الثقة بالنفس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أحب أن أشكركم على مجهودكم الرائع في هذا الموقع وجزاكم الله خير وجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم إنشاء الله .
ثانيا أود أن أطلعكم على مشكلتي ألا وهي أن والدتي منذ صغري أنا واخوتي كانت تربينا على ترك حقوقنا والخوف من الآخرين والسلبية وعدم الإيجابية وكانت دائما تعطينا الشعور أن من حولنا هم أفضل منا، وأن ما نحن فيه جيد جدا وليس من الضروري أن نسعى للأفضل.
فمثلا عندما يكون لنا أي حق بسيط عند أي شخص ليس من الضروري المطالبة به حتى لا نتعرض للمشاكل، وأبي أيضا يسير على نفس الطريقة ولكن ليس مثلها فهذا المبدأ (تجنب المشاكل بأي وسيلة) مترسخ لديها وربتنا جميعا على عدم المطالبة بحقوقنا
وما ذكرته سابقا مما ورث لدي عدم الثقة بقدرتي أي لا أستطيع أن أطالب بحقي حتى لو كان بسيطا خشية الآخرين وردود أفعالهم فأنا أريد أن أتخلص من كل السلبيات التي ورثتها لي أمي بشكل لا يكون عنيفا أو لا يكون تحولا جذريا يفسره البعض علي أنه عنف أو تحول إلى النقيض، ولكني لا أرضي عن وضعي الحالي فأنا أريد أن أواجه الآخرين بما هو حق لي فأنا أعتقد أن ما أنا فيه شيء من ضعف الشخصية أو ربما هو ضعف الشخصية فعلا فأفيدوني برأيكم.
أفادكم الله
ولكم مني جزيل الشكر.
28/05/2005
رد المستشار
صديقي ... فى البداية لا بد أن ننظر إلى أفعال الآخرين في ظل حقيقة منطقية وهي أن الناس يفعلون ما يعتقدون أنه الاختيار الأفضل حتى وإن كان ما يفعلونه هو الخطأ بعينه.
ارجع إلى تصرفاتك أنت وما تعرفه من أخطائك في الماضي وسوف ترى أنك في لحظة اختيار أفعالك الخاطئة اعتقدت أنه ليس لديك خيار أفضل ... في كثير من الأحيان يحاول البعض شراء رضى وحب الآخرين عن طريق ترك بعض الحقوق البسيطة وعدم المطالبة بها ويغلفون هذا بنوع من الترفع والاستغناء.
من ناحية هذا يكسبهم الإحساس بأنهم أفضل ممن ظلمهم وأكل حقهم... ومن ناحية أخرى هناك الخوف من المواجهة التي قد تؤدى إلى الغضب والمشاكل ومن ناحية ثالثة يأمل المتخلى عن حقه في أن يكون له فضل على من ضحى من أجلهم.
المشكلة التي غالبا ما تنجم عن هذا هو أن يعتبر من نضحي من أجله أن تضحيتنا من حقه وأنها ليست تضحية أو أن تصبح حقا مكتسبا.
ما يمكنك أنت أن تفعله هو أن تبدأ في التعامل مع الآخرين أو من لديك حقوق عندهم بالمصارحة والمواجهة الحكيمة الهادئة، ولكن قبل أن تبدأ في المواجهة يجب أن تحكم على الأمر بطريقة محايدة تماما وخالية من المشاعر ... يجب أن تسأل نفسك كيف ولماذا يعتبر الآخر هذه الأشياء من حقه وإن لم يعتبرها كذلك فلماذا لم يرد الحقوق إلى أصحابها، أهو عن جهل أو عدم انتباه أو محاولة لأكل حقوق الغير وحسب.
فائدة ووظيفة المواجهة هي أن تقول للشخص الآخر وتصرح له عن أفكارك وأحاسيسك من ناحية الموضوع... من الحكمة أن تطالب بحقوقك بطريقة تحفظ لهم ماء الوجه بدلا من محاولة إجبارهم على الاعتراف بالخطأ... ابدأ بالإطراء أو بذكر محاسنهم الحقيقية والتي تؤمن بوجودها ثم اطلب حقك.
الخطأ الذي يؤدي إلى ما تصفه بضعف الشخصية هو أن ندع الآخر يستغلنا ويأكل حقوقنا مرارا وتكرارا ومع ذلك نستمر في التنازل والتضحية معه ومن أجله... إذا ما واجهت الآخر ولم تجد منه إنصافا فعليا ومجرد أكاذيب أو تطييب خاطر فمن اللازم أن تكف عن تلبية مطالبه وإسداء الخدمات له... وهذا النوع من الناس لن يهتم بمشاعرك أو بالعدل أو بالحق.
عند المطالبة بحقك كن واضحا وصريحا ومحددا وتجنب الاتهام والانتقاد والعبارات التي قد تحمل معان كثيرة وممكن تأويلها بطرق شتى... استخدم عبارات تبدأ بكلمات مثل: أنا أشعر... - أنا أريد... - هل يمكنك...؟ - أنا شعرت بكذا عندما حدث كذا ... بدلا من : أنت فعلت.
ما يفعله والداك قد يكون ترفعا عن علم بأن من أكل حقهم يمكنه التمادي في المراوغة والكذب واختلاق الأعذار أو إنكار الحق أصلا... وبالتالي فإن مواجهة هذا النوع من الناس ليست بمجدية إلا إذا كان هناك طريقة لإرغامهم على رد الحقوق وليس مجرد الاستناد إلى والاعتماد على ما نسميه الأصول والإنصاف والأخلاق.
قد يكون ما يفعله والداك في منتهى الحكمة في بعض الأحيان و قد يكون فى منتهى الغباء فى أحيان أخرى ... ولكن إن بحثت حقيقة، فسوف تجد أن هناك منطقا ما في تصرفاتهم... إن كنت تريد أن تكون مختلفا عن هذا فابدأ بنفسك وكف عن محاولة تغيير والديك أو الآخرين بشكل عام.
إذا كان هناك موقف محدد تريد مشاركته معنا فعلى الرحب والسعة، وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة تتعلق بالرد على سؤالك، لكن علينا اعتذارا لأننا تأخرنا عليك ومجيبك الأستاذ علاء مرسي منه بريء فأنا الذي تأخرت في إرسال المشكلة له، فاعذرني من فضلك، وأعطيك بعض الروابط عن موضوع الثقة بالنفس من على استشارات مجانين فانقر ما يلي من عناوين:
كيف تفهم نفسك؟ مبادئ
كيف تكون نفسك ؟
كيف تنمي ثقتك بنفسك، م
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.