حب من طرف واحد..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تحية طيبة وبعد:
أولاً: أشكركم جدا جدا جدا على هذا الموقع الأكثر من رائع والذي سوف يتيح لي أخيرا التواصل مع أطباء نفسيين رائعين جدا مثلكم بعد أن تعبت في إقناع أبي بالذهاب إلى طبيب نفسي معللاً أنني لا أحتاجه وأنني أبالغ
ثانياً: اعذروني على الإطالة في مشكلتي لكنني فرحة جدا بأنني سوف أفضفض لكم وأجد الإجابة الشافية والوافية لديكم إنشاء الله أعذروني كذلك لأن هذه مشكلة واحدة من مشاكلي بمعني أنني سوف أرسل مرة أخرى (أنا ثرثارة) !!
أنا كغيري من الفتيات أتمنى الحب والزواج, وعندما كبرت وأصبح عمري 12 أو 13 أحببت ابن خالتي.. لا أعرف ما السبب الذي جعلني أتعلق به أو أحبه, ظننت انه تقليد لأخي الذي يحب كذلك ابنة خالتي أي أخت حبيبي مع أنهم يتبادلان المشاعر الجميلة والحلم بالزواج ببعضهم أما أنا فلم أكن كذلك، بمعنى عندما علم ابن خالتي لم يبادلني هذا الحب بل قال لازلنا صغار..
وعندما كبرنا قال أعذار أخرى مثل أنه لا يحبذ الزواج بالقريبات، مع أنه في البداية أخذ يسأل عني ويوصل سلامه لي لأننا لا نرى بعضنا كثيرا وكذلك يسأل اخته بقوله: هل تغيرت هل كبرت ونما جسمي وأصبحت أكبر؟ وأحيانا لا يسأل وقد عرفت من أخته أنه لا يحب الفتاة الضعيفة البنية وأنا كذلك ولا يحب الفتاة أن تبوح بحبها لمن تحبه أو أنها تأخذ الخطوة الأولى..
وحقيقة كنت أقنع نفسي بنسيان ذلك فقد يكون حب مراهقة إلا أنني أقول لا أحبه وإذا رأيته أو سمعت صوته أو سمعت خبر عنه أعود وأتذكره وأحبه مرة أخرى وأتذكر المواقف بيني وبينه او الأسئلة عني وأفرح جداً إذا أتى بيتنا. وكنت ألبس ملابسي كما يحب وأطبخ الأصناف المحببة لديه.
والمشكلة الأخرى هو أن صديق أخي أحبني وأنا لم أكن أعلم لكن أخي قال لي ثم تكلمت مع ابنة خالتي عن ذلك فقلت لها أنه قد يكون حب مراهقة وكذلك هي وافقتني الرأي، المهم علم ابن خالتي عن ذلك، وأنا سبق أن انتقدت صديق أخي في شي فقام ابن خالتي بإخباره وقد يكون قد أضاف كلام لم أتكلم به أنا، وغضب صديق أخي، وكان يريد خطبتي فقد قال لأخي ذلك بأنه أعجب بصوتي أولاً ثم رآني وأعجبته أكثر ولكن ابن خالتي أغضبه مما جعله يبتعد، وكنت أنا في سن 15 وصديق أخي 17، أنا لم أصدق أنه يريد خطبتي لأنه مازال يدرس وصغير وكذلك أنا، لكنني أظهرت أنني لم أحزن وذلك لكي لا يغضب مني ابن خالتي وأنا في الحقيقة أعجبت بصديق أخي لأنه صريح وأحبني، وفي الوقت نفسه تعجبت جدا من تصرف ابن خالتي فاحترت هل هي غيرة علي او انني اوهم نفسي او فقط ليتسلى بي؟؟
الأن وبعد مضي 6 سنوات على حبي لابن خالتي لازلت احبه ولكن تعبت من إهماله او الحب من طرف واحد وغضبت جدا لأنني علمت انه يحب اخرى مع إنني أحببته منذ أن كان عمري 13 وانا الأن 19 وفي الجامعة ولازلت احس بالذنب لاأن صديق اخي غضب من انتقادي لشيء فيه مع ان الخطأ من ابن خالتي لأنه تدخل.
الآن أحاول أنسى حبي له بأن اتعلق بأي صديق لأخي لسماعي شيء عنه أو رؤيته مع أنني في الحقيقة أجبر نفسي فقط لكي أتلهي أو أنسى هذا الحب الساذج مثلي والغباء الذي لايعقل فيَ، تخيل يا دكتور على هذه المعاملة أو الإهمال ولا أزال أحبه وأقول قد يكون مضطرا لذلك أو أعطيه أعذار، أنا تعبت من عيشي في هذه الدائرة أو هذه القصة دون أن أخرج منها، وللعلم لقد عرف أبي بذلك ووبخني كثيراً وقال لا زواج من أقارب أبدا فأبي رافض تماما الزواج من أقارب.. أرشدني يا دكتور.. انصحني.. أخرجني من هذه الأحلام والأوهام..
أنا اشعر بالفراغ العاطفي فكل صديقاتي يحبون ويخطب من أحبائهم وكذلك أخي يحب وكل العالم إلا أنا الذي أكتفي بالدراسة والأكل والشرب والنوم.. لدي صديقات لكنني أريد حباً.. أنا أتحسر على نفسي وكذلك يزيد من ذلك أن أبي يقارن دائما بين أختي الكبرى بأن شباب كثير كان يتقدمون لها وهي في عمري (19 سنة) أما أنا فلا فأحزن أكثر فالأمر ليس بيدي وإنني ضعيفة البنية لذلك لا أحد يتقدم لي
وأنا مقتنعة أنني لازلت صغيرة على الزواج وقد لا أتحمل المسؤولية منذ الأن لكن المقارنة كذلك تجعلني أفكر لماذا لا يتقدمون لي. انا خجولة ولا أخرج كثيرا ليراني الناس وأعجبهم فقد يكون هذا السبب أو لأنني ضعيفة أم ماذا؟؟
دكتور اعذرني على الإطالة التي قد تكون مملة.. وأشكرك من أعماق قلبي على هذا الموقع الأكثر من رائع والذي أتمنى ان يستفيد منه أبي لكن للأسف فهو لا يقتنع بالمشورة أو الطب النفسي ويقول أنه للحالات الصعبة. اعذرني جدا على ثرثرتي ولك مني جزيل الشكر..
أرجو منك أيها الطبيب العزيز إرسال النصيحة او العلاج على بريدي الإلكتروني.. وشكرا كثيراً
9/7/2005
رد المستشار
أهلا بك وبمشاكلك مهما أرسلت لنا, ونسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى حُسن الرد وإلى أن نكون عوناً حقيقياً لك على حل مشاكلك والحياة بسعادة.
وشكرا لك على هذا الإطراء الجميل على موقعنا هذا.
سأبدأ معك بتحليل لكلماتك وتصرفاتك, فأرجو أن يتسع صدرك لكلامي مهما كان ومهما طال , إذ يبدو أنني أنا أيضاً ممن يحبون الكلام:)
تقولين " أنا كغيري من الفتيات أتمنى الحب والزواج, وعندما كبرت وأصبح عمري 12 أو 13 أحببت ابن خالتي.. لاأعرف ما السبب الذي جعلني أتعلق به أو أحبه"
أنت كغيرك من الفتيات تتمنين الحب والزواج, ومنذ أن كنت في مراهقتك المبكرة, ولكنك -كغيرك من الفتيات أيضاً– تعانين فراغاً فكرياً ووقتياً قاتلين أدّيا بك إلى الوقوع أسيرة هذه الحلقة المفرغة من الحب..
أنت تهتمين بالجنس الآخر بحكم فطرتك التي خلق الله تعالى عليها أمنا حواء وبناتها, وهذا بحد ذاته لاشيء فيه, ولكنك عبّرت عن هذه الفطرة بالسعي وراء العلاقات العاطفية العابرة مع المتاح في محيطك من أفراد الجنس الآخر: ابن خالتك, صديق أخيك... الخ.
وهذا يا عزيزتي ليس الطريق الصحيح أبداً للتعبير عن هذه العاطفة وهذا الميل الذي خلقهما الله تعالى في قلوبنا, بل هذا طريق مليء بالألم والحسرة والندامة والتعكير..
ولأنك كغيرك من الفتيات تتمنين الحب والزواج فقد وقعت في الحب لشخص ممن هو متاح في دائرة معارفك, ليس بالضرورة أن يكون هناك سبب تحبينه من أجله, ففي هذه السن التي كنتِ فيها تحب الفتاة ويحب الفتى للحب فقط ليس إلا, وهذا بحد ذاته ليس المشكلة, بل تكمن المشكلة في طريقة تعاملهما مع هذا الحب: أهي ناضجة أم لا تزال طفولية..
وطبعاً لن تكون ناضجة ما لم يوجد من يوجّه هذا الفتى وتلك الفتاة للصواب ولكيفية التعامل السليم مع هذه الأحداث الجديدة و"اللذيذة" فلا نستطيع أن نقول أنه لا متعة في الحب, بل فيه سعادة كبيرة, فمن أروع الأمور أن يحس المرء أن هناك من يحبه, وأن يحس أنه يحب هو أيضا, وتكتمل السعادة حين يكون كلا الطرفين يتبادلان الحب..
ولكن كما قلت لك يا عزيزتي: المهم هو: كيف نتعامل مع هذا الحب..
وما لاحظته من كلامك عن تعاملك أنت مع الحب أنه كان – واعذريني لكلماتي كما اتفقنا – يحتاج للمزيد من النضج..
فمن التصرفات غير الناضجة –كما أعتبرها أنا– أنك كنت لا ترين أخطاءه, أو ترينها ثم تتعامين عنها.. وهذا يا عزيزتي بحد ذاته ليس دائما تصرف غير ناضج, بل هو في قمة النضج حين يكون في محلّه, ولكننا في حالتك هذه ليس في محلّه, فأنت لا زلت في مرحلة دراسة هذا الشخص لتكوين فكرة عنه ولا بد في هذه المرحلة أن تكوني صريحة جدا مع نفسك وتفتحي عينيك جيداً لتري كل الأشياء حتى تلك التي تؤلمك رؤيتها..
وقديما قال الشاعر:
وعين المحب عن كل عيب كليلةٌ *** ولكنَّ عين السخط تبدي المساوئا
هذا التصرف يكون ناضجاً – التعامي عن أخطاء الآخرين – عندما نتعامل مع من اختبرناهم وعرفناهم تماما وشكّلنا معهم علاقة تحت الغطاء الشرعي لها, هنا يتحمّل البنيان الراسخ الذي أنشأناه أن نغض الطرف عن بعض الزلات التي لا يخلو منها إنسان, أما أن يكون هذا في بداية تشكّل العلاقة وفي طور الدراسة التي سيُبنى عليها صرح هائل وهو الأسرة, وكل هذا بدعوى الحب, فهذا ما أعتقد أنه أول المعاول التي ستهدم هذا الصرح..
علينا ياعزيزتي أن نكون واقعيين وحياديين في أحكامنا حتى على من نحب ولا نسمح لعواطفنا أن تسوقنا كما تشاء.. فالثمن في النهاية سيكون فادحاً إذا أسأنا التصرف منذ البداية.. أليس كذلك؟؟ ولابد أن ننتبه أيضاً إلى الخدع والمطبات التي قد نقع بها, فكثيراً ما تدفعنا نفوسنا إلى الاستسلام للأحلام الوردية البرّاقة التي وجدنا فيه سعادتنا, حتى ولو كانت وهمية!!
أنت ترين أن صديق أخيك غضب من انتقادك له بسبب تدخل ابن خالتك, وأنا أقول لك أن أي انسان يتضايق من النقد ولكن الانسان الواعي فقط هو الذي يرى أن النقد "هدية" بل وثمينة أيضاً, كما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرى ذلك في قوله "رحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي".. أما ما كان من ضيق صديق أخيك من هذا النقد فهو لا يدل على شخصية ناضجة وواعية, بل شخصية لا تزال تتصرف بردود أفعال وبطريقة طفولية.
على كل حال قد ينضج في المستقبل وقد لا.. المهم من كل هذا التحليل هو أن أريك كيف أنك وبعين المحب تُغفلين العيوب والأخطاء حتى ولو بإلقائها على أطراف خارجية.. وهذا يا عزيزتي ما لا يمكّنك أبداً من اكتشاف الناس ومعرفتهم معرفة حقيقية.. فكيف ببناء الزواج على هذه المعرفة "الوهمية"؟؟!!!
هناك مثل سمعته فوجدت فيه الحكمة الكبيرة, ولا أدري أهو قول للنبي صلى الله عليه وسلم أم مجرد قول حكيم من الحكماء, وهو: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما, وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما..
المقصود بهذا القول هو عدم التطرف في المشاعروالتزام جانت الحياد والمرونة قدر الإمكان, و"لازم الواحد لما يتخانق يخلي للصلح مطرح, ولما يتصالح يخلي للخناق مطرح".. مش المقصود الخناق بمعنى الخناق, بل الاختلاف لأنه لابد سيحدث.. وإذا كنا قد رسمنا صورة مثالية كاملة للشخص الذي نحبه, فهذا كفيل بتسريع انتهاء العلاقة وتحطيم الصورة عند أول زلة يقع فيها هذا الشخص, لأنه لا بد سيقع فيها ومن منا لا يخطئ.. وفي نفس الوقت إذا اختلفنا مع شخص ما فلا بد أن لا ندع هذا الاختلاف يفسد الودّ الذي بيننا..
تقولين بأن والدك يرى أنك لا تحتاجين الطبيب النفسي, وأنا أعتقد أن والدك محق في ذلك –إلا إذا كان الدكتور وائل يرى في سطورك ما لا أراه- , فليس هناك ما يشير إلى وجود اضطراب نفسي في سطورك اللهم إلا ما تعانيه من لخبطة في الحياة وفي الأفكار والأهداف وبالتالي لخبطة في التصرفات والسلوكيات, وهذا لا يحتاج إلى طبيب نفسي بقدر ما يحتاج إلى أخ كبير او أخت كبيرة تفضفضين لها وتستفيدين من خبرتها في الحياة.. وهذا ما بدأت تفعلينه فعلا على مجانين.. وإن شاء الله ستجدين كل خير...
تقولين:"الآن أحاول أنسى حبي له بأن اتعلق بأي صديق لأخي لسماعي شيء عنه أو رؤيته مع أنني في الحقيقة أجبر نفسي فقط لكي أتلهى أو أنسى هذا الحب الساذج مثلي والغباء الذي لايعقل فيَ "
هل تحاولين نسيان حبه بأن تلهي نفسك بحب آخر من قبيل: وداوني بالتي كانت هي الداء!!
هذه القاعدة إن صحت مرة فلا تصح كل مرة, لا يا عزيزتي, الحل في اتجاه آخر تماما: تتلهين نعم, لكن بحب غيره:لا!
الحل هو فعلا بأن تنشغلي عن هذا الحب ولكن بالنافع المفيد الذي يعود بالخير عليك ديناً ودنيا , يعود بالخير عليك وعلى مجتمعك.. ولكنك تحتاجين أولا إلى أن تعرفي نفسك , تعرفي من أنت ولماذا خُلقت وماذا تريدين أن تحققي في هذه الدنيا, وأخيراً كيف تحققين ما تريدين.. وبعد ان تجيبي عن هذه الأسئلة كلها ابحثي حولك لتجدي السبيل الأقرب والأنسب لتحقيق هذه الطموحات, عندها ستنشغلين بإنجاز حقيقي لك في الدنيا وسترين كم كنت تضيعين وقتك وجهودك في اللاشيء!!
أرجو ان لا تفهمي من كلامي أنني أسفّه الحب وأقلل من شأنه, لا يا حبيبتي, بل الحب هو أسمى عاطفة وضعها الله تعالى في قلوبنا , ولكننا أسأنا استعمالها كثيرا وآن الأوان أن نعيدها إلى مسارها الصحيح..
ولمزيد من المعرفة والاطلاع على موضوع الحب هذا سأحيلك إلى بعض ما سبق من استشارات:
أحبّ مدرّسي .. فماذا أفعل ؟؟
الفرق بين العشق والحب والإعجاب
لعبة الحب: خلط وارتباك مفاهيم
شكل الحب وحقيقة الحب
قد يكون حبا , وقد ... لا يكون
"متضايقة إني بكلّمه" : هو الذنب !
والدك وبّخك حين علم بالأمر وقال أنه لا يريد زواج الأقارب, وأنا أضمّ صوتي إلى صوته في منعك من الزواج الآن ليس من الأقارب فقط بل ومن الأباعد أيضاً , لأن الزواج يا عزيزتي ليس رحلة يومين تلاتة وتنتهي , وإنما هو شراكة تدوم مدى الحياة, ومنتجات هذه الشركة هي أكرم مخلوق على الله تعالى وهو الإنسان.. الزواج ليس بهذه البساطة ولا السطحية التي يصورونه بها حيث يجعلون دعامته الوحيدة هي الحب ويا ليت كان "الحب الحقيقي اللي على أصوله", بل هو الحب المشوّه المختزل الذي لا يمكن أن تستمر به علاقة عميقة كعلاقة الزواج..
وأريدك أن تعرفي أن الزواج رزق, كالرزق المادي بالضبط وهو يتطلب لنحصل عليه أمرين: السعي الصحيح + الدعاء والتوكل على الله .
كيف نسعى لنتزوج؟
بأن نستعد تماما له حتى إذا أذن الله تعالى بنزول هذا الرزق كنا أهلا له فأخذناه بجدارة ثم نجحنا فيه, فالزواج يا حبيبتي من أكبر المسؤوليات التي يتحملها الإنسان على وجه الأرض, أليست صناعة الإنسان تبدأ بالزواج؟ أليس استقرار المجتمع ومن ثم الدولة ككل أساسها استقرار الأسرة ؟؟
بقدر ما يحمل الزواج من متع ومسرّات بقدر ما يحمل أعباءً ومسؤوليات ..
لهذا أقترح أن تبدئي وبجد ودأب ومن هذه اللحظة بإعداد نفسك لهذه المرحلة المهمة جدا من حياتك والتي بإذن الله ستكون مرحلة ناجحة جدا تظللها ظلال السعادة وتغمرها السكينة والرحمة.. وأقترح أن تعودي إلى صفحتي حواء وآدم و النصف الآخر لتبدئي بإعداد نفسك من الآن ..
ثم إن كثرة الخطاب والعرسان ليست دليلاً على سرعة الزواج, فأنا أعرف من ظلت أكثر من 15 سنة يتقدم لها العرسان ولم تتزوج, ومن تقدم لها أول عريس فتزوجت وكانت هي أول فتاة يراها زوجها كعروس !! فيا سبحان الله.. لربك في خلقه شؤون..
في النهاية سألخص لك ما عليك أن تفعليه لتخرجي من مشكلتك هذه ولتدخلي الحياة بخطىً واثقة فتكوني نعم الزوجة والأم ونعم المرأة الصالحة..
نصائح وخطة العمل:
1- اعرفي نفسك , اجلسي مع نفسك جلسة هادئة لتتعرفي عليها ولتعرفي ماذا تريد في هذه الحياة ولتتفقي معها على الخطوات ستوصلك إلى ما تريدين.
2- لا تسمحي للفراغ والكسل بأن يغتالا أحلى سنوات عمرك , بل املئي وقت فراغك بالنافع المفيد لك ولمجتمعك, سواء كان أعمالاً تطوعية أو ممارسة هوايات أو تنمية ذاتية أو اكتساب مهارات جديدة ,ابحثي واسألي وسترين أن هناك أبواباً جديدة ستُفتح أمامك لم تكن تخطر ببالك يوماً..
3- بما أنك ترسمين, هلا أرسلت لنا شيئاً من إنتاجك لننشره على الموقع, مهما كنت ترين أن إبداعك متواضع وبسيط فهو إبداع ونشره هو الخطوة الأولى على طريق تطويره.. وسنسعد كثيراً إذا قمنا بهذه الخطوة .
4- أنت من هواة المشي وهذا رائع, فلا تنسي أن تدخلي المشي أو أي نوع آخر من أنواع الرياضات في برنامجك اليومي بمعدل نصف ساعة على أقل تقدير.
5- تحتاجين أخيراً إلى زيادة قربك من الله تعالى وتوثيق علاقتك به, وهذا يحدث بأمرين: علم + عمل.
علم: بحضور دروس الدين والعلم والوعظ وخصوصاً دروس ترقيق القلوب والتعريف بالله عز وجل, وإذا لم تستطيعي حضورها شخصياً فلا أقل من الاستماع إليها على النت والنت مليئة بهذه الدروس..
عمل: بأن تحددي لنفسك خطة تعبدية تسيرين عليها وتضم عبادات متنوعة من صلاة وصيام وذكر وقراءة قرآن..
6- الدعاء والتضرع لله تعالى أن يوفقك في مساعيك هذه وأن يدلّك على الصواب ويعينك في طريق تغلبك على نفسك , فما ستقومين به هو جهاد النفس الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه الجهاد الأكبر, حين كان راجعاً من إحدى غزواته فقال : رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر: جهاد النفس.. الجهاد على طريق تحقيق معنى عبوديتنا الحقيقية لله تعالى واستخلافه لنا في هذه الأرض.. ويا له من جهاد يحتاج حشد وشحذ كل طاقاتنا وإمكانياتنا وأولها : الاستعانة بالقوي المتين عز وجل.
وفقك الله تعالى في مساعيك وكللها بالنجاح وأعانك على نفسك وشيطانك الذي سيتربص بك ليعيق نجاحك , ولكنني أتوقع أنه سينتهي به الأمر إلى إحدى الزوايا خائباً يبكي فشله الذريع في تحطيم نجاحاتك..
ولا تنسي أن تتابعينا بتعليقاتك, وبباقي مواضيع "ثرثرتك" الممتعة التي وعدتنا بها في استشارات قادمة بإذن الله.