التزنيق الجنسي في المواصلات- استغاثة مشاركة
إدمان التزنيق الحقوني
السلام عليكم، لا أعرف من أين ابدأ وكلي خجل وخوف من الاستهزاء بي تتحدثون عن تزنيق الرجال للسيدات فماذا لو كنت أنا التي تزنق في الرجال نعم للأسف أنا أعيش مأساة أنا التي تزنق وتتحرش بالرجال في المواصلات العامة أترك سيارتي لأركب مواصلات لأمارس هوايتي، ومرارا أجرح في كرامتي ومرات يثار الرجل وكأني أريد إثارته ثم تركه لأثبت لنفسي أن الرجل مخلوق ضعيف من حيث سرعة الإثارة
أدمنتها أتعمد أن أركب المواصلات المزدحمة وبحقيبة اليد أصدرها نحو عضو أي رجل فمنهم من يثور ويغضب ويشتم ومنهم من يستجيب وينتصب بالفعل وهنا وقتها أشعر بالراحة لأنني أشعر برغبته الملتهبة في هذه اللحظة ثم يسعدني كونه برغم كل هذه الإثارة لن يتمكن من ممارسة الجنس وأظل أبحث عن رجل بهذه الأوصاف وعندما أصادفه أعود إلى منزلي مرتاحة البال هادئة.
ولكنني أتعذب وقرأت على موقعكم عن التزنيق وتألمت كثيرا لحال الدنيا حيث أن الجميع يفكر أن الرجل هو المتحرش بالمرأة دائما فقررت الإنصاف وإخراج قضيتي للضوء لكي أعود إلى ربي غني نادمة أغيثوني ما هو العلاج
أرجوكم سأطبق نصائحكم كما أنزلت أنا أرغب في التوبة الجدية والعلاج، حيث أنني أيضا أكون مثارة لنفس الفعل
أرجو الرد بسرعة حيث أنني أعرف مسؤولياتكم الجبارة
وشكرا لكم
20/6/2005
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
في ليلة تكليفه لي بالرد على متابعة صديقتنا دمعة، أرسل لي الدكتور وائل مشكلة إدمان التزنيق الحقوني: طفرة أنثوية؟، متسائلا هل هذا ممكن؟ معقول؟ ورأيت أنني يجب أن أقرأ الموضوع من أوله فلم أكن تابعته منذ البداية، فقرأت من على استشارات مجانين، بداية من إدمان الجنس أم إدمان التزنيق؟ مرورا بحوالي مشاركات عشر وحتى إدمان الجنس أم إدمان التزنيق م ورأيت أن أكتب مشاركة عامة في الموضوع فكانت هذه السطور:
يبدو أننا يجب أن ننظر لجوهر الموضوع والسبب العام لهذه القضية.. بعيدًا عن الشعارات والاتهامات والقواعد الجافة دعونا نستكشف سويًا معالم الصورة..
رجل يتحرش بفتاة، فتاة تتحرش برجل.. (جنس أو عقدة)
الموضوع متشعب وخطير ولذلك دعونا نبدأ بتجميع الأفكار المتشابهة حتى تتضح الصورة..
السبب الرئيسي في التحرشات عمومًا هي النظرة الجنسية.. الفكرة المترسبة في اللاوعي: هناك جسد ما خلف هذا الهيكل أو تحت هذه الثياب مهما كانت ساترة أو فاضحة يملكها رجل أو امرأة..
لقد اختلطت المفاهيم للأسف.. لم يعد فينا من يمشي في الأرض بجسده وقلبه معلق بالسماء، السمو، بالأهداف العليا.. وأصبح كل شيء يدعو للالتصاق بالأرض بقباحتها وغرابتها.. وسائل الإعلام الآن ترسب في عقول شبابنا: أنت جسد.. أنتِ جسد أيضًا.. لك من الحياة نصيب بحسب تضاريس جسدك، فنون دلالك، لون بشرتك وأخيرًا جرأتك في الانحراف أكثر..
لو أتيحت الفرصة القوية لشابنا أن يفهموا حياتهم لتغير وجه الدنيا.. ليس الشباب فحسب وإنما الكبار الضائع منهم أيضًا.. لو أن كل من فهم فلسفة الحياة النقية أفهمها لغيره لانجلى كثير من الجهل.. ولكننا دائمًا ما نمسك بفروع الأمور ونظل نتناقش فيها ونصعد أجوائها ثم نغيب عن الهدف الرئيس..
القضية إذن لا تنحصر في المظهر فقط لأن هناك من يتعرضون لهذه التحرشات وهم في كامل (المظهر) المحتشم رجالاً كانوا أو نساءً.. أيضًا لا تقيد بمشكلة المواصلات والزحام.. أتدرون لم؟؟ لأن هناك من يلتصقون في أبعد مكان يمكن أن يأتي على تصوركم الكريم. أين؟؟ في الحرم وأين؟؟ أمام الكعبة.. أمام الله.. يا إلهي.. في الطواف وقلوب معلقة بالسماء وأناس......
ماذا سنقول إذن؟؟ أيجوز بعد هذا أن ننظر للمشكلة من زاوية ضيقة؟؟، دعونا نرجع الأمور في نصابها إذن ونقر أن السبب في طريقة التفكير، تشوه المفهوم، نظرة الرجل للمرأة والمرأة للرجل..
الفطرة التي خلقنا الله عليها والدين الذي زرعه في معتقدنا حتى يعطينا الأمان يقول ألا نظرة جنسية إلا لإنسان وحيد فقط في الحياة: الرجل لزوجته، والمرأة لزوجها.. وكل إنسان بعد ذلك لا تعدو أن تكون العلاقة معه في إطار التواصل الإنساني بدرجاته التي تختلف حسب منزلة الأشخاص في حياتنا.
لماذا نقول ذلك؟؟ لأن هناك الكثير منا للأسف من تربى على هذه النظرة.. مجتمعات كاملة قائمة على هذه النظرية ولذلك لا نستغرب من وقوع أخ على أخته أو فتاة على سائقها، ومادامت النظرة الجنسية البحتة هي المسيطرة يكون سهلاً بعد ذلك ظهور العلاقات المثلية بدون شعور بالغرابة من أصحابها، لا بل ونجدهم ينادون بحقوقهم ويشعرون بالظلم.. لأنهم يسيرون حسب البرمجة الداخلية التي تقضي بالإحساس بجنس الذي يخاطبون أو يجالسون أو يخالطون في الحياة العامة..
ومع كمية الجرأة التي أصبحت تعرضها وسائل الاتصال لم يعد الرجل يكتفي بملاحقة النساء بالنظرات والكلمات بل تعدى إلى أبعد من ذلك من تحرش باللمسات والالتصاقات وقد يتعدى في بعض الحالات إلى الاغتصاب والخطف وربما القتل. لماذا؟؟؟ حتى الفتيات اللواتي كن يصمتن في الزمن الغابر أصبحن يصرحن بأفكارهن المماثلة تمامًا لأفكار الرجال، وبدلا من انحصار تعبيرهن في طريقة السير أو التزين أصبحن أيضًا يقفزن على الرجال متحرشات بهم ملتصقات متهجمات على عرباتهم وعلى منازلهم.. فأين نحن؟؟ وهل يعقل أن تكون هذه الحياة الحيوانية هي الحياة الطبيعية؟؟ وهل هذه (فطرة، وضغوط، ونعمل إيه؟؟)
الفطرة الطبيعية هي الفهم الصحيح للإسلام وبالتالي الحياة بأمان وهناء.. الغريزة الجنسية يتم تهذيبها بحصر النظرة الجنسية في إنسان واحد فقط وإن كان لم يأتي بعد فهذه ليست القضية الأساسية فنحن مسلمون خلقنا لهدف كبير عميق نترفع عن كل صراعات الدنيا.. مهلاً.. أنا لا أتحدث عن المدينة الفاضلة، بل نستطيع لو دخلنا إلى كنترول العقل وفندنا كل الأفكار وأعدنا ترتيبها.. أنت قادر على صناعة عقلك.. على رفض الأفكار الهدامة التي تحطمك.. لا تخبرني أن مثل هذا الإحساس لا يحطمك أو يحطمكِ.. لأنه مخالف للفطرة والدين، ولا نتعذر بمرحلة شباب أو طيش.. لأن هذه النظرة إذا تركزت في الإنسان أصبحت شاغله وعينه التي يرى بها وكأنها منظار مخترق للمادة يجعله يرى كل من حوله عرايا وهو مشتعل فماذا تتوقعون النتيجة؟؟ إنها الدمار الشامل.. لنفسه ولكل من حوله، لأن الفكرة موجودة ونائمة في عقولنا ويمكن لتصرف شائن من أحدهم أن يفعلها في الآخر كما ذكر الأستاذ (شير) أنه بدأ بالاهتمام بالموضوع بعد ما رأى ما رآه من الفتيات.. ليست هناك قاعدة قوية أو مفهوم صحيح عن العلاقة بين الرجل والمرأة من الأساس.
إذن دعونا نتفق مبدئيا على تغيير هذه الفكرة من عقولنا.. فكرة النظر إلى بني البشر أنهم مجرد أجسام وشهوات وطاقات جنسية متحركة.. لأن حياة كهذه كالجحيم.. معطلة للأهداف قاتلة للقدرات.. ودعوني أقول لكم أخيرًا أن العلاج في تغيير النظرة وليس في الزواج فقط لأن هناك من المتزوجون والمتزوجات من يقوم بأفظع من هذا.. بل إن هذه النظرة هي السبب الرئيس في أغلب حالات الطلاق فالمرأة تنظر لألف رجل غير زوجها نظرة جنسية أيضًا وتقارن وتحدد وتتمنى وتتشاجر مع زوجها، كذلك الرجل الذي يمني نفسه بأحلام وتخيلات ومطاردات لحسناوات ويظل كالشارب من البحر الذي لا يرتوي.. والحل؟؟؟ هل سيتمكن الرجل من الزواج بكل بنات العالم؟؟ وهل ستحظى المرأة بإعجاب كل الرجال؟؟ وهل ستتزوجهن جميعًا؟؟ الإجابة لا طبعًا بل ومستحيل..
حسنًا.. إن كنا نعلم أنه مستحيل، وعذاب، وألم، فقد أقررنا إذن بحكم الله وعدنا إلى الفطرة الصحيحة وإلى الإسلام الحافظ للعقل والقدرات والعلاقات الطبيعية.. لا نظرة جنسية إلا لواحد.
وحتى لهذا الواحد (شريك الحياة) لا تكون النظرة جنسية بحتة وإنما هي في البداية نظرة حب وتوافق ويأتي الجنس كجائزة جميلة ورباط مقدس يجمع الاثنين وعلامة تمازج بالغة في الخصوصية تشعرهم بصعوبة الابتعاد عن بعضهما بعد أن اتحدا نفسيًا وعاطفيًا وفكريًا أولا ثم اندمجا جنسيًا وعائليًا حياتيًا.
بعد هذه المقدمة عن جذر المشكلة دعونا نستعرض سويًا بعض المشاركات في هذه القضية.
كلمة أردت أن أقولها لصديقاتي الفتيات:
هل تعلمين أن إحساسك الداخلي يظهر جليًا على تصوراتك وأفكارك وتحركاتك؟؟ نظرتك (الجنسية) لنفسك ولمن حولك تساعد كثيرًا في تفاقم هذه الظاهرة.. كم من الفتيات في هذا الزمن تتذكر قبل أن تغادر بيتها ألا تصطحب معها أنوثتها؟؟ ولأوضح هذا المعنى دعوني أضرب لكم مثلا: كانت لي زميلة تحكي عن العالم المتوحش المليء بالرجال وتطرق الموضوع إلى المواصلات وذكرت عقدتها عندما حدثها أحد سائقي التاكسي بحديث غريب فقد سألها إن كانت متزوجة أم لا ولما لم ترد أكد لها أن هناك سيدات متزوجات (يواعدن) وألا مشكلة في ذلك أبدًا.. واكتفت هي بالانهيار والموت رعبًا حتى أوصلها إلى المكان الذي تريد بسلام..
قلت لها بهدوء: هل تعرفين أنك السبب في ذلك؟؟ صاحت بخوف: لماذا؟؟ والله كنت متغطية بالكامل وما يظهر مني أي شيء. قلت لها: وإحساسك؟ شعورك بأن هذا رجل أمامك ولهجتك الخائفة المستكينة وتعثرك في نفسك وانكماشك أليس هذا مطمعًا؟؟
يجب أن نتعلم جيدًا أن هناك فرقا شاسعا بين الخروج مع الأهل أو الصديقات وبين المشاوير المفردة، في الحالة الأولى يمكنني أن أتكلم، أمشي الهوينا، أتأمل الدنيا حولي، أما إن كنت لوحدي فأنا ضابط في الجيش ماضٍ نحو هدفه، تخلي عن أنوثتك تمامًا، وتستطيعين هذا بلا شك، وتستطيعه كل فتاة ناضجة سوية، بكل ثقة وجدية (تظهر من نظراتك، وقفتك، شموخك، احترامك لنفسك) احترامك لنفسك يكون باختيارك لملابس مناسبة غير ضيقة أو صارخة الألوان، لا تضعي عطرًا يدفع أي رجل لاحتضانك ثم تقولين هناك من تجرأ على لمسي...
لنعيد تركيب الصورة مرة أخرى.... فتاة مسلمة بمعنى الإسلام روحها معلقة بالله وفكرها سامي لا تنظر لأي رجل حولها نظرة جسدية، إنهم مخلوقات إنسانية، والتفكر في أحوالهم الكثيرة تعطيني عبرًا في الحياة، سبحان الله..
نعود إلى صديقتنا.. ملامحها المضيئة تكسوها الجدية ونظراتها واثقة تقف وقفة عسكرية بانتظار محطتها القادمة أو تجلس بكامل لباسها المحتشم خالية ملابسها من أي عطور نفاذة..
حسنًا.. إن التزمتِ بكل هذه الأمور ووجدتِ أيضًا من يقترب منك على حين غرة فما العمل؟؟
ابتعدي فورًا، إن كان المكان مزدحمًا قولي بهدوء لمن يجاورك: "يا جماعة طريق في واحد مش محترم هنا"، / لن ينظر لك أحد باتهام لأن شكلك لا يدل إطلاقًا أنك تريدين لفت الأنظار فأنت فتاة في كامل الجدية/لن أطلب منك ألا تنفعلي، فطبيعي أن تنفعلي ولكن أنت قادرة على ضبط هذا الانفعال، ولا تتركي نفسك لحالة من الصراخ والهستيريا وتتوقف حياتك عند هذه النقطة، تحتاجين هنا إلى بعض التدريبات النفسية للتحكم في انفعالاتك، وإن لم تستطيعي مساعدة نفسك فلا بأس من زيارة للطيب أو المعالج حتى تكتسبي المزيد من مهارات التحكم في النفس لصحة نفسية أفضل.
نفس الكلام يقال للرجل.. في الأماكن العامة تمسك بجديتك ولا توزع النظرات المتلهفة أو الشاردة على الجالسات حتى لا يساء فهمك أو تكون هدفًا لبعض ضعيفات النفوس.. وإن حدث واقتربت منك إحداهن فابتعد ولا تلتفت لها مطلقًا، وإن كان الابتعاد صعبًا فقل لها كلمة تردها بكل جدية وصرامة ستجدها اختفت من أمامك على الفور، وتذكر أن انقيادك لها بسبب تصرفها لا يسامحك الله عليه لأنك مسئول عن تصرفاتك ومحاسب على أفعالك بمفردك.. وهب أن الله وضعك في امتحان بسيط ليختبر قوة إيمانك.. أتسقط صريعًا مع أول منعطف يقابلك؟؟ أين قوتك؟؟
وبالنسبة لمن يمارس التزنيق بالناس في وسائل المواصلات وغيرها يجب أن يفهم أن هناك شيئًا يسمى بقدسية الجسد وأنا هنا أعلق على كلام الأستاذ (م.م) الذي كان يقدم النصيحة بقوله لصديقتنا: تخيلي أن فتاة هي التي.... وليس رجلاً، فمن قال يا سيدي أن ذات الفعل لا يترك أثرًا سواء كان من ذكر أو أنثى كائنًا من كان؟؟ احترامنا لأجسادنا ألا يلمسها إلا من نحب في إطار الله (الزواج) هو من احترامنا لذواتنا قبل أي شيء.. فكيف ترضى لنفسك يا أخي أن يلتصق جسدك بآلاف السيدات ثم تأتي لتشكو من قسوة روحك وكرهك للحياة.. نحن المسئولين عن حياتنا ولا أحد غيرنا.. لأصل إلى النقاء فعلي أن أعمل بالأسباب الموصلة لذلك.. نفس الكلام للفتاة التي تلتصق بالرجال.. أي خصوصية حفظتها لنفسك وأي مشاعر جميلة أبقيتها وأنت قد هدمت مبدءًا جليلاً وشوهت صورة الحب والجنس داخلك.. لتصبح بعد أن كانت حلمًا راقيًا مع فارس الجواد الأبيض إلى صورة سوداء متسخة مشبعة برائحة كريهة داخل ملحمة بشرية تعلو أصواتها باللعنات.. لكل من يفعل ما تفعلين.
لماذا أصبح الزواج صعبًا؟؟ هل لأن الأقدمين كانوا أكثر منا مالاً وأوفر جاهًا؟؟ لا والله ولكنهم كانوا أصحاب إيمان حقيقي ومبادئ ورؤى تصعد بأرواحهم إلى الله وأجسادهم في الأرض وعقولهم تطبق تعاليم الدين المتوافق مع كل تغيرات الحياة العجيبة.. الحياة صعبة؟ نعم، ولكن بأيدينا أن نخفف صعوبتها بفهم أهدافنا.. قديمًا كان يجد الرجل عالي الهمة من تشاركه في حمل القضية وحب الخير والترفع عن الشهوات فكان الحب وكان الزواج، ولكن نحن وفي هذا الزمن ما الذي أصبح يجمعنا؟؟ المال؟ الجاه؟ المظهر؟ الفراغ الفكري والعاطفي.. فلا نشكو إذن من صعوبات الحياة والزواج.
هل كانت حكمة الله من خلقنا هي الزواج؟؟ هل قال سبحانه ما خلقت الجن والإنس إلا ليتزوجون ويتناسلون؟؟ أقول ذلك لأن الزواج ليس متاحًا للجميع بل وهناك من لا يكتب الله له أو لها الزواج طيلة العمر فماذا بعد؟؟ هل الانحراف هو الحل؟؟ يجب أن يكون هناك شيء آخر، لا يمكن أن يتركنا الله عبثًا.. فلنضع غرائزنا في نصابها إذن (ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب)
لا نقل إذن الشباب محروم لأنه يطالع البنات المتبرجات، لو اكتفى كل رجل يحترم نفسه بصرف نظره احتقارًا وتعبدًا عن كل فتاة تتجرد من حيائها لما بقيت هناك فتاة بذلك الوصف، ولكن عندما يكون شغله الشاغل وهدفه في الحياة هو نظره ومراقباته الجنسية فلا شك أنه قد أزجى بنفسه للعذاب ولا أحد سواه.. أيضًا القنوات والمواقع الجنسية يستطيع الفرد الابتعاد عنها بسهوله عند تعلقه بهدف أعلى وعندما يوقن أنه مهما فعل فلا يمكنه أن يعيش كل وقته في حالة من سكر الشهوة التي تورث ألمًا نفسيًا.. بل إن صانعك قد وضعها في طريق واحد، ومخالفه هالك لا محالة..
وعندما تنظر الفتاة لنفسها وقيمتها الإنسانية بشكل صحيح سترفض امتهان جسدها، لا تنظر أن أي فتاة تدفعها غريزة حصد الإعجاب إلى إبراز محاسنها وحتى يشيد الجميع بجمالها ورقتها حتى إن لم يكن لديها أي تصورات جنسية/ ولكن ماذا لو عرفتِ أن هذه التصرفات نتيجتها ضدك وليست لصالحك.. فأنت تطالبين أن يكون الحكم عليك كجسد لأن ليس لديك ما تفاخرين به من فكر أو مبدأ أو دين؟؟ هل يعجبك أن ينظر لك بهذه الصورة؟؟ بالطبع لا.. صدقوني، لو فهمت كل الفتيات الهدف من حياتهن والحكمة من إعطاء الله لهن الجمال لتحشمن من تلقاء أنفسهن فالاحتشام هو الفطرة السليمة وعكسها ما يسمى بتلوث أو انتكاس الفطرة السليمة.
ويجب على أولياء الأمور معالجة الأمر بحكمة على أساس أنه ظاهرة اجتماعية حاصلة ولا تتم المعالجة بنوع من الإرهاب أو الصراخ في الشارع وإشعال الحرائق والدخول في معارك وتعريض الأسرة للخطر مما يدفع الزوجات والبنات إلى الصمت وعدم شكوى المعتدين إلى آباءهم أو إخوانهم أو أزواجهم الذين يصاحبونهن.. بقليل من الحكمة وضبط النفس سيصلح الأمر وأنا هنا أخالف أخي (تامر) في الرأي، فليس الحل أبدًا في صراخ السيدة بكل ما أوتيت فهذا إلى جانب آثاره السلبية على من حولها يسبب لها انهيارًا نفسيًا ربما تفقد فيه كثيرًا من طاقتها وأعصابها ويسبب لها عقدة مستديمة أكثر من اكتفائها بالصمت والتحمل الذي هو خطأ فادح آخر.
وكلمة إلى الصديقة (معذبة) صاحبة المشكلة التي كانت سببًا في هذا الرد المطول.. بعد قراءتك لهذه الرسالة أرجو أن تكون قد وضحت لديك بعض المفاهيم، وتذكري أن إيذاء الناس أمر عظيم، وربما تكونين سببًا في انحراف أحدهم فيتضاعف ذنبك، وإن كنت أظن أنك تفعلين ذلك من باب عقدة أو حقد دفين على الرجال بحيث تشعرين أنك تودين الانتقام منهم أو الإثبات أمام نفسك بأنهم جميعًا صنف حقير مثلاً أو لا يوجد في حياتهم أي معنى سوى الجنس..
وما دمتِ قد رغبتِ في التوبة فلا تترددي ولا مانع من التوجه إلى طبيب يعاونك في استخراج سبب حب انتقامك من الرجال وعلاجها لأنها تشوه الصورة بداخلك تجاه الحب والجنس كما أسلفنا..
وأخيرًا يجب أن نعرف جميعًا أن كلمة الخوف من الله ومراقبته لن تؤثر طالما لا تعدو أن تكون شعارًا في حياتنًا وليست عملاً تطبيقيًا.. إحساسًا عميقًا بأن الله سبحانه وتعالى معنا.. ومن كان الله معه فلن يخذله ولن يتركه للهوى والشيطان..
حمانا الله وإياكم.....
ويتبع>>>>>>: التزنيق الجنسي في المواصلات: هل هو ظاهرة؟ مشاركة