هذه مشاركة من د.فيروز عمر في مشكلة "صعوبة الاتصال" ,والتي أجابت عليها د.حنان طقش وظهرت بعنوان أحلام الإناث
صعوبة الاتصال
أنا فتاة في مرحلة طفولتي كنت متفوقة جدا في الدراسة حتى أن أهلي حلموا معي بمستقبل زاهر وكنت واثقة بأني سأصبح طبيبة وكان كل وقتي للدراسة والأطلاع حتى أنني لا أهتم بمخالطة الناس حتى الجيران لا يعرفوني إلا بالإسم وذلك لزيادة شغفي وحبي بالدراسة
ولكن بعد وفاة والدي وأنا في المرحلة الثانوية أصبحت أفتقد للكثير من الحنان وتغير حالي حتى في المدرسة أصبحت مهملة وفي الثانوية العامة لم أحصل على حلمي بأخذ النسبة العالية التي كنت قد تعودت عليها فأصبت بالصدمة الشديدة التي أفقدتني ثقتي بنفسي حتى وجهي أصبح نحيلا وأصبحت أعاني من حب الشباب فدخلت كلية تربوية لا ترثقى لمستوى طموحي أبدا
ودرست دراسة بلا طعم ولا رائحة حتى أخذت الشهادة وتزوجت ولم يكن لي الرأي القوي في هذا الزواج لأنني لا أشعر بطعم الحياة، الآن لي سنتان لم يحصل لي حمل حتى الآن وأفقد ثقتي في نفسي يوما بعد الآخر فأنا لا أجيد الطبخ لأنني لا أملك الثقة الكافية بنفسي ولا أستطيع أن أعرض نفسي للخطأ مرة أخرى حيث أنني أعيش في نفس البيت الذي يعيش فيه أم زوجي وأخته غير المتزوجة وأجد الحرج الشديد من ذلك
كذلك لا أجد راحتي في هذا المنزل وأتمنى أن يصبح لي بيتا مستقلا مع أن ذلك من سابع المستحيلات لأن زوجي هو الابن الصغير وأمه تسكن معه بينما الأخوة الباقين مستقلين أي أنني الوحيدة غير المستقلة ومكتوب علي الشقاء وعدم الراحة فأنا أحلم ككل أنثى في هذه الدنيا بمملكتي الخاصة التي أتصرف فيها كيفما أشاء. أرجو المساعدة بأسرع وقت من فضلكم................
أعتذر على الإطالة لكن لا أجد أحد أثق به ليشاطرني ويسمعني غير حضرتكم .
وشكرا ,,
29/04/2005
رد المستشار
هيا نقرأ حياتنا بشكل مختلف
هل أنت مستعدة لأن تقرئي حياتك الآن بشكل مختلف ؟!
إذا كنت مستعدة فأكملي تصفح الإجابة؟
وإذا كانت الفكرة لا تروقك فلا داعي للاستمرار في القراءة..
أقول لك: أنت تقرئين كل فصل من فصول حياتك قراءة سلبية تتأثر كثيرا بنظرة العرف والمجتمع التي لا تكون صحيحة في كل الأحوال..
كلية الطب هي كلية القمة من وجهة نظر المجتمع فقط ؟
ولكنها ليست كذلك في الحقيقة فهي ليست القمة في صعوبتها ولا في قيمتها ولا حتى في مستقبلها!!!
وليس من يلتحقون بها هم أفضل الناس ذكاء ولا قدرات وليس من سواها من الدراسات أقل قيمة وشأنا!!
أقول لك هذا الكلام من واقع تجربة شخصية، فأنا قد أمضيت في دراسة الطب والعمل به خمسة عشر عاما من عمري اكتشفت بعدها أن هذا المجال أضعف من أن يحقق لي طموحي وأن قدراتي في مجال الإصلاح الاجتماعي والتربوي لن يستوعبها المجال الطبي متوجهة لدراسة التربية وعلم النفس التي (ترقي بمستوى طموحي)..لا توجد كلية قمة وكلية قاع.. الشيء الذي يرتقي لطموحي هو الذي يناسبني ويناسب قدراتي التي تختلف عن قدرات هذا وذاك وتلك.. وانتقل لنقطة أخرى – أدعوك فيها لإعادة قراءة الأحداث بطريق مختلفة – تقولين (أنا الوحيدة غير مستقلة ومكتوب علي الشقاء وعدم الراحة..) ..
وأقول لك يا سيدتي.. أنت مخطئة..
لست الوحيدة المكتوب عليها التعب.. فكلنا مثلك..ولكن الله سبحانه وتعالى يختار لكل إنسان التعب الذي يناسبه بحكمته وخبرته جل شأنه !!
فأخت زوجك – مثلا – مكتوب عليها شقاء العنوسة وإذا تأملت حال زوجات إخوة زوجك – اللاتي تعشن في بيوت مستقلة – ستجدين كل منهن لديها تعب في جانب آخر من جوانب حياتها.. وبالمناسبة، ربما يكون هذا التعب والشقاء الذي يعانيه كل منا واضح، وربما يكون خفيا لا يعلمه إلا هو وربه..
لكن الجميع في تعب... قال تعالى "لقد خلقنا الإنسان في كبد" لذلك.. يخطئ من ينظر لحياته بشكل سلبي ولا يرضى بما قسمه الله له، ويحمد الله تعالى عليه ويحاول أن يرى الإيجابيات كما يرى السلبيات، ويقتنع أن هذه هي الحياة وانه لا يوجد من يعيش السعادة المطلقة على سطح الأرض.. فالنعيم الخاص في الجنة فقط..
وأنتقل لنقطة ثالثة – أدعوك أيضا لقراءتها بشكل مختلف.. (ضعي علامة (صح) أمام العبارة الصحيحة مما يلي:
(1) يجب ألا أخطئ حتى لا أتعرض لانتقادات الآخرين
(2) يجب أن أكون أكثر ثقة وتوازنا عندما أخطئ حتى أستطيع تحمل انتقادات الآخرين والاستفادة منها ..
أي العبارتين صواب ؟!
لا شك أن العبارة الأولى خطأ.. لأن الإنسان لا يمكن ألا يخطئ، هذا سيحدث في حالة واحدة: إذا مات!! وإذا افترضنا أن الإنسان يمكن أن يعيش دون أن يخطئ فغن هذا له معنى واحد: وهو: أنه لن يتقدم أبدا ولن يتعلم شيئا..
الحل إذن – هو أن يتعلم أن يكون رد فعله واثق وقوي ومتوازن إذا أخطأ، لا يبالغ باهتمامه برد فعل الآخرين، ولا ينشغل كثيرا بمجرد إرضائهم، بل يكلف نفسه بما يطيق ويجتهد أن يصبح أفضل بالتدريج، ولا تراضي ولا عجلة..
أختي الكريمة.. تحدثت معك حول ثلاث نقاط:
• تقييمك لدراستك الذي بدأ في فقدك ثقتك بنفسك
• رؤيتك للسلبيات في حياتك دون الإيجابيات
• حساسيتك الشديدة في الخطأ..
والآن ألخص لك ما يترتب على هذا:
• أعيدي بناء ثقتك في نفسك في ضوء فهمك واكتشافك لقدراتك المختبئة.
• احمدي الله على حياتك وانظري لإيجابياتها أكثر من سلبياتها
• لا تنزعجي من الخطأ ولا تبالغي في الاهتمام بآراء الآخرين.