السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من حضراتكم مساعدتي في مشكلتي العويصة التي أعيشها الآن في البيت مع الأسرة، فأنا طالب جامعي وأكبر أخوتي، لي أخ وأختان وأعيش في منزل تحكمه الهوجاء والسرعة وحب التملك وعدم التفاهم بين أفراده، والسبب في ذلك كله أبي نعم أبي!
فهو باختصار سلبي-عنيد-أناني-فوضوي-ضعيف الشخصية أمام والدتي وإخوتي-متسلط-ديكتاتوري-يفرض رأيه بالقوة علينا حتى لو كان خطئاً -شبق جنسيا- تافه، أنا أصفه وأنا في غاية من الحزن لأنني أقول عليه هكذا ولكنها الحقيقة المريرة التي أعيشها الآن والاختبار الذي اختبرني به الله عز وجل ليختبر قوة إيماني ولكنني لم أعد أستطيع أن أحتمل.
فأبي ضعيف الشخصية أمام إخوتي حتى أنهم الآن أصبحوا يعاملونه معامله قاسيه شديدة، ووصلت المعاملة للضرب والصياح والكلام الجارح له وأمي كذلك أيضاً، وذلك لأنه لا يوفر لنا متطلباتنا من مأكل وملبس، فهو المسئول عن الأكل فقط ومع ذلك يشتريه رديء ورخيص، أما باقي مصاريفنا فهي على أمي بارك الله لنا فيها وأطال عمرها، فهي التي تصرف علينا نحن الـ 4 وأبي يقبض الفلوس ويصرفها على مزاجه، فبالرغم من احتياجنا الشديد للمال إلا أنه اشترى قريباً دش ورسيفر وطبق وأصبح يشاهد القنوات الإباحية حتى لو كنت بجانبه فلا يقول لي قم إلا لكي لا تراني والدتي، وسلبي دائماً لا يحل مشاكلنا بل يزيدها تعقيداً حتى أن أختي أصبحت عصبية من معاملته لها فهو يعاملها هي بالذات بقسوة متناهية ويدعو عليها دائما.
وهو تافه يضحك دائماً فيه لامبالاة ويحول المواضيع إلى هزار وهزل حتى مع الناس في العمل، حتى أنه أصبح يربي لي عقدة مع الناس الذين يعرفونه ويعرفوني حيث أنني كنت أعمل معهم من فترة وكنت دائم الصمت لا أدرى لماذا ولكنني أعتقد أنهم يعتقدون أنني مثله تافه ولكنني لست كذلك.
يريد دائماً الحصول على كل شيء حتى ولو لم يكن معه مال، فلقد اشترى لنا تليفزيونين ودش وموتور ويريد أن يشتري كمبيوتر أيضاً من الجامعة بغض النظر عن المال فهو يقترض من الناس ولا يسدد ما اقترضه إلا إذا طلب منه القارض وفضحه أمام الناس. ولا يسأل عن أحوالنا في الدراسة فلم يكلف نفسه في يوم من الأيام وسأل أيا منا: كيف حالك في الدراسة؟
- عملت إيه في الامتحان؟
- هل تذاكر أم لا ؟ حتى إنه لا يأمرنا بالمذاكرة إذا كنا أمام التليفزيون أو تأخرنا في النوم.
لا أدرى ماذا أفعل، حاولت الإصلاح بالكلام معه بهدوء ولكنه يصدني ويطلعني أنا المخطئ، وأحياناً أكون وحدي بالمنزل والنفس أمارة بالسوء فأحول على القمر الأوربي وأشاهد القنوات الإباحية للأسف وأعود أندم بعدها وأتوب، وقلت له ألف مرة يلغيها أو يشفرها ولكنه لا يرضى، أنا لا أريد أن أرى ما أراه ولكن ماذا أفعل وهذا الجهاز الملعون عندنا وتحت قيادة هذا الأب الذي لا يعرف كيف يقود عائلته.
وأحيانا يتكلم مع والدتي في أدق الأسرار بينهما في العلاقة الحميمة بينهما أمامنا بكل وضوح وأمام الباب المعرض لأي أحد يسمع هذا الكلام، وكلما تكلمنا في أي موضوع يتحول إلى سباب وشتائم وصياح بسبب الشيطان الموجود بالمنزل!
بالرغم من كل ذلك هو متدين ودائم القراءة في الكتب الدينية ويصلي الفجر إماماً في المسجد ويخطب الجمعة ويؤذن ويخدم المسجد، وكان في شبابه شديد الالتزام وتدريجياً ضعف عنده الإيمان حتى اقترب أن يفنى!
لا أدرى ماذا أفعل ولا أستطيع أن أصارح أحد من أصدقائي أو أقاربي نظراً لحساسية المشكلة.
دلوني ماذا أفعل لقد تعبت نفسياً جداً، وآسف للإطالة
وجزاكم الله خيراً.
16/5/2005
رد المستشار
"وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" (الأنعام: من الآية164)، "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ...)(الإسراء: من الآية13) "، "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ" (لقمان:33) صدق الله العظيم...
هذه المقاطع من الآيات القرآنية إنما جاءت لتؤكد المسئولية الفردية للإنسان عن نفسه أولاً قبل كل شيء وأن حسابه سيكون على ما اقترف من أعمال ولن يكون هناك مبرر لشخص أن ما دعاه للسوء هو والده أو أن أباه لم يحسن تربيته لأنه طالما أن الإنسان قد بلغ سن التكليف وأصبح قادرًا على التمييز بين الخطأ والصواب فهو مسئول أمام الله...
فلتعنت أباك بما تشاء من الأوصاف وقد تكون كلها صحيحة ولكن لن يغني ذلك عنك شيئًا...
إنك تجلس بجانبه وهو يتفرج على الأفلام الإباحية ثم تقول لماذا لا ينهاني... لماذا لا يهتم بمذاكرتي.. ولماذا لا تنهي نفسك ولماذا لا تهتم أنت بمستقبلك... وعندما تنفرد بنفسك في البيت تشاهد الأفلام الإباحية وتقول النفس أمارة بالسوء وتطالب والدك بتشفير القنوات ولماذا لا تتغلب على نفسك...
إنك غاضب وثائر من ضعف أبيك وتنعته بكل الصفات الرذيلة ثم تأتيها فما الفرق بينك وبينه... إننا نرفض تصرفاته ونرفض تناقضه مع نفسه وهو إمام المسجد القارئ أن يفعل ما يفعل ولكن ما نملك له أو ما تملك له أنت...
إنك تعجز عن محاورته لأنك تأتي ما تأتي... لأنه يراك مثله... لو كنت نموذجًا حقيقيًا للالتزام والقوة في الإرادة والتغلب على شهواتها لسمع منك الأب واستحى منك.
ابدأ بنفسك فأنت مسئول أولاً عن نفسك وعندما نفرغ منها ستكون أقدر على إصلاح غيرك... ونحن معك..
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، ليست لدي إضافة فيما يتعلق بك وبما يجب عليك بعد ما تفضل به الدكتور عمرو أبو خليل، لكنني فقط أود الصراخ في معشر الآباء: كفانا ازدواجية ونفاقا وتطرفا سلوكيا، بعضنا يقتل كل جميل في أبنائه وبناته ويسجنهم في قيود ما أنزل الله بها من سلطان، وبعضنا ينفلت انفلات السائمة البلهاء غير مكترث لا بصورته ولا بمسئولياته، أحيلك إلى عدد من المشكلات السابقة على استشارات مجانين:
والدي: نِكَديٌّ ظالم، ويحب الفشْر!
والدي: نِكَديٌّ ظالم، ويحب الفشْر! متابعة
بيتنا....دعارة....فماذا أفعل؟؟؟
بيتنا دعارة...عليك بالليل: مشاركة
أنقذوني..عمي يتحرش بأختيولا أعزيك وحدك يا بني في صورة الأب المفقودة وإنما أعزي كثيرين، فحالنا يقرف القرف ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.