أريد حلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشكلتي بدأت منذ عام وثلاثة شهور عندما ذهبت لاستكمال دراستي الجامعية في أحد الدول العربية، وهناك تعرضت لمشكلة كبيرة وضعتني تحت ضغط شديد فصرت أحس أنني غير موجود وأن كل ما حولي وهم، وأهملت المواد الدراسية وقطعت دراستي.
منذ حوالي 4 شهور ذهبت إلى طبيب نفسي فأعطاني RISPERDAL 2 MG حبة ليلا وبعد شهرين ذهبت إلى طبيب آخر فشخص حالتي على أنها اكتئاب وأعطاني RISPERDAL 2 MG حبتين وCIPRALEX 10 MG حبتين، ومؤخرا أعطاني SAROTEN 50 M ليلا.
وأنا أتحسن ولكن ببطء شديد وقد قال لي أنه بإمكانه أن يعطيني أدوية أقوى ولكنه لا يريد أن أدخل في دوامة الأدوية
طلبي هو أن أعرف هل التشخيص صحيح وهل الأدوية صحيحة.
الرجاء الرد بأسرع وقت ممكن مع العلم بأنني لا أخرج من البيت ولا أحس بأي أحاسيس من فرح أو حزن أو جوع الخ
وأيضا الرجاء إخباري عن الأدوية الأخرى القوية
وشكرا
10/06/2005
رد المستشار
الابن العزيز أهلا وسهلا بك، أنت تصف لنا عرضا نسميه اختلال الإنية مع تبدل الواقع Deperonalisation-Derealization ، وله علاقة فعلا بالصدمة النفسية، وقد أفضنا في شرحه على مجانين من قبل وكذلك شرح علاقته بالاضطرابات النفسية الأخرى، واقرأ في ذلك اختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب، ولتعرف علاقته بالوسواس القهري اقرأ اختلال الإنية في طيف الوسواس القهري، واقرأ الغربة عن الذات: اختلال الإنية، وتذكر أننا لا نعرف على وجه التحديد من خلال إفادتك هل هو اختلال إدراك الإنية والواقع فقط أو مختلط؟
ومشكلة مريض هذا الاضطراب عويصة إلى حد بعيد لأنه غالبا ما يعجز عن وضع معاناته في كلمات يقولها للطبيب النفسي، وتكونُ النتيجة أن كثيرين من الأطباء النفسيين يلتقطون التشخيص من الطريقة التي يشتكي بها، وهناك من يصف أعراض بشكل وسواسي قلق وهناك من يصفها بشكل اكتئابي ومن يصفها بطريقة تشكك في وجود بعد ذهاني، وبالتالي فهم يضعون شكواه تحت منظومة القلق أو منظومة الاكتئاب أو حتى الاضطرابات الذهانية، ثم هل هو عرض وحيد أنك تشك في كل محتويات كيانك النفسي المعرفي وكل مشاعرك وربما أفكارك وعندي من يشك في هويته واسمه، ويكتئبُ ويوسوس في أشياء عديدة ويشكم في هل هو موجود وهل الآخرون موجودون رغم سعيه في حياته وعمله بشكل طيب وإن بمعاناة، ودائما أقول لهم أنا وسواس، اكتئاب، اختلال إنية: كله في الطيف
ولكن كل ذلك لا يهم لأن علاج الحالة الشبيهة بحالتك، في النهاية سيتشكل من أحد عقاقير الماسا، وأي وسيلة من وسائل علاج القلق الآمنة نوعا، وهذا ما يحدثُ معك بالفعل، لكنني لا أدري هل هناك علاج معرفي سلوكي أيضًا أم لا، لأنني اعتدت أن أبدأ العلاج المعرفي السلوكي مع مرضاي المشتكين من اختلال الإنية معرفيا وسلوكيا بعد عشرة أيام من بداية العلاج بالماسا،
الحمد لله أنك تتحسن ولو كان ببطء فطبيعي أن تنتظر أنت وطبيبك كثيرا وطبيعي أن تثور في رأسك الأسئلة، ولكن حذار من التشكك في طبيبك المعالج أعانه الله معك على تلك الحالة، وفي نفس الوقت أنبه إلى الخطأ الفادح الذي تفعله مستجيبا لخوفك من الخروج ومبررا ذلك بكونك كما تصف نفسك (لا أحس بأي أحاسيس من فرح أو حزن أو جوع الخ)، فهذه هي أعراض الوسوسة المصاحبة لاضطراب اختلال الإنية، ويصف بعض مرضاي إحساسهم بغياب مشاعرهم التي يعرفونها وكأن شيئا يفصل بين خبرة الواحد الشعورية وبين تعرفه عليها كخبرة تخصه، فتراه إما ينكرها أو يستغربها أو يشك في وجودها، وفي جميع الأحوال نراه يكثر من التحقق منها واختبارها، فلا يستريح مع الأسف، وكل هذا جزء من المرض الذي نعالجه بالماسا وعدم الاستسلام، وأما بقاؤك في البيت لأنك تشك في أحاسيسك فمرفوض وتحتاج علاجا معرفيا سلوكا عاجلا كي لا تسير مسار صاحب مشكلة من اختلال الإنية إلى رهاب الساحة عافاه الله وأعانه.
طبيبك المعالج هو الأقدر بإذن الله على الرد على أسئلتك، فهو فهمك أكثر منا والله في جميع الأحوال هو الشافي فالجأ إليه واطلب منه الشفاء، وثابر وواجه نفسك وإذا هبت أمرًا فقع فيه ! كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتابعنا بأخبارك.