اكتئاب؛
منذ أن كنت صغيراً أو بالتحديد عند بلوغي السابعة من عمري ودخولي الصف الأول كنت متعلقاً جداً بأمي فكنت أخاف الذهاب للمدرسة، وازداد خوفي عندما كنت آكل في وقت الفراغ أتاني صبي من الصف السادس وسرق نقودي وطعامي فمن ذاك اليوم بت أخاف من المدرسة منذ ذاك اليوم لحد الآن فأصبحت أمي ترافقني إلى المدرسة في الصف الأول لمدة 4 أشهر تقريباً بعد الحادثة.
فجربوا كل الطرق لبقائي في المدرسة من دونها فلم تنفع جميع محاولاتهم فقررت أمي وإدارة المدرسة أن تخرجني هذه السنة من المدرسة وأعود في السنة الثانية فخرجت من المدرسة وخسرت الصف الأول، بعد ذلك دخلت السنة الثانية المدرسة وكنت متحمس متشوق مدعم بالحيوية فأمضيت 4 سنين متتالية في المدرسة بخير بعد أن جاءت السنة الخامسة وأصبحت في الصف الخامس فكان أستاذ اللغة العربية هو أستاذ التربية الإسلامية فكان لا يحبني من غير سبب أرفع يدي لأجاوب لا يختارني وفي منتصف الفصل تكون علاماتي قليلة ولأول مرة فأنني من المتفوقين طول سنين دراستي وإذا اختارني وقلت الجواب الصح يقول لي غلط ويجاوب تلميذ ثاني بعدي مثل الجواب يقول له صح فكرهت حصصه
منذ أن كنت صغيراً كانت لي علاقات جنسية وحتى الآن، لا أحد يدري من أهلي أن لي علاقات جنسية إلا زوج أختي لأنني مارست معه مرة عموماً أنا أحب العلاقات الجنسية مع الرجال فقط، أخبرت أمي عن هذا المدرس فحلت المشكلة معه والآن غداً أبدأ في الصف الأول إعدادي وأنني خائف من الذهاب للمدرسة لأن عندي مشاكلي مع جيراني فماذا أفعل?
عموماً أنا ذهبت من قبل لدكتور نفساني وأعطاني حبوب ولكن لا أعرف ما اسمها لأنها لم تعد معي فعندما انتهت رميتها ولكن كانت مفيدة معي كنت أشربها حبة في الصباح وحبة المساء وبعدها لم أذهب للدكتور وها أنا أريد منك حلاً لمشكلتي فأنا في حالة اكتئاب وخوف بل الأحرى في حالة لا أحسد عليها فإن مزاجي متعكر.
12/09/2003
رد المستشار
الابن العزيز أهلا وسهلا بك، وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أنك أثرت عددا من القضايا والمعاني في إفادتك لكنك رغم ذلك لم تحدد لنا مشكلةً معينةً لنرد عليها، أو لتستشيرنا فيها اللهم إلا أنك في حالة اكتئاب وخوف لأنك غدًا ستبدأ مرحلةً دراسية جديدة، ونحن لأننا في مرحلة تأسيس صفحتنا سنقوم بتحليل بعض القضايا التي طرحتها علينا ثم نرى معك ماذا يجب فعله للتعامل مع الحزن (أو ما تسميه الاكتئاب) ومع الخوف (أو ما نسميه نحن بالقلق).
ما حدث في طفولتك من خوف من الذهاب إلى المدرسة بعد الحادثة التي تعرضت لها هو ما كان في الماضي يسمى في الطب النفسي برهاب المدرسة School Phobia، وكان الطفل بعد حادثة معينة في البيت أو في المدرسة يبدأ في الشعور بالخوف الشديد من الذهاب إلى المدرسة وتظهر عليه أعراض ربما وغالبا ما يصعب على والديه إزاءها أن يرغماه على الذهاب إلى المدرسة،
وقد أصبح هذا العرض جزءًا من اضطراب قلق الانفصال في الطفولة Separation Anxiety Disorder of Childhood، حيث يوجدُ قلقٌ مركزي مفرطٌ يتعلق بالانفصال عن الأفراد الذين يتعلق بهم الطفل (عادةً الأهل أو أفراد آخرين في العائلة) وهي في حالتك الأم، ولا يمثل القلق في هذه الحالة مجرد جزءٍ من قلق عامٍ بشأن مواقف متعددة،
وقد يأخذ القلق في هذا الاضطراب أحد الأشكال التالية أو بعضًا منها:
(1) انزعاجٌ غير واقعي يشغل بال الطفل بشأن أذى محتمل يصيبُ الأشخاص شديدي الالتصاق به، أو خوف من أن يتركوه ولا يعودوا.
(2) انزعاجٌ غير واقعي يشغل بال الطفل من أن حدثًا مشؤوما سوف يفصل بينه وبين شخص شديد الالتصاق به، كأن يُفقد الطفل أو يتوه أو أنه سيدخل المستشفى أو سيقتل.
(3) رفض مستمرٌ لأن يذهب الطفل إلي المدرسة خوفًا من الانفصال (أكثر من كونه ناتجا عن حدث معين حدث له في المدرسة)، وهو ما يبدو مختلطًا بعض الشيء في حالتك، وإن كنت قدمت التصاقك بأمك على تلك الحادثة العارضة التي حدثت لك.
(4) رفض مستمرٌ لأن يذهب الطفل إلى النوم دون أن يكونَ في محيط أو بجانب الشخص الذي يلتصق أو يتعلق به (وقد رأيت أثناء ممارستي للطب النفسي من بقي معهم هذا العرض حتى بعد دخول الجامعة خاصةً بين البنات).
(5) خوفٌ دائمٌ وغير مناسبٍ من البقاء وحيدًا أو في أية حال دون أن تكونَ هذه الشخصية اللصيقة في المنزل.
(6) كوابيس (أحلام مزعجة) متكررة حول الانفصال.
(7) تكرار حدوث أعراض جسدية كالغثيان أو آلام المعدة أو الصداع أو القيء في المناسبات التي تتضمن انفصالاً عن الشخصية اللصيقة، مثل ترك المنزل للذهاب إلى المدرسة.
(8) ضيقٌ مفرطٌ ومتكررٌ على شكل قلقٍ أو بكاء أو نوبات عصبية أو فقد الاهتمام أو انسحاب اجتماعي عند توقع الانفصال عن الشخصية اللصيقة أو أثناءه أو بعده مباشرة.
ومن الواضح كما قلت أن والديك جربوا كل الطرق معك ولم تفلح برغم أن ذهاب أم الطفل معه إلى المدرسة لفترةٍ هو أحد أنجح طرق علاج مثل هذه الحالات، واضطررت إلى البقاء في البيت عاما كاملاً إلى أن قدر الله لك الشفاء، كما وفق الله أسرتك أيضًا في حل مشكلتك مع المدرس الذي أشرت إليه، وهذا شيءٌ طيب.
بقيت بعد ذلك نقطة الممارسات الجنسية التي تحكي لنا عنها وهي من الواضح أنها أقرب إلى اللعب الجنسي وللضرار الجنسي في الطفولة منها للعلاقات الجنسية، وهذا ما ننصحك لكي تفهم معناه وكي تسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة، أن تراجع إجاباتنا السابقة على صفحة استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
الاعتداء على الوسادة والسحاق والاسترجاز
الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا.
وأما فيما يتعلق بقولك (أنا أحب العلاقات الجنسية مع الرجال فقط)، فننصحك أن تعيد تقييم الموقف بعد أن تقرأ إجابة سابقة أيضًا على هذه الصفحة بعنوان: الميول الجنسية المثلية الداء والدواء
وفي النهاية نقول لك أن عودة أعراض القلق لديك الآن تعني أن لديك استعدادا واضحا للقلق بوجه عام وننصحك بقراء الرد السابق أيضًا بعنوان: القلق المزمن والبحث عن الطمأنينة، كما ننصحك بأن لا تتراخى في عرض نفسك على أقرب طبيب نفسي من مكان إقامتك لأن الأمر سيكون سهلاً عندما تواجهه من البداية، كما ننصحك في هذه المرة بأن تتابع العلاج مع طبيبك ذلك إلى أن يخبرك هو بأنك لم تعد بحاجةٍ إليه، وألا تقوم برمي الوصفة الطبية التي أراحتك لأن هذا سلوك غير لائق يا بني،
ونحن في انتظار إفادتك التالية التي تخبرنا فيها بما فعلت وتطمئننا على حالتك وعلى ما أوصلك إليه تفكيرك بعد قراءة ما أحلناك إليه من إجابات سابقة على صفحتنا وأهلا وسهلا بك دائما.