الأمة إلى أين
إلى فريق الاستشارات في مجانين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أحبائي في الله فأنتم والله من أحب الناس إلي قلبي وأسال الله أن يجمعني وإياكم في الجنة.
أما بعد... فأنا والله أكتب إليكم والدموع والله تحتبس في عيني وتتصاعد أنفاسي.، كل ما في الأمر أني كنت أتصفح الاستشارات كالعادة فإني كنت أحب أن أستخدمها لكي أصل بها لأفضل أداء أسري واجتماعي ولكن للأسف الشديد قرأت رسالة الأخت العراقية التي التزمت بعد سماع أ.عمرو خالد ثم عادت سريعا لتهوي في مستنقع الرذيلة مع صاحب السيارة. وما لبثت من استجماع قوتي حتى صدمت بأخرى تشكو اعتداء أثنين من مدرسيها عليها رغم كونها ملتزمة.
أعلم أنكم ربما اعتدتم على سماعها ومللتم من تكرارها ولكني أكتب إليكم بعد ما عجزت عن الكتمان وشعرت بالنار في نفسي ووجدت نفسي تحترق وأصرخ في نفسي لماذا كل هذا.
ولذا كتبت إليكم ليسمع أحد صراخي فيساعدني, لماذا هذا الضياع والفساد حتى المتلزمين يقعون في الرذيلة... والله إنه بما كسبت أيدينا نحن جميعا من صنع هذا كل منا بتقصيره وسلبيته فهذا يترك ولده بلا تربية فقط يوفر له المال والسيارات وهذا يترك أبنته شبه عارية وتلك تتخلى عن دينها وأدبها طمعا في كلمات الغزل وفارس الأوهام عبر النت والشات, ولكن ما هو أكبر هو أن يتكاسل من (منّ الله عليه بالهداية) عن أداء واجبه تجاه هؤلاء البؤساء فتكون النتيجة أن يكون واحد منهم.
أنتي أيتها الفتاة في كل بقعه في أرض الإسلام لماذا رضيت لنفسك إلا أن تكوني رخيصة تتناقلك الأيدي والأبصار لماذا رضيت أن تكوني كما أرادك الغرب مصدر لإشباع الشهوات والغرائز أرادوك جسدا وفقط وأوهموك بكونها حرية وتركت ما أراده الله لك وما أراد لك إلا الصلاح لقد أبى الله إلا أن تكوني صاحبة رسالة يعجز الرجال عن القيام بها. أرادك عقلا وجسدا وروحا أرادك زوجة صالحة لا تكون إلا لرجل واحد يحبها ويرعاها وأبعد عنها أن تكون تلك الفريسة التي يتخطفها الناس أرادك أما مربية تنشئ لنا صلاح الدين وأمثاله . وكفل لك من التشريع ما يحفظ لك كل هذا,انظري إلى الرسول في خطبة الوداع قبل موته قال "استوصوا بالنساء خيرا........"
أختي الحبيبة في كل مكان أنا ما كتبت هذه الكلمات إلا خوفا عليك مما مكروا لك فأنا ما أريد لك إلا كما رضيه لك من خلقك ومن هو أعلم منا بما ينفعك, واعلمي أخيرا أن الذي يحبك حبا حقيقيا لن يرضي أبدا أن يأخذ منك شيئا في الحرام ولن يرضى لك إلا أن تكوني عفيفة شريفة وأقسم لك أن من يدعي غير ذلك أنه كاذب فهو لن يدخر وسعا في أن يقسم لك أنه يحبك ولا يرى سواك كل ذلك حتى يمتلك قلبك البكر فما أن يأخذ ما أراد فلن يكون هناك مبررا للارتباط بمن سلمته نفسها ما أخبرك به هو ما يفكر فيه كل من أستطاع أن يتناسى مراقبة الله له, وأخيرا فإني عندي لك ما أود أن تحافظي عليه وتعيه جيدا:
1- اتقي خطوات الشيطان فهي بحق خطوات, كلمة فبسمة فهمسه فتنازلات............
2- حافظي على صلاتك
3- التزمي حجابك الشرعي الذي سيحجب عنك عيون أصحاب الهيافات ويجلب لك من يحبك ويأتي ليطلبك من أهلك.
4- ابحثي عن صحبة صالحة من الفتيات فإن الله إذا أحب عبدا رزقه خليلا صاحبا إذا نسى ذكره وإذا ذكر أعانه
5- اشغلي نفسك بالحق حتى لا تشغلك هي بالباطل (أحفظي القران وتعلمي قراءته, ابحثي عن عمل دعوى كتحفيظ البنات الصغار في المسجد, أحضري دروس العلم, اشتركي مع الصالحات في أعمال تخدم الإسلام,.........)
6- قومي بدعوة الناس إلى الخير (الذي ستجدينه إن شاء الله)
7- أعلمي وعلمي غيرك أن باب التوبة مفتوح لم ولن يغلق وأما إخواني وأخواتي الذين يحملون في صدورهم مثل ما أحمل من هموم أمتنا فأذكركم أن العذاب عندما نزل على القرية وسأل جبريل ربه إن فيها عبدك فلان لم يعصك طرفه عين قال الله له به فابدأ إنه لم يتمعر وجه من معصيتي, لذلك نريد جميعا أن نتكاتف من أجل الإصلاح أن نصلح أنفسنا والأهم أن ندعو غيرنا كفانا ما كان ولنبدأ بتغير المنكر وأن نتعاهد ألا يكون إلا بالحكمة والموعظة الحسنة (فكفانا تشويها للإسلام) وإذا ما وجد واحد منا الإهانة أو المضايقة فليعلم أنه على الطريق الصحيح وسيكون التغير إن شاء الله واستشعر دوما قول الله " كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم" أعلم أن الكلام غير مرتب ولكني كتبت ما كنت أشعر به
وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله
28/05/2005
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك على كلماتك الطيبة ويا رب يجعلنا وإياك من أهل الجنة. ولا تظن أبدا أننا نألف ما يصلنا إلى مرحلة عدم التأثر ولكن بحكم إعدادنا المهني نوجه عقلنا ومشاعرنا للعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتصويب توجه من يمكننا الوصول إليه تماما كما انتهيت أنت في رسالتك.
من قال إن كلامك غير مرتب؟
إنك غاضب وحزين لما آل إليه حال المسلمين والمسلمات على الصعيد الاجتماعي والأخلاقي, وأشكرك على غيرتك على محارم الله وجعل الله كلماتك في ميزان حسناتك.
أخالفك في نقطتين فقط أما الأولي فهي حتمية أن يواجه الداعية السخرية والرفض ولو اتبع كل الدعاة منهاج رب العالمين حين قال" ادع إلى سبيل ربك بالحسنى" وادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" لو التزم كل داع بهذه النقاط لما وصلت الأمور بينه وبين الناس حد السخرية منه فعلى من يتولى الدعوة أن يحيط بجوانب المستمع النفسية.
أما النقطة الثانية فهي قولك حتى الملتزمات يقعن في الرذيلة!!! أخي الملتزمين والملتزمات بشر كباقي البشر ويميزهم عن غيرهم توجههم ورغبتهم في إرضاء الله ولذا فهم حين يرتكبون ذنبا يسارعون بالتوبة, وما جعلت الجنة درجات إلا لمعرفة رب العالمين بعدم قدرتنا على الأداء والحصول على رضاه بنفس الدرجة, ولكن الوعد الثابت الذي يبقينا على الدرب قوله تعالى أنه يغفر الذنوب جميعا, وأرجو ألا يفهم من كلامي أنه تساهل مع الأخطاء لكنه تسامح مع ضعف النفس البشرية فطبيعة خلقنا تحوي عنصرين متناقضين مادي وروحي فلا نحن بالملائكة ولا نحن بالأجساد فقط, ومثل أي أمر يحوي أكثر من عنصر معرض للخلل وتغلب واحد من العناصر على البقية في لحظة ما وهذا ما يحدث عندما يخطأ الملتزم, أخي الملتزم ليس ملاك ولن يكون أحد منا كذلك مهما حرصنا , والواقع إن الناس والدنيا ما بين الأبيض والأسود والخير والشر ونعيش ونعمل ونكد كي لا يسود الشر ولا الظلام ولو كان التزام الناس على طاعة الله أمرا سهلا لما رأيت هذا العدد من الرسل الذين أرسلهم الخالق لعبيده ومنهم من عرفنا ومنهم من لم نعرف, ألا تعتقد أن رب العالمين قادر على أن يأتي كل نفس هداها ولكنها الحكمة والكرم الإلهي الذي أعطانا حرية الاختيار وكما ذكرت خيار من نصفه بالملتزم واضح وهو حرصه على مرضاة رب العالمين بغض النظر عن مدى نجاحه في تحقيق هدفه, ولعل جل أجره يكون في مقاومة أهواء نفسه وإلزامها طاعة الله فلسنا مأمورين بالحكم على الناس أو تصنيفهم حسب أفعالهم أو أخطائهم فنحن بذلك نتجاوز دورنا كعبيد لرب العالمين.
واجعل منهاجك أبيات أعتقد أنها للشافعي
إذا صاحبت في الأسفار قوما فكن لهم كذي الرحم الشفوق
عفيف وذو حلم وصفح وعم العين عن عيب الطريق
ولا أعتقد أن هناك أطول أو أكد من رحلة الحياة.
أشكرك على وجهة نظرك الواعية لدور المرأة وتأثيرها بعيدا عن دعوات التحرر فقديما قال شاعرنا العربي أن الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.. حسنا وإن تركتها محرومة من ابسط مبادئ المعرفة والوعي أين برأيك سينتهي بها المطاف؟؟ ما زالت تربية الإناث في بلادنا تقوم غالبا على القمع والشدة بحجة تخويفها من التمرد أو الانحراف وتكون النتيجة كما نرى جميعا فهن ما بين غافلة إلى حاقدة إلى مستكينة إلا من رحم ربي.
تربى غالبا الفتاة بأن لا مستقبل لها ولا حياة بدون زواج وكما تعلم لكل زمان طرقه ويتميز زماننا بالترويج الفاضح وانظر إذا شئت إلى نوافذ عرض البضائع في الشوارع, وإتباع هذا ما هو إلا جهل بقدرة الله ومشيئته النافذة كما يقول رب العالمين" ولو أن أهل القرى آمنوا لأتهم رزقهم" فما نرى هو شكل من أشكال ضعف الإيمان.
أشكرك على وصاياك لأخواتك ولكن لا يجب أن تكون كلماتك موجهة فقط إلى الفتيات فكل فتاة تحيد عن الصراط المستقيم يكون لها شريك أنتظر منك كلمات توجهها إليه هو أيضا كي يتقى الله في نفسه أولا وفي من يحمل وزرها ثانية, وأهلا وسهلا بك دائما.