صديقتي في ورطة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أرسل لكم بصفتي أقرب صديقة لصاحبة المشكلة، فهي لا تعلم أنني أنشر مشكلتها لكم على أمل أن أجد حلا ولو بسيطا أستطيع أن أساعدها به، وقبل أن ابدأ بسرد المشكلة ارجوا منكم رجاء خاصا عدم نشر أي من المعلومات الشخصية التي ذكرتها سوى الاسم والعنوان والمشكلة فقط.
مشكلة صديقتي بدأت منذ سن السابعة أو الثامنة على ما أعتقد.. صديقتي تعيش في نفس بلدي ولكن أهلها أي أخوالها وخالاتها يعيشون في بلد مجاور.. فهم يزورونهم دائما أيام الإجازات الصيفية وغيرها.. وبحكم العلاقة الطيبة بينهم وبين أهلهم في ذاك البلد فوالدة صديقتي تتركها في المنزل أحيانا لوحدها مع خالها الذي يكبرها بسبع أو ثمان سنوات تقريبا حيث كان في البداية يتحرش بها جنسيا عن طريق اللمس والتقبيل.. وكما ذكرت سابقا فقد كان عمرها آنذاك لا يتجاوز السابعة أو الثامنة.. وكانت تخاف منه كثيرا وكان هو أيضا يهددها بأنه سيخبر والدها أو والدتها إن هي أفشت السر.
وقد كان يحدث الموضوع في كل مره يزورون الأهل في ذلك البلد وأحيانا يحدث الأمر يوميا أو شبه يومي... تطور الموضوع إلى أن وصل لحد الاعتداء الجنسي والدخول بها.. وقد كانت تسكت في كل الأحيان نظرا لخوفها منه.
بلغت صديقتي في سن مبكر نسبيا أي في العاشرة أو الحادية عشر تقريبا وحتى بعد بلوغها (أي نزول دم الحيض) استمر في فعلته النكراء تلك معها لعدة مرات (يمكن 4 أو 5 مرات) وبعد ذلك توقف لأنها بدأت تصده.
وفي نفس ذلك الوقت اكتشفت أنه يمارس نفس الفعل مع ابنة خالتها ولكن ابنة خالتها لم تشأ أن تخبرها شيئا نظرا لخوفها منه هي الأخرى... بعد ذلك حاولت صديقتي تناسي الموضوع حتى لا يؤثر عليها وعلى علاقتها مع أهلها وحتى تستمر حياتها بشكل طبيعي.. ولكن إلى متى تتناسى الموضوع؟... إلى أن وصلت 17 عاما.
كنت أنا الصديقة المقربة جدا لديها وهي كذلك بالنسبة لي.. لم تخبر أحدا بهذا الموضوع سواي.. وقد أخبرتني بضرورة الفحص الطبي حتى تتأكد هل مازالت عذراء أم لا، فأنتم تعلمون مسألة العذرية وغشاء البكارة كم هي مهمة في مجتمعنا هذا... وبالفعل ذهبت وفحصت وإذا بها غير عذراء ولا يوجد غشاء البكارة... انهارت صديقتي وقد أخبرتها الطبيبة أن ذلك لن يؤثر على حياتها الزوجية.
والآن سؤالي هو.... كيف قالت الطبيبة ذلك ونحن نعلم أن الفتاة في ليلة الدخلة يجب أن يخرج منها دم حين يفض الزوج البكارة؟؟؟.. وماذا ستقول لزوجها حين ذلك؟؟؟.
علما بأنها مخطوبة وعلى وشك الزواج وهي خائفة كثيرا.. ولكن الشيء الذي يعجبني فيها أنها صابرة ومتماسكة ولا تبين ذلك الشي وهو لا يؤثر على حياتها العملية والعاطفية مع خطيبها.
وأردت أن أخبركم أنها صارحت أختها التي تكبرها بخمس سنوات تقريبا والمتزوجة أيضا.. وأخبرتها أختها بأنه كان يفعل نفس الفعل معها ولكن صديقتي ليست متأكدة من انه مجرد تحرش جنسي أو كان اعتداء مع أختها.. ولكن المطمئن في الأمر أن أختها وعدتها بأن تقف إلى جانبها في أي حال من الأحوال... صديقتي تبلغ من العمر الآن 19 عاما وهي لا تعلم أني انشر مشكلتها هنا.. وهي حائرة جدا جدا وخصوصا أن زواجها سيتم في اقل من سنه.
لذا أرجوكم أن تسارعوا بإرسال الرد لأنه مهم بالنسبة لي ولها،
ولكم جزيل الشكر واسمحوا لي على الإطالة.
12/09/20037
رد المستشار
الأخت السائلة أهلا وسهلاً بك وشكرًا على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين؛
كما أحب أن أحييك على اهتمامك بأمر صديقتك تلك، وإن كنت في الحقيقة لا أستطيع تخيل ذلك الخال الذي يفض بكارة بنت أخته، فأنا على استعداد لقبول أنه تحرش بها وبغيرها وربما بكل ما تطوله يداه الآثمتان من فتيات في محيط حياته، لكنني لا أتصوره بذلك القدر من التهور والطيش الذي يجعله يفض بكارتها، لكنني سأتغاضى عن كل ذلك لكي أرد مباشرةً على تساؤلك،
ولكنني سأشير قبل ذلك إلى شيئين مهمين في حالة صديقتك تلك الأول: هو كونها كما أشرت في إفادتك (صابرة ومتماسكة ولا تبين ذلك الشيء وهو لا يؤثر على حياتها العملية والعاطفية مع خطيبها..)، فكونها متماسكةٌ هذا شيء طيب، وكونها ناجحة في علاقتها بخطيبها وفي حياتها العملية كل هذه أشياءُ رائعة! وأما كونها صابرة فلا أدري ما المقصود بالصبر هنا؟ هل هو الصبر على البلاء؟
إن صديقتك يا عزيزتي غير معفاةٍ من المسؤولية أمام الله وعليها أن تستغفره وتتوب إليه وهو سبحانه وتعالى قابل التوب، لكننا لا نستطيع أن نعتبر ما حدثَ معها بعد البلوغ ظلما وقع عليها دون أن تشارك فيه!، فيجب أن يكونَ تماسكها وصبرها نابعًا من ثقتها في الله بعد أن تابت واستغفرت وسألته سبحانه وتعالى أن يسترها وأن يصلح لها دينها ودنياها، وليس لأنها غير مبالية بمجتمعها وبمن يعيشون فيه لأنهم كذابون ومنافقون ومستغلون لفرص مثل خالها الآثم، وأرجو أن تكونَ هذه النقطة واضحة.
وأما الأمر الثاني: فهو موقف أختها الداعم لها ووعدها لها بأن تكونَ إلى جانبها في كل الأحوال، فهذا أهم ما ستحتاج إليه صديقتك تلك للخلاص من مشكلتها، بعد رضا الله عز وجل وتوفيقه لها إن قبل توبتها، وموقف الأخت نابعٌ ربما من تعرضها لمثل تلك السلوكيات من ذلك الخال ولا تهم معرفة ما إذا كان ما حدث معها هي الأخرى مجرد ضرار جنسي (تحرش جنسي) أم اعتداء كامل، ولكن المهم هو موقفها الداعم.
نصل بعد ذلك إلى الإجابة عن تساؤلك الأساسي وهو (كيف قالت الطبيبة ذلك ونحن نعلم أن الفتاة في ليلة الدخلة يجب أن يخرج منها دم حين يفض الزوج البكارة؟؟؟)،
فالإجابة هيَ من ناحيتين الأولى: هي أن صديقتك على الأرجح لم يتسبب الضرار الجنسي في آثارٍ نفسية سيئة عليها وهو ما ناقشناه من قبل في إجابةٍ سابقة لنا على صفحتنا استشارات مجانين تحت عنوان: الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا، وبالتالي رأت الطبيبة أن المشكلة ليست أكثر من غشاء بكارة تهتك بعض الشيء وسيحتاج إلى ترقيع.
والناحية الثانية: تتعلق بالطبيبة نفسها فهي من الذين يرون في ترقيع غشاء البكارة صونًا للمرأة من الضياع وحملاً لها على انتهاج حياةٍ طبيعية، فالطبيب أو الطبيبة حين يطلب منه إجراء عملية ترقيع (رتق أو إصلاح) غشاء البكارة، عندها يجد الطبيب المسلم الملتزم نفسه أمام عاملين متضاربين:
أولا: إن قيامه برتق غشاء البكارة يعتبر خداعا لزوج المستقبل وأنه هو الذي خدع الرجل.
ثانيا: إن عدم قيامه بذلك يؤدي إلى:
1– الإضرار النفسي الشديد للفتاة و لوالديها إن كانا على علم.
2– رفض الفتاة للزواج في المستقبل حتى لا يفتضح أمرها .
3– إيذاء الفتاة، بل وقتلها أحيانا إذا أجبرت على الزواج واكتشف الزوج عدم عذريتها وأبلغ رجال العائلة.
وقد اختلف فقهاء المسلمين المحدثين في ذلك الأمر وبعضهم رأى فيه غشا للزوج لأنه يتزوج البنت على أنها بكر لم يدخل بها أحد من قبل بينما هيَ ليست كذلك، وبعضهم رأى فيه أن البكارة والعفة يجب أن يعاملا بإدراك أوسع لأن هناك من تفعل كل الأفعال الجنسية لكنها تكونُ من الحيطة بحيث تحتفظ على بكارتها، وهناك من أمثال خال صديقتك ذلك من كان سيلجأ لإتيان ضحيته من دبرها حفاظًا على بكارتها وأمثلة ذلك كثيرة، فالعفة إذن لا يصح الحكم عليها فقط من خلال وجود غشاء البكارة من عدمه، وقد ناقشنا ذلك الأمر من قبل في صفحتنا استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
الاسترجاز بالشيء وغشاء البكارة م،
غشاء البكارة والاسترجاز البريء.
ونتمنى في النهاية أن يقبل الله من صديقتك توبتها وإخلاصها لله وأن يسترها سبحانه وتعالى، وأن يهديها لتصبح زوجةً صالحةً وأما فاضلة، وتابعينا بأخبارك وأخبارها.