وساوس الصيام: التطور الطبيعي يا محمد! م25
تطهير البول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعتذر مسبقا عن كثرة استشاراتي تلك الفترة وذلك لأن حالتي هذه الأيام غير مستقرة وتحدث معي وساوس وأمور جديدة لم أعتد عليها، دعوني أدخل في صلب الموضوع مباشرة: وهو الطهارة من البول.
أصبحت عند التطهر من البول أقوم باستخدام المناديل لتنشيف الذكر والتأكد من خلوه من أي أثر نجاسة رطب، بل وأحيأنا أدخلها داخل فتحة الذكر.
وكما تعلمون فإن حركة المسح من أعلى لأسفل أو العكس على فتحة الذكر تجعل المنديل يصيب النجاسة التي على فتحة الذكر ثم يصيب منطقة أعلاها أو أسفلها على رأس الذكر حسب حركته.
وبعدما أنتهي من هذا أقوم بتوجيه خرطوم المياه من الجانب حتى لا أوجهه مباشرة لفتحة الذكر فيدخل الماء داخل فتحة الذكر.. فأقوم بتوجيه المياه من الجانب لتنساب على رأس الذكر ومنه إلى فتحة الذكر وباقي الذكر.
إلى أن حدث ما يلي وهو ما دفعني للاستشارة. بعدما أنهيت مسح الذكر أكثر من مرة بالمناديل حتى تيقنت تماما خلوه من البول، وكما أخبرتكم من أن فعل المسح يجعل البول يصيب منطقة أعلى أو أسفل فتحة الذكر نفسها... قمت بفتح خرطوم المياه، ولكن قبل أن أقوم بتوجيهه لجانب الذكر كما أفعل تناثر الماء وتطاير ووقعت على ذكري قطرات مياه.. أصابت فتحة البول وأصابت تلك المنطقة التي هي أعلى الذكر التي أصابتها النجاسة أثناء المسح.
وبقيت قطرات المياه عليها ولم أرها تسيل.. وما زاد الطين بلة أن جرس الباب كان يدق ويجب أن أجيب الطارق ولا يكفيني الوقت حتى أغسل وأعيد الغسيل وأدخل في دائرة الوسواس، فأصبحت ألطم خدي.
ففعلت كما أفعل.. قمت بفتح الماء - وللأسف لم يكن ماء غزيرا، بل كان عاديا - وتوجيهه إلى جانب الذكر فأصابت المياه تلك قطرات المياه التي كانت موجودة سابقا وسالت، واعتبرت أني هكذا تطهرت... ثم صرت ألطم خدي مرة أخرى كيف فعلت هذا.
الماء لم يكن غزيرا لأعتبر أنه قد كاثر النجاسة فأزالها، بل كان ماء عاديا، بل ولم يكن موجها تجاهها بل سال عليها من الجانب بفعل انتشاره... ما فعلته فقط هو تكثير النجاسة ولا أدري ماذا أفعل؟
هل حدثت الطهارة بما فعلته فقط؟ أو هل يمكن اعتبار أن المسح الذي كنت أقوم به بالمنديل كان كالاستجمار فالمحل كان طاهرا مسبقا؟ وهل طهارة الاستجمار تلك تختص بفتحة الذكر فقط، فماذا عن المنطقة التي أعلاها وأسفلها التي كنت أصيبها بالنجاسة أثناء المسح؟ هل بتوالي المسح قد تطهرت هي أيضا؟ هل من مخرج لي من تلك الفادحة؟ لقد كنت قد تكيفت مع الوسواس وأصبحت أجد طريقة للطهارة لا تدفعني للوساوس والشك.
ولكني بالطبع لا أتحكم في كل الظروف والحوادث التي قد تطرأ.
مثل ما أخبرتكم إياها.
10/9/2024
رد المستشار
الأخ الزميل المتابع الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
يا "محمد" أنت اخترعت طريقة مبتكرة لتطهير الذكر والتأكد من خلوه من أي نجاسة، هذه الطريقة علمك إياها الوسواس لأنها تذكرنا ببدع الموسوسين في الاستنجاء التي وصفها ابن القيم، وليست من السنة ولا تستند إلى فقه قويم، وما أصدق ورطتك وأنت تصفها (لقد كنت قد تكيفت مع الوسواس وأصبحت أجد طريقة للطهارة لا تدفعني للوساوس والشك) لكنها أحيانا تدفع للجنون.
طبعا هذا ينتج عن تصورك الدائم للنجاسة كأنها الوحش الذي يتربص بك لإفساد عبادتك والحقيقة ألا شيء يفسد عبادتك وينغص حياتك إلا إصرارك العويص على التعمق في التطهر، ثم أنت بما أنك تتوقع هجوم الوحش في أي لحظة فإنك حين تفعل ما يعرض كل بني آدم للنجاسة فإنك تفعله وأنت في حالة تأهب قصوى وتركيز شديد لا تتحمل أن يقطعه أي مثير خارجي وبالتالي تلطم خديك عافاك الله... لأنك لا تتحكم في كل الظروف والحوادث التي قد تطرأ!
الأمر أبسط من هذا بكثير ولا تحتاج إلى التفكير حتى في فتحة الذكر أو عنقه أو حشفته! فقط تشطفه بالماء وإذا بللته بالماء مرة واحدة فقد طهرته أو هذا ما يغلب على ظن العاقل أيها الزميل، أما التدقيق والتأكيد والتنشيف والغسل المتكرر فكله من التنطع المذموم وليس من الإحسان، وأنت تعرف كم "هلك المتنطعون" في الحديث الشريف... ولا أنسى أننا ناقشنا ذلك أكثر من مرة وجها لوجه ربما من 10 سنوات.
ثم تعالى نفكر قليلا في مسألة تطهير الذكر بعد التبول والتي تختلف عن تطهير الدبر بعد الغائط، لأنه وبسبب طبيعة البول السائلة مقارنة بالغائط فإن ما يبقى على الذكر بعد التبول لا يكون عين النجاسة أصلا وإنما مجرد أثرها على الجسد.. وإذا بللته بالماء فقد طهرته ولا يشترط أن يكون الماء غزيرا لنقول إنه كاثر النجاسة فأزالها.. لأنه في حالة البول السائل لا يمكن لأثر النجاسة الباقي بعد التبول أن ينجس ماء الاستنجاء مهما قلّ الماء فإنه بالعقل يا زميلي يغلب أثر النجاسة ولا تغلبه النجاسة ولا تغيره.. بالتالي لا أساس لما ذكرته.
أحد عيوب تفكيرك التي ما زلت لا تنتبه لها هو التفكير القطبي أو الثنائي إما أبيض أو أسود، كل شيء أو لا شيء، نجاسة جزء نجاسة الكل، ومثاله استنتاجك أعلاه (ما فعلته فقط هو تكثير النجاسة)، أي نجاسة وأنت تتحدث عن ماء غسل أثرا على جسدك لا يكاد يحس! وتعتبر ذلك بمثابة فادحة! فتسأل .(هل من مخرج لي من تلك الفادحة؟!).
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>: وساوس الصيام: التطور الطبيعي يا محمد! م27