الكبت وعدم احترام المشاعر وفقدان الثقة
أولاً: أرجو عدم ذكر اسمي وأكتفي بميرو، ثانياً: شكرا على هذه الخدمة الرائعة.
الموضوع وهو فقداني للحب والحنان أمي تعمل بالنهار وبالليل نايمة ولو احتاجت لأي شيء المقولة الشهيرة (أنا بأشتغل وتعبانة ومش عايزة حد يكلمني) أمي مدمنة سجائر وحولت التفاهم كتير معها بخصوص الموضوع لكن دون جدوى... وأخي الصغير بدأ يشرب زيها وأنا لحظت كذا مرة ولما أقوله غلط يقول (ماما بتشرب) بابا مش عارف حاجة زي دية بسبب شغله وانشغاله عن البيت.
وإذا جاء ينكد على البيت دي شغلته جوه البيت بابا عصبي جدا وعاوز كلامه يمشي حتى لو خطأ كتير يقول كلام خطأ ولما أقول الصح يبقى اليوم ما يعديش بسبب من وجهة نظره إني صغيرة وما بفهمش حاجة ومش من المفروض أقول رأيي أو حتى أي كلام لأني ما ليش رأي ولأني صغيرة والمفروض من وجهة نظره أيضا أنه ما يتكلمش معايا ولا يحكي لي حاجة ولا أفضفض بحاجة عشان أنا لسة صغيرة والمشكلة إني مش لاقية حد أتكلم معه ولا يفهمني ولا يديني الحب اللي عاوزاه وبعاني من كل شيء زهقت من الحياة.
أنا على طول عصبية وشايفة الدنيا سودة حتى يوم شبكتي ما كنتش فرحانة والسبب رغم أني بجب حبيبي جدا لكن المشاكل بينا ما لهاش عدد كنت فاكرة إن الخطوبة حب وحنان وعطاء وفسح وخروج والحياة بمبي زي ما كنت متوقعة لكن للأسف عكس كده شوفت مع خطيبي قسوة وأنانية وعدم تقدير لمشاعري كل ما أتكلم في الحب واللي نفسي فيه يقول لي (مشاعر طفلة أنت عايزة واحد فاضي شغلته يحب فيك وبس) ولما أقول طب ليه حبتني وجيت لي يقول لي عشان البراءة الطفولية اللي فيك هو أكبر مني ب7 سنين استحملت جفاء وجفاء مشاعره كتير ودايما أكلمه أقول أنا عايزة واحد يحتويني بحنانه واهتمامه وحبه يرد ويقول (أنت رومانسية قوي وأحلامك وردية لسة ما عرفتيش الواقع).
اتصدمت قعدت ساكتة ومش قادرة أكلم حد وكل لما حد يكلمني أبكي بكاء يساوي مدى البحار والمشكلة الأكبر إني حسيت إن ده الإنسان اللي أنا مستنياه وللأسف غلط وقلت أنا مش عايزة وهفض الشبكة بعديها لم أرَ أي شيء لمدة خمس أيام متواصلة اتبهدلت واضربت وتجرحت مشاعري في شرفي وسمعتي من العائلة الكريمة وكل ده عشان طلبت بجزء من حقي أنا عايزة حل أنا تعبت والموت عندي أرحم من اللي أنا شايفاه أنا عايزة نقطة أمل أحس بيها قبل ما أموت (أرجو الرد سريعا جدا جدا جدا) وشكرا لتاني مرة على هذه الخدمة والقائمين بها
10/6/2005
رد المستشار
الابنة الفاضلة؛
أنت مثل الملايين من بنات حواء العربيات في مثل سنك، ساهم واقعهن الأسري والعام في تشكيل شخصيتهن على نحو معين، ثم هو لا يكاد يراعي هذا التشكيل الذي أتمه، بل يذهب ليلوم وينتقد!!!
فمن أين سيكون لك رأي إلا بحوار وتدريب ومسئوليات تسند إليك؟! ومن أين سيكون لك عقل يتوازن مع مشاعرك؟! ومن أين سيكون لك قلب حكيم غير هوائي ولا هش، وأنت مثل كل بنت عربية من المدرسة أو الكلية إلى البيت، ومن البيت للمدرسة؟!
كيف ستكونين غير ما أنت ومصادر معرفتك عن العالم وعن البشر هي برامج تليفزيونية، بلهاء أو مجلات نسائية لامعة وفارغة، أو روايات ساذجة، أو كتب دراسية متواضعة، واحتكاك بالبشر قليل أو معدوم!!! وفي الحقيقة أنك لو انفصلت عن خطيبك هذا فلن تجدي غالبا من هو أكثر رومانسية أو يتسق مع صورتك عن فتى الأحلام، أو فترة الخطوبة، أو طبيعة وحقيقة الزواج، فلا الخطوبة هدية وفسحة ولا الزواج طرحة وكوشة، ولكن مسئوليات وعلاقة تبنى طوبة طوبة، ونسيج يجدله الطرفان بحب وحنان وتفاهم وعمل وجهاد.
خطيبك يا ابنتي غير مسئول عن عدم حصولك على الحنان و"الرومانسية" في بيتك، وعليك ألا تحمليه ذلك، وأحسب أنه يحتاج منك إلى أن تصبري عليه وتساعديه لأنه سيحتاج لبعض الوقت ليتعلم كيف يعامل أنثى رقيقة مثلك، فهو أيضًا لم يدربه أحد من قبل.
يا ابنتي أنت مثل مثيلاتك تحتاجين إلى إنضاج لشخصيتك، واحتكاك بالحياة أكثر، وإعادة تشكيل لعقلك ومواهبك، وعندئذ سيكون متاحا أكثر أن يستمع إليك من حولك ولا أنصحك بالتعجل في إتمام زواجك، ولا في فض خطبتك، ولكن وازني أمورك، واحسمي قرارك على مهل، والتمسي الصحبة الصالحة، والدعم النفسي والاجتماعي ممن حولك من الحكماء أصدقاء كانوا أو كبارا.
وكوني معنا على صلة مستمرة إطلاعا على ما نشرناه وننشره فإن فيه ما يفيدك في توسيع رؤيتك للدنيا ومعرفتك بالناس، وتابعينا بأخبارك.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> بدلا من الاكتئاب: حواء تحت العشرين: مشاركة