وباء اجتماعي: العاطفة والجنس
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعاني منذ فتره طويلة من البرود الجنسي وانعدام الرغبة الجنسية، الأمر في أغلب الأحيان يتعدى ذلك الى كونه مؤلما وغير مطاق أتمنى أن أكون طبيعية وأن تكون لي رغبه بزوجي ولكني لا أجد إلا نفورا شديدا واحتقارا للجنس حتى أنى لا أستطيع أن أرى مشهدا مخلا في فلم أو انترنت وأحمد الله على هذه النعمة ولكني أشعر بغضب واحتقار شديدين إذا كان هناك لقطه في فلم ولذلك ومنذ سنوات توقفت عن مشاهدة أي فلم تجنبا لهذه اللقطات الكريهة لا أدعي بأني على وئام تام مع زوجي.
والحقيقة أننا نختلف في كثير من الأمور إلا أننا نحاول أن نحكم عقولنا لنعيش حياة طبيعية وهادئة تعيننا على تربية أولادنا بشكل سليم ومع ذلك فالأمور أحيانا تتأزم بيننا كثيرا إلى درجة أن يعيش كلانا في بيت واحد ولكن بصمت وتوتر شديد أمور كثيرة نختلف عليها وأعتقد أن هذا طبيعي في أغلب البيوت ولكن المشكلة أنى لا أجد في زوجي القدرة على التوضيح والحوار بالشكل الذي يخرجنا من أي أزمة فهو اما يصمت أو يثور أو يهرب بإثارة مواضيع لا علاقة لها وعلى طوال عشر سنوات من الحياة الزوجية لم أجده قادرا على تسوية أي خلاف بكلام رقيق أو اعتذار مباشر أو غير مباشر أو محاولة لإصلاح الوضع وتلطيف الجو ولا يريد أن يعترف بأن هناك خطأ أو مشكلة وهي إن وجدت ففي نظري فقط،
فكل همومي وأحزاني برأيه أوهام برأسي لا مكان لها على أرض الواقع وحتى لو كانت كذلك برأيه لا أجده يحترم مشاعري ويجاري نفسيتي لإسعادي ولذلك غالبا ماأشعر به باردا لأقدره له على الإحساس وأعزي ذلك إلى سبب برودي وعزوفي عن الرغبة الجنسية التي صارت عبئا ثقيلا خصوصا وان شهوته الجنسية عالية ولا يهتم إذا كنت سعيدة أو حزينة، مرتاحة أو متألمة وكثيرا ما قلت له أكره أن أكون مجرد دمية آدمية كل هذه الصور رسخت في ذهني ولا أجد مشكلة في مواصلة الأمور الحياتية اليومية معه وأفرح عند مجيئه مبكرا من العمل وأحب أن نخرج معا ولا أحب الخروج لوحدي وأرتاح عندما تكون الأمور طيبة.
ولكن الأمر مختلف تماما عندما يكون الجنس في الموضوع فأني لا أشعر بالراحة أبدا وتكون أعصابي مشدودة للغاية وأجلس أدعو الله لدقائق وكأني ذاهبة إلى ساحة معركة أو غرفة امتحان وكثيرا ما اختلي بعدها بعيدا وابكي وكأن غريبا اعتدى علي وهو إحساس مقرف ومؤلم جدا حاولت مرارا وتكرارا أن أفهمه بأن العاطفة والمودة هي أولى أولوياتي وخصوصا بأني إنسانة حساسة جدا وعاطفية ولكن لا فائدة حتى أنى أحيانا أشعر بأنه لا يحق لي أن اسأله ما لا يملك وأعتقد فعلا أنه لا يعرف يسعدني معنويا وبالمقابل أفشل أن أكون كما يتمنى مع أنى وبشهادة الجميع إنسانة ناجحة جدا في رعاية بيتي وأولادي أحب النظافة والأناقة جدا وأعشق النظام والترتيب وأجاهد أن أبلغ الكمال ما استطعت وأعلم أن الكمال لله وحده ومن حولي يظن أنى في قمة السعادة وقمة النجاح لكفاءات وقابليات كثيرة جدا أنعم الله بها علي ولا أنكرها أبدا ولا أستطيع أن أؤدي حق شكرها ولكن يحزنني جدا أن أفشل في حياتي الخاصة وخصوصا أني لا أكره زوجي وأتمنى حياة هنيئة هادئة وأسعى بكل جهدي لذلك،
ولكن الواقع يختلف كثيرا وظروفي صعبه جدا أريد أن أسعده وأتمنى أن أكون طبيعية مثل بقية الزوجات لعدة أسباب أهمها رضا الله فأنا أخافه كثيرا أحاول جاهدة أن أطيعه ولذلك فأنا لم أتمنع عن زوجي في أسوأ حالاتي خوفا من الله ومع ذلك لم استطع أن أتجاوز أكثر من هذه المرحلة أما السبب الآخر فهو أولادي فأنا أدرك أن وئامنا واستقرار حالتنا له اكبر الأثر على تربيتهم ونفسيتهم ليس هذا فحسب بل كيف تستطيع الأم أن تمارس أمومتها وحياتها الطبيعة وهي حزينة ومهمومة وخائفة في أعماقها وخصوصا أن لي ولد يحتاج الى رعاية وعناية خاصة جدا تتطلب صبرا عظيما ونفسا مطمئنة وبيتا هادئا بعيدا عن المشاكل والاختلافات فهل من حل لمعاناتي التي تستنزف الكثير من طاقتي وتقتل الفرحة في قلبي أرجو عدم النشر الرسالة لشدة خصوصيتها أو إخفاء جميع البيانات الشخصية إن كان هناك فائدة في نشرها.
10/06/2005
رد المستشار
مشكلتك يا سيدتي هي مشكلة معظم البيوت إلا من رحم ربي!!
وعناصر المشكلة واضحة كالنهار، حتى أصبحنا – نحن المستشارين على الصفحة – نحفظها عن ظهر قلب..
وأستطيع أن أفكك هذه العناصر وأوضحها لك .. وللقراء حتى يتضح أمامنا طريق الحل ليس على المستوى الفردي فقط وإنما على المستوى الاجتماعي أيضا لأنها – في الحقيقة – ليست" مرضا" فرديا فقط بل" وباء" اجتماعي متفشي!!
الزوجة:
* تحمل مشاعر سلبية نحو الجنس.
* الأولوية الأولى عندها للمشاعر والأحاسيس.
* تستمر في حياتها مع زوجها إرضاء لله ومن أجل الأولاد.
* لا تكره زوجها ولكنها لا تشعر معه بالسعادة.
* تعتبر أن زوجها ذو شهوة جنسية عالية ولا يهتم بتعبها وآلامها.
* ترى أن زوجها فاشل في احتوائها والتفاهم معها.
الزوج:
0يعتبر أن زوجته حساسة بشكل زائد عن الحد ولا يستطيع مجاراة مشاعرها وتفاهاتها.
0 يرى أن الحياة أبسط من هذا، وان الزوجة يجب أن تكون اسهل من هذا ولا تفلسف كل شيء بحجة المشاعر والأحاسيس.
0 احتياجاته الجنسية هي أبسط الحقوق الزوجية التي يجب أن يحصل عليها ببساطة وبدون فلسفة ويكفيه ما يراه من إثارة وضغوط جنسية خارجية، وهو لم يتزوج ليصوم.
*هذه هي العناصر التي لا تكفي استشارة واحدة لحلها وتوضيحها فالأمر يحتاج برامج تربوية واجتماعية طويلة المدى تشمل إعداد المقبلين على الزواج ثم متابعتهم بعد ذلك حتى يفهم كل منهم ما يجب تغييره في نفسه والآخر، وما يجب قبوله في نفسه وفي الآخر..،
كل ما أستطيع عمله الآن هو أن أخاطبك أنت يا سيدتي. مع اعترافي بأن هذا لا يكفي.. ولكن" ما لا يدرك كله لا يترك كله"أقول لك:
(1) لا تملي من التوضيح والتعبير عن احتياجاتك العاطفية والوجدانية لزوجك، جربي 1000 مرة بألف طريقة، لعل المرة التي تنجح هي المحاولة رقم 1000
(2) يجب أن تدركي يا سيدتي أن المسئول عن هذه المشاعر السلبية "التي تشعرين بها تجاه الجنس هو " المجتمع كله، وظروف التربية ونظرتنا الجاهلة للثقافة الجنسية.. وهذا الخطأ الذي ارتكبه" المجتمع كله" تجاهك يجب أن يقوم زوجك المسكين" وحده" بعلاج آثاره عليك.. أليس هذا ظلما!!،الدور المطلوب من زوجك دور ثقيل.. وهو أن يصلح وحده خطأ مجتمع بأسره..
لذلك يجب أن تساعديه في هذا الدور، وان تتقبلي فشله أحيانا، وأن تعترفي أن لديك خلل في علاقتك بالجنس، وتحاولي إصلاح هذا الخلل بالتدريج وبهدوء.. يجب أن تتصالحي مع الجنس وتتعرفي على نفسك فيه، وتستكشفي احتياجاتك..
0ربما يساعدك في هذا أن تقضي عطلة لطيفة مع زوجك بين الحين والآخر..
0ربما يساعدك أن تطلبي منه أداء معين أو حتى نوع معين من العطر..
0ربما يساعدك الاستماع للموسيقى الهادئة عند ممارسة علاقتكما الخاصة وتوفير جو رومانسي جميل.
(3 )حاولي أن تتخلصي من إحساسك بفشل زوجك تجاهك.. هو ليس فاشلا، وأنت لست فاشلة.. وإنما(العلاقة) بينكما هي الفاشلة.. بدليل أنه يمكن أن ينجح مع زوجة أخرى مثلا، وأنت يمكن أن تنجحي مع زوج آخر..،لذلك فإن نجاح(العلاقة) هي مهمة الطرفين معا..
00والله أنا أطالب كل زوجين أن يتلقيا دورات عن مهارات الاتصال وعن الذكاء الاجتماعي وحتى عن فنون التفاوض حتى تنجح العلاقة بينهما، وحتى يستطيع كل طرف أن يعبر عن نفسه بشكل جيد وأن يتقبل الآخر ويتفاهم معه..
وأخيرا يا سيدتي.. احمدي الله تعالى على أن بينكما قدرا معقولا من الود والحب الذي يمكن أن يتطور بإذن الله نحو كل خير .."ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما"
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وأعتذر عن تأخرنا الطويل عليك، ولا إضافة لدي بعدما تفضلت به مجيبتك الدكتورة فيروز عمر غير أن أحيلك إلى ما تعرفين منه عن البرود الجنسي:البرود الجنسي في النساء،وكذلك اقرئي: سيكولوجية الفتاة العربية علىمجانين، وهو ما بدأنا محاولاتنا للفهم به، وكذلك
المخيلة الجنسية لفتاة عربية : فك الرموز و ومشاركةفيها
المخيلة الجنسية لفتاة عربية : كركبة ! و ومشاركة فيها أيضًا!
معاشرة الصراصير والكلاب
إحدى القوارير تشكو تجاهل جنسي وخشونة: متابعة
إحدى القوارير تشكو : تجاهل جنسي وخشونة ! مشاركة
وستجدين كثيرا مما أهدته مجيبتك الدكتورة فيروز عمر لمجانين، وأهلا بك مرةً أخرى ونعتذر مرارا لتأخرنا، وتابعينا والسلام عليكم.