أبدا، هي في كل دقيقة وثانية حتى صرت أراها في نومي، وأحيانا أكون أحاكي بيدي ما بداخل رأسي دون أن أنتبه، ولا تكون الحركة لا إرادية دائما، فأحيانا عندما أكون أقاوم الفكرة أنزل رأسي تجاوبا معها، أشعر أن ما بداخلي من نفسي وليس وساوسا، دمرتُ حياتي وأرجو أن يرحمني الله، دراستي تدمرت، حتى دماغي أشعر أن هناك شيئا يحيطه يمنعه من الاستيعاب، هل من علاج؟، لكن أيضا أنا أشعر أن صدري من حجر، وقد بدأت حالة التحجر من شهر 10 عام 2023 تقريبا، وكان سببها اُرجِّح أنه الحسد، أخاف أن يكون هذا هو الران على قلبي، ما عدت أحزن أو أهتم لأي شيء، كنت قبل هذا فتاة طبيعية، وإذا مرض أحد من أهلي أو مرضت أنا ما عدت أشعر بالخوف عليه، علما أني كنت قبل هذا إذا مرض أحد من أهلي أقوم إلى الصلاة لأدعو له من شدة خوفي عليه، ادعوا لي بالهدى أرجوكم، أخشى أن أموت وأنا هكذا فأذهب إلى النار، أخاف أنَّ الله غاضب علي (وهو سبحانه أعلم)
أشعر أن الأفكار والأقوال قد تكون استقرت في نفسي (أسأل الله السلامة)، وأريد أن أشكو إليكم أيضا حالة مزرية من الغضب غير المبرر، إذا حدثتني أحد أو نادى عليّ أشعر بغضب يصاحبه أفكار كفرية وأجاهد أن لا أتكلم بها فأحيانا أتلفظ وأحيانا لا أدري هل تلفظت أم لا، أي شيء يغضبني والمشكلة أن الأفكار الكفرية لا تفارقني، فما قولكم في مشكلتي، بهذا الحسد المقرف الذي لا أريد أن أعيش معه، والأفكار والأقوال والإيماءات الكفرية التي (اللهم أجرني منها) أخاف أن أموت عليها، أريد أن أخبركم أن أحد والداي مصاب بالوسواس القهري، وأني أحيانا أظن أن ما بي هو وسواس فأتجاهله، فتأتيني حالة من العدوانية (وقد أصابتني مرتين) أظن أنها وسواس تطلب مني أن أؤذي أحدا، واستمرت ربما 3 أيام لكن أزالها الله عني وله الحمد والمنة، لكن ما إن زالت حتى عادت الأفكار الكفرية والأقوال إلي،
أفتوني في أمري حفظكم الله وانصحوني
وشكراااااااا
17/1/2024
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "رح" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
يبدو أنك فعلا استعجلت ولم تنتظري لتقرئي ردنا على إفادتك الأولى من حساب "أمة الله"، لكن من المهم أن تقرئيه لأنه يغطي أغلب ما تحتاجين لمعرفته، وكل ما تحتاجين لمعرفته في أمر الوسواس إذا قرأت الإحالات أو الارتباطات المضمنة في الرد جيدا.
وربما الجديد في إفادتك هذه المرة أو ما ظهر أوضح فهو الشكوى من تبلد المشاعر وتحجر الصدر، وهذا له سببان الأول قد يكون الاكتئاب الجسيم والثاني هو الوسواس نفسه الذي يشعرك بالتبلد تجاه الكفر ليبني عليه اتهاما لك بالكفر باعتبار أنه منك ولم تعودي تفزعين لحدوثه، وهو ما يصفه الموسوس قائلا أشعر أنها مني!! وهي إحدى أشهر حيل الوسواس.
تجاهلي هذا الأمر تمامي واعلمي أن الإيمان يكون بالعقل لا بالعواطف، ولا يوجد في حالة مريض الوسواس القهري ما يوصف بأنه (استقر في النفس) وتذكري أن دائما أن وسواس الكفرية لا يغير حالتك الإيمانية.
ونفس الكلام أي التجاهل التام طبقيه على الوساوس العدوانية التي تستبدل الظهور على مسرح حياتك مع وساوس وقهور الكفر وغيرها، فالعلاج الأساسي هو الفهم والإصرار ثم التجاهل كما سيشرح لك معالجك، وأخيرا تشيرين إلى وجود تاريخ أسري لاضطراب الوسواس القهري (وشركاؤه؟ ومنهم الاكتئاب الجسيم) ولعل هذا أدعى لتنتبهي إلى أهمية الفحص لدى طبيب نفساني للحصول على التشخيص الكامل والعلاج المناسب.
اقرئي أيضًا:
وسواس عقيدة + حديث نفس: العبرة بالعمل!
وسواس الكفرية: سب الدين والاستهزاء والردة!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: أقوال وحركات كفرية.. ولكن لم تكفري!! م1