النسيان
سلام عليكم، مشكلتي أو كابوسي هي أنني دائما بفكر في كل صغيرة وكبيرة وبسرح كتير لدرجة أنني أصبحت أعمل أشياء ولا أدري بها يعني في يوم دخلت محل وقعدت على طرابيزه ولما قومت ببص للطربيزه لقيت عليها خواتمي الذهب وذهلت لأنني قمت بخلع خواتمي وأنا سرحانة وشفتهم صدفة لأني لا أترك خواتمي نهائي, وممكن أروح أشتري حاجة وأنسي أنا دفعت كم؟ وكم الباقي؟
كمان لما بتعلم حاجه زي كمبيوتر بكون أذكى واحدة لدرجة أن مدرسي قال لي أنت أذكى واحدة لكني "نسايه" لدرجة كبيرة مجرد ما يبدأ في موضوع جديد أنسي الموضوع اللي شرحه القديم رغم أني قبلها ب 10 دقائق كنت الوحيدة اللي بجاوب وقال لي دكتور مخ وأعصاب أني معنديش حاجة عضوية بس بفكر كتير وده سبب لي عدم تركيز ونصحني بعدم تفكير كتير وقالي ممكن يسبب لي كتر التفكير اكتئاب وكتب لي (اركاليون 200) لكني حسيت بتقدم طفيف يمكن مش موجود أصلا
نسيت أقول أنا ممكن افتكر أشياء حصلت وحوارات بيني وبين شخص من فترة كبيرة لكن أوقات مثلا أكون بتكلم في موضوع وحد قالي مسمعتش عيدي ثاني وقتها غالبا مش بفتكر اللي كنت بقوله ,, كمان لاحظت شيء جديد معرفش مرتبط بيه ولا لأ أنا أوقات كتير خصوصا وأنا بره بحس أني مش قادرة أركز في الشارع والناس ولو حد معايا بيتكلم بحس أني مش قادرة أركز معاها وعلشان أركز بعمل مجهود كبير وراحتي في أني أقفل عيني وما افكرش ومش عارفه ده مرتبط بالنسيان أم لا؟
من فضلكم قولوا لي ايه الحل أنا بقيت بنسي كتير وبفكر كتير جدا لأن مشكلة النسيان ضاعفت من تفكيري
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
27/05/2005
رد المستشار
الأخت الفاضلة... "مروه" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعانين كثيرا من النسيان والسرحان وعدم التركيز رغم ذكائك الواضح ورغم عدم وجود اضطرابات عضوية كما أفاد الزميل أخصائي المخ والأعصاب، وقد عزا نسيانك إلى كثرة تفكيرك وانشغالك. والنسيان لديك انتقائيا بحيث أنك يمكن أن تتذكري حوارات قديمة في حين تنسين حوارا كنت تتكلمين فيه في اللحظة والتو.
والنسيان هو فشل في استرجاع المعلومات التي حفظناها (أو نعتقد أننا حفظناها)، وهو يمكن أن يحدث في الشخص العادي في حدود مقبولة كظاهرة نفسية طبيعية ويمكن أن يحدث نتيجة لبعض الاضطرابات النفسية أو العضوية . ومن هنا يمكن تقسيم النسيان إلى نوعين رئيسين هما: النسيان غير المرضي، والنسيان المرضي، والتفرقة بينهما مهمة من ناحية التشخيص والعلاج والمآل.
أولا: النسيان غير المرضي: لو تخيلنا أن كل ا لأحداث التي مر بها الإنسان تظل حاضرة بتفاصيلها كاملة في وعيه فإن ذلك من شأنه أن يسبب مشكلات عقلية ووجدانية هائلة حيث يواجه الجهاز النفسي بكم هائل من المعلومات المتراكمة وما يصاحبها من مشاعر، وهذا مالا يحتمله الإنسان،، لذلك فالنسيان له وظيفة هامة (في حدوده الطبيعية) وهي طي الصفحات غير المهمة أو غير المطلوبة في اللحظة الحاضرة حتى يتيح فرصة للمعلومات الجديدة أو المعلومات الهامة أن تظهر على صفحة الوعي الآني بشكل واضح دون مزاحمة أو تداخل.
والسؤال الآن: هل تختلف درجة النسيان الطبيعي من شخص لآخر؟ والإجابة: نعم، وهذا يعتمد على شخصية الفرد وعلى نوعية المعلومات وعلى الظروف المحيطة. فبالنسبة للشخصية وجد أن الشخصيات الشكاكة (الزورانية، أو البارانويه) والشخصيات الوسواسية والشخصيات الانبساطية تكون ذا كرتها للتفاصيل أقوى ونسيانها أقل. يضاف إلى ذلك أن المعلومات ذات الأهمية الخاصة والمصحوبة بمشاعر عميقة يكون نسيانها أصعب وخاصة إذا كانت الظروف المحيطة تساعد على ذلك من حيث الحالة الصحية للشخص وعدم وجود وسائل تشويش أو تداخل.
وقد حاول علماء النفس تفسير ظاهرة ا لنسيان ووضعوا لذلك ثلاث نظريات هي:
1- نظرية التلاشي والضمور:
ومفادها أن المعلومات التي لا نستخدمها لفتر ة طويلة تبدأ في الضمور تدريجيا حتى تتلاشى من صفحة الوعي.
2- نظرية التداخل:
لوحظ أن النوم بعد المذاكرة (أو حتى الاسترخاء) يجعل تذكر المعلومات أسهل.. أما مشاهدة التليفزيون أو الجلوس إلى الإنترنت فإنه يحدث تداخلا في المعلومات وتشويشا عليها. وهناك نوعان من التداخل:
أ) التداخل ا لرجعي: حيث تشوش المعلومات ا لمدخلة حديثا على المعلومات المكتسبة من قبل.
ب) التداخل القبلي: حيث تجعل المعلومات الموجودة حاليا على صفحة الوعي دخول المعلومات الجديدة صعبا بمعنى أن صفحة الوعي تكون مشغولة أو ممتلئة بالمعلومات القديمة
3- نظرية الكبت:
فحين ترتبط المعلومات بذكريات مؤلمة لا تحتملها النفس فإن المعلومات وما يصاحبها من ذكريات تلقى في غياهب العقل الباطن (اللاوعي) حتى لا تسبب قلقا للجهاز النفسي
4- نظرية الجشتالت:
وموجزها أن غياب التنظيم في إدخال المعلومات يساعد على نسيانها.
ومعرفة هذه النظريات مهم في عملية تقوية الذاكرة حيث تنبهنا إلى ضرورة استعمال المعلومات وتنشيطها من وقت لآخر حتى لا تضمر، وإلى ضرورة صفاء الذهن قبل وبعد إدخال المعلومات المهمة حتى لا يحدث تداخل أو تشويش، وإلى ضرورة تهيئة ظروف نفسية جيدة أثناء اكتساب المعلومة حتى لا تتعرض للكبت، وأخيرا إلى ضرورة التنظيم والترتيب في إدخال المعلومات حتى تستقر في الجهاز النفسي بشكل أفضل.
ثانيا: النسيان المرضي: وقد تكون أسبابه نفسية أو عضوية، وأحيانا الاثنان معا.
• * الأسباب النفسية : وأهمها القلق والاكتئاب والهستيريا. ففي حالات القلق يحدث نوع من التشتت في الانتباه وضعف التركيز والعجلة وعدم التأني وضعف الإتقان في استقبال المعلومة وترتيبها وإدخالها، كما أن الخوف المصاحب للقلق يؤثر على كفاءة بقية الوظائف النفسية ويقلل من فاعليتها، وهذا يحدث كثيرا قبل الامتحانات أو أثناء الامتحانات. أما في حالات الاكتئاب فإن الشخص المكتئب يعاني من كسل في جميع الوظائف النفسية والعضوية بما فيها الذاكرة، ويعاني من عدم الاهتمام بأي شيء، فهو بطئ الكلام والحركة والتفكير، وليست لديه رغبة لعمل أي شيء، وتتبقى فقط ذاكرته للأشياء الحزينة والمؤلمة .
• وفي حالات الهستيريا يحدث نسيان مؤقت للماضي بأكمله بما في ذلك هوية الشخص ذاته، أو يحدث نسيان لفترة محدودة ارتبطت بأحداث مؤلمة.
• * الأسباب العضوية : مثل تعرض المخ لصدمات أو التهابات أو أورام أو ضمور، وحالات الصرع المزمن أو الشيخوخة، أو تصلب الشرايين، أو سوء التغذية الذي يؤدي إلى نقص الفيتامينات وخاصة فيتامين ب المركب وبعض العناصر الهامة مثل الفوسفور والحديد والزنك وبعض الأحماض الدهنية والأمينية الهامة.
علاج النسيان:
وعلاج النسيان غير المرضى يستدعي فقط تهيئة ظروف للاحتفاظ بالمعلومات كان يكون المكان الذي يقيم فيه الإنسان مريحا والإضاءة كافية والضوضاء منعدمة أو قليلة، كما يجب أخذ قسط وافر من الراحة، وقسط وافر من النوم . أما بالنسبة للغذاء فينصح بتناول السكريات (دون إفراط) الخضروات والفواكه الطازجة لتنشيط الذاكرة.
أما علاج النسيان المرضي فيكون عن طريق طبيب متخصص يشخص السبب ويعالجه
وفي حالتك بشكل خاص يبدو أن ذهنك مشغول بأشياء كثيرة تجعله غير صاف وغير قادر بالتالي على الاحتفاظ بالمعلومات المدخلة، وربما توجد درجة من درجات القلق تؤثر على العمليات الرئيسية للذاكرة وهي التسجيل والتخزين والاستدعاء، وهذا القلق يحتاج لممارسة تمارين للاسترخاء وإن لم يستجب لها فيمكن تقديم نوع من العلاج النفسي أو العلاج الدوائي على يد متخصص.
وأخيرا ببساطة شديدة حاولي استعادة هدوئك وصفاء ذهنك وخذي قسطا وافرا من ا لراحة مع غذاء جيد وأعيدي تنظيم حياتك بما يجعلها هادئة ومرتبة وحاولي التخلص من قلقك بالاسترخاء أو العلا ج النفسي أو الدوائي
ومما يعين على استعادة حالة الهدوء والطمأنينة بشكل دائم وجود علاقة قوية ودائمة بالله مع الانتظام في الصلاة والذكر والدعاء (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ونسأل الله لك دوام الصحة والسعادة
ويتبع >>>>: النسيان مشاركة