غشيان المحارم: أبي يتحرش بي وبأختي
أتابع موقعكم منذ بدايته وأحترم عمل القائمين على هذه الزاوية بوجه خاص وأؤمن بأن دوركم هو الأهم على الإطلاق لأن الانحطاط الاجتماعي على المستويين الفردي والأسري أمر قد تجاوز حدود الممكن والمعقول.
ومن أمنياتي المتواضعة نموّ هذه الزاوية وتصاعد الجهود نحو الأعلى حتى تكوّن مختبر واسع يوزّع مهام فريق مشاكل وحلول بشكل مركّز وتقني يسير بتطوّر مستمر وبالتدريج في تواصله مع الناس. الفريق الذي أكنّ له كل تقدير واحترام وامتنان كبير تجاه سعيِه وحرثِه الذي هو الأشقّ فعلاً في أرضٍ باءت بأمراض نفس باتت مستعصية.
وإليكم مشكلتي المعقّدة باختصار شديد وأسأل الله أن يلهمني الصبر على كتابة بعض التفاصيل حيث لدي الكثير لأقوله ممّا لا غنى عن ذكره غير أنه يصعب علي سرد دقائق ما جرى حقيقةً وما يدور فعلاً.
ليس لي من بعد الله -نعم الوكيل- إلا أنتم أطرق بابه لنجدتي. وأطلب بإلحاح أن تجتمعوا على طرح الحلول الممكنة وحبّذا لو تضمنّكم الأساتذة أحمد عبد الله وعمرو خليل وسحر طلعت وفيروز عمر وأدعو الله أن تفتح لكم أبواب الجنة لتدخلوها من حيث شئتم.
عمري 23 سنة تخرّجت من الجامعة منذ سنة, أقوم بتحرير وترجمة بعض المقالات السياسية والإخبارية عبر الإنترنت كعمل مؤقت لا زلت مبتدئة فيه. لا أطمح إلى الالتزام بوظيفة ودوام يومي ونحوه. أحب الاطلاع بشكل محدود نوعاً ما على صفحتكم مثلاً كما أتابع كل جديد لكاتبين لا أكثر. ألازم القرآن وأنغمس في تفاسيره وهذا أحبّ شيء إلى قلبي.
أدرك تماماً أن نِعَم الله عليّ لا تُعَد ولا تحصى وأستشعر هذا في كل وقت وأشكره في آناء ليلي وخلال نهاري وسعيدة بما آتانيه من وعي وجُرأة وخِلقة حسنة وأدعوه من قلبي أن لا أراني ألبِس الحق بالباطل وأنا أعلم! أو آمر الناس بالبرّ وأنسى نفسي وأنا أتلو كتاب الله!
وأعي تماماً أن النفس أمّارة بالسوء إلا من رحم ربي وأُقِرّ بقول الله عز وجلّ: "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين".
لما فينا من الشِّقاق والعِناد والنفاق.
وأعلم تماماً حقيقة قول الله تبارك وتعالى: أحَسِبَ الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمَنّا وهم لا يُفتَنون.
تزوجت والدتي الحبيبة منذ 25 سنة من رجل-مفروض أن أدعوه أبي-لطالما اجتهد بعد الزواج والإنجاب في إثبات أنه شخص لا يعرف معنى الرحمة أو الإنسانية أو أن تفكيره مريض ويعاني من ازدواجية في شخصية تعدّدت وجوهها!! لكن الفأس وقعت في الرأس وبهذا المنطق يُسلّم أو يستسلم كثير من الناس! ويظن الإنسان أن الأمور ستسير.
اختارت البقاء بالصبر على الألم وتجرّع الويلات لأنها أرادت بحسم أن ينشأ أطفالها في كنفها تحت رعايتها على درب الله وبأخلاق كريمة وواسها قول الله أن الآخرة -لا شك-خير وأبقى, تعلم بأن لكل حياة مشاكلها وكانت أقصى طلباتها السترة. تتدرّج في حفظ كتاب الله مع تفاسيره وتجويده ووصلت إلى نصفه, تعشق القراءة والاطلاع وهذا ما أضاف إلى ذكائها وعلمِها ثقافة لا يُستَهان بها. أضف إلى ذلك ما لديها من حب للأدب والشعر بل إنها تتقن نظم أبيات وقصائد كثيراً ما نشرتها الصحف منذ أن كانت طالبة في الجامعة لم تكمل دراستها بعد زواجها. تتميّز بإتقانها للغة الفرنسية. تتمتّع بموهبة رائعة في الرسم بشكل محترف ومتقَن. هي من أسرة أصيلة ومعروفة في عاصمة بلادها. لا يختلطون بالناس كثيراً.
ما ينطوي في سيرة زوجها من مواقف مخزية لا أستطيع إحصائه لكم في سطور.. لكن إليكم ما يسعني كتابته..
يجري الشك في عروقه مجرى الدم فهي تخونه مع أطراف أخرى حتى اجترأ عقله السقيم على اتهامها بخيانته مع أخيها وأمها شذوذاً!! لم يستغرق في النوم يوماً لعلّ أحداً ما في هذا البيت قد يتفوّه بكلام قد يفوته أو قد يُقدِم على فاحشة ما في زوايا هذا المنزل في ظلمة ليالٍ حالكة!! لذلك تجده دائماً يترقّب ما قد يحصل فتُفاجَأ به خلف باب غرفتك ودائماً ليس هنالك من أثر لصوت قدميه وهو يَطَأُ الأرض متنقّلاً بين الغرف من وقت لآخر وخصوصاً في الليل والجميع نيام.. وإذا كنت في غرفة أحد إخوتي أو كان أحدهم عندي والبيبان مفتوحة على مصراعيها! فيتسلّل لنفاجَأ به واقفاً والريبة والعبوس على ملامح وجهه ويقول: ماذا تفعل عند أختك؟ لماذا أنت هنا؟ وقد قال عني أنني بدون شرف! وكأنه يلمّح إلى أنه مستعدّ إلى "تلفيق" التّهم لي إن تفوّهت بكلمة حول ما يحدث في البيت!
يختلق المشاكل من لاشيء ويوجّه كلاماُ غير لائق لوالدتي بل وأحياناً كثيرة يكون بذيئاً أمامنا صغاراً وكباراً ويسخر منها إن نسيت شيئاً وحتى إن لم تفعل! وما أكثر استهزاءه بها أمام الناس فهو على الخصوص يغتنم فرصة تواجدنا معه خارج المنزل في السوق أو في زيارة ما ويبدأ بسخريته بوالدتي أما أيّ كان التي لم يعرفها أحد قط إلا وأحبها واحترمها بشكل كبير.
يتكلم بصوت مرتفع وقد يصرخ بها أو بنا على الملأ ويصفنا بالفشل والغباء والتكاسل وأنّه سَئِم منّا ومظلوم معنا! بل ويُلَمّح إلى الناس -هذا أثناء تواجدنا- بأنني مثلاً إنسانة منحرفة, فربّي والله -وحده- يعلم ماذا يقول "والدي" في غيابنا إن كانت تلك حالة في حضورنا!! فتجدنا دائماً خَجِلين مطأطئي الرؤوس خارج البيت أو أمام الناس نسير قدر الإمكان بعيداً عنه يعترينا القلق والتوتر والحرج وعقولنا مشوّشة لماذا يفعل ذلك؟ هل هو مُختلّ أم ماذا؟! يُلازِمُنا الشعور بالخزي والخوف والإحباط وما تبِعَه من كثرة الشرود والتشتّت والنسيان إننا فعلاً نكره حياتنا فلا مفرّ من الإهانة أينما كنّا وكما يحلو له ومتى شاء وأمام أيٍّ كان حتى أمام الخادمة
وكم يخاطبنا بطريقة مهينة وجارحة وما يُلهِب صدري -البهدلة- والمذلّة التي تحظى بها والدتي التي بلغت 48 من عمرها ولا زالت تحمل العبء الأكبر الذي لم يكن يعلمه إلا الله ولم أتعرّف على حقيقة كثير مما يجري إلا عندما كَبُرت ورأيت بعيني وفهمت. أقسم بالله العظيم أنني وإخوتي-خمسة, شاب 22سنةوغيره اثنين 18سنة وطفلة صغيرة 8 سنوات-من شجرة طيبة هي أمي. قد كنّا على الدوام مثالاً لأولاد على خلق وتفوّق. غير أننا منغلقون وأمي على أنفسنا وأصدقاؤنا محدودين فنحن دائماً نخشى زيارتنا للآخرين أو ترددّ الناس علينا بسببه.
وكم وكم تكرّرت المواقف حين يقول: أنا الأب أنا القائم على الجميع في هذا البيت وهذا بيتي وأتصرف فيه كيف أشاء وأقول ما أشاء وكما أريد بل وعندما أكون على خطأ فليس أمامكم إلا الخضوع لما أرى وأقول فمن غيري يطعمكم ويسقيكم ومن غيري يؤويكم فليبحث كل منكم عن مصلحته ولن يجدها إلا معي أنا!! ومن لم تعجبه طريقتي فليغلق باب غرفته على نفسه ويصمت أو يخرج من هذا البيت!! وأنا أول من توجّه بكلامه هذا إليّ! حين كنت الوحيدة ممّن تجرّأ على مراجعته بقولي لماذا يا أبي فعلت كذا! عندما أخبرته بأنه في مواقف كثيرة غير مفهوم!..كيف لي أن أصِفَ لكم -حرق الدم- المتواصل والأعصاب -التالفة- وما نعاني منه طوال اليوم لم يَعُد باستطاعتي رؤيته لا أحتمل أن أكون مسئولة منه مادياً أو حتى اجتماعياً ولا أتصوّر أنني سأقف بكل ثقة ليكون هو -الأب- الشاهد على زواجي يوماً! ماذا سأقول للرجل الذي سيرتبط بي مدى الحياة؟! حتى أنني لا أطمئنّ إلى جلوس والدي خلوة مع من سيتزوجني يوماً لأنه -لا محالة- سيصوّر نفسه مسكيناً ويُلحِق بنا صفات السوء كلها ولن يعلمها إلا الله!! وهذا ما عهدناه عليه!
أحسّ دوماً أنني في مهب الريح لا أمان ولا رواسي لنا ,فلقد عمِد إلى أن يوفّر لنا المال لشراء ما نشتهي وكأننا من الأغنياء! لكننا حقيقة لا نملك إلا بيته -كما يسمّيه-في بلاد الغربة-الخليج- وكثيراً ما كانت الناس تحسدنا على كرم أبينا وحِلمِه علينا!..د.أيضاً كثيراً ما يتذلّل لكل من حولنا من معارف ويتودّد ويتزلّف إليهم فيشعل لهذه أعقاب سجائرها وهو منحنٍ!! ويطأطئ رأسه عندما يأتي بكوب القهوة لفلان أو ما شابه لدى زيارة ما! رغم أن كل أولئك الناس من الطبقة المتوسطة أو الأقل من المتوسطة من الموظفين والعاملين غير المثقفين,
ليسوا أمراء أو ملوكاً بل إن معظمهم من أقاربه ومعارف عائلته -الكريمة طبعاً!-الذين لا يستغنون عن النفاق والغطرسة الفارغة والغيبة والنميمة التي تسري في عروقهم وكم أوحى إليهم-والدي- بأنهم شيء مهم وهم ليسوا إلا بالونات من مطلق هواء نفخها هو! وقد سمعه كثيرون يسفّه من عقل امرأته أمام الناس فيجترئون بدورهم عليها! فهم لا يلاقون إلا كل إكرام وابتسامٍ وكرمٍ من هذا الرجل الطيب الذي لم يعهد لهم أن التقوا بشخص في ذوقه وأدبه ولطفه!!... والغريب أن -والدي- لا يستحي منا: زوجته وأبناؤه فهو يُجِيد دوره مع الآخرين بإتقان وقلوبنا نحن تمتلئ قهراً وعِللاً ممّا يدور حولنا من كذب ورياء ونفاق وممّن؟؟!
من والدنا الذي يجب على الأقل أن يكون مصدر الأمان والحماية لنا!...ماذا أتذكّر وماذا عساي أن أقول؟؟!... تجدني نائمة في غرفتي فيدخل بسرعة وفجأة ويقول لماذا تقفلين باب غرفتك؟! ماذا تفعلين؟! ما السرّ في إغلاق باب الغرفة عليك ما الدّاعي لذلك! حتى لو كان أحدنا نائماً يدخل البيت ويتسلّل دون همس! بل ويدخل الغرف دون استئذان ويعلو صوته هنا وهناك, والدتي: أخفض صوتك الفتاة نائمة, والدي: أنا حرّ أنا في بيتي وهذا صوتي وهذا أنا!, لم يتكلّم يوماً إلا بصراخ ولهجة مستبدّة متهكّماً ليستقرّ في نفوس من يقطن-بيتَه-
أنه المسيطر والمتحكّم ومن يُطعم ويَسقي ويُنفق هاهنا! حتى أنني قلت له يوماً ماذا تفعل فتاة في مثل سني في غرفتها مغلقة الباب عليها غير أنها تبدل ملابسها أو تستخدم آلة نزع الشعر أو ما شابه؟!! فدخل عليّ غرفتي وأثناء انشغال الجميع خارجاً مع الضيوف الحاضرين-ودون علم أمي- وقال لي: سأريكِ ماذا سأفعل بك! سترين من أنا وماذا بوسعي أن أفعل! سترين كيف أن مصلحتك معي وأنت ذليلة بدوني! وكل هذا لأنني جمعت أنفاسي وأثرتُ تعليقاً على ما يصدر منه! وباللهجة العامية قال: حطيتك في بالي وعندما أحط أحداً في بالي لا ينجو أبداً مني!!!
كانت والدتي منهمكة في استقبال أهله في صالة أخرى ولم تعلم عن ذلك شيئاً.
فتاة في عمر 19 سنة في ذلك الوقت ويمرّ على مرآها ومسمعها الكثير من المواقف والتصرّفات الشاذّة ممّا لا يتّسع المقام لأستفيض في سردها ماذا يمكن أن تفعل؟؟؟ لقد هرعت إلى غرفتي أرتجف وأبكي وأفرغت علبة الدواء في فمي وتناولت ما فيها كله وشاء الله-عساه أن يغفر لي-أن يتفقّدني أخي 15 سنة بعد ساعتين من فعلتي تلك فوجدني مستلقية تحت سريري في الظلمة غارقة في البكاء ونجوت في صباح ذلك اليوم.
ولم يتأثر والدي بشيء غير أنه عاد غاضباً بسبب ما توجّه به الطبيب إليه من نصائح في مراعاة الأبناء في مثل سنّنا! فهذا يعتبر طعن في شخص-الأب الفاضل-الذي يوفّر لقمة العيش التي نتجرّعها بنفوس مكسورة ذليلة وقلوب باكية وعين لا تنام وصدور يملؤها الخوف والخجل والرهبة من أي شيء ومن كل الناس ولا ملاذ لنا من هذا الأب ولا من بيته وكان أول ما فعل طبعاً أن أبرح أمي لوماً وتعنيفاً وتقريعا:أنا يقول لي الطبيب كذا!-بهدلتوني أنت وابنتك! ألم تخبروه بأن ابنتك مجنونة!!
وطبعاً استمرّ في ممارسة-انفصامه-معنا والأيام تمضي ولا أعلم كيف كانت تمرّ على أمي المسكينة التي ترفض هذا الرجل! ولا تطيق حتى تواجدها معه في غرفة واحدة! لكن لا سبيل لها! فهي تعلم أننا سنخابط وتتلقّفنا أمواج الخوف واليأس لتحطّمنا وتودي بنا إن لم تتواجد-هي-بيننا لتعيننا على الاستمرار باحتوائها لنا لتخفّف بعطفها ودفئها عناء احتمال رياح هوجاء لا نعلم إلى أين ستصل بنا! فإنني أسكن هذا البيت رغم أنفي ولا أرافق أهلي في زياراتهم تفادياً لما يمكن أن يقوله أو يفعله هناك كما لا أتحدث معه في البيت. هل هذا وضع آدمي يمكن تجاهله أو الاستمرار عليه؟
وإلى أي حد سأحتمل وجودي هنا وحياتي على هذه الحال؟ فضلاً عن النفسية-التعبانة-والشخصية غير المتزنة والأعصاب المُتلَفَة والعجيب أن هذا-الأب الفاضل-يتحدّث أمام الناس عن الدين ويتمسّح بأقوال الرسول والعلماء ويفتخر بجدّه الوليّ الصالح! وما كان له من-مجدٍ عريض-بين الناس في بلدته! يتشدّق بآيات الله وما هو عين الحرام وما هو الحلال ويستفيض... بشكل يثير غيظي ويُمَزّقني ويمنعني من المكوث في أي مجلس يكون حاضراً فيه فليس هنالك من قلب يخشع ولا عين تدمع! ولا أذن تفقه حقيقة وخطورة ما يقوله اللسان ولا يعمل به على الإطلاق!
قرأت في صفحاتكم كل المشاكل التي طرحتموها أو معظمها على زمن طويل غير أني لم أقرأ عن إنسان كأبي الفاضل! الرحيم بأهل بيته! الذي يتعدّى على المستضعفين! زوجته وأبناءه! يكذب وينافق ويُرائي ويصرخ ويقرأ القرآن ويبطش ويظلم ويصلّي! ويشكّ في وجود علاقة-غير شرعية-بين زوجته وأخيها وأمها وبين أولاده في بيته ولا أحد عنده شريف! يُطعِم أولاده ويصرف عليهم ببذخ ليُشعِرهم بالذلّ والحاجة إليه, ويُشهِّر بابنته ويلمّح لهؤلاء وأولئك بأن ابنته غير صالحة أو أن ابنه فاسد ويكسر شوكتنا ويهيننا وأمّنا أمام كل الناس ومن مختلف الطبقات حتى في السوق ويتعمّق في زرع التوتر والرعب في ضلوعنا وعلى عدد الدقائق حتى أنه يغزو أحلامي فلا أرى في نومي -هذا إن غفوت بعمق-إلا هو يصرخ وأنا أصرخ في وجهه وأفرغ كل ما في صدري وأبكي وأعنّفُه! بل وأصحو وفي أذناي تحتشد أصوات تعلو بالصياح والاشتباك بشكل مؤلم ومؤذي حتى إنني أسرع إلى غرفة أمي لأتأكد إن كان هنالك مصيبة ما! فأكتشف أن الصوت لا يتعدى أذني صباحاً!!!!
وكم من مرّة ارتفع معدّل الضغط عند والدتي التي اكتسبته في حياتها مع-الأب الفاضل-وأسرعنا بها إلى المستشفى وقد شاء الله لها البقاء فنجت!
والطّامّة الكبرى أنني بالصدفة لاحَظتُه في غرفتي في الظلمة فوق رأسي وأثناء الليل وجميعنا نيام!! يتحسّس "جميع" أجزاء جسدي!! ويطيل في ذلك!! كنت مستلقية على وجهي! انهمرت دموعي وكأنها كُتل من بركان ثائر ودمي يحترق أحسست برأسي ينبض والدم يهرب من أطرافي وقد أثلج صدري من منكم سيستشعِر أنيني وعويلي في صمت!!.. لم أشأ أن أصرخ لم أعرف ماذا أفعل!!! هل أشعره بأنني لست نائمة أم ألتزم الصمت إلى أن يخرج وأخبر والدتي في الصباح؟؟!! كم مرّة دخل عليّ وأنا نائمة يا ترى؟؟! كنت في 19 من عمري.
منذ ذلك تلك الليلة وأنا أقفل باب غرفتي بالمفتاح عندما أذهب إلى النوم وبقيت على ذلك شهرين أو أكثر. هل فعل بأختي الصغيرة ذلك؟؟!.........نعم! رأيته منذ أيام وبعد سنوات من تلك تلك الحادثة... لقد شرَع في تحسّسها وهي نائمة أيضاً!.....
لقد شعرت بشعور أتمنى الموت"لا سواه"! كلما عادت بي ذاكرتي إلى تلك اللحظات المقرفة أبكي بحرقة يكاد قلبي يتفطّر حزناً وتتصاعد في صدري حِمماً ملتهبة تحرق أنفاسي تمنيت لو أضع له سُمّاً لأرتاح من سماع صوته وأُنهِي جبروته وتبجّحه وسطوته وكيانه الزائف أنا أكرهه لقد عقّنا قبل أن نعقّه! فمن أين لي أن أكِنّ له عطفاً أو رحمة أو رأفة وأنا أتذكّر أمي الطيبة الطاهرة كل يوم تسكت وتبتلع الحصرم وتقول أنتم المهم وأنا ليس لي حيلة هذا نصيبي وليس لي إلا الله.
لكن هذا الرجل المُختلّ لم يترك مكاناً للصبر بل لم يَعُد للصبر معنى إذا المرء لم يدفع يدَ الجور إن سَطَت عليه فلا يأسف إذا ضاعت حياته وأقتل داءٍ رؤيةُ العين لظالمٍ يعلو في المجالس حمدُه. علامَ نعيش في هذه الدنيا؟ ألا ِنفرحَ بيومٍ نَعدّه؟
مرّ زمن لا أنظر فيه إلى والدي لا أكلّمه لا أردّ عليه إن ناداني أو وجّه إلي كلاماً وقد استغرب إخوتي ووالدتي كيف أجرؤ على ذلك! وكيف أن الوالد الكريم! لا يوبّخني عندما لا ألتفت إليه متحدّثاً!! وهو يُغدق عليّ بالمصروف! لكنه استمرّ ببثّ سمومه بين الناس كعادته-وما خفِي أعظم- وعند زيارة أهل والدتي أيضاً يردّد على مسامعهم: أنا أجلب لابنتي كذا وأفعل كذا وهي لا تحبني ولا تتكلّم معي وترفع صوتها في وجهي ولا تراعي حق الله فيني!! وأنا دائماً أطلب رضا أولادي ولا يوجد أب يصرف عليهم كما أفعل!! انظروا كيف تعاملني!!! انظروا كيف تنظر إلي!! سيبتليك الله بأولاد يعاملونك كما تعامليني! وأظهر أنا طبعاً الابنة العاقّة التي تستحق غضب الله ونبذ الناس ولا أحد يعلم هذا الأب على حقيقته!! لا يعلمون أنه إنسان خبيث! إن أخبرتهم بحقيقته فسأستثير شرّه وقد يعمد إلى تشويه سمعتي ويطعن في عفّتي وقد سبق أن حاول فعل ذلك دون أدنى سبب!! فهو مجنون وشرّه مستطير واستثارة شرّ إنسان لا يخاف الله سيجعل منّا حُطاماً ولن يَأبَه -الأب-إلا للناس وما يقولونه ما يُهِمّ هو صورته الجميلة أمامهم!!
وكنت أموت ألف مرة كلما قالت صديقاتي: والدك أكثر من رائع أتمنى لو يكون والدي! حقاً إنه لطيف. ومعهنّ كل الحق في قول ذلك فهو يمرّر أجمل وأرقّ رسائل الهاتف المحمول لمن هبّ ودبّ من رجال ونساء وفتيات معارفنا ويكون في منتهى اللطف والذوق والأدب في معاملتهم ولدى لقائهم!! ولا تفارق الابتسامة الطيبة الحالمة وجهه أمامهم! وهو يتحدث عن الصحابة والنبي! ودين الله وحُرمَة الزنا!
لم أعُد أرافق أهلي إلى أي مكان وأدعو الله أن يُميتَني على أن أحيا في بيته وتحت ولايته وأتمزّق ألماً وحزنا. لقد اختل توازني وإخوتي.. لا أستطيع النوم سباتاً حتى تصبح الشمس وأنا أعلم أن أمي لن تحتمل هذه الكارثة الأكبر التي ألمّت بنا وقد يرتفع الضغط لديها وقد لا تنجو! ونحن نعلم أنها منذ زمن بعيد لا تنام إلا بالمسكّنات التي لم يجِد الأطبّاء لها بديلاً عنها حيث وجدوا كل مفاصل جسمها في حالة تشنّج دائم لا تتوقّف آلامها أبداً فهي بمجرّد رقودها في السرير في نفس الغرفة مع زوجها وعلى نفس السرير تشعر بالتوتر فلا نوم إلا بعد أرَق مُهلِك وعندما تفتح عينيها تعود إلى واقع مرّ لا يطاق غير مُحتَمَل ورغم شعورها بانسحاب روحها منها واختناق أنفاسها بمرور الأيام آثرت مرافقتنا في هذه الحياة على النجاة ببدنها وصحّتها وعمرها وصِباها! فقد خشيت أن نتوارث أخلاقه وأخلاق البيئة المُحيطة. رغم أنها خلال سنوات حاولت مِراراً أن تنفصل عنه إلا أنه أبى ذلك وشاء الله أن نكبر معها.
كرّر دخوله إلى غرفتي ليلاً وكرّر ما فعله خلال تلك السنة ولم يتعدّ ذلك! إلى اليوم وقد بلغت 23 من عمري لكنني أصبحت إنسانة مريضة ودائماً شاردة الذهن كثيرة النسيان لا أنام إلا ساعات قليلة من النهار تدهورت دراستي أنتظر الموت... أعلم تماماً أن-هذا الرجل-خطر كما أدرك أن مواجهته مخيفة فهو لا يخاف أحداً وهو على أتمّ استعداد إلى تلبيس التّهمة لي فنحن لا نضمن ردود أفعاله غير أن الناس لا تعلم عن أخلاقه في البيت شيئاً بل تراه أحسن الناس! بل وتحسدنا عليه!!! فمن يصدّقنا؟؟! ومن ينصرنا غير الله؟؟
لم أجرؤ على إخبار أمي بالتفاصيل فاكتفيت بالتلميح لها إلى أنني فتاة راشدة وأفرق بين الهزل والجد ولست ساذجة إلى درجة الحساسية المُفرطة! أو عدم التفريق بين لمسة الأب وغيرها، فقط أخبرتها بأنه لمسني بطريقة مُريبة وأنا نائمة فقالت أنت في سن حساس.... وما إلى ذلك لكنني لمحت نظرة شكّ لديها وانشغال ذهنها في الأيام القليلة التي تَلَت، ووجدتها تبكي فجأة وتطيل النظر والتحديق بيأس في وجه زوجها ويسألها ما بك لست على ما يرام منذ أيام ولأول مرة يحدثها بهدوء وحذر! حتى أنها تعجّبت فأعلَمَته أنني أخبرتها بتضايقي من لمساته و مزاحه في يوم ما!! فسكت وطال صمته ثم ردّد كلامها لي: الابنة حساسة في هذه السن ويتخيّل إليها أشياء غير حقيقية! ولم يعودا إلى الحديث في هذا الأمر مرة أخرى وقد رأته أمي ينسى مواعيده وهاتفه وأغراضه وقد تشتّت ذهنه فخافت على عملَه ورزقنا فأرادت أن تعود الأمور طبيعية بينها وبينه وإلا فقد يُقصّر في عمله وهذا ليس في مصلحة الأبناء.
وأنا على حالي أتمنى الموت على البقاء في صمت وارتقاب لما يجري من مهازل و "بهدلة" تِلوَ الأخرى وسيطرة وكذب ونفاق وإهانة إنسانة محترمة هي أمي! التي-والله العظيم-قلّ وجود من في مثل أخلاقها و ترفّعها عن السفهاء وصبرها وعطفها وصداقتها لأولادها وخوفها الشديد من الله. يكفي أنها إنسانة طبيعية ليس لها وجه يتمسّح بالدين ووجوه أخرى مشوّهة!
والمشكلة الحاليّة أنني الآن عندما بلغت 23 أخبرت أمي بحقيقة الثلاث ليالٍ التي تسلّل فيها إلى غرفتي وأن تحسّسه كان "لكل جزر في جسدي" ولمساته كانت واضحة كل الوضوح وفارقة تماماً وأنني لا أنسى سرعة تنفسه وهو يلهث فوق رأسي! ولكنه لم يفعل ذلك بعدها إلا أنه بدأ يتجرّأ على أختي الصغرى التي لا تعي شيئاً حيث تنام معي في نفس الغرفة ولن أنتظر إلى أن تشعر يوماً بنفس شعوري وتتحطّم مثلي.
لامتني أمي على صمتي وخوفي وخجلي من أن أخبرها بالتفصيل لتتأكّد وتتّخذ قرارها بالرحيل بصحبتي وأختي منذ أول مرّة تجرّأ فيها على ذلك. أخذت أمي تبكي بحرقة وتمسك رأسها وتقول أشعر بأنني سأموت قريباً قدماي لا تحملاني لا أظن أنني سأستطيع الصمود فيما سيأتي! لقد احتملته 25 سنة على مضض لعلّ ذلك يصنع شيئاً وها أنا ذا لا أرى منه إلا كل قبيح يوماً بعد يوم ويزداد في فجوره إلى متى وإلى أي حد سنحتمل الضغوط المستمرّة ومن كل النواحي؟؟! ماذا نفعل وإلى أين المفرّ؟؟ لا نوم ولا طعام ولا راحة أبداً بعد اليوم! وعندما وجد أمي على هذا الجفاء في أيام مقبلة استغلّ فرصة تواجد أناس عندنا ممّن يكرهون أمي و تملأ صدورهم الغيرة وقد سبق أن سبّبوا لنا مشاكل عديدة وكنا على باب المنزل نودّعهم,فرنّ هاتف المنزل فصرخ فجأة بصوت مرتفع ووجهه محمرّ وغاضب ومخيف وقال لأمي: أخبري ابنتك الفاسدة بأن تردّ على التلفونات التي يعلم الله من تحدّث فيها!!!
فذُهِلت أمي وقالت: هذا بيت فاسد أصلاً وجميع من فيه فاسدين فمن أين لها أن تأتي بالعفة والطهارة!!! فسكت على الفور وطأطأ رأسه أرضاً ووجهه ساخط لم يناقش أمي في ردّها عليه للمرة الأولى بهذا الشكل! ومن حظنا العظيم أن الناس لم ينتبهوا إلى ما قاله وصوته قد علا حينها فجأة..
لا مجال للمواجهة فسيكون هذا غباء منّا حيث تملأ رأسه أفكاراً خبيثة فلا يقدر عليه إلا الله خالقه.. والمصيبة أن أمي باتت لا تستطيع أن "تغصب" نفسها على معاشرته بعد اليوم تصلي وهي تبكي تحضّر لنا الطعام ودموعها تلازم وجنتيها والهمّ والحزن يملأ قلبها!! الأرق والخوف والحيرة يلفّنا وعندما تفتح عينيها في الصباح تقول: ليتني لم أستيقظ! إلى متى سأرفض التواصل مع هذا الرجل؟! حتى أنني لا أستطيع طرح أي أسباب حيث لا نأمن شرّه وما قد يفعله.. هذا غير إهماله لنفسه ونظافته! وكأنه يريد أن يُطَوِّع أمي تلك المسكينة على تقبّله كيفما كان فهو حرّ وصاحب فضل رغم أن زمن العبيد والإماء قد انتهى!
نحن لن نخبر إخوتي بشيء ولن نخبر على الإطلاق فلا نريد تشويه صورته أو انتقام منه أو الاحتكام لي الناس وفضح أسرار بيتنا. توجّهت إلى زاويتكم بالكتابة الأمر الذي لم أشأ فعله لأنني لا أظن أنه قد نجد حلاً غير الهرب سفراً إلى بلاد أمي وقد هاتفنا أحد أخوالي من أمريكا وهو من بين الرجال الذي نَدُرَ وجودهم بين أناس هذا الزمن فهو حكيم وعطوف وذكي وإنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ متعلم مثقف فنان دكتور في الجامعة وقد لجأت إليه بالذات وأخبرته أن أمي لا تستطيع العيش مع زوجها بعد اليوم وتشعر بأنها ستموت إذا بقيت هنا بين جدرانه! وأن صحتها متدهورة ونريدها أن تبقى لنا وقالت له:لم يبقىَ من العمر شيء لا بدّ أن أعيش ما تبقّى بسلام والتفت إلى العمل للآخرة باستقرار وتركيز أكبر فليس لنا في هذه الدنيا غير تقوى الله قوت.
وقد تضمّن ردّ خالي الحبيب:
سأشتري لكم منزلا-يقصد في بلاد أمي-وسأتكفّل بجميع أموركم ونفقاتكم لا تخشَوا شيئاً عليكم أن تثقوا بالله ثم بي ولن تندموا بإذن الله وقال احزموا متاعكم بحذر واعزموا على السفر بهدوء ودون أن تخبروه بأنكم ستغادرونه فقط أعلموه بأن لكم رغبة في السفر في منتصف هذه السنة لرؤية الأهل ومن ثمّ سيهاتفكم عند وصولكم وتخبرينه بأنك غادرتِ وبناتِك دون رجعة. وسأعاود الاتصال لنبقى على صلة بإذن الله.
سيبقى إخوتي هنا ورغم أنهم في سنواتهم الأولى في الجامعة فهم لا يستشعرون معنى للمسؤولية ليس لهم حيلة حتى على أنفسهم فلا يأكلون ولا ينامون ولا يستيقظون إلا بقيام والدتي عليهم ومعهم! يرتبكون لدى رؤية الناس ويتأتئون في كلامهم ولا يحسنون التصرف وكثيرو النسيان والشرود بشكل مخيف ومُقلِق. لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم أو إدارة شؤونهم دون أمي.. يأنَسون بها ونشعر جميعاً بالراحة لجانبها وخصوصاً لدى غياب الأب في عمله.
ليس ذلك حلا ولا يحصل في يوم أو شهر بل بتخطيط وترتيب تدريجياً..
وهاهو الوالد يقول: أعتذر لا يتوافر المال في الوقت الحالي لسفركم المفاجئ هذا غير اللازم, باستطاعة والدتكم الذهاب لمدة عشرة أيام ومن ثمّ نبحث أمر شراء بيت بالتقسيط لكم في بلدها قرب الأهل. وقد قال هذا ردّده على مدى سنين: سأشتري لكم بيتاً هناك لترتاحوا مني وليرحل من يرغب!, يُردِف قائلاً: لا أعلم ماذا فعلت لكم لتجحدوا ما أنتم فيه من نعمة, وها أنا خادم ببلاش! فماذا تُريدون بعد ذلك!؟
لقد مرّت على والدتي هذه الأبيات أثناء تصفّحها لكتاب فبكت..
أتُرى الحمام ينوح من طربٍ معي وندى الغمامةِ يستهِلّ لدمعي؟
ما للنسيم بَلِيلَةٍ أذيالُه؟ أتُراه مرّ على جداول أدمُعِي؟
بل ما لهذا البرقِ مُلتَهِبَ الحشا؟ أَسَمَت إليه شرارة من أضلُعِي؟
لم أدرِ هل شَعَر الزمان بلوعتي فرثى لها أم هاجَتِ الدنيا معي
الغيثُ يهمِي رِقّة لصبابتي والطير تبكي رحمةً لتوَجّعي
خَطَرَاتُ قهرٍ ألهَبَت بجوانحي ناراً يدبّ أزيزها في مسمعي
وجوىً كأطرافِ الأسِنّةِ لم يَدَع للصّبرِ بين مقيلِة من مفزع
لقد كتبت سطوري هذه على أيام قليلة متتالية. أعتذر عن عشوائية سردي حيث لم أتّبع التسلسل فيما ذكرت. لا أريد القنوط من رحمة ربي وأن يقضي فيما نحن فيه أمراً إلا أنه لا بديل للانتظار إلى أن نرتّب للابتعاد شيئاً فشيئاً والحمد لله أن أُتيحَت لي "الفضفضة" ولابد من حصول فائدة عظيمة بتلقّي تعليقكم حول ما أطلعتُكم عليه أعضاء فريق استشارات مجانين الكرام أتطلّع إلى سماع آرائكم ومشورتكم من وجهات نظر مختلفة فلا تخذلوني وأطلب بشدة أن لا تُنشَر رسالتي على صفحات زاويتكم لكي لا يقرأها أحد وما أكثر من يتصفّح موقعكم ممّن يعرفني.
هذه لمحة سريعة عمّا لا نستطيع التعايش معه.
10/5/2005
رد المستشار
الابنة الكريمة؛
لا يحتاج الأمر إلى اجتماع تشاوري ولا إلى استنفار جماعي للفريق لنتداول في مشكلتك..
أنت مشوشة ومضطربة التفكير من كثرة ما أنت فيه من ضغوط، والتفاصيل التي تذكرينها ليس لها تفسير أو تحليل غير أن والدك "مريض"، ومرض أبيك إما أنه يقتصر على اضطراب عميق في شخصيته أو يشمل بالإضافة إلى ذلك أمراضا وأعراضا أخرى، ولا سبيل أمامكم سوى الدخول في معركة مدروسة للخروج من هذا البيت المسموم، الأمر الذي أرى أنه تأخر كثيرا لأسباب غريبة وغير كافية، وإن كانت مبرراتها شائعة في مجتمعاتنا، وفي مثل حالتكم.
الشكل الوحيد الذي يبرر الاستمرار في هكذا بيت، ومع أب كهذا هو عدم الاستطاعة على الاستقلال المادي عنه، فإذا توافرت هذه القدرة –ولو في حدها الأدنى– فلا بديل عن الخروج، وليقل عنك أو عن والدتك ما يشاء، وهذه معركة قد تتضمن مواجهة في القضاء وغير ذلك، ولا عبرة فيها بما يمكن أن تسببه هذه المواجهة من "فضيحة"، أنت تتحطمون يا ابنتي منذ سنوات وتتدمر نفسياتكم، وحياتكم نفسها" في خطر بصحبة إنسان مختل وشرير، ومنافق شيطان كما تصفينه، فما موضوع الولولة وكثرة الكلام حول الأب الذي كان أن ينبغي.. كذا وكذا، أو كان من المفروض.. كذا وكذا..
هذا كلام لا طائل من وراءه، وتفاصيل عديمة القيمة، وجهد ووقت ضائع في الكتابة والقراءة، وهذه ليست فضفضة، هذا تضييع وقت فيما لا يجدي، والأهم والأولى أن نفكر معا في خطة العمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حتى لا يضيع المزيد مما ضاع بالفعل، وهو كثير.
بدلا من البكاء والأحلام المفزعة، والدموع الصامتة، وقلة الحيلة، والاكتئاب والإحباط والتعاسة التي هي خبزكم اليومي، تحتاجين أنت وأمك بمشورة خالك لتدبير أمور رحيلكم وربما ترحلين أنت وأختك أولا ثم تبقى الوالدة لفترة حتى يرحل معها إخوانك، الأولاد مثلا، أو غير ذلك مما تتفقون عليه من إجراءات وخطوات.
هذا الأب –كما تصفينه– مريض، وفضحه واجب، ولا مفر من مواجهته ولا موضع هنا لتفكير الأبله من قبيل "لن نخبر أخوتي، ولن نفضح أسرار بيتنا.. إلخ" عن أي بيت يا ابنتي تتحدثين، ومن أية فضيحة تخافين؟! خوضوا معركتكم ونحن معكم وتابعينا بأخبارك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا بك على مجانين، اضطررنا بعد تجهيل البيانات لعرض المشكلة نظرا لتعبيرها بوضوح عن حالة التفسخ القيمي التي تعيشها مجتمعاتنا مع الأسف، ولست أدري هل لما تعانين مع هذا الأب علاقة بالعراق الحر الذي وصفنا حاله من قبل في إجابة زمن المحمول: في العراق (الحر): كل واحد حر، وأحيلك لبعض من نماذج الأسر العربية في القرن السائل الذي نعيش فيه وكلها من علىاستشارات مجانين:
والدي: نِكَديٌّ ظالم، ويحب الفشْر! متابعة
بيتنا....دعارة....فماذا أفعل؟؟؟
بيتنا دعارة...عليك بالليل: مشاركة
أنقذوني..عمي يتحرش بأختي
أبي: قنوات جنسية للفجر ثم يؤم الناس
لكنني أحسب السكوت أمرا لا يصح ولا تحت أي مبرر فنفذي ما نصحك به مجيبك الدكتور أحمد عبد الله وتابعينا بالتطورات.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> ومن تضيق به الدروب: في مديح الأب الغائب مشاركتان
التعليق: لا أجد من الكمات ما أستطيع أن أعبر به كان الله في عونك يا أختي لقد تأثرت كثيرا بكلامك وأدعو الله أن يحفظك أنت وأمك وأخواتك وكم تمنيت أن أستطيع أن أقدم لكم أي مساعدة ....
إنني حقا أشكر هذا الموقع الرائع المتميز الذي يتيح الفرصه لكي نعبر ونتكلم بل ونصرخ ....أرجو منك إذا وصتك هذه الرسالة أن تتطمئنينا عليك
بالله عليك