هجرتني حبيبتي
أنا طالبة بالصف التاسع لدي أربع صديقات وأنا الخامسة مثل ما نقول (شلة) نحن نحب بعضنا البعض كثيرا نحزن مع بعضنا نفرح مع بعضنا نشارك بعضنا في كل شيء فالصديق وقت الضيق ولا نفرق في أي واحدة منا....
قبل شهرين فارقتنا واحدة من صديقاتي فلقد تأثرت أنا بالذات كثيرا وهو بسبب أننا نحن كثيرين المزاح فمزحنا معها في اليوم الأول وكررناه في اليوم الثاني حتى أنها فارقتنا ولم تعد تمشي معنا أراها بالمدرسة ولا كأنها تعرفني أبدا.. أين هي الصداقة الحقيقية؟؟؟ مع أنها هي تكلم اثنتين من صديقاتي الأخريات وأنا والأخرى لا لماذااااا؟؟؟
فقد أحس كثيرا عندما أراها تصافحهن وأنا لا وعلى العموم جربت كثيرا من الوسائل لإرضائها فلم ترضى وبالرغم من أن التي تكلمهن مزحن معها أكثر مني أنا... لماذا تكلمهن هن وأنا لا اا؟؟؟
إنني أحبها ومن كثر حبي لها لا أنام الليالي أني حزينة طول الوقت أفكر فيها كثيرا.. ماذا أفعل؟؟ فالمدرسة على وشك الإقفال أريد أن أصالحها الآن لم يبقى لي إلا ثلاثة أيام أريد حلا ماذا أفعل ماذا؟؟
شهران وأنا لم أكلمها أراها ولا أصافحها بعد أن كنا روح في جسدين
ماااااااااذا أفعل فلقد كلمتها وقالت أنها مستحيل أن ترجع لنا............. إني حائرة
19/5/2005
رد المستشار
أهلا بك، ولنبدأ بتصحيح المسميات هي ليست حبيبتك بل صديقتك، ولماذا أصحح المسميات لأن الاسم الذي نستخدمه في الاشارة إلى أي أمر تؤثر في طريقة تفكيرنا به، وإذا أنت فكرت بها على أنها حبيبة تهجر فهذا طبعا أكثر ألما وهي ليست كذلك ولكنها صديقة عزيزة جدا على قلبك وأنت حريصة على علاقتك بها، في مثل سنك قد تختلط الأمور والمسميات وحتى الأدوار فتلعب الصديقة دور المحبوب ولكنه أمر لا بد له أن ينتهي بصورة ما، وفي حالتك كان الشجار حول كلام لم يعجبها وقد تكون محقة.أما لماذا تخاطب من بادلها المزاح أكثر مما فعلت فقد يكون لأكثر من سبب مثلا قد تكونين أكثر أهمية في نظرها منهن وبالتالي كلامك يعني لها أكثر وقد يكون الأمر بالعكس أنهن من الأساس أقرب لها منك ولهذا زعلت منك ومن الآخرى ولم تزعل منهن!! قد يبدو لك الأمر مربكا في البداية ولكن هذه هي التفسيرات المحتملة لموقفها والذي يجب عليك أن تحترميه وإن لم يفرحك، وأنت تقولين أنك فعلت ما بوسعك كي تعتذري لها وتسترضيها وما تزال هي مصرة على موقفها لابد لك أن تقبلي قرارها مهما كان.وانظري للموضوع على أنه تجربة تتعلمين فيها أمران في غاية الأهمية في علاقاتك مع الناس فأنت كما تعرفين ما زلت في مرحلة بناء الشخصية، الأول هو أن المزاح المبالغ فيه باب واسع لفساد كثير من العلاقات الناجحة خصوصا عندما يتناول ذات الأشخاص (شكلها، لبسها) أو أشياء أو أمورا تعني لهم الكثير ولا بد لنا أن نتجنبه، ولو شعرنا أثناء المزاح بأن الطرف الاخر لا يقبله يجب علينا أن نوقف الحديث ونسارع في نفس الوقت بالاعتذار عن أننا لم نوفق في هذه النكتة.أما الأمر الثاني الذي يجب عليك أن تتعلميه هو أننا كراشدين لا نستطيع أن نسير الناس والأشياء على هوانا كما كنا نفعل عندما كنا صغار، فمع النضج نفقد ميزات الطفولة التي تسمح لنا بحرية أكثر بينما الراشد اكثر مسئولية أمام الله وأمام الناس. أنظري لحزنك على صديقتك على أنه الدرس الذي تتعلمين منه ألا تتعلقي بأحد مهما كان بصورة مبالغة كما يقول عليه الصلاة والسلام "أحبب حبيبك هونا ما" فحن لا نضمن بقائنا مع من نحب أو عدم خلافنا معهم في يوم من الأيام، ألا تذكرين كيف فارقت صديقاتك أو بعضهن في مراحل الدراسة السابقة.حاولي معها مرة أخيرة واعتذري منها بوضوح إذا كنت تشعرين أنكم بالغت في المزاح وأنك ما زلت تشتاقين لصداقتها، واذا رفضت ذلك لا يبقى أمامك إلا احترام قرارها وبذلك أنت تخطين خطوة اضافية نحو النضج الذي يعني ضبط الرغبات وادراك حقوق الآخرين وحريتهم.