هل من حل لمشكلتي.!؟
السلام عليكم ورحمة الله أنا علي من تونس أعيش منذ 10 سنوات في معاناة وقلق وتعب كبير الأسباب:
- لي شخصية مرهفة/ضعيفة وتخاف كثيرا من المستقبل.
- منذ الجامعة تكون لدي شعور بأن المسؤولية صعبة وأن المنصب الذي سأحصل عليه في العمل لا أطيقه ولا أتكيف معه وأنه ليست لدي المؤهلات الكافية لتسييره.
- لازمني هذا الخوف طيلة أيام الجامعة أحسست معه بتعب ومعاناة كبيرين لكن رغم ذلك أكملت دراستي.
- بعد التخرج وظفت في منصب رئيس مكتب لكن المعاناة لازمتني حتى في العمل فصرت أخاف كثيرا الترقية وأصبح منصب المسئول يقلقني لخوفي الشديد من أن أكون غير مؤهل أو غير كفء وأتمنى من أن أفصل عن عملي بدل المعاناة التي أعيشهاتضاعفت المعاناة مؤخرا ومنذ حوالي 06 أشهر انتابني اكتئاب كبير وقلق متزايد أظلمت الدنيا في عيني وصرت أكره العمل وكل شيء من حولي وفقدت لذة العيش وبهجتها وصرت أخاف كثيرا وتعقدت نفسيتي حتى أصبحت غير قادر على مواجهة الحياة وصرت أجزم أني ذاهب إلى المجهول .
- تدهورت حالتي كثيرا ولم أدري كيف أخرج من هذه الحلقة التي كونتها لنفسي وكلما أردت الخروج من هذا المآزق تذكرت ماضي المعاناة وأقول في نفسي أن عمري قد ضيعته في الهم والغم وأيام عمري قصيرة و ان الأمل باهت والمستقبل مظلم فتختل قواي.
- لا أدري ما العمل دكتور أرجوا أن أجد عندك حلا لما أنا فيه ولك مني جزيل الشكر والامتنان
المعذب – علي
2/6/2005
رد المستشار
ربما لا أجد فيما درست وتصورت أن تكوينك النفسي هذه يختلف عن نفسية الاكتئاب في شيء!!! وسواءً كانت هذه النفسية حصادا لما تراكم لديك من خبرات في النشأة والسعي على العيش بعد الدراسة، أو ساهمت بالإضافة إلى ذلك ضغوط مستجدة في العمل، ولا يبتعد عن هذا كونك وحيدا – فيما يبدو – فلم تذكر شيئا عن زوجة أو أولاد أو أصدقاء!!!
ولم تذكر شيئا عن اهتمامات أو هوايات أو مجموعة تنتمي إليها في نشاط اجتماعي أو ثقافي، أو متعة تجد فيها ذاتك، وتمارس مقتضيات إنسانيتك هذه كلها أشياء تتجمع لترسم صورة المكتئب البائس الذي لا يرى نفسه إلا سلبيا، ولا يرى الحاضر ولا المستقبل إلا ذلك، ولا ينظر إلى العالم وإلى ذاته إلا بمنظار أسود.
والحقيقة أنني أقول لكل مرضاي في نفس حالتك أن الاكتئاب نظام حياة، وان تغيير مكونات هذا النظام جزءا جزءا ممكن، وأن تغيير جزء يعني الاقتراب أكثر من فخ الاكتئاب، ولكن لا يمكن الاستغناء عن تعاطي العقاقير المعالجة من ناحية، وعن التعامل مع الضغوط الحالية بما يخفف منها أو يساعد على مقاومتها، وتدعيم العلاقات بمن حولك، ولن يمكن أن يدعمك في مواجهة الحياة. إننا لا نستطيع أبدا أن نعيش وحدنا، ونقاوم وحدنا، ونتفاءل وحدنا، وتابعينا بأخبارك.