قريبي تحرش بي هل أنتقم؟
فألهمها فجورها وتقواها
هذه مشاركة في مشكلة أسير الماضي: لا تدفن نفسك معه التي أجابت عليها أ. لمى عبدالله بتاريخ:03/06/2005
نشأت في أسرة متوسطة المستوى مرتفعة الثقافة والتعليم ولكن تؤلمني مشكلة كبيرة بدأت منذ أن كنت في سن صغير قبل دخول المدرسة حين كان أحد أقربائي يقنعني بالجلوس على رجليه تكررت مرات لم أتذكرها جيدا من حيث العدد لكني اليوم بعد أن نضجت وفهمت معنى الجنس تذكرت ما كان يفعله في هذا الشخص من شعوره بالمتعة إلى غضبي وقتها
سيدي أصبحت المشكلة كبيرة حين كبرت فقد شعرت أنني بدأت أفكر في هذه المشكلة كثيرا كما أصبحت أتألم منها لدرجة أنني أشعر بالاختناق في بعض الأوقات وأشعر أيضا بانني أمتلئ خوفا وحزنا ويراودني إحساسي بالخلاص في أن أفعل فيه أو ابنه ما فعله بي لكن أعود عن هذا التفكير.
فماذا أفعل أنتم أول من حكيت لكم وبحت لكم بسر كان قد ستر على مدار ما يقرب من 15 عاما
ولكم الله
والسلام
13/5/2005
رد المستشار
الابن السائل، أهلا بك، الحقيقة أن رسالتك أثرت فينا تأثيرًا كبيرًا، ولكنها في ذات الوقت حيرتنا حيرة كبيرة؛ لأنك بالرغم من نجاحك اجتماعيا وأسريا فإنك تعيش معاناة متصلة مع ذكرياتك المؤلمة؟ أي أن الصور المؤلمة تلك التي تتذكرها تعذبك من حين لآخر، خاصة أنك ترى الفاعل في محيط العائلة الكبيرة، وأغلب الظن هو أن هذه هي المشكلة الرئيسية، ذلك الصراع الدائر بين رغبتك في معاقبته لتثأر لكرامتك وبراءتك أثناء الطفولة، وبين أن الفاعل هو أحد أقربائك، وواقع الأمر أن ما لحق بك من أذى لا يقارن بما كان من الممكن أن يصيبك من ذلك الفعل ولكن الله سلم، فأنت لم تتحول إلى أن تصبح شاذا مثلا والحمد لله.
وأحسب أن ذلك الشخص قد فعل ما فعله معك أو مع غيرك من أفراد الأسرة في وقت كان يصارع فيه شهوته فتصرف كما يتصرف الحيوان وفعل ما فعل، ولكنه بعد أن تزوج تاب إلى ربه وامتنع عن مثل هذه المعصية، وفي مثل هذه الحالة تصبح المشكلة هي مشكلة علاجك أنت لكي تتخلص من الذكريات المؤلمة وتستطيع مواصلة حياتك بصورة طبيعية، حتى إن اقتضى العلاج النفسي أن تقوم بمواجهة ذلك القريب، ولكن دون أن يعرف أحد من أفراد العائلة، وذلك بالطبع عند مرحلة معينة من مراحل علاجك النفسي.أما إن كان هناك ما يشير إلى استمرار ذلك الشخص في نفس أسلوبه، سواء كان ذلك في محيط العائلة الكبيرة أو في مجال عمله إن كان يحتك من خلاله بالأطفال، فهنا تكون المشكلة أكبر، وينبغي عدم السكوت عليها؛ لأنه لا مجال للسكوت، وهنا أيضًا يصبح تقييم الموقف واقعًا عليك.فبناء على نتيجة مقارنة خطورة السكوت بخطورة البوح بما كان عليك أن تقرر ما إذا كنت ستتكلم أم لا؟ وأما نصيحتنا لك إن كان لهذا القريب ما تستطيع أن تبرر له به ما فعل (رغم كونه فعلاً إجراميًّا بلا أدنى نقاش) أي إن كنت تستطيع اعتباره كان معذورًا بشكلٍ أو بآخر في مرحلة ما من مراحل مراهقته الطبيعية، ولم يكن هناك ما يشير إلى إمكانية تكراره لمثل هذا الفعل مع آخرين سواءً في محيط العائلة أو خارجها، فإن عليك أن تحاول الصفح متذكرًا أن الله سبحانه وتعالى منّ عليك بالكثير من النعم، وأن الرغبة في الانتقام أو الأخذ بالثأر يجب ألا تكون هي المحرك المؤثر الذي تطيعه.وأما الأفكار التي تنتابك وتتعلق بالانتقام منه من خلال التحرش بابنه فلابد أن تطردها تماما لأنها بلا أي وجاهة ولا تصح فأنت تعرف أنه لاتزرُ وازرة وزر أخرى، وقوتك إنما تكونُ بأن توقف أنت دورة تحرش المُتَحرَّش بهم في الصغر عندما يكبرون بالصغار، وكأنما هي سلسلة من الضحايا المتحولين إلى جناة يجندون ضحاة جدد، إياك أن تسمح لنفسك بذلك عافاك الله.
فإن لم تستطع لذلك سبيلاً فإنني أنصحك باللجوء إلى أقرب طبيبٍ نفسي ليعالجك من تأثير ذلك الموقف عليك فتتخلص من تلك التخيلات أو الصور الإجرامية التي تضايقك، وفي النهاية أذكرك بقول الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران: 134).إذن أعد التفكير في الأمر مليا، ثم ادرسه من كافة جوانبه، وأنا أثق في عقلك وقدرتك على اتخاذ القرار السليم؛ لأن إفادتك وتحليلك لعدد من النقاط يشير إلى ذلك، وفقك الله وتابعنا بأخبارك.