مقالات الثقافة الجنسية للدكتورة هالة مصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أتوجه بحديثي للدكتورة الفاضلة هالة مصطفى، استفدت كثيرا من مقالاتك عن الثقافة الجنسية وأجدها موسوعة مصغرة لا تستغني عنها أي أم في تربية أبنائها جنسياولكن حصل معي موقف منذ عدة أيام ووجدت نفسي عاجزة عن التصرف برغم قراءتي المستمرة في هذا الموضوع وبرغم دراستي الطبية
الموقف باختصار أن أخي في مدرسة أجنبية وهو على أعتاب المراهقة في الحادية عشرة من عمره. كما تعلمين فإن مناهج التعليم الغربية تقوم بإعداد المراهق للتغيرات التي ستحدث في جسده لذلك لديهم مادة تسمى الصحة health
أخذوا درسا عن الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة وما يتغير في كل منهما عند البلوغ مع الرسم, بمعنى أن هذه النقطة واضحة تماما لديه ثم أخذوا درسا عن تكوين الجنين وكيف يتحد الحيوان المنوي بالبويضة وكيف تزرع بالرحم إلى مراحل الحمل المختلفة والولادة, أي أن هذه النقطة أيضا واضحة تماما بالنسبة إليه وبما أنه أصبح يعرف الكثير, فهو يعرف تقريبا كل شيء عن الجنس الآن, برز لديه السؤال الأهم... كيف انتقل الحيوان المنوي من الرجل إلى المرأة ليقوم بتلقيح البويضة؟ لم أعرف كيف أجيبه فأحلته إلى معلمته التي بدورها لم تجبه إجابة شافية بل اكتفت بأن تخبره بأن الحيوانات المنوية لا تنتقل بالهواء ولا اللمس ولا بالشرب من نفس الكأس..الخ
ثم أتى إلي ليخبرني بأن صديقه قال له بأن الحيوانات المنوية لا تنتقل عن طريق التقبيل أيضا! أي أنه أصبح يعلم بكل الوسائل التي لا تنقل الحيوانات المنوية ولكنه لا زال لا يعرف كيف تنتقل فعلا وهو يلح كثيرا بالسؤال فحولته إلى أبي ولكني لا أظن بأن أبي قادر على شرح هذه النقطة له فما العمل الآن؟ ثم إنني أخاف إن هو استمر في البحث عن الإجابة خارج المنزل أن تصله المعلومة مشوهة وينظر لي ولزوجي بنظرة خاطئة (لأنني حامل) ولأمي وأبي أيضا بنظرة خاطئة.. أو على أقل تقدير أن يتخيل ما يحدث بيننا ويحاول التلصص علينا وهذا ما أخشاه أكثر
فلو سمحت, هل لك أن ترشديني عن الطريقة المثلى التي نستطيع أن نشرح له العملية الجنسية وكيفية انتقال الحيوانات المنوية من جسم الرجل لجسم الأنثى؟ مع العلم أنه يعرف أنها تتكون في الخصيتين..
شكرا مقدما لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
25/5/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة:
أشكر لك حرصك واهتمامك بمتابعة أخيك الصغير لكي تصل إليه المعلومة الصحيحة الصادقة وقد نبهنا قبل ذلك على ضرورة تحري الصدق في المعلومة التي يعطيها المربي للأبناء حتى لا يفقدوا الثقة فيهم عندما يكتشفون الحقيقة العلمية لما سألوا عنه.
وبداية أنا أرى أن التمهيد للبلوغ والتغيرات التي تحدث في هذا السن لابد أن يبدأ قبل البلوغ وإن كان سن البلوغ في الأولاد يحدث بين 13و14 عاما فيفضل التمهيد قبل ذلك السن وإذا حدث وتعرض الطفل أو الطفلة لموقف له علاقة بالجنس في سن مبكر قبل هذا فمن الأفضل أن يناقشوا ويعرفوا الحقائق والضوابط التي تحفظهم من الانحراف أو التمادي في الخطأ وهذا ما حدث بالفعل عندما تعرض أطفال مدرسة في سن العاشرة إلى بعض الصور الإباحية من قبل زميل لهم وبدؤوا يسعون للحصول على مزيد من تلك الصور لإرضاء الفضول لديهم وعندما اكتشفت المدرسة هذا اكتفت بتوبيخهم وتشديد العقاب دون أن تشرح لهم شيئا عن العلاقة بين الرجل والمرأة وما هي ضوابطها ومتى تحدث وما أهميتها وكيف نتعامل مع من يحاولون العبث بعقولنا ومشاعرنا واستثارة رغباتنا
كل ذلك لم يعرفه هؤلاء الأطفال بعد ما حدث لعقولهم من استثارة وتغذية بتلك الصور الأمر الذي دفعهم إلى الوقوع في مشاكل أكبر واستغلال أحد الأشخاص من ذوى النفوس المريضة لهم.
لذلك رجاء من كل مربي أن يحرص كل الحرص على ما يتعرض له الأبناء من صور أو كلام وإن حدث وتعرضوا لذلك أن يجلس معهم ويشرح ويوضح ويضع الضوابط اللازمة لحمايتهم .
وأنا أرى أن أخاك قد أصبحت لديه معلومات كافية عن الجهاز التناسلي للجنسين وكيف يتكون الجنين كل ما يريد معرفته هو كيفية وصول الحيوان المنوي إلى البويضة، وإن كنت أشك أنه استطاع أن يجمع بعض المعلومات من أصدقائه وهو يريد فقط التأكد من مصدر موثوق لذلك أنا أرى أنه لابد من الجلوس معه سواء بمفرده أو مع أصدقائه ويعرض الموضوع بطريقة شيقة على أنه معلومة عن تكاثر الجنس البشرى ويبدأ وكأنه قصه منذ خلق آدم وحواء والاستشهاد ببعض الآيات القرآنية التي تعرض ذلك ثم حكمة الله في خلق الجنسين وزواجهما لضرورة استمرار الحياة ثم كيف يتم الزواج والإعداد للبيت والسن المناسب له وما هي الضوابط الشرعية التي وضعها الله لهذا الزواج وكيف يشجعه المجتمع ويباركه ثم يشرح كيفية خروج الحيوانات المنوية بعد تكوينها في الخصية وتخرج من عضو الذكر لتدخل إلى فرج الزوجة عن طريق فتحة فيه وتصعد داخل جهازها التناسلي حتى تلتقي بالبويضة التي سبق وتكونت في المبيض وكل ذلك يتم في لقاء جميل يجمع بين الزوج والزوجة فيه المودة والحب ويباركه المجتمع لأنه سيثمر عن جنين أو إنسان جديد يضاف إلى الجنس البشرى
ثم يشرح لهم أن تفاصيل اللقاء والوضع الذي يتم فيه ذلك سيعرفون تفاصيله في وقته ومن الأفضل ألا يسعوا لمعرفة المزيد من ذلك حتى لا يكونون كالجائع الذي يقلب صفحات مجلة تعرض الأطعمة وهو يعلم أنه لا يستطيع أكلها ولابد أن يذكر المربي كيف نتعامل مع تلك الرغبة الطبيعية التي خلقها الله لنا وكيف نتجنب الأشخاص غير الأسوياء الذين يحاولون البحث عن شهواتهم دون مراعاة الحدود وعواقب ذلك البدنية والنفسية ثم كيف علم الرسول الكريم الشباب كيف يتعاملون مع شهواتهم ويختتم حديثه معهم بالآيات التي تتحدث عن صفات المؤمنين وكيف يحفظون فروجهم وكيف يكافئهم الله على ذلك ويفضل أن يشرح المعلم للأولاد والمعلمة للبنات والله المستعان أن يحفظ شباب المسلمين من كل سوء.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي : الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الدكتورة هالة مصطفى غير أن أحيلك إلى بعض الروابط من على موقعنا مجانين ستفيدك جدا في ما تسألين عنه وفي غيره إن شاء الله فقط قوم بنقر ما يلي من عناوين :
كيف أجيب على أسئلة أطفالي ؟
أصل حكايتنا نحن البشر
إغواء آدم وذريته
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك، وشاركينا بآرائك.