انشقاق الوعي أم الوجود المزدوج؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة آلاء.. أخي وأستاذي الحبيب الدكتور وائل
أولا: الكلمات والجمل لا تستطيع وصف مدى تقديري واحترامي لهذا الموقع الفذ المتميز، ولا تستطيع شكركم على مجهوداتكم المجددة لتصحيح مسارنا وتنمية الوعي في مجتمعاتنا، ولقد تعلمت منكم الكثير، فجزاكم الله خيرا ونفع بكم
بالنسبة لموضوع أختنا آلاء، فكما تفضلتم قد تكون إنسانة لديها طاقات واعية متميزة غير مستثمرة، ومن خلال دراستي لعلم البرمجة اللغوية العصبية لمدة سنتين قد أجد تطابقا واضحا بين ما ذكرته الأخت آلاء وبين أحد البرامج العقلية العليا التي يتعامل بها الناس..فالناس لديهم برامج (طرق) معينة يتعاملون بها في حياتهم .. برنامج (طريقة) للتعامل مع الاهتمامات، العلاقات بين المعلومات، حجم المعلومات، الوقت، التحفيز، وبرامج أخرى كثيرة
ولعل ما ذكرته الأخت آلاء يندرج تحت العادة أو البرنامج العقلي المسمى (الوقت)..فالناس إجمالا إما أن يكون وعيهم مركزا بشكل تام وكامل في موضوع واحد ولا يستطيعون أن ينتبهوا إلى أي شيء آخر في نفس اللحظة .. وهؤلاء يطلق عليهم (في الزمن) أو In Time.
فمن كان منهم يقرأ كتابا فإذا وجه أحدهم له الكلام فلا ينتبه لكلامه لأنه مركز بشكل كامل في القراءة..وإذا قاد أحدهم سيارته فلن يستطيع أن يرد على المحمول إذا رن، وإذا فعل ورد على المحمول فيشعر بتوتر شديد إزاء فعلته هذه وفي الغالب ينهي مكالمته ولم يعي منها شيئا..وكذلك ربة البيت التي عندما تطبخ فإنها تبدأ مثلا إعداد الخضار وطهيه حتى ينضج ثم الأرز فتنقيه أولا ثم تغسله ثم تضعه على النار حتى يستوي ثم تبدأ بتحضير السلطة..كل حاجة على حدة..ولو أنها بدأت بعمل بتحضير الخضار وعند وضعه على النار بدأت بتنقية الأرز وغسله ثم وضعته أيضا على النار بجوار الخضار وفي أثناء نضجهما حضرت السلطة لكانت استهلكت وقتا أقل لإنهاء الطعام.. وفي هذه الحالة الأخيرة فستكون اتبعت البرنامج أو العادة العقلية المسماة (خلال الزمن) Through Time.
وأهل هذا البرنامج هم من يكون وعيهم مقسما بين أكثر من شيء في اللحظة الواحدة ويستطيعون التعامل مع أكثر من متغير في وقت واحد.. فالذي يقرأ الكتاب ممكن أنه يفكر هل درس لاختبار الغد أم لا وممكن أن يكلم الآخرين وهو يقرأ الكتاب دون أن يتشتت وعيه وعندما يحاور الآخرين قد يكون جزء من تفكيره في ماذا سيفعل عندما يعود للمنزل، ويتميز هذا الشخص بان الآخرين لا يشعرون بأنه يفكر في أشياء أخرى ويظنون انه مركز كل وعيه معهم.. وهذا الشخص بالتأكيد قادر على التحدث في المحمول أثناء قيادته لسيارته لان وعيه يستطيع أن يتقسم بين قيادة السيارة والتحدث في المحمول دون أن يشعر بالتشتت.
ولأصحاب هذه البرامج العقلية مميزات وخصائص...
فمثلا أصحاب برنامج (في الزمن) يمتازون بالتالي:
1- يمتازون بالإبداع لأن وعيهم مركز على شيء واحد فيبدعون في أعمالهم
2- لا يدركون قيمة الوقت
3- يتأخرون عن مواعيدهم بشكل دائم
4- لا يقومون بفعل الواجب (أو العمل المنوط بهم القيام به) إلا في آخر وقت وفي الغالب لا ينجزونه في موعده
5- لا ينجحون في عمل برنامج يومي لتنظيم لأوقاتهم
6- لا يتقيدون بالنظام بشكل عام بل ويحبون كسر النظام والروتين من حولهم
7- لا يستطيعون التعامل مع أكثر من شيء في نفس الوقت
وعلى الجانب الآخر فأصحاب برنامج (خلال الزمن) يمتازون بالتالي:
1- يدركون قيمة الوقت بشكل جيد حتى أنهم يعرفون الوقت بالتحديد دون استخدام ساعة
2- يستطيعون بسهولة التعامل مع أكثر من شيء في وقت واحد
3- يضعون لأنفسهم برامج يومية وغالبا يستطيعون تنفيذها
4- يلتزمون بمواعيدهم بدقة
5- عند القراءة فإنهم يتنقلون في قراءة أكثر من كتاب في نفس الوقت
6- يتضايقون من أن يتأخر عليهم أحد
6- يميلون للالتزام بالنظام والروتين
7- عندما يطلب منهم تنفيذ شيء ما فإنهم يضعون جدولا زمنيا لإنهائه وغالبا يتمكنوا من تنفيذه قيل موعد تسليمه
هذا بشكل عام وسريع بعض سمات أهل برنامج الزمن بشقيه: في الزمن وخلال الزمن، وأظن أن الأخت آلاء من أصحاب برنامج (خلال الزمن). وقد تعمدت كتابة سمات كل فئة لتستطيع أن تحدد إذا كانت بالفعل منهم أم لا.. كما توجد سمات أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها وإنما ذكرت المهم منها والذي تستطيع من خلاله تحديد العادة أو البرنامج العقلي لها في التعامل مع الوقت لعل فيه راحة لبالها وجواب لاستفسارها ولتعرف أن ما لاحظته من انشغالها أثناء الحوار هو أمر طبيعي جدا لأصحاب برنامج خلال الزمن وعليها استثمار تلك المهارة في حياتنا العملية...
هذا والله أعلم
وجزاكم الله خيرا
أخوكم عبدالرحمن عبدالله
7/6/2005
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك ومشاركتك الطيبة، وما أضفته لموقعنا من معلومات عن البرمجة اللغوية العصبية، ويبدو أن المعلومات التي تمتلكها مفيدة فعلا بارك الله فيك.
لست خبيرا حقيقة في مبحث البرمجة اللغوية العصبية، ولم أقرأ كثيرا عنه، لكن ما عرضته عن تصنيف بعض الناس على أساس برامج عقلية مفترضة الوجود في الزمن وخلال الزمن وما إلى ذلك، لا أستطيع حياله إلا أن أبدي إعجابي بطريقة العرض، والذي يذكرني بطرق تصنيف الناس على أساس بعض الصفات فيهم، والتي بدأت تاريخيا بمعايير جسدية شكلية ووصلت الآن إلى معايير نفسية معرفية وقائمة على دراسات وقياسات إحصائية معقدة، لكنني فيما يتعلق بالتصنيف الذي طرحته أتساءل إن كانت هناك دراسات علمية اهتمت بهذا الموضوع وعلى أي أسس قامت تلك الدراسات؟ وأطلب منك أن تكتب لنا مقالات في الموضوع، فقد طلبت ذلك من قبل من أخي المستشار الدكتور علاء مرسي لكنه انشغل فيما يبدو ولم يفِ بما وعد به.
نقطة أخرى مهمة هي أنني أجد نفسي شخصيا عاجزا عن تصنيف نفسي لا هنا ولا هنا فلدي سمات من "في الزمن" وسمات من "خلال الزمن"، فهل كل الناس كذلك أم بعضهم فقط؟ وأترك السؤال مفتوحا لك ولأصدقائنا على مجانين، ومرةً أخرى أشكرك على مساهمتك الطيبة.