وحدتي
أنا طالبة عندي 17 سنة أبي وأمي دائما في خلافات بسبب المال. فهو أعمال حرة قلما يخرج للعمل وعندما لا يخرج لا يكون المنزل به مليم واحد وأمي موظفة تصرف على البيت. ولي أخ واحد أصغر مني بسنتين وأمي دائما عند جدتي أما أبي ينام كثيرا ويشاهد التلفزيون أكثر. ولا رقابة علي أنا أو أخي فأخي صادق شباب سيئين إلى أن رسب في امتحاناته وأبي يلقي اللوم على أمي وأمي تلقي اللوم عليه وأبي يشتكي لجدتي من أمي وهي تشتكي منه لي ومن سبب خلافاتهم أيضا أن أمي دائما عند جدتي وهو يريدها أن تبقى دائما في المنزل رغم أن جدتي هذه أمه لا أمها.
وأنا صادقت بنات سيئين السمعة ومنحرفين أرادوا أن أبقى مثلهم ولكنني ترددت وكنت سأبقى مثلهم إلى أن حدثت بيني وبينهم خلافات وبرغم أنني لم أفعل شيء إلا أن سمعتي تلوثت وأصبح الكل يتحدث عني وكان لي صديقة حميمة قضيت معها أجمل أيام حياتي هذه الصديقة ابتعدت عني بحجة أنني أصبحت سيئة السمعة.
كرهتها وكرهت نفسي صادقت فتاة أخرى اضطرتنا الظروف التي تحيط بنا أن نعرف شابين. إنني لا ألقي اللوم عليها وهي أيضا لا تحب أن تلقي اللوم علي .تقابلنا عدة مرات ولكنني تعاركت معها وتركتها وتركت هذا الشاب أيضا إلى أن تعرفت على صديقة أخرى قضيت معها أيام جميلة أيضا وهي أكثر واحدة أحببتها.
وقد تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت هو يحبني وأنا أحبه سألني إن كنت قد عرفت أحد غيره ولكنني أنكرت، هذا الشاب هو جار لصديقتي هذه التي أحبها وأكدت لي أنه مؤدب حتى أنها لم تصدق أنني أعرفه.
ومرت الأيام إلى أن هذا الشاب جعلني أغير حياتي فأصبح كل شيء عندي ممنوع كالخروج والفسح والضحك والجري وصديقتي كانت تحب الفسح والتسكع بين الدروس فرفضت هذا وأصبحنا في خناقات مستمرة وهي تصادق ناس سمعتها سيئة إلى أن تركتها منذ شهران ولا أعتقد أننا سنرجع مرة أخرى لأنني كرهتها وغير فارق معي ما حدث.
وفي امتحانات آخر العام أرادت صديقتي الأولى أن ترجع لي لكنني رفضت وقلت لها أنك غير مخلصة ولا يمكن أن نعيد صداقتنا .وكلما أخرج مع زميلة لي أتعارك معها وأتضايق ولا أعرف لماذا .
وأنا السنة القادمة ثانوية عامة وأخشى أنني غير مستعدة لهذه السنة فأخي راسب وأنا أمل أبي وأمي لكنهم لا يلتزمون معي ولا أعرف ما سبب طباعي ولماذا لا أصلح في مصادقة أحد؟؟؟
إنني أحس بالوحدة حتى الشاب الذي أحبه لا يخرج كثيرا للإنترنت وذلك لأن امتحاناته قد حان موعدها ويحلم بالهندسة ويقول أنه يجب أن يذاكر ليكون جدير بي وأنا أخذت الإجازة والوحدة تقتلني أخي دائما خارج المنزل وأبي نائم وأمي عند جدتي وأنا لا أصلح في مصادقة أحد ولا أعرف السبب فماذا أفعل؟
ولماذا أنا عصبية كهذا وهل أرجع لصديقتي الأولى وأغفر لها؟ ولماذا؟ آسفة لأنني طولت عليكم ولكنكم الأمل الوحيد لي فمن الصعب أن أذهب لطبيب نفسي مع أنني بعد ما كتبت مشكلتي جاءني شعور بأنه لا يوجد عندي مشكلة كما أنني لا أصلي ولا أعلم لماذا وحجرتي غير منظمة ولا أريد تنظيمها فلماذا كل هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
27/5/2005
رد المستشار
مازلت مع هذه الدفعة من الأسئلة التي تعالج قضايا وتفاصيل حياة الشبان والفتيات تحت العشرين.
نفس الاضطراب والتشتت، العالم المتبعثر، والتفكير المتوتر والشعور بالوحدة والاغتراب، والغياب عن المناخ أو العمل العام، والغرق في المشاكل!!!
ولاشك أن تأثير الأسرة وأوضاعها على حياة كل منا يكون كثيرا، وبخاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة، ولكن انفتاح العالم على بعضه، ووجود وسائل الاتصال والمعرفة تزيد من فرص تمكين الفرد أن يجد طريقة بنفسه إذا اتبعها في البحث عن الصواب، وهو في كل الأحوال سيكون مسئولا عن اختياراته، ولكنه صار أقدر على البحث عن مصادر للوعي والعون.
مفهوم إذن أن أوضاع أسرتك تساهم بدور في "لخبطة" حياتك وتفكيرك أنت وأخيك، ولكن تعليق الأمر على شماعة الأسرة لا يبدو حلا مفيدا، فما هي برأيك حدود الرقابة التي تستطيع أية أسرة في عالم اليوم -ممارستها على الأبناء، لمنعهم من مصادقة "السيئين"؟!! وهل يدخل في أدوار الأسرة المنشودة البحث عن شلة "بديلة"،أو أصدقاء أفضل للأولاد والبنات؟!!
أنا أتأمل وأتساءل معك، وأنتظر إجابتك.
ما المدهش في أن مصاحبتك للفتيات سيئات السمعة والسلوك من شأنه وصمك بنفس الصفات؟!! وما الصعب في البحث عن صديقات أفضل؟! أم لم يعد هناك من هو أفضل أرجوك أجيبيني لأعرف ماذا يجري حاليا؟!!
أنصحك بمتابعة صفحتنا فيما سبق ونشرناه وما يستجد، والبحث عن أنشطة ثقافية واجتماعية مناسبة للتواصل معها أو التطوع فيها، ومحاولة التقرب من أمك الساعية على نفقاتكم رغم تخلي والدك عن دوره بحسب وصفك!!
أنت عصبية ومتوترة بسبب شعورك بالوحدة والفشل في كل شيء من الدراسة إلى الصداقة والحب، ويمكنك ترتيب عالمك ولكن خطوة خطوة، بدءا من ترتيب متابعتك لدراستك بمعونة من زميلة أكبر أو من نفس الصف، ولكن متفوقة ومنتظمة دراسيا، ومن خلال الأنشطة المختلفة سيمكنك التعرف على نوعيات أخرى من الشباب والفتيات لبناء علاقة صداقة صحية، وسيأتي الحب بإعطاء وقت مستقطع كل يوم – ساعة مثلا – لترتيب غرفتك، وإعطاء مساحة ثابتة للصلاة والعبادات والعلاقة بالله سبحانه، وكوني معنا، ولا تنسي أن لكل مشكلة حلا، فقط تحتاجين إلى التركيز والتدريج، ونحن معك، والله معنا.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، أثرت في رسالتك تأثيرا عميقا وشعرت فعلا بأن جيل الكبار المهلهل لم يكن لديه ما يقدمه مع الأسف لجيل الصغار من أمثالك، فقط أردت أن أقول لك أن حال معظم الأسر من بعضه، وكما قال لك أخي الدكتور أحمد فليس مفيدا أن نلقي اللوم على أحد، ولا أن نتحسر على كون ما فات لم يكن كما يجب، وإنما يفيدك أن تتحملي مسئولية نفسك من الآن، وأنت قادرة على ذلك إن شاء الله ونحن معك، وأما لماذا تخسرين علاقاتك بسهولة وكيف يمكنك التغلب على ذلك فاقرئي في الموضوع كيف أكسب الأصدقاء؟، وأيضًا الصديق وقت الضيق.. هكذا الأخوّة الحقّة.، وأبحث عن صديق وعن العصبية اقرئي أيضًا من على مجانين: أنا عصبي ! ماذا أفعل، وأنا عصبية: يصبح شكلي كالمجانين!، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا دائما.