إلى كل مسلم :إزالة شبهة (لا تعارض بين العقل والنقل)
السلام عليكم
لم أزر هذا الموقع منذ حوالي شهرين وذلك لانشغال بالامتحانات ولله الحمد سأنتهي قريبا وقد قلت لنفسي أن أذهب إلى موقع مجانين لعلي أرفه عن نفسي وأخفف قليلا من ضغط الامتحانات التي أرهقتني!!
ولقد سعدت جدا بمشاركة أختنا سحر على موضوع (المادة المسببة للوسواس القهري وقفات مشاركة) ولكن عندي ملاحظات متواضعة أحب أن أشارك هذا الموقع المتميز إياها.
لقد قامت أختي سحر بالرد على سؤال (هل العقل قبل النقل أم العكس) فقالت: لا تعارض.
لقد ابتسمت عند قراءة إجابتك التي تنم على فطرة سليمة إن شاء الله. و يا ليت الأمر يا أختي الحبيبة كما تظنين أنه لا تعارض! لأن إذا كان كلامك صحيح لما شذ كثير من المسلمين المنتسبين إلى الإسلام عن الطريق المستقيم ولما صنف العلماء وأصلوا قواعد في هذه المسألة ولأزيدك لم يكن هذا التعارض حادث ظهوره الآن، بل ظهر في عصر الرسول والصحابة والتابعين!!
وقلت (عندما يتعارض) فعلمي أن الأصل عدم التعارض بين العقل والنقل وكما تفضلت أنك قلت أن الله تعالى أمرنا أن نتأمل هذا الكون الذي لا شك أنه سيوصلنا لنتيجة واحدة وهي (لا إله إلا الله) ولكن لأن عقولنا بطبيعتها قاصرة وهذا طبيعي فالبشر بطبيعتهم يتصفون بالنقص ولا كمال إلا لله عز وجل لهذا قد يحدث التعارض!
وهذا نسبي من إنسان لآخر فقد يجد الإنسان أن عقله لا يعارض مسألة و شخص بجانبه عقله يعارضها!! والآن عند التعارض ماذا نفعل هل نقدم عقولنا على القرآن و السنة أم العكس ولعل بالمثال يتضح المقال.
لم يكن هذا التعارض أيضا مقتصرا على أمور معينة بل كان في أمور شتى فقد يحدث التعارض في الأمور العقائدية المتعلقة بأسماء الله وصفاته وألوهيته وربوبيته وهذا ما دفع الأشاعرة والمعتزلة والجهمية والكثير غيرهم من المسلمين لإنكار كثير من أسماء وصفات الله تعالى لأن عقولهم لم تدركها ومن أهم ما أنكروا هو صفة علو ذات الله تعالى وأنه مستوي على عرشه لقوله –تعالى- (الرحمن على العرش استوى) مع أنه تكررت هذه الآية سبع مرات في كتاب الله العزيز في سورة الأعراف و يونس والرعد وطه والفرقان والسجدة والحديد ومع ذلك كله إنهم ينكرون علو ذات الله واستوائه على عرشه ولعله لا يكفي المقال هنا لأذكر سبب إنكار كل واحد منهم علو ذات الله و كيف انه تعارض مع عقولهم ولكن سأذكر ما قاله الأشاعرة (هداهم الله) وهم الذين يثبتون سبع صفات فقط وينفون الباقي وسبب عدم إثباتهم لعلو الله و قولهم أن الله بذاته في كل مكان!! فقالوا أنه لو قلنا أنه مستوي على عرشه يستلزم ذلك الملامسة وإذا أثبتنا الملامسة كان هذا حد لله تعالى وهذا محال!!
انظري إلى أين استدرجهم عقلهم حتى أنهم أنكروا صفة أثبتها الله في كتابة سبحان الله و قد رد عليهم أهل السنة و الجماعة بردود كثيرة ولعلي أذكر بعضها. قالوا أولا نحن نثبت ما أثبته الله لنفسه فلا نزيد ولا ننقص مع اليقين أنه (ليس كمثله شيء) وثانيا أن الاستواء لا يستلزم الملامسة ونحن نؤمن بهذه الصفة دون تكييف (أي البحث عن الكيفية) ولا تمثيل (أي تمثيل الخالق بالمخلوق) أو تحريف أو تأويل أو تعطيل (أي نفي الصفة) فيجب علينا التسليم التام وعدم البحث عن الكيفية لأن الله تعالى لم يطلعنا عليها ولا رسوله –صلى الله عليه وسلم- فقد قال لنا الله (ليس كمثله شيء) وانتهى.. لا أبحث وأقول لو كان هذا لكان هذا !!
وعند دراسة أي مادة عقيدة أول درس يعطوك إياه (عندما يتعارض العقل والنقل) لأنه يا أختي الحبيبة خصوصا وأكرر خصوصا في أمور العقيدة إذا أردت تشغيل قلك في كل الأمور سيقودك إلى أمرين لا ثالث لهما إما الجنون أو الكفر!! وقد أصاب أحد هؤلاء الفرق الجنون حتى قالوا (الله سميع بلا سمع بصير بلا بصر)!!!تعالى الله علوا كبيرا فهو السميع البصير.
أتدري لمَ نفوا صفة السمع والبصر عن الله أيضا لأنه تعارض عقلهم مع النقل وقالوا لو أثبتناهما لشبهنا الخالق بالمخلوق!! قال –تعالى- في سورة المجادلة (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) وصدقيني لو أردت أن أسرد لك المزيد لما كفانا يوم واحد وهذا على سبيل المثال لا الحصر
وأما مثال عن الأمور الفقهية وهو ما يقع فيه كثير من عوام الناس هو حديث بول الإبل الذي ذكرته وحديث الذبابة المشهورين وغيرها الكثير. وربما وجه التعرض في هذا الحديث أن البول في عرف الناس شيء نجس وفي الطب سبب لنقل الأمراض ولكن الحديث يقول من السنة شرب أبوالها لنصح ونشفى!! قد يقول أحدنا كيف؟! بول ونشفى ؟ أنت يا أخت قبل فترة سمعت عن برنامج عن فوائد البول لهذا تقبلته ولا تعارض ولكن بالمقابل كان موقف الدكتور وائل مخالف قليلا فقد قال (هناك فرق في أن يكون حادثة في وقت مخصوص وهو عصر الرسول أو عام لكل الأمة)!!
انظري هنا تستشفي تعارض العقل وأنه لم يستوعبه عقله ولكنه لم ينكره صراحة لأنه مسلم وقال ربما كان الأمر حقيقة! وهذا مثال على تفاوت الناس في تقبل الأمور الشرعية و الدكتور وائل أدرى في تحليل هذا الموقف مني!!
وقد أحسنت عندما قلت كما قال الدكتور وائل أنه يجب أن نتثبت من صحة النص الحديثي قبل الاحتجاج به والعمل به وهذا الحديث (أبوال الإبل) في صحيح بخاري أي صحيح لا مجال لرده وأنا لم أكتب تخريج الحديث لزيادة عدد الكلمات ولكن ليتأكد القارئ أن الحديث صحيح ونحن كمسلمين يحق لنا الفخر بأننا الأمة الوحيدة التي اهتمت بصحة الخبر والتثبت منه ما لم تفعله أي أمة على الإطلاق حتى أن أكبر وكالة أخبار في عصرنا الحالي لا تستطيع أن تقف أمام تثبتنا من الخبر وهو الحديث الشريف وقد وضع العلماء قواعد لقبول الخبر ورده وقد أفنى علماء الحديث حياتهم في هذا المجال وقد وضعوا ضوابط صارمة جدا لقبول الخبر لا يستطيع أن يقف أمامها أي حديث ضعيف لذلك كان الاعتناء بهذه المسألة أمر هام جدا تشكروا على ذكره .
ولكن يا دكتور وائل من هو المسئول عن البحث عن صحة الحديث؟ أنت أم أنا أم أختنا سحر؟؟ هذا العلم لم يبرع فيه إلا الذي اصطفاه الله تعالى لهذه المهمة من أمثال البخاري ومسلم وابن حجر والألباني ....الخ ونحن علينا أن نبحث عما قاله أمثال هؤلاء العلماء(أي تخريج الحديث فقط) لأن المطلع على علم الحديث سيعلم كم هو أمر ليس بالهين أبدا فالحديث عبارة عن سند و متن وكل واحد يحتاج إلى بحث على حده ولعل التأكد من حديث واحد يحتاج في بعض الأحيان إلى سنوات!! أما أن يأتي أي مسلم وهو متكئ على سريره ويقول حسب هواه هذا حديث صحيح وهذا حديث ضعيف!! فهذا الكذب على الرسول-صلى الله عليه وسلم- بعينه!! أما قولك (معنى ذلك أن على المسلم إعمال العقل مع النصوص المنقولة سواء من أصل شرعي أو من العلوم أيا كانت) فهذا لا يصح فليس أي (مسلم) يستطيع فعل هذا فقد عاش لهذا الأمر الجهابذة وأعملوا عقولهم بضوابط الشرع أما أن يأتي أي مسلم ولا يفقه أصلا أصول هذا العلم ولا قواعده ( فلا ثم لا)!!
وقولك (وليس كل إنتاج علمي محايدا وموضوعيا ومنزها عن الهوى، فضلا عن أن الخطأ البشري وارد فيه بالضبط مثلما هو وارد في النقل) وأظن أن هذا فيه إجحاف لحق السنة! أنت تساوي السنة بالبحوث العلمية!! لا مجال للمساواة حتى في مسألة التأكد. يا دكتور الله –تعالى- من فوق سبع سماوات تعهد بحفظ السنة كما حفظ لنا القرآن والدليل قاله-تعالى- {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وتفسير (الذكر) هو (القرآن والسنة) لذلك المسلمين ولله الحمد استطاعوا التمييز بين الصحيح والسقيم ولكن المسلمين الجاهلين لم يهتموا لهذه الجهود ولا لهذا العلم أما وجود بعض الوضاعين لحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقد أمكن تتبعهم وكشفهم وألفت مجلدات لا حصر لها بخصوصهم وظهر علم الجرح والتعديل.
أما البحوث العلمية أولا لم يتعهد الله من فوق سبع سموات حفظها والأمر الثاني أن البحث العلمي غير مجزوم بصحته أبدا!! أما قولك (الخطأ البشري وارد فيه بالضبط مثلما هو وارد في النقل) خطأ بـ (النقل) كيف؟ الخطأ الوحيد الوارد بالنقل هو أن ينقل المسلم حديثا ضعيفا ويقول أنه صحيح إما لجهله وعدم بحثه وإما لتعمده أما أن يكون الخطأ الوارد في البحث العلمي مثل النقل!! مستحيل فالبحث العلمي من صنع البشر ويكون الخطأ في صلب الموضوع وحتى لو تأكد أكبر العلماء من صحته فالخطأ وارد. أما الحديث النبوي من الذي لا ينطق عن الهوى والمؤيد بالوحي وهو الرسول –صلى الله عليه وسلم- فإذا تأكدنا من صحة الحديث انتهى لا مجال لورود الخطأ أبدا!! وقد ذكرت كيفية التأكد.
أما قولك(ولكن فرقا كبيرا يوجد بين أن أؤمن بأن بول الإبل كان صالحا لشفاء قومٍ مخصصين في زمن مخصص ولذا أمرهم به سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، أي حديث خاص لمناسبة خاصة) دعني أسألك كيف تعرف أن هذا مخصص لزمن معين أو عام لكل البشر؟ عدنا إلى نفس النقطة وهي تحديد المسئولين عن هذا! هل أي مسلم يستطيع تمييز الخاص من العام!! طبعا لا فهناك قواعد وعلم قائم بذاته في تحديد العام و الخاص كتبت فيه المجلدات!! وعلى العموم القاعدة أن الأصل في النص العموم أي صالح لكل البشر إلا أن تأتي قرينة تخصص النص بمعنى آخر أن أي شيء يردنا سواء من القرآن و السنة المخاطب فيه كل الناس إلا أن يأتي نص آخر صحيح يخصصه و يجعله لفئة معينة أو زمن معين مثال على ذلك قوله –تعالى- (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ................) (التوبة:73) هل لأن الله تعالى خاطب النبي فقط يعني أنه خاص به فقط وبقية المسلمين يجلسوا في بيوتهم ولا يقاتلوا!! طبعا لا. "فالخطاب الموجه للرسول يكون له ولأمته إلا إذا قام دليل (شرعي) على تخصيصه! "هذا قول ابن عثيمين. فحديث بول الإبل عام صالح لكل زمان ومكان وصدق الله ورسوله ولو أثبت أي علم خلاف هذا فضرب به عرض الحائط.
وأما قولك (وأن أؤمن بصلاحية ذلك للتعميم على كل بني آدم إلا أن أبني ذلك التعميم على دراسة علمية موضوعية قدر إمكان الإنسان) فقد جعلت ضابط معرفة النص العام من الخاص هو البحث العلمي!!! سبحان الله ننزل الشرع ونبحث عن صلاحيته بالعلوم التي من صنع البشر متناسيين أن هذه النصوص أتتنا من الله تعالى وهو الأعلم بحالنا وما هو أفضل لنا فلا يليق بجلاله أن نضبط كلامه بقول البشر-والعياذ بالله- بل على العكس يجب أن تضبط البحوث العلمية بقول الله تعالى!! وقلت لك تحديد العام من الخاص كله يجري بأدلة شرعية صحيحة!! وقد ناقضت نفسك فقلت ( أن يكون موضوعيا لأنه في كل العلوم الإنسانية ليست هناك موضوعية مطلقة ولا حيادية مطلقة كما تدعي بعض الأصوات.) أنت تعترف بلسانك أنه ليست هناك موضوعية مطلقة في البحث العلمي فقل لي بالله عليك كيف ستثبت العام من الخاص(وهو المجزوم بصحته) بما (ليس بمجزوم بصحته) فالبحث العلمي إذا كان العلماء نفسهم قاصرين عن الجزم بصحة البحث العلمي فكيف نستخدمه لإثبات أمور شرعية قائم عليها دين بأكمله!!! وإذا اعتمدنا على البحث العلمي لهلكنا منذ قديم الزمان!!
الخلاصة:
أدعو كل المسلمين أن يتقوا الله –تعالى- وأن يقبلوا أي دليل شرعي سواء قرآن وسنة بعد التأكد من صحة الحديث ودلالة كل من القرآن والحديث على الحكم وإذا كانت هناك شواهد علمية تؤيد النص المنقول فخير على خير ولكن إذا تعارضا نقدم النقل. أما أن نسخر العلم البشري الناقص! في إثبات العلم الشرعي الكامل فهذا هو الجنون بل يجب علينا إذا توصلنا إلى اكتشاف علمي أن نعرضه على القرآن والسنة إذا وافق البحث العلمي الشرع أو سكت عنه نقبله أما إذا عارضه نطرحه.
وأنا في انتظار تعليق الدكتور وائل وأي أحد على رسالتي المتواضعة القاصرة
راجية من الله أن يهدينا جميعا إلى الطريق المستقيم
3/6/2005
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة: "رهام".. أسأل الله عز وجل أن يبارك لك في محبتك لدينه، وأن يتم عليك نعمته علما واستقامة وعافية ورفعة في الدارين .وبعد: فإن نصوص الشريعة منها ما هو قطعي نصا ودلالة وهذا لا اختلاف فيه، ومنها ما هو دون ذلك أي هو ظني الدلالة والثبوت أو أحدهما..
وحيث كان النص ظنيا فإن الاختلاف في دلالته أو إثباته أو نفيه بالنظر إلى أدلة أخرى قطعية أو ظنية هو مقتضى هذه الظنية، إذ لولا إرادة الاختلاف لما جعل النص ظنيا!
ثم إن مساحة الظنيات في شرعنا ثبوتا أو دلالة واسعة، بل يدخل في ذلك حتى أحاديث البخاري ومسلم إذ لا تفيد علما قطعيا ذكر ذلك الإمام النووي في مقدمته في شرح صحيح الإمام مسلم، وغيره في مواضع أخرى لا تحضرني الآن، وليس معنى ذلك سقوط الاحتجاج بها، لكن معناه هو أن مرتبتها في الاحتجاج مع علوها ليست كمرتبة القران المتواتر قطعا أو الأحاديث المتواترة قطعا..
وأقول متواترة قطعا، لأن القران لا خلاف بين العلماء في تواتره بينما هناك أحاديث اختلف في تواترها، فضلا عن الصحة التي قد تكون فيما دون التواتر، إذ الحكم على الحديث أمر اجتهادي: سواء عند علماء الحديث واختلافهم في تصحيح السند أو المتن، أو علماء الفقه واختلافهم في الاحتجاج بالحديث الذي قد يكون صحيحا باعتبار سنده لكن لا يأخذ به الفقيه لعارض ما كأن يكون الحديث يعارض حديثا أقوى منه سندا أو يكون الحديث منسوخا عنده أو خاصا أو مخالفا لقاعدة عامة قطعية إلخ....
واستنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية هو من عمل الفقيه كما تعلمين، وعليه فإن عمل المُحدِّث يقف عند التصحيح المبدئي للحديث سندا أو متنا ليكمل المهمة الفقيه استدراكا واستنباطا.
والحاصل أن مساحة الظنيات تسع جميع الاختلافات في ظنيات العقيدة ومنها مسائل الصفات، وفي ظنيات الفقه ومنها مسألة أبوال الإبل التي ذكرتها والتي اختلف العلماء في حكمها ويرجع لأقوالهم في مظانّها من كتب أحاديث الأحكام والفقه....
وختاما فإن في السطور السابقة بيانا لوجهة في التفكير الديني قد تختلف مع بعض ما طرحت من حيث المنهجية لكنها تجتمع معه في السعي لأداء واجب الدين، ونفع الأمة، وهذا هو الذي أسأل الله عز وجل أن يبلغنا إياه جميعا، وأن لا يجعل نقاشنا هذا ترفا فكريا في خضم ما تمر به أمتنا من أحداث جسيمة بل يكون تأكيدا لوقوفنا صفا واحد وإن اختلفت توجهاتنا في فهم دين الله عز وجل، فوحدة أهل التوحيد هي الفريضة الأولى التي يجب عدم إهمالها. وأهلا بك أختا عزيزة...