قلق واكتئاب وقولون عصبي
في البداية أشكر القائمين على الموقع لإتاحتهم الفرصة لكل من لديه مشكلة للتعبير عنها.
أنا أعاني من ألم شديد في المعدة عندما أتوتر أو أقلق وهذا من 1. سنوات، وذهبت للعديد من أطباء المعدة ولكن دون جدوى وآخرهم نصحني بالعلاج النفسي،
كما أنني أشعر حديثا بزيادة ضربات القلب عندما أتوتر، وأيضا أشعر بألم شديد في الساقين يمنعني من المشي بسهولة.
كما أشعر بالحزن دائما وبالقلق والدونية، كما تسيطر أفكار غريبة على دماغي ولا أستطيع التخلص منها.
ومنذ فترة بدأت أرى خيال لأشياء تمشى على جسمي وعندما أنظر مجددا لا أرى شيىء.
أنا أشعر بالوحدة دائما مع أنني أعيش مع عائلتي ولكن لا أحد يفهمني.
فأمي عندما تراني حزينة تقول لي حرام عليك ربنا سيحاسبك ولكنى لا أستطيع السيطرة على نفسي.
فماذا أفعل.
أتوجه بالرسالة إلى د.وائل أبو هندي
وشكرا
13/5/2005
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك وألف شكر على ثقتك ومديحك، بارك الله فيك وأعاننا على مساعدتك وإرشادك، من الواضح فعلا من إفادتك أن إرشاد الطبيب الباطني الأخير لك بالعلاج النفسي جاء في محله وإن لم يكن في وقته مع الأسف فقد تأخر التوجيه الصحيح لك سنوات طوال مع الأسف بالشكل الذي يذكرنا بما أشرنا إليه من قبل في إجابة: دوامة الهلع : أين حقوق المريض العربي، فقد كان الواجب على الأطباء أن يرشدوك إلى طريق العلاج الصحيح منذ زمن بعيد، لولا المفهوم المغلوط الشائع القائل بأن الأمراض النفسية أعراضها نفسية بحتة ولا تأخذُ شكلاً عضويًا
من الواضح إذن أنك عانيت فترة طويلة من الأعراض الجسدية للقلق، وكانت مشاعرك النفسية غير مقبولة من الأسرة المحيطة، ذلك بسبب المفاهيم المغلوطة الشائعة مثل أن الشكوى النفسية دليل على ضعف الإيمان والمرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي، وواضح جدا أن ذلك الفهم هو ما يقبع خلف لوم أمك لك وقولها حرام عليك، مع أنه حرام عليها وعلى كل من لم ينصحك بالعلاج النفسي جاهلا أو غافلا أو غير عابئ بما يجب عليه تجاه مريضه من الأطباء.
بالتالي لم تكوني تستطيعين التعبير عن معاناتك النفسية بالشكوى عبر الكلمات، فتولى جهازك الهضمي التعبير عنها حتى أصبح بإمكاننا أن نتساءل من العصبي أنت أم القولون؟ أو المعدة؟، ومن الممكن أن تكون معاناتك النفسية قد بدأت بحالة من القلق المتعمم في الخلفية وظهرت أعراضها الجسدية في الواجهة، أو لعلها بدأت بخلطة القلق والاكتئاب، وإن كان الواضح في إفادتك أن أعراض الاكتئاب بدأت تظهر أكثر في الفترة الأخيرة، ويفيدك أن تقرئي ما تقود إليه العناوين التالية من على استشارات مجانين:
الاكتئاب والقلق: الأعراض الجسدية
في دوامة القلق: متعممٌ أم نُوَبي؟
نوبات الهلع وضربات القلب
وعلى أي حال فإن معاناتك من عدم فهم الأهل تستدعي مجهودا أكبر في إقناعهم بضرورة اللجوء بعد الله إلى العلاج النفسي ربما بالعقاقير في البداية فقط إذا استدعت الحالة في تقييم الطبيب النفسي ولكن حذار من اللجوء لطبيب لا يحسن العلاج المعرفي لأن علاج القلق دون علاج معرفي يمكن أن يسبب الإدمان.
أعانك الله يا ابنتي وعافاك وأهلا وسهلا بك دائما.