إباحية وعادة سرية ومشاكل دراسية!
فرط التفكير
السلام عليكم... كان وقد سبق وأن استشرتكم في مشكلة منذ سنتين تقريباً وكانت إجابتكم بكل تأكيد نافعة وعقلانية وإن كنت على ذات الحال ولم أتغير منذ ذلك الوقت ولكني هذه المرة أشكو أمرا آخر قد كان معي منذ زمن ألا وهو فرط التفكير... هذا الأمر كان لدي ربما منذ أن كنت في صفوف الإعدادي ولكن كان بصورة أقل مجرد سيناريوهات وخيال على سبيل اللعب وأحيانا أمور محرجة، حدث لي موقف لم أرد بطريقة جيدة وهكذا ولكن مع الوقت أصبح الأمر أكثر.. ففي مرحلة الثانوية أصبح التفكير زائد وخلق السيناريوهات التي ربما كانت للهرب من واقع الضغط والدراسة كان الأمر أنني أتخيل نفسي بالجامعة أو أنني أصبحت الأول على الجمهورية في الثانوية وأمور من هذا القبيل ولكنها كانت كثيرة ولكنها كما قلت كانت للهرب...
وما إن دخلت الجامعة ومع تقدمي خلال المراحل الجامعية بات الأمر لا يطاق... فأنا حرفيا عقلي لا يتوقف عن التفكير أبدًا ما إن أهم بعمل شيء إلا وأخلق ألف سيناريو داخل عقلي طبعا لا أقصد أي شيء ولكن الأمور الهامة في حياتي ولكنها بسيطة ولا تحتاج كل هذا التفكير مثل أنه لدي امتحان أفكر كيف سيكون الأمر بأكثر من طريقة فيشغلني هذا عن الدراسة أو أنني وقعت في مشكلة ما وإن كانت مشكلة بسيطة أبدا بالتفكير المفرط في الحلول ويعوقني ذلك فعل أي شيء لأن عقلي لا يتوقف عن التفكير في تلك المشكلة...
كما أن أمر الأمور المحرجة بدأ يزداد أبدأ أفكر في أمر محرج حدث لي فأحيانا كنت أغضب وأقول توقف حتى ترحل تلك الفكرة للموقف المحرج ... ثم تتطور الأمر فأصبح ينبثق في عقلي أمور مزعجة لم تحدث مثل أنني عندما ذهبت إلى المصيف قد غرقت وهذا لم يحدث طبعا وقد تطورت الأمور المحرجة العادية حتى باتت رد فعلي من مجرد قول توقف بصوت خافت إلي الصياح حتى بات أهلي في البيت يلاحظون ذلك الأمر... الآن أصبحت أسُب فأقول يلعن ** اصمت بسبب انبثاق تلك المواقف المحرجة ...
أما في التفكير في المشكلات، فأصبح الأمر مرهق. أنا حرفيا أغرق في السيناريوهات حدث وإن سُرق بيتنا ألف سيناريو يطرحه عقلي أنني كنت في البيت حين دخل ذلك السارق وضربته أو أنني قد ركبت كاميرا مراقبة قبل أن تحدث السرقة إلخ.... والأمر لا يتوقف.. أفكر وأفكر وأفكر. وبالطبع أمر التفكير المفرط يزداد أكثر في أوقات الضغط من حياتي أمثال الامتحانات والمشاكل...
ومن المضحك عندما فكرت أن أذهب إلى طبيب نفسي (و هو ما لم يحدث لعدم توفر واحدا جيد في مدينتي -طبيب نفسي حقيقي وليس نفسية وعصبية وغالبية عمله عصبية- أو بسبب الـ stigma) أنني ظللت أفكر كيف سيحدث الأمر وكالعادة أؤلف السيناريوهات، كيف سيجري الأمر وماذا سأقول للطبيب وكيف سيرد هو علي.... الأمر أصبح مرهق وأخشى أن أصل لمرحلة لا أتحكم في نفسي عندما تراودني فكرة موقف محرج وأصرخ أمام الناس توقف... أو أن ينفجر عقلي من كثرة الأفكار... وقد حاولت أن استفاد من فرط التفكير والخيال هذا في تأليف وكتابة روايات كان ذلك جيداً....
لا أعلم إذا كانت هذه شكوى أم مجرد حديث لإفراغ الأفكار في عقلي...
على كل حال شكراً.
25/8/2024
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
ما تشير إليه في استشارة اليوم لا يختلف كثيراً عن استشارتك السابقة وما تشكو منه ليس من أعراض أي اضطراب نفساني.
كثرة التفكير في مختلف الأمور عملية وقائية نفسانية وليس بعملية دفاعية نفسانية غير واعية، يستعملها الكثير لصيانة أنفسهم ضد القلق وضغوط الحياة وجميعهم لديهم درجة عالية من البصيرة كما هو واضح في نهاية استشارتك. الغالبية العظمى من المراجعين يدرك بأن كثرة التفكير تساعده على مواجهة القلق والضغوط الحياتية.
في نفس الوقت البعض يعاني من متناقضة كثرة التفكير ويسقط اللوم على هذه العملية الواعية التي هي تحت سيطرة الإنسان، بانها مصدر مشاكله.
الحل بيدك لتجاوز هذا الأمر والتركيز على تحديات الحاضر. حاول تنظيم إيقاعك اليومي وجدولة مهامك ولا تراجع طبيبا نفسانيا.
وفقك الله.