إدمان الشات كجزء من مشكلة زوجية
بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
إن علاج مشكلتك أختي العزيزة على سبيل الخصوص يتم على أكثر من نحو لأنه يرتبط بأكثر من مشكلة
أولا لابد أن تعلمي أن إدمان الشات هو عرض أو مظهر المشكلة وليس جوهرها وعلاج مشكلة إدمان الشات بسيط جدا جدا
ثانيا المشكلة الحقيقية هي الفتور في الحياة رغم وجود الزوج والأولاد، وعلاجها
لقد تعودنا في المثل الشعبي أن نقول ((الصباع اللى يتعبك (اقطعه)... وفى آخر (الباب اللي يجيلك منه الريح.......) وهذه الأمثال قد تصدق أحيانا لأن الإصبع قد يكون مصابا بغرغرينة تعدي الجسم كله، أو لأن الريح قد تكون قوية عاتية تهللك من يقف أمامها ولذا أولا لابد من إلغاء وسيلة الهروب من مواجهة المشكلة، ووسيلة الهروب هي الشات
والعلاج بسيط نلغي وجود ذلك الشيء من المنزل تماما (الكمبيوتر) حتى نشعر بقدرتنا على الاستغناء عنه وبعدها يمكن إعادة اقتنائه، ولكن الأمر ليس ببساطة فلكل فعل رد فعل ورد الفعل سيكون شعورا بالملل والضيق لافتقادك وسيلة الهروب وحينها لابد أن نوجد البديل المناسب المفيد
وليكن القراءة في الكتب عامة والدينية بشكلللل خـــــــــــاص
وقراءة القرآن والصلاة وهذه بدائل لها أثرها البالغ الذي يؤثر على أصل المشكلة
مع العلم أن هذا ما كنت سأفعله لو كنت مكانك وهو مجرد اقتراح شخصي
والله اسأل أن يعافيك ويعافي كل مبتلى
والسلام عليكم ورحمة الله
هيثم الشيخ
27/5/2005
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله، وأهلاً وسهلاً بك على موقعنا.... وأشكرك على مشاركتك، أرى أن تجعل صاحبة المشكلة ترى مشكلتها من منظور آخر، وأن تهون عليها وتشجعها...
وهذا كله أمر إيجابي...
لكن يا سيدي عليك أن تأخذ في اعتبارك أن ما يفيدك أنت شخصياً قد لا يفيد غيرك!! وأن معالجة الأعراض لا يساوى معالجة المرض!!
فصديقتنا قد عانت من قبل من "الوسواس القهري" ثم توقفت عن الدواء من تلقاء نفسها.... وبدأت الأعراض تعاودها من جديد على هيئة سلوك "إدمان الدردشة" فإدمان الانترنت –بشكل عام- يمكن أن يندرج تحت اضطرابات العادات والنزوات، وهي إحدى محتويات نطاق الوسواس القهري، وتتسِمُ هذه الاضطرابات بسماتٍ ثلاث هيَ:
-1- الفشلُ في مقاومة اندفاعةٍ أو نازعٍ أو هوًى للقيام بفعلٍ ما ضارٍ للشخص نفسه أو للآخرينْ.
-2- شعورٌ متعاظمٌ بالاستثارة قبلَ القيام بذلك الفعل.
-3- الإحساس بالمتعة أو الرضى أو التخلص من الضغط النفسي أثناء القيام بذلك الفعل.
ومن ثم لا أتوقع أن اقتراحك بالتخلص من الكمبيوتر سيحل المشكلة... لأنك بذلك قد تناولت عرضا واحدا من المشكلة، كأنك عالجت حرارة الجسد لكن المريض لا يزال يعانى من الزكام، ولكن قد يفيدها اقتراح قريب مما ذكرته وهو أن تمتنع عن الدخول على مواقع الدردشة في حين يكون مسموحا لها التجول في المواقع الأخرى، على أن يتواكب مع ذلك خطوة أخرى!! فرؤيتك لتحسين العلاقات بالزوج والآخرين بالفعل يمكن أن تساعدها، ذلك أن الدراسات التي أجريت منذ عام 2000 إلى الآن تشير أن مدمني الدردشة –بشكل خاص- لديهم نقص في تقدير الذات و اضطراب في العلاقة بالآخرين ونقص في مهارات التواصل ووجود مشكلات أسرية وحاجة إلى المساندة الاجتماعية والهروب من المشكلات....
وبناء على ذلك من المتوقع أن يقل الإدمان إذا عالجنا هذه الأمور!! إضافة إلى العلاج العادي للإدمان الانترنت المتمثل في الآتي:
• تغيير الوقت الذي يدخل فيه الشخص إلى الإنترنت أو تأجيله بشكل أو بآخر.
• إيجاد بعض الموانع الخارجية كضبط ساعة منبهةٍ قبل بداية دخوله الإنترنت بحيث ينوي الدخول على الإنترنت ساعة واحدة قبل إحضار الأبناء من المدرسة مثلاً ـ حتى لا يندمج في الإنترنت.
• تقليل وتنظيم ساعات استخدامه بحيث إذا كان –مثلاً- يدخل على الإنترنت لمدة 40 ساعة أسبوعيًّا نطلب منه التقليل إلى 20 ساعة أسبوعيًّا.
• تنظيم تلك الساعات بتوزيعها على أيام الأسبوع في ساعات محددة من اليوم بحيث لا يتعدى الجدول المحدد.
• الامتناع التام عن استخدام أكثر مجالات استخدامه للإنترنت في حين تترك له حرية استخدام المجالات الأخرى-كما ذكرت-
• وضع بطاقات يكتب فيها مساوئ الاستخدام المفرط للإنترنت وتعلق بجوار الجهاز
• يمكن أن تساعد في العلاج مجموعات من الأفراد المشتركين في هذا النوع من المعاناة في دعم بعضهم البعض، وتسمى هذه المجموعات بمجموعات الدعم Support Groups
• إشراك الأسرة كلها في العملية العلاجية، بحيث تعمل الأسرة على استعادة النقاش والحوار فيما بينها وترى مدى أهميتها في إعانة المريض؛ ليقلع عن إدمانه.
واقرأ من على موقعنا وسقطت في شراك العنكبوت : أختي مدمنة إنترنت
هذا والله أعلم