المشاركة الأولى
هجرتني حبيبتي: فلا أنام
أولا أحب أشكر الأستاذة حنان على تفسير هذه الرسالة والتي من قراءة تفسرها لها استفادت كثير منها خصوصا الجملة دي (هو أن المزاح المبالغ فيه باب واسع لفساد كثير من العلاقات الناجحة خصوصا عندما يتناول ذات الأشخاص شكلها، لبسها).
أما عن المشكلة فيه من رأيي دليل كبير على طيبة القلب والحب الكبير لكل اللي حواليها والبراءة والتي أخاف أن تفيق منها على الواقع المرير الذي نعيش فيه والذي أنا كنت أحد ضحاياه على العموم في قاعدة في السياسة على ما أعتقد قلها ميكافيلي أنه فيما معناه (لا تثق في الآخرين قبل وقوع ما يثبت ذلك) يعني الشخص لازم عدم الثقة مدام لم يحصل من الآخرين ما يثبت أنهم أهل لهذه الثقة، وأتمنى التوفيق لكل إنسان طيب مخلص للي حوله لأن الوفاء صفة نادرة في العصر ده وأوشكت على الانقراض.
وأعتقد أن كل ده هيتغير مع الزمن وهتبقى زي أي إنسان عايش يأكل ويشرب وينام بس
وشكرا ثاني لدكتورة حنان
9/6/2005
المشاركة الثانية:
السلام عليكم ورحمة الله، أختي صديقة مهجورة <<<< وأنت لست هكذا أبدا
قرأت مشكلتك على الموقع، وشعرت بما تحسين به من ألم.. لأنني جربته.. وإليك تجربتي
عندما كنت في المدرسة، كان معي الكثير من الفتيات اللاتي يصلحن لأن يكن من أروع الصديقات.. لكنني كنت أفتقد القدرة على تعميق علاقاتي بالآخرين..ولأن لدي شيء من صعوبة التوافق في العلاقات
التقيت يوما ما بواحدة -كانت أكبر مني بكثير-ملكت علي كل مشاعري.. أحببتها بصدق.. وكنت صامتة ،لا سبيل لأن أعبر عن مشاعري نحوها.. وكنت أحترمها كثيرا، كثيرا، وأجد فيها كل ما أتمناه في شخص يمثل أعز صديق
كانت رائعة بكل ما في الكلمة من معنى، قويت علاقتي بها في إجازة الصيف التي سبقت دخولي الجامعة.. أننا -وهذا الشيء ليس من عادتي-أصبحت أرسل لها بلا انقطاع.. وكانت ترد علي، وكنت أرى نفسي أسعد إنسانة
فلدي صديقة أثق بها..!! وتبادلني الود، في أحد الأيام شعرت بضيق شديد لأن إحدى المشاكل التي تتبع لقرار مصيري،قد صعب علي حلها، فكرت إلى من ألجأ، وكانت أول من خطر في بالي
أرسلت إليها، وانتظرت الرد طويلا، طويلا هذه المرة
أصبت بما أظن أنك قد مررت به
فلم أنم، وخاصة أنني بذلت جهدا لنكون صديقات
وانتهى الأمر بهذه السهولة..!!
وطالت الأيام بي وأنا أفكر : لماذا، فقط أريد تبريرا لما حدث
بعد مدة لم تكن بالقصيرة
بدأت أتكيف مع الأمور، فربما لديها موانعها وأسبابها
وخاصة أنني تذكرت أمرا تعلمته من-صديقتي السابقة- وهو أن أصون نفسي عن من يزهد فيها..!!
نعم يا عزيزتي
أنت ربما أخطأت بمزاحك مع صديقتك، لكن لو كانت تحمل لك من المودة ولو القليل مما تحملينه لها لما عاملتك بهذه الطريقة
أنا أدرك أن علاقتك بها كانت من العمق والقوة بحيث أنك ترفعين الكلفة بينكما، لكن وبعد ما حدث معك
لتكن رايتك أنت بيضاء
اعتذرت منها وطلبت منها العودة فلم تفعل
هل انتهى العالم؟؟
هي ((كانت))من أعز الصديقات، والآن هي مجرد زميلة فقط..تعاملينها بالحسنى لكن لا تعلقي على علاقتكما شيئا من الآمال أو التوقعات..-هذا إن وجدت مجددا
وبما أنها هي من تخلى، وأخذ الموضوع بحساسية أكثر من اللازم..فهذا خيارها هي
أنت خسرتها، لكن هي أيضا خسرت شخصا يودها ويحرص على صحبتها
وتعلمي من الخطأ الذي وقعت فيه، ولا تحملي الأمر أكثر مما يحتمل
ولا ترجي منها الكثير إن لم تصن الود بينكما وتحفظه
قال الشافعي: إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا، فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة، وفي القلب ود للحبيب ولو جفا
وتذكري دائما أنك مازلت صغيرة والحياة فيها الكثير من الناس الذين يصلحون للصداقة، إن أنت أحسنت الاختيار
ولمزيد من المعرفة حول موضوع الصداقات، أنصحك بقراءة مؤلفات د. جان ياجر
وبالأخص كتابها الذي ترجم للعربية،: عندما تكون الصداقة مؤلمة، جرير 2005
وآمل أن تستفيدي منه وتتعلمي كما تعلمت أنا
وكما تفضلت د.حنان فشخصيتك لا زالت في طور النضج..وبداية الرشد
فاجعلي هذه الأشياء من سماتها
-احترام قرارات الآخرين
-حفظ الود
-القدرة على التحكم بمشاعرك
-وزن الكلام قبل النطق به
-عدم التعلق بالآخرين
-تحمل المسؤولية
...لا تعذبي نفسك بل استمتعي بالانطلاق في الحياة
....واحمدي الله فلديك أسرة تحرص عليك وتحبك
ولديك فرص لصداقات أفضل مستقبلا
واهتمي بدراستك فهي ألزم أمر لك في هذه السن
..وأنا أتمنى لك كل التوفيق
10/6/2005
رد المستشار
السلام عليكم جميعاوصلتني مشاركتان على مشكلة صديقتنا التي هجرتها صديقتها تحمل كل منهما وجهة نظر مختلفة ولذا سأعلق على كل واحدة بشكل منفصل بعد شكري العميق لكل من يحول تعاطفه مع ما يقرأ إلى عمل بالتواصل مع الآخرين فيشاركهم خبراته فأهلا بهم.أهلا بك يا مجدي معناسعدت أن وجدت كلماتي صدى في داخلك وأرجو الله أن ينفعك بها. يجب أن نكون جميعا طيبين بالمناسبة ورقة القلب من النعم التي ذكر بها رب العالمين الرسول الكريم بقوله ".... وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ......َ (آل عمران : 159 )" فهذه الآية ترغب في حسن القول وتوضح نعمة رقة القلب, وعلى فكرة مش بس الناس الطيبة تصدم وتعاني في الحياة كل مخلوق على هذه الأرض له نصيبه من المعاناة التي تدفعه للعمل ولكن حظ الطيبون أفضل من غيرهم فهم غالبا ما يحصلون على دعم أمثالهم من الطيبين مثلما حصلت صاحبة المشكلة الطيبة على دعمك لأنك طيب مثلها, ولذا ندعو دائما إلى الحرص في اختيار الأصدقاء. وكما يقال يا مجدي كل شيء يولد صغيرا ويكبر إلا الحزن فهو يولد كبيييرا ثم يصغر وهو ما عبرت عنه أنت بأسلوب ساخر لطيف بأنه يصبح عادي ونكمل الحياة بكل ما فيها من مهام, أهلا وسهلا بك وأنتظر منك رسالة تشاركنا فيها خبراتك كي نتعلم من أخطاء بعضنا البعض فنتجنب بعض المعاناة غير الضرورية.وأهلا بصديقتنا المثقفةأشكرك على تعاطفك مع أخت لك, وأعجبني أكثر ما أعجبني وكل كلامك أعجبني اعتزازك بذاتك حين ذكرت أن الخسارة مشتركة بل أن خسارة الصديقة الرافضة قد تكو ن أكبر "أنت خسرتها..لكن هي أيضا خسرت شخصا يودها ويحرص على صحبتها".. تعكس كلماتك ثقة عالية بالنفس أحييك عليها, وطبعا كلماتك صادقة تماما, نعم من يخسر شخصا محبا له يخسر كثيرا ولذا ندعو ألا نتبع الأساليب الحدية التي تقذفنا من أقصي اليمين إلى أقصى الشمال وكلاهما تخبط وعلينا بأن نجعل انفعالاتنا متوسطة كي نستطيع السيطرة عليها, وعليه وعلى رغم إعجابي الشديد بأبيات شعر الشافعي وتأييدي لرفض التكلف إلا أني أرجو ألا نتبنى موقف الحساسية من الآخرين مما يجعلنا سريعين الغضب والإحباط أيضا, ألا تذكرين معي قول الرسول عليه الصلاة والسلام التمس لأخيك عذرا؟؟ فقط من هذا الباب يجب علينا أن نتسامح مع من نهتم بأمرهم فنحاول وصل الود ما استطعنا ولكن إن لم ننجح فنعم هناك دائما فرص أخرى في الحياة, وهو مبدأ عام ينبغي أن نضعه بعين الاعتبار بألا نحكم على الأمور بخبرة واحدة وألا نعمم أي خبرة سلبية كانت أو ايجابية على كل الحياة.أحمد الله على ابنة قارئة وإن كنت لا أعرف الكتاب الذي أشرت إليه ولكن أعتقد أن الوصايا التي ذكرتها قد جاءت منه وهي صحيحة وفعالة، أحييك ثانية على ثقتك بنفسك وحماسك وحسن استغلالك لوقتك وعلى مواقفك الايجابية من الحياة ولا تظني أني أبالغ فأنا سعيدة حقا بكلماتك.