مستقبلى ضاع اريد الانتحار؛
اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه.
في البداية أوجه شكر خاص لجميع الأخوة والأخوات القائمين على الموقع والله العظيم لا أستطيع الحياة.
مشكلتي وباختصار تبدأ في يوم 4/8/2003 وذلك عندما كنت ذاهبا إلى الجامعة حيث أنني التقيت بصديق لي لم أكن أراه منذ أن كان يدرس معي في المدرسة الثانوية علما بأنني طالب في الصف الثالث بكلية الحقوق وأثناء وقوفي معه فوجئنا بعربة شرطة توقفت أمامنا وخرج منها اثنان من الأمناء وطلبوا منا إظهار المحافظ الخاصة بنا وذلك حتى يقوموا بتفتيشها أخرجنا المحافظ ثم حدث ما لم أتوقعه لقد وجدوا مع صديقي قطعة من الحشيش.
وكانت هذه هي البداية لقد كانت البداية في عدة أشياء أولها هو الذل والإهانة والعذاب الذي لا يطاق، والله أنني لا أستطيع أن احكي لكم عن مدى الإهانة التي تعرضت لها التي أفقدتني كل ما أملك من كرامة وإحساسي أنني إنسان.
وبدأت القضية التي بقيت أربعة أيام متواجد في القسم على أساسها! وأنا حتى لم أتمكن أن أعرف أنا أحدا من أسرتي يعلم بوجودي هناك أم لا وتم إخلاء سبلنا على ذمة القضية بعد أن قاموا بتسجيلنا مع العلم أن معنى التسجيل في مصر أنني أصبحت من أرباب السوابق في قضية مخلة بالشرف وهذا يعني أنه قد قضي على مستقبلي وطموحاتي تماما مع العلم أنني كنت أسعى إلى دخول النيابة وهذه هي كانت كل آمالي التي من أجلها اجتهدت في دراستي بالكلية وحصلت على التقديرات اللازمة لدخولي هذا المجال وطبعا الآن أصبحت لا أصلح لشيء في هذه البلد.
وفي اليوم الذي تم تحديده لإنهاء احتجازنا أو بمعنى أصح إنهاء عذابنا من القسم، خرجت وكنت في حال يرثى لها بعد أربعة أيام من الذل والعذاب واعتقدت أن هذه سوف تكون نهاية العذاب ولكن فوجئت بوالدي منتظرني بسيارته أمام باب القسم، لم يقل لي كلمة واحدة ذهبت إلى المنزل وجدت جميع اخوتي في انتظاري بعد أن علموا من القسم أنني أخذت بتهمة تعاطي الحشيش.
وبدأ أخي الأكبر وأبي يتكلمون معي أمام باقي اخوتي فقالوا لي أتعلم ما أصاب أختك بسبب ما حدث هذا لقد تم فسخ خطوبتها بعد علم خطيبها بما حدث لك ثم التفت أخي إلي وقال لي بهذا النص بالضبط: الله ينتقم منك أصحابي بيعيروني بيك.
وبعد أسبوع وأنا لم أخرج من غرفتي ولم أكلم أحد مطلقا وكانوا جميعهم ينظرون لي نظرات بها الكثير من المعاني وكأنهم يريدون أن يقولوا (يا ريتك كنت موت احسنلك واحسنلنا) قررت أن اخرج من البيت بسبب ما أراه من عذاب خرجت وذهبت إلى أعز صديق لي ويسكن في المنزل المقابل لنا وعندما طرقت الباب خرجت لي والدته وعندما سألتها عنه قالت لي أنه قد سافر وقبل أن تغلق الباب سألتني وقالت (انتا عملت ايه في القضية بتعتك؟) في هذه اللحظة أحسست أن جسمي يغلي من الداخل من كثرة الخجل فلم اكن أتوقع أنه قد افتضح أمري إلى هذا الحد فلم أر شخصا من من كانوا علي صلة بي لم يعرف بهذه المصيبة جميع أصدقائي حتى المقربين لي أصبحوا يتهربون مني.
أنا أرى أنهم على حق فجميعهم محترمون ما الذي يجبرهم على مصادقة شخص من أرباب السوابق الآن وقد وجدت المخرج الوحيد لهذه المشكلة وهو الانتحار نعم الانتحار الذي سوف يريح أهلي من مصيبتي وسوف يريحني من العذاب الذي لا ينتهي وليسامحني الله عن فعلتي هذه.
والآن هل لأحد حل آخر؟؟؟ أرجوكم أفيدوني بالرد العاجل.
11/09/2003
رد المستشار
الابن الكريم؛ المطلوب منك بداية أن تهدأ حتى نفكر سويا في مشكلتك بهدوء وعقلانية، فالانتحار لن يكون حلا بأي حال من الأحوال، ونحاول أن نتعامل مع جوانبها المختلفة بعقلانية وهدوء،
وأول ما يجب أن نبحث فيه هو أن ننظر في وضعك وتكيفك القانوني الآن، ولا أحسب أنني أقدر منك على البحث في هذه الأمور، وإن كان في قصتك أمور غريبة، فأنت تؤكد على أنك لم تضبط متلبسا بحمل الحشيش أو تعاطيه ورغم ذلك تؤكد أنك أصبحت من أصحاب السوابق، أنا لن أشكك في كلامك وسأصدق قصتك كما رويتها، ولكن ما أعلمه أن هناك فارقا بين متعاطي المخدرات وبين موزعها، وهناك فارق بين من يضبط بحوزته المخدرات ومن يقف معه، فهل تستطيع أن تبحث عن محامى يتولى قضيتك ليثبت براءتك ويبرئ ساحتك ولو بعد حين،
وقد يكون الحل بعمل تحليلات للدم لتثبت غياب المواد المخدرة، وحتى يتحقق هذا فإن عليك أن أكثر التزاما في سلوكياتك وأخلاقياتك عن ذى قبل لأنك تحاول أن تعيد بناء جسر الثقة الذي تهدم بينك وبين من حولك، وعملية إعادة بناء جدار الثقة هذا تستوجب جهدا أكبر من الجهد المطلوب لغرس الثقة ابتداءً، فهل تدرك هذه الحقيقة وتبذل الجهد المطلوب لتحقيق هذه الغاية؟.
الأمر اللافت للنظر في قصتك هو: كيف يعامل البشر من ينتمون لمن يخطئ وكيف يحاسبونهم على ذنوب لم تقترفها أيديهم، رغم أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: "ألا تزر وازرة وزر أخرى"، فهل ننتهي ونتوقف عن محاسبة الأفراد بذنوب تابوا عنها؟ وهل ننتهي ونتوقف عن محاسبة أهل من أخطأ؟ أم أن أخطاءنا الاجتماعية وتقاليدنا البالية ستظل تتحكم فينا، وما ذنب أختك حتى يتركها خطيبها؟!!!!
الابن الكريم: عليك أن تستعين بالمولى عز وجل وأن تسأله أن يفرج كربك ويصرف عنك هذا البلاء، وقلوبنا جميعا معك ونحن جميعا بجوارك، فلا تبخل علينا بكلمات تطمئننا فيها على أحوالك.
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ السائل رغم ما شعرناه بنوعٍ من المبالغة في قصتك، ورغم أنك أرسلتها مرتين، فنحن نشعر أيضًا باحتمال وجود اكتئاب حقيقي تعاني منه، وهذه الحالة ننصحك فيها باللجوء إلى أقرب طبيب نفسي من مكان إقامتك لأن أفكار الانتحار لابد أن يتعامل معها الطبيب النفسي بحذر ويعطيها حقها في الاهتمام، فإذا كان خاطر الانتحار ملحا عليك أو معاودًا لك بالفعل، فلا تتأخر في عرض نفسك على الطبيب النفسي، وتابعنا بأخبارك.