الدورة الشهرية والحالة النفسية
هل العلاقة قوية جداً بين اقتراب موعد الدورة الشهرية والحالة النفسية...
أنا بطبعي هادئة وأحاول أضبط أعصابي قدر الإمكان...
لكن لا أدري ماذا يحدث لي قبل حضور الدورة الشهرية بيوم أو يومين...
أشعر بالاختناق وأغضب من لا شيء وأختلق المشاكل... وإن لم يكن هناك سبب لأي مشكلة فإن البكاء الهستيري بلا سبب ينتابني خاصة عند النوم...
زوجي صار يعرف وضعي ويداريني كثيراً في هذه الفترة...
ولكن أريد أن أعرف: هل فعلاً الحيض هو السبب أم أنني أتحجج به، وهو بريء من هذه التهمة؟
وجزاكم الله خيراً
24/06/2005
رد المستشار
الأخت السائلة : بالفعل هناك علاقة وثيقة بين الدورة الشهرية والاضطرابات النفسية وخاصة قرب موعد نزول الدورة وهو ما يسمى بانفعال ما قبل الحيض premenstrual tension .,وهو يختلف من امرأة لأخرى بمعنى أن هناك سيدات تعانين منه ويستلزم الأمر تعاطي دواء للإقلال من هذه الأعراض وهناك من لا تشعر بقدوم موعد الحيض أو شيء من أعراضه وتفاجأ به في ملابسها بل إن نفس السيدة قد تتغير استجابتها لتأثير هرمونات الدورة الشهرية خلال مراحل العمر المختلفة فقد تبدأ الشكوى من تلك الأعراض بعد عمر معين قد يكون بعد 30 أو ما حوله وكل تلك الأعراض تعتمد على هرمون البروجيستيرون والذي يبدأ إفرازه من النصف الثاني للدورة الشهرية ليصل إلى أعلى معدل له قبل الدورة بحوالي أسبوع أو اليوم 21 من الدورة المنتظمة وهذا الهرمون يعمل على احتفاظ الجسم بكمية أكبر من الماء والملح فيبدو الجسم متورما بعض الشيء كما تحدث زيادة طفيفة في الوزن.
ومن تأثيرات هذا الهرمون أيضا التأثير على الحالة المزاجية حيث يقلل من استجابة الجسم للمواد التي تساعد على رفع الحالة المزاجية فتصاب المرأة بالميل للبكاء والعزلة ولوم الذات وغيرها من الأعراض النفسية التي غالبا ما تكون بدون أسباب أو زيادة في ردود الأفعال وصعوبة في اتخاذ القرار والميل للهجوم أو الانسحاب ولذلك إذا كنت تشعرين بتلك الأعراض قبل ميعاد الدورة الشهرية عليك الآتي:
1-ثقي بأنك لست مريضة أو غير طبيعية وأن ما تعانينه أعراض فسيولوجية مؤقتة
2-تعاملي مع نفسك بحب واهتمام في تلك الفترة وكأن لديك طفل أصابته نزلة برد ويحتاج لبعض الرعاية والاهتمام
3- ابتعدي تماما عن تناول الأطعمة الغنية بالأملاح كالمخللات وغيرها
4- أكثري من تناول الفاكهة الطازجة والخضروات وقللي من الدهون
5- احرصي على تناول كوب من الزبادي يوميا
6- اخبري زوجك بتلك الأعراض التي تنتابك وعرفيه وقتها ولا تحاولي الدخول معه في مناقشات ومجادلات في تلك الفترة وتجنبي الحديث قدر المستطاع مع الأشخاص التي تعلمين أنهم يستفزونك
7- لا مانع أن تبادري بالاعتذار عندما تفلت منك انفعالاتك وخاصة لزوجك وأولادك
8- تجنبي اتخاذ قرارات مصيرية في تلك الفترة وأجليها لبعد الطمث
لا مانع من أخذ العلاج إذا كانت الحالة شديدة وتعوق تواصلك مع الآخرين بشكل جيد وخاصة أن هناك أدوية عشبية ليس لها آثار جانبية وتعطى نتائج جيدة
قولي لنفسك دائما أنا قادرة على اجتياز تلك الفترة دون مشاكل وثقي من هذا مع تمنياتي لك بالتوفيق والسعادة
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، بالطبع للدورة الشهرية علاقة بالمزاج والأداء المعرفي والشعوري للمرأة وفي الطب النفسي هناك ما يسمى اضطراب زملة ما قبل الطمث في السيدات Premenstrual Syndrome، وشدة أعراضه تراوح بين الخفيفة والمزعجة فهناك اكتئاب وتوتر واختلال مزاج، وقابلية عالية للاستثارة، وشعورا بآلام في مناطق مختلفة من الجسد، والصداع والعصبية والتوق الملح لأصناف معينة من الأكل أهمها السكريات، واعتبر البعضُ التوق للسكريات وزيادةَ الشهية المصاحبة لسوء المزاج في هذه الزملة ناتجةً عن نقصٍ فعلي في مستوى سكر الدم بسبب اضطرابات أحماضٍ دهنية معينة تسمى بالبروستجلاندين Prostaglandin واعتبر آخرونَ الزملةَ راجعةً للعديد من الأسباب فمنهم من ردها إلى نقص فيتامين ب ومنهم من أرجعها إلى نقص الكالسيوم أو زيادة الصوديوم في الغذاء أو اختزان الصوديوم والماء في الجسد، ومنهم من أرجعها لاختلالات مستويات الهرمونات أو لحدوثِ الإمساك، إلا أن ما يهمنا هو ما أثبتته مضادات الاكتئاب من قدرةٍ على علاج هذه المتلازمة من الأعراض، إذ بدأت معظمُ الأبحاث من منتصف الثمانينات تشيرُ إلى ارتباط ذلك الاضطراب باضطرابات المزاج وبالناقلات العصبية المختلفة، خاصةً بالسيروتونين، وأهم ما شجعَ على زيادة الأبحاث في هذا الاتجاه ظهور تحسنٍ كبيرٍ في العديد من الحالات التي عولجت باستخدام مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية (الم.ا.س.ا) سواءً في تقليل التوق الملح للسكريات أو أعراض الزملة الأخرى.
وكلاسيكيا كنا نتعلم أنه يصيب النساء في العقد الرابع من العمر ولكننا في الآونة الأخيرة بدأنا نسمعه من بنات صغيرات، ولعل أحدث التقديرات تقدر أن نسبة من تعانين منه من الإناث اللاتي يحضن –دون تحديد المرحلة العمرية- يصل إلى 10% وهذا بالطبع رقم كبير، ولا أدري هل أصبح موجودا أيضًا في من هن دون الثلاثين من العمر، وهل هذا تغير وماذا يعني؟ ولكننا نحتاج دراسات أتمنى أن تفيدنا بها الدكتورة هالة مصطفى، وأهلا بك دائما على مجانين.