خوفي وقلقي وعدم الشعور بالسعادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عندي 23 سنة وكنت أحيا حياة عادية جدا وكنت معروفة من بين أصدقائي بأني شخصية مرحة وضحوكة، إلا أنني في يوم من ستة أشهر جاءني إحساس بأني سأموت وكان إحساس حقيقي.
وجاءتني حالة من الانهيار فأصبحت أبكي طوال اليوم خوفا من الموت وعندما أسمع أن أحدا مات يصيبني قشعرة وخوف شديد، وأصبحت لا أهتم بالحياة وأنتظر الموت فقط، وعندما يخف هذا الإحساس يصيبني شعور بأني عندي مرض خطير وسوف يقضي علي!
أما الآن فقد خف هذا الشعور كثيرا ولكن أشعر دائما بأني لا يوجد مستقبل وأني لن أتزوج
أشعر بأني سوف أموت قريبا عندما يتكلمون عن شيء مستقبلي أشعر بأني لن أشاهده
ماذا أفعل هل هذا مرض؟؟ أم أنه شعور حقيقي ولم جاء لي؟
وما هو علاجه؟؟ إنني كل يوم أتذكر كل واحد أعرفه مات ازاي وأطبق تصرفاتي عليها مش عارفة أعمل إيه؟؟
وكمان آكل بدون وعي من فضللك ساعدني
27/5/2005
رد المستشار
إنما يساعدنا الله جميعا سبحانه وتعالى، أهلا بك على مجانين، الأخت العزيزة نعم هو مرض وقابل للشفاء بإذن الله تعالى، ولكن دعينا نتساءل بداية عن تفسير قولك: (جاءني إحساس بأني سأموت وكان إحساس حقيقي)، ماذا يعني إحساسك الحقيقي هذا؟ لابد أنك تقصدين المشاعر المصاحبة لنوبات الهلع أو التسارع الشديد لضربات القلب، والحقيقة أن نوبات الهلع : عرضٌ وليست تشخيصا !؟!، وبالتالي فإن شعورك فعلا حقيقي لكنه ليس إحساسا بعلامات الموت وإنما هي علامات وأعراض نوبة الهلع الجسدية والنفسية المعرفية، فلابد أن شعور الرعب الذي اجتاحك ساعتها ترجمه عقلك بأنه من علامات الموت، لكنه ليس كذلك ولله الحمد، والدليل أنك باسم الله ما شاء الله معنا الآن على مجانين وصحتك الجسدية فل الفل، مع أن النوبة داهمتك منذ أكثر من ستة أشهر، بل وهناك من بين مرضاي ومريضاتي من تكررت نوبات الهلع لديهم حتى وصلت مئات المرات ولم تكن سببا في وفاة أحد، وإنما تأخذ الأمور مسارا آخر في بلادنا مع الأسف مثلما يمكنك أن تستنجي من قراءة المشكلات التالية من على استشارات مجانين:
نوبات الهلع والقلق التوجسي
من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة
وأما ما حدث معك أنت فطريق آخر، هو المسار من نوبات الهلع إلى اكتئاب الموت، حيث نجد المريض بدأ ينشغلُ انشغالا مفرطا بفكرة الموت وأنه سيموت بدليل كذا، أو أن كذا علامة على دنو أجله، أو أنه مصابٌ أو سيصاب بمرض خطير أو أنه تعرض لعدوى مرضٍ قاتل، وطبيعي مع ذلك أن يتوقع الموت عند الحديث عن المستقبل، وربما تتحدد شدة اضطراب المزاج الاكتئابي المصاحب حسب قابلية الشخص للاكتئاب، فهناك من يتطور الأمر معه إلى اكتئاب شديد وربما وسوسة وتشاؤما لتشبه الصورة صورة مشكلة وسواس المرض: التطير وخوف الموت، وهناك من يكتئب اكتئابا متوسط الشدة، وهناك من تظل أعراض القلق ظاهرةً عليه أكثر من أعراض الاكتئاب الخفيف، وربما ضُيَّعَ بين عيادات أطباء الشكاوى الجسدية كما أشرنا في إجابة دوامة الهلع : أين حقوق المريض العربي
إذن فرغم أن النوبة لم تتكرر بفضل الله إلا أنك اتخذت مسار صاحب مشكلة:. أنا قلق وأفكر في الموت، فانشغلت كثيرا بموضوع الموت وأصبحت كمن تعاني من خوف الموت المرضي، باختصار أصبحت تفكرين تفكيرا اكتئابيا يتمحور حول الموت ودنو الأجل.
ومن بين أعراض القلق والاكتئاب عند بعض الناس ما تشتكين منه من الأكل دون وعي، فهذه أحد الفروق الفردية بين الناس، هناك من إذا اكتئب أحجم عن تناول الطعام وهناك من يزيد إقباله على الطعام خاصة على السكريات واقرئي إجابتنا السابقة: اشتهاء السكريات واكتئاب لا نماذجي.
وأما ما أنصحك به فهو أن تسارعي بالتوجه إلى الطبيب النفساني لأنك تحتاجين إلى تقييم أشمل وأدق لحالتك ويتم على أساسه تقرير العلاج اللازم وأهلا بك دائما فتابعينا.
ويتبع>>>>>>>> : من نوبات الهلع إلى اكتئاب الموت م